الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوية مغربية ، ولسنا في مزاد علني يا ناس ...

منير الناقه

2011 / 3 / 21
المجتمع المدني



وأنا مغربي اعتز بازدواجية انتمائي لحضارتين عريقتين ، الحضارة العربية و الأمازيغية .وللإسلام دينا حرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، استنكر كل من يتحدث عن عناصر وأقوام ولغات بالمغرب ، فعندما ولدت بعرق عربي وأمازيغي ، لم يكن لدي الاختيار . فاحترموا شعورنا أيها العنصريون .
أعتقد في الألفية الثالثة يجب أن نتجاوز النعرات القبلية،وان نبدأ في الحديث عن ما يجمعنا ، وهذا لا يحدث إلا بتحديث الفكر والنظر بابتسامة إلى مستقبل أفضل ، وإلا فقطار الحضارة لن ينتظر من لن يركبه في وقته .
* * *
دعونا من هذا كله ، لنقرأ جانبا الوضع اللغوي في المغرب ، في ضوء الدستور القديم والدستور الذي نحلم به جميعا ، أولا كل المغاربة - ولا استثناء – يقرون بوجود تنوع لغوي أمازيغي عربي ، لكنني لا اعتقد أن هناك اليوم لغة سائدة غير الدارجة المغربية ، وكتوضيح لساني خاص ، فالدارجة المغربية هي خليط من العربية واللهجات المحلية ، لا نعرف مراحل تطورها التاريخي ، وكيف انصهرت لهجات كثيرة لتعطينا لغة أصبحت تميز المغاربة منذ قرون خلت . لذا فلا أحد يتكلم بالأمازيغية مائة بالمائة ولا احد يتكلم العربية مائة بالمائة . ذ
غير ان المغاربة عامة بحكم كونهم مسلمين ، كغيرهم من الواجب عليهم إتقان اللغة العربية ، فهي لغة القرآن بها نزل وبها يقرأ ، وهي لغة الصلاة ، وهي لغة على كل حال جامعة ليس للمغاربة وحدهم ، بل للمسلمين في كل الدنيا .
أكد الخطاب الثوابت، و لكنه استطرد بعبارة ( دسترة ) الامازيغية ، دون تحديد للتفاصيل ، لكن رغم ذلك يبقى هذا الإعلان في حد ذاته مطلبا طالما طالبت به منظمات وأحزاب وأفراد منذ خمسينيات القرن 20 .
ملاحظاتي لن تتناول الجوانب القانونية لدسترة الامازيغية ، بل سأركز حديثي على اقتراحات عملية لجعل اللغة العربية والامازيغية متواجدتين في الحياة العامة :
دسترة اللغة الامازيغية: وذلك من اجل أن تصبح لغة شقيقة للعربية رتبة واستعمالا، فمن حيث الاستعمال لا فرق بين العربية والامازيغية مادامتا تصلحان للتواصل والتعبير اليومي عن الأغراض الخاصة والعامة لكل المغاربة .أما من حيث الرتبة فمن الواجب في الدستور الجديد التنصيص على كون ( اللغة العربية والامازيغية ) لغتان رسميتان في المغرب
تشتركان في التعبير عن الهوية المغربية الأصيلة . وهما تعبير عن التفاعل الايجابي الذي أحدثه الإسلام من القرن 7 الميلادي في المغرب .

ولتتخذ دسترة الامازيغية بعد واقعيا نمر إلى المطلب الثاني :

1- ضرورة تطوير اللغات الوطنية : لا يخفى أن اللغات في العالم تتطور باطراد كبير ، حتى أن بعض الدول تجدد معاجمها اللغوية كل سنة ، كما هوالحال في فرنسا ، حيث تضاف التعديلات والتصويبات كلما دعت الضرورة والحاجة إلى ذلك ، لذا فمن الواجب على الدولة في إطار دسترة الامازيغية التنصيص على ضرورة تطويرها بمعجمتها في معاجم متخصصة ، ومقارنة حتى تصبح لغة معرفة لا لغة تواصل فقط .ونفس الأمر بالنسبة للغة العربية ، فمعاجمنا العربية باتت متجاوزة ، كما لا نجد في كثير من الأحيان معاجم متخصصة .وهذه مهمة مراكز الأبحاث اللغوية ( مركز أبحاث التعريب بالرباط ، ومركز الثقافة الامازيغية ).

2- إدماج الأمازيغية في الفضاء الاتصالي والإعلامي :
من التجارب الحميدة في المغرب ظهور هواتف نقالة بالامازيغية ، وهذا لعمري خطوة مبشرة بتطور هذه اللغة لتصبح آلة معرفة وتكنولوجيا ، كما أن ظهور قنوات إذاعية وتلفزيونية متخصصة في الأمازيغية سيكون له الأثر البالغ على مزيد من المكانة لهذه اللغة العريقة .
وأود أن أثير انتباه بعض القراء انه من المعيب أن تتواصل معنا الأبناك والمؤسسات العامة برسائل باللغة الفرنسية ، فماذا نسمي هذا ؟؟؟ أليس إهانة لمواطنين مغاربة من المفروض أنهم يؤدون ضرائب على الدخل والنظافة والسكن والقيمة المضافة ، ومن حقهم أن يفهموا ماذا يكتب لهم ؟؟؟

3- رفع أهمية العربية في التعليم بجميع أسلاكه :
إن على الدستور الجديد بعث اللغة العربية من جديد كلغة الهوية الإسلامية التي توحد كل المغاربة ، حفاظا على المكاسب ، ورهانا على المستقبل ، وتكريسا لأهميتها ، لذلك كله يجب على الوزارة المعنية بشؤون التعليم والبحث العلمي السهر على رفع معاملات اللغة العربية في جميع الشعب والأسلاك التعليمية ، لتجلب اهتمام التلاميذ والطلبة إليها ، فلا يعقل مثلا أن معامل اللغة العربية لا يتجاوز 2 في السنة الأولى من الباكالورايا في حين معامل الفرنسية 4 ، ألا يعتبر هذا ميزا عنصرية لغوية ؟علما أن لا فرق بين اللغات مادامت تؤدي وظيفة التواصل بنجاعة واقتصاد .
إضافة إلى ذلك يجب فرض اللغة العربية في الشعب العلمية ما بعد الباكالوريا ، لأنه لا يعقل أن تخرج معاهدنا أطباء ومهندسين ، ينسون كثيرا من المفاهيم العربية البسيطة ، وقد حصل لي أنني شاهدت مسؤولة في الحكومة وهي ( مفرنسة ) في نشرة أخبار أجابت عن سؤال على ماذا تعتمدون في برنامجكم ؟ فاستعملت فعل (عمد) بكل صيغه الممكنة ،وغير الممكنة : نعتمد اعتمادا ونتخذ كعمود للمشروع ...) لقد أبانت أن رصيدها اللغوي لا يتوفر على أفعال غير عمد ...للأسف ، كما نشاهد جميعا كيف يعتدي النوام
( عفوا النواب ) في البرلمان على اللغة العربية بتشويه مفرداتها ومخارج حروفها ... ولا حصر للإهانات التي تتعرض لها هذه اللغة في الجرائد والمجلات و الإشهارات .
ولا يجب أن ننسى كون الدول التي تطورت في شرق آسيا ( الصين ، اليابان ، ماليزيا ...) تطورت بلغاتها ،أولا ثم انفتحت على لغات العالم بلا استثناء .




نتائج :

أملنا دائما كمغاربة نحب هذا الوطن أن نراه يسير نحو الأمام ، لا نريد من يخوننا ، ولا نريد من يبيع ويشتري فينا ، ولا نريد من يركب على ظهورنا .
اعتقد أن النقط الثلاث :
1- دسترة اللغة الامازيغي
2- تطوير اللغة الوطنية العربية
3- إدماج الامازيغية في الفضاء الاتصالي والإعلامي :
4- رفع أهمية العربية في التعليم بحميع أسلاكه :

كلها إجراءات ستنقلنا إلى مزيد من الاعتزاز بلغاتنا الوطنية ، لا فرق بينها ، ما دامت تشكل انماط تواصلية ( يعبر بهما كل قوم عن حاجاتهم ) على رأي بن جني.
ولا ننسى أن هناك دول في العالم تعد فيها اللغات بالمئات ، دون أن يخلق ذلك أدنى مشكل .ولنا في الهند المثل حيث تتعايش فيها الديانات واللغات بلا عدد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماعلاقة المغرب بالعرب؟
مصطفى المكناسي ( 2011 / 3 / 21 - 16:17 )
عدد العرب في روسا والصين يفوق عددهم في المغرب, رغم هذا فالصين لاتنتمي الى الحضارة العرببة. ليس كل من عرب لسانه عربي. انا اعيش في هولندا واتقن الهولندية اكثر من الامازيغية والعربية. هل يعني هذا انني جرماني؟ لا ياخي. ان كنت من المغرب, فانت امازيغي. وان كنت تدعي العروبة, فانت مجاهد و شريف. في القرن 21 يسمى المجاهد الشريف بالعنصري, الامبريالي, السفاح, المغتصب لحقوق واراضي الغير.


2 - أمازيغي أنا ....
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 3 / 21 - 19:53 )
أمازيغي ، أحمل في ذاتي جينات البلد الذي أعيش فيه ، لا يهمني متى قدمتُ ، ولا من أين أتيتُ ، أحترم اللغة الأمازيغية لأنها تعبر عن هويتي ،و أقدس اللغة العربية لأنها لغة ديني ، وذاك لا يمنعني من الإنفتاح على عوالم لغوية تثري تجاربي .
منذ القديم كان الأجداد لا يعيرون للعنصرية قيمة ، فبلادهم مفتوحة لكل الأقوام واللغات
وهم من أكثر الأمم قابلية لاحتضان الآخر والغير مهما كان شائنا .
ومهما غيرت الأثواب وحورت اللسان وبدلت الأديان ، فسأبقى دائما أمازيغيا مغاربيا مغربيا .

اخر الافلام

.. نتنياهو: عملية رفح تخدم هدفي إعادة الأسرى والقضاء على حماس


.. شبكات | تفاصيل صفقة تبادل الأسرى ضمن الاتفاق الذي وافقت عليه




.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم