الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطور النفسي وتنمية القدرات

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يعدّ التطور النفسي أو خلله معياراً لقياس السلوك السوي من عدمه على نحو عام، ولا يمكن عزله عن عوامل المحيط ومؤثراته الايجابية في الرواسب الكامنة أو السلبية وخلل الأجهزة العقلية لأسباب وراثية أو مرضية أو نفسية تضعف آليات الاكتساب المعرفي لتطوير القدرات النفسية.
إن خلل البناء التكويني للشخصية خلال محطات العمر يؤثر سلباً في إجمال عمليات النمو الطبيعي وتطور مدارك الفرد وأنماط بناؤه الإرادي وقدراته الذاتية على التطور، فتعزيز الثقة بالنفس والإرادة وبناء القدرات الذاتية وتطويرها تعدّ الأساس في التطور النفسي خلال الغرس التربوي اللاواعي والمكتسبات المعرفية الواعية. وكلما كانت أنماط التربية صحيحة وهادفة زادت الثقة بالنفس وتعززت الإرادة الذاتية على نحو أكثر وكلما زادت المكتسبات المعرفية زادت قدرات الفرد ومهاراته، فعملية بناء الذات يمكن عدّها مراحل متسلسلة ومترابطة في كل محطات العمر خلالها يجري البناء التكويني للتطور النفسي الذي يظهر سوية السلوكيات من عدمها في المحيط الاجتماعي.
يعتقد (( فيغوتسكي )) " أن طريقة التربية الصحيحة للطفل أو غير الصحيحة تخلق تفاوتاً كبيراً بين الأنماط الثقافية السلوكية للتكوين النفسي والسيكوفيزلوجي للطفل السوي من غير السوي ".
لا يوجد فعلاً عشوائياً من دون هدف يصدر عن كائن عاقل لا يعاني خللاً نفسياً أو مرضياً أو وراثياً لأن الفعل العقلاني يعدّ فعلاً مقصوداً ذو هدف محدد خاصة إن كانت أفعالاً تربوية موجه إلى كائنات بشرية لإحداث تغيرات في سلوكها وأنماط حياتها العامة.
لذلك الأفعال التربوية المقصودة والهادفة على وجه الخصوص إن لم تكن أفعالاً مدروسة على نحو دقيق لا تحييد عن هدفها المنشود وحسب، بل قد تسفر عن نتائج معاكسة تماماً تخل بالبناء التكويني لشخصية الفرد وتعيق تطوره النفسي الذي يعكس بالضرورة سلوكاً متعارضاً مع أهداف النهج التربوي المعتمد على نحو عام.
يقول (( فيغوتسكي )) : " إن خلل النمط الإرادي أو ضعفه يعدّ مرحلة متدنية من مراحل الفعل الهادف على مستوى التطور النوعي والفردي المتوافق مع البناء التكويني لآليات الإرادة ".
تعدّ أحد الركائز الأساس لبناء التطور النفسي الصحيح الغرس التربوي الهادف في مرحلة الطفولة والمكتسبات المعرفية خلال محطات العمر التي تنمي مهارات الفرد وتعزز قدراته الذاتية والإرادية في إتخاذ القرار وتزيد الثقة بالنفس وتُفعل آليات التواصل مع محيطه الاجتماعي لتبادل الخبرات الذاتية والتجارب لتطوير مكتسباته المعرفية ما ينعكس ايجاباً على تطوره النفسي.
تعتقد (( إ. زيمنيايا )) " إن التناقض بين المستوى الذي يبلغه تطور المعارف والمهارات والقدرات ومنظومة الدوافع والأنماط المتباينة لصلات الفرد مع محيطه الاجتماعي تعدّ المحرك الأساس لتطوره النفسي ".
لذلك لا يمكن الفصل على نحو كلي بين عمليات البناء التكويني لشخصية الفرد خلال محطات العمر عن البناء السيكوفيزلوجي لتطوره النفسي وإنما يمكن عدّهما مترابطان، فالخلل الذي يطرأ على البناء التكويني لشخصية الفرد خلال محطة عمرية ما يؤثر سلباً في بناء تطوره النفسي اللاحق الذي يضعف الشخصية ويقلل المهارات الذاتية ويحرف السلوك عن السوية.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين