الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امام انظار وزارة التعليم ... مع التحية

دياري صالح مجيد

2011 / 3 / 21
التربية والتعليم والبحث العلمي


وزارة التعليم في اي بلد متحضر تلعب دورا مؤثرا في صياغة الكيفية التي ترتسم فيها الابعاد المستقبلية للمجتمع ككل في ضوء الدور الذي يمارسه الاكاديميون عموما في مناقشة المشكلات المختلفة التي يعاني منها المجتمع بهدف وضع الحلول التي من شانها ان ترتقي والمستقبل الذي تنشهده الشعوب في اي مكان طبيعي على هذه الارض .

واذا افترضنا ان الهدف من وجود وزارة ما للتعليم في اي بلد هو بالاساس الارتقاء بالاكاديمين المسؤولين عن هذا المجال ومن ثم المجتمع ككل , فعندها نحلل لماذا تقوم وزارات التعليم في العديد من الدول بالعمل على تطوير اساليب العمل الخاصة بها بهدف الارتقاء بمستوى الاكاديمين والارتقاء بالبلد ومكوناته المجتمعية ثانيا .

واذا ما افترضنا بان وزارة التعليم في العراق تقوم بذات الدور وبالاخص عبر برنامج الزمالات الدراسية فيها الذي بدا العمل به منذ عهد السيد العجيلي , فان ذلك يعد خطوة ايجابية على طريق تطوير التعليم بما ينسجم وحجم التحديات التي يواجهها المجتمع العراقي في الوقت الحاضر .

ومن تجربة شخصية في العمل الاكاديمي استطيع القول وبكل ثقة ان هذا البرنامج من البرامج الناجحة التي يجب على الوزراة الاستمرار بها , لما فيه من خدمة حقيقية , ولكن ذلك لا يعني انعدام الضوابط في ارسال الطلبة في مرحلة الدكتوراه تحديدا الى خارج البلد للتمتع بزمالات دراسية مكفولة من قبل الحكومة العراقية ولمدد تتراوح بين 3-6 اشهر دون ضوابط تذكر . في هذا الصدد اعرف احد الاشخاص الذين ارسلوا الى استراليا في زمالة بحثية قصيرة الاجل من دون ان يعرف هذا الشخص ابسط قواعد اللغة الانكليزية و كيفية التعامل مع الاخرين بها ؟ , وهو امر يثير الاستغراب فمثل هذا الشخص سيذهب اولا لتمثيل العراق ومن ثم سيمضي فترة الزمالة البحثية دون ان يحقق منها اي وجه للفائدة العلمية في مجال بحثه الاكاديمي , ومن جهة اخرى سيكلف خزينة الدولة الالاف الدولارات دون ان يكون هنالك في المحصلة اي قيمة لسفره هذا , مما يجعل المرء يتسائل عن اسباب غياب الضوابط العلمية في تمتع البعض بمثل هذه الفرصة الفريدة التي من شانها ان تغير حياة من يستحقها بشكل فعلي .

في احدى المرات سؤل احد الاشخاص عن الفائدة التي جناها من سفره للتمتع بزمالة بحثية طالما انه لم يستخدم اي مصدر يذكر من الدولة التي سافر اليها في بحثه , فقال بانه لا يعرف اللغة !!, وهو خطأ لا يتحمل هو بالضرورة مسؤوليته الكاملة وانما الوزارة بطبيعة الحال تتحمل مثل هذا الامر في ظل غياب اي معيار اساسي يمكن اعتماده لمعرفة مدى استحقاق هذا الباحث من غيره لمثل هذه الفرصة العظيمة .

نحن في هذه المقالة لا نريد من الوزارة الغاء مثل هذا البرنامج المهم , وانما العمل على تشكيل لجنة تضع في الاعتبار المعايير العلمية المناسبة التي تتيح للباحث امكانية التمتع بزمالة بحثية في الدولة التي تناسب مؤهلاته , والا فما فائدة ان يذهب شخص ما الى استراليا او بريطانيا دون ان يعرف اي شيء عن لغة هذه البلاد ! او ليس من الاجدر بمثله ان يبعث الى احدى الدول العربية التي يجيد لغتها لكي يحقق شيء من الفائدة في بحثه من هذه الفرصة الخاصة بالزمالة البحثية ؟؟ .

اقول لوزير التعليم الجديد بانه اذا اراد ان يطور التعليم العالي في العراق فان الامر بحاجة ماسة الى اعادة النظر , ليس لان ما قام به الاخ العجيلي كان خاطأ , بل ان ما يوجد الان هو الحاجة الماسة الى مزيد من التعاطي المهني مع ما يجري في وزارة التعليم وما يؤسس له من مشاريع مهمة فيها بهدف مزيد من الاستقلالية والتطور في عمل هذه الوزارة المهمة في العراق , التي يمكن لها ان تعيد رسم المستقبل فيه بطريقة اكثر اشراقا , لذا يقال في حق التعليم " بان التاريخ الانساني يتحول شيئا فشيئا الى نوع من السباق ما بين العلم والكارثة " , والكارثة كل الكارثة في ان نرسل الباحثين الى دول لا تخدم مؤهلاتهم العلمية ولا تلبي الطموحات المبتغاة من وراء تنعمهم بمثل هذه الفرصة التي يُنتظر منها ان تكون ذات تاثير ايجابي فعال في مستقبل حياة الفرد والمجتمع على حد سواء , وليس مجرد نزهة في عوالم الغرب وجامعاته الرصينة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24