الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيب على مقال للاستاذ الدكتور عدنان الطعمة

منذر الفضل

2004 / 10 / 17
القضية الكردية


نشر موقع صوت العراق يوم 15 اكتوبر مقالا للاستاذ الدكتور والمفكر المبدع عدنان الطعمة , واعترف انني من المدمنين ...! على متابعة كل ما يتشر على هذا الموقع القيم حيث يحرص الصديق العزيز الاستاذ انور عبد الرحمن على نشر المقالات التي تعزز ثقافة حقوق الانسان والاعتدال و كل ما يرسخ الحوار الحضاري وثقافة الاختلاف وهو ما يجعل لهذا الموقع قيمة كبيرة تحترم مايقدم للقارىء من وجبات طيبة ..! و لما يلعبه الموقع من دور في نشر ثقافة التسامح واحترام التعددية القومية والدينية والفكرية والوقوف بصلابة ضد النازية العربية ( فكر البعث ) وضد الارهاب وهذا سر نجاح الموقع رغم شحة الامكانات المالية .
ومن الكتابات القيمة التي انتظر نشرها على صوت العراق لللاطلاع عليها ما يكتبه الاستاذ الدكتور عدنان الطعمة , وقبل ان اعقب على ما نشره بخصوص اعمار كوردستان الذي يعود بالفائدة على العراقيين والعراق , أقول انني لم التق بهذه الشخصية النبيلة الا مرة واحدة فقط حيث التقينا في بغداد عام 1975 ..!

ومنذ ذالك التاريخ ظل هذا اللقاء في ذهني عالقا رغم كل الحروب الداخلية والخارجية التي تعرض لها جميع العراقيين ورغم كل المأسي التي مرت علينا . كان استاذنا الفاضل الطعمة عائدا للتو من المانيا الى وطنه يريد ان يستقر في عش من اعشاشه لكي يخدم أهله وشعبه وفقا لما سمي انذاك من امتيازات للكفاءات العائدة من الخارج حسب قانون الكفاءات الذي صدر عام 1975 . وفي الجادرية لا توجد واسطة للنقل من جامعة بغداد الى المدينة الا التاكسي وقد تقاسمنا في حينها الاجرة وكانت دينارا واحدا ..! ثمن الاجرة الى باب المعظم , وفي التاكسي دار حديث بيننا وكنت في حينها اعد رسالتي للماجستير واحلم بالعمل الاكاديمي وافترقنا في باب المعظم ومنذ ذلك الوقت انقطعت اخبار استاذنا الطعمة وعرفت انه لن يتمكن من الاستمرار تحت حكم البعث ولن يحصل على عمل يليق بعالم مثله لان حكم القتله يكرهون الحياة ولايحبون العلماء فكيف الحال اذا كان العال! م من اسرة شيعية شريفة وعريقة معروفة بتاريخها وسمعتها العلمية في مدينة كربلا ؟
كتابات الدكتور الطعمة تفوح منها رائحة التسامح والقيم النبيلة وحب الوطن ونبذ التطرف ومقاومة الارهاب واحترام الاخر والقبول به والا مالذي يدفع الدكتور الطعمة الى ان يتذكر معاملة الكورد له والى اسرته في شقلاوة وصلاح الدين والاحداث الصغيرة اليومية رغم مرور اكثر من ثلاثين سنه عليها ؟
ياسيدي الكريم , ان الوفاء قيمة انسانية تنشأ مع الانسان بفعل بيئته ويتعلمها من اسرته ومحيطه العائلي , وهذه القيمة مثلها مثل الصدق والكذب والاحتيال والسطو والكراهية واحترام الوقت والمواعيد وغيرها , ولان اسرة السادة ال طعمة لم ترب اولادها الا على المحبه وقيم الخير والصفات الحميده فليس غريبا ان يكون الاستاذ الدكتور الطعمة شجرة مثمرة من حديقة كربلا واهلها الطيبين الذين قاوموا ابشع نظام دكتاتوري وسطروا صورا من الشجاعة والتضحية في مقاومة الطاغية وخاصة في الانتفاضة الشعبانية الباسلة عام 1991 . كانت – وماتزال – عائلة السادة ال طعمة تسقي اولادها حب الناس والعلم واحترام الاخر والصدق والوفاء بينما كانت هناك قيما اخرى تغرس في عقول تربت على الشر و على السطو وسلب اموال الغير واغتصابها واكل المال الحرام واستعمال العنف والاحتكام الى قانون القوة بدلا من قوة القانون الالهي والوضعي فقام خال صدام بسرقة اموال الاحياء والاموات ونشأ صدام وجلاوزته على قيم هذا الخال وشتان ما بين هذا وذاك , شتان ما بين انسان وذئب .انسان يريد ان يعيش بسلام واستقرار واخر يريد كل شىء ويخرب الحياة واول اثار التخريب كانت في كوردستان الحبيبة من هذه الذئاب التي لا تعرف الرحمة ولا تحترم قانون فكانت جريمة حلبجة والانفال وباليسان وكرميان وقلعة دزه وغيرها من القبور الجماعية التي انكر وجودها تلاميذ النازية العربية.
اعود الى مقال الاخ الكريم الدكتور الطعمة حول اعمال كوردستان , مؤيدا كل ما جاء فيه واضيف ان كوردستان العراق كانت ملاذا امنا وما تزال للاحرار الرافضين للعبودية والظلم والاضطهاد وملجئا لكل من يقصد الكورد حتى ممن اساء لهم في يوم ما من الايام , وصفات الشعب الكوردي – أخي الدكتور الطعمة – ورغم كل ما اصابهم من قسوة وجرائم يندى لها الجبين , الاانهم يقدرون الضيف ويحترمونه بصورة كبيرة وكنا نتوهم ان اكرام الضيف عند العرب وحسب حسبما تعلمناه ودرسناه في مدارسنا ضمن التربية اللاوطنية ...! تلك المناهج الدراسية التي تمجد العنصر العربي دون غيره وتغرس في اذهان التلاميذ اوهاما من زيف الانتصارات بقيادة عنتره بن شداد العبسي ..! أقول تلك المناهج التي تخلو وحتى هذه اللحظة من اية كلمة طيبة تغرس في اذهان الاجيال قيم ثقافة الاختلاف والتسامح والاعتراف بالاخر واحترام القوميات الاخرى واحترام اتباع الديانات الاخرى و! احترام حقوق الانسان .
وعلى هامش الملتقى للحوار بين العرب والكورد الذي عقد في اربيل للفترة من 17-20 ايلول 2004 ذهبت لزيارة قبر القائد الخالد البارزاني والمناضل ادريس البارزاني , فوجدت كل من القبرين في منتهى البساطة في بارزان التي تبعد حوالي ساعتين عن مصيف صلاح الدين واثناء الرحلة شاهدت طبيعة كوردستان الجميلة اذ لا يمكن ان انسى مناظر هذه الجبال الرائعة والسهول الخضراء والمياة الصافية الزرقاء ووداعة الناس وطيبتهم واستقبالهم للعرب القادمين لزيارتهم لاسيما اذا عرفوا انك قادم من جنوب العراق او انك من القومية العربية , الا ان الالم والوجع خيم على صدري حين تذكرت الطاغية وجرائمه القذرة التي ارتكبها ضد شعب أمن يعشق الحرية ويقاتل من أجلها وقدم لنيل حريته مئات الالاف من الشهداء دفاعا عن حقه في الوجود , اقول لقد تذكرت ان اشرس المعارك بين قوات البشمركة البطلة مع قوات ( رمز العروبة والقائد الضرورة صانع الامجاد ) قد دارت في ميركه سور وبارزان وحرير وبيخال وشلالات كلي علي بيك وغيرها من المناطق الجميلة التي تفوق في جمالها اية طبيعة اخرى .

اثناء عودتي من بارزان وصلت الى احد الجسور التي صنعها النظام لعبور الدبابات وعلى ضفاف نهر جميل يشوى السمك المسكوف الطازج وقررت تناول الطعام ,وبانتظار وصول السمك كنت اشاهد الاسماك في النهر من صفاء المياه ونقاوتها , مثل نقاوة وطيبة الانسان الكوردي وحين جلست انتظر الطعام اقتربت من مجموعة من العمال الجالسين الذين وصلوا لتناول السمك المسكوف ايضا وبعد الحديث تبين لي انهم هجروا جنوب العراق ليتمتعوا بالامن وكسب لقمة العيش الحلال في كوردستان يعيشون بين اهلهم الكورد بسلام وامان , وما بين الصور التي تحملها ذاكرتي عن جرائم النظام ضد الكورد وبين التعايش الاخوي والانسجام بين العربي والكوردي على بقعة من كوردستان مخضبه بدم الابرياء وشهداء الكورد , تذكرت ان التلاحم الاخوي بين الكورد والعرب لا يمكن لايه قوة ان تحدث! شرخا بينهم .
كوردستان , وبخاصة بعد افتتاح المطارات الدولية فيها ستكون تايوان الشرق لطبيعتها الجميلة الخلابة , وللامن والاستقرار الذي تتمتع به ولشعب كوردستان الطيب الذي يتحلى بكل قيم الخير والمحبه والتسامح . الاستثمارات الكبيرة التي تنشأ فيها , ورشات العمل عليها ليل نهار , التسهيلات الكبيرة للقادمين والمعاملة الحسنة على المركز الحدودي في ابراهيم الخليل وغيرها ستنعكس حتما بنتائج ايجابية على العراق والعراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا