الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مميزات المعلم وتطور مكتسباته المعرفية

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


على الرغم من أهمية التحصل العلمي لمزاولة مهنة التعليم لا يعدّ كافياً لأداء المعلم مهامه التدريسية على أكمل وجه بعدّ المعلم يتعامل مع كائنات بشرية متباينة السلوك ومستويات الذكاء والتطور النفسي، ما يتطلب أن يهتم بكل حالة وحدها لإنجاز مهامه التدريسية. وكلما كان المعلم متمكناً من مادته الدراسية ويتقن أساليب تدريسها على نحو علمي وذو شخصية قوية ومحايدة وعادلة في تعاملها مع الطلاب نجح على نحو أكبر في أداء مهامه، على خلافه يفشل في أداء مهامه ويصبح عرضة للسخرية والتندر من الطلاب.
حين يُحجم المعلم مهامه بعدّه أداة إيصال مفردات المادة الدراسية إلى الطلاب، لا يصلح العمل في المجال التربوي كونه مربياً في المقام الأول وأداة فعالة بين المنهاج التربوي والطلاب في المقام الثاني. لأن التعليم على نحو عام ليس عملية تلقين للمعلومات واستقبالها وحسب، بل عملية نفسية تتطلب تبادل الثقة على نحو لاواعي بين المربي والمتعلم فالتواصل المعرفي يجب أن يسبقه تواصل نفسي بعدّه القناة الرئيسة لتمرير المعلومات إلى ذهن الآخر.
يلخص (( ف. كابتيريف )) أهم مميزات المعلم في المحاور أدناه :
1 – " إتقانه للمناهج الدراسية على نحو صحيح وحاز على تحصيل علمي تخصصي ويمتلك ثقافة عامة تؤهله لأداء مهامه التدريسية.
2 – معرفته بمنهجية المادة الدراسية وإتقانه لأساليب التدريس الفعالة وفهمه العميق للطبيعة النفسية والسلوكية لمرحلة الطلاب العمرية.
3 – التمتع بالموهبة الذاتية والإبداع التربوي واللياقة الأدبية والموضوعية والتواضع المعرفي.
4 – أن يكون محايداً وفعالاً ومجداً في البحث العلمي لتطوير إمكاناته المعرفية.
5 – أن يكون شديد الإنتباه والعناية بالطلاب الضعفاء على وجه الخصوص والرأفة بهم ويتعامل بالود والمحبة مع الطلاب على نحو عام ويظهر نزاهته واستقامته وتفانيه في العمل ".
على خلافه فإن المعلم المتعجرف والمتكبر والقاسي في تعامله مع الطلاب وإن كان ناجحاً في أداء مهامه التدريسية لا يحظى بإحترام الطلاب وتقديرهم، لأنه ليس مربياً وإنما يسعى إلى فرض وصايته على الطلاب بالعنف والقسوة بما يتعارض مع النهج التربوي السوي خاصة في ظل انعدام الرقابة والإشراف التربوي.
اعتقاد المعلم المتعجرف أنه يمتلك ناصية العلم والمعرفة ويستخف بآراء طلابه مرده الأساس شعوره بالنقص الذاتي والتخلف المعرفي في اللاوعي، فكلما زاد المرء علماً زاد معرفة بجهله. ويجب التفريق بين اكتساب الخبرة المهنية بأساليب التدريس واكتساب المعرفة لتطوير الذات، فالخبرة الأولى تكتسب بدالة ممارسة مهنة التدريس لسنوات طويلة والخبرة الثانية تكتسب خلال تطوير الذات المعرفية بإستغلال الزمن بعدّها هواية وليست مهنة.
يعتقد (( ف. كابتيريف )) " أن المعلم الذي يتصور نفسه حكيماً ويعتقد ليس بحاجة إلى تطوير قدراته المعرفية على نحو دائم، لا يصلح العمل في الحقل التعليمي ويكون تصنيفه في أسفل السلم التعليمي ويعدّ جسماً غريباً في الجسد التعليمي ولا يمت بصلة للثقافة والعلم وتنقصه المهارة والإبداع ويعاني تخلفاً في تطوره النفسي ".
تعدّ الخبرة المهنية أساس النجاح في كل المهن الحرة في الحياة لكنها ليست كافية في مهنة التعليم لتحقيق النجاح لأنها مرتبطة على نحو فعال بالطالب، فالعملية التربوية لا يمكن عدّها عملية ناحجة كلياً من دون أن تحقق أهدافها الموزعة على نحو متساوٍ بين المعلم في أداء مهامه التدريسية والطالب في أداء مهامه الاستيعابية، وبما أنها عملية ذهنية للتواصل بين المعلم والطالب فإنها تشترط وجود توافقاً نفسياً بينهما لأن اكتساب المعرفة تُكسب الذات تطوراً نفسياً.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تبدو كالقطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أدهشت


.. أصوات من غزة| سكان مخيم جباليا يعانون بسبب تكرار النزوح إلى




.. يحيى سريع: نجحنا حتى الآن في إسقاط 5 مسيرات أمريكية من نوع ط


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني في مدينة تبريز عاصمة محافظة




.. تحذير من حقن التخسيس لأصحاب هذا المرض