الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اسباب مظاهر التدين والدروشة والارهاب في العالم الإسلامي

حافظ قبيلات

2011 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يحتاج الأمر إلي أدلة لمعرفة حالة التدين والدروشة التي أصابت المجتمع الإسلامي ، في الثلاثين سنة الأخيرة. يكفي أن تشاهد على شاشة التلفزيون وبالأبيض والأسود ، حفلة لام كلثوم في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، لتلاحظ نوعية البشر الموجودين في المسرح، رجالُ ونساء من مختلف فئات العمر، فرحين ، مستبشرين ، وجوههم تطفح فرحاً وحباً للحياة. لاترى بينهم امرأة واحدة، حتى واحدة تلبس الحجاب أو السواد من أي نوع.وحتى ترى التغيًر الذي حدث ما عليك سوى زيارة إحدى الجامعات ، آو المراكز التعليمية أو حتى الأسواق التجارية هذه الأيام، لتشاهد غرابيب سود متحركة كالدمى. وأشباه آدميين يتسربلون بثياب قصيرة ونعال مهترئة، بلحىٍ كثة مغبرة.
فما سبب كل هذا التحول وهذه الردة؟
** إحساس المسلمين بالدونية في هذا العصر الذي تطورت فيه العلوم و الاختراعات، وتصاعدت فيه ثورة المعلومات والاتصالات. جعلت المسلم معِ إحساسه بالدونية والصغار، ينادي بالعودة إلى الجذور الدينية.والتي يعتقد أنها الملجأ والملاذ، ليحتمي بها هرباً من الواقع، وهو كمن يدس رأسه في الرمل من فرط دونيته.
وهذا الإحساس بالدونية منعهم من الإ قتداء بمن تقدموا وبأسباب تقدمهم وتوفر سبل الإ بداع والإ بتكار لديهم. فهناك دول كثيرة،تخلفت عن ثورات التقدم العلمي قرون كثيرة،لكنها تحدت نفسها وقررت اللحاق بالأمم الحية، مثل الصين التي كانت إمبراطورية مغلقة،والهند واليابان وغيرها من دول العالم. لم يقل الصينيون علينا أن نعود إلى جذور البوذية، ولم يرجع الهنود إلي خرافات الهندوسية، بل اعتمدوا الديمقراطية والعلم والتقدم والتكنولوجيا. فقط الدول الإ سلامية هي التي قررت القعود، وأصابها الإحباط واليأس والقنوط. ورأت في الإ نعزال الذي قاد إلى اليأس ثم إلي الإ رهاب . وكره الآخر بل ومحاربته. وجهاد الآخرين بدل جهاد النفس. تذكروا معي الطالب الفاشل ، يسعى إلى إ عاقة الحصة الدراسية،بالإساءة إلى الجميع، فلا مصلحة له بما يجري، إن الإسلاميين هم الطالب الفاشل في هذا العالم.
**فشل الأنظمة والمشاريع السياسية في البلاد العربية والإسلامية، التي كانت اخذت عناوين الفكر التقدمي والقومي والديمقراطي، ولكنها مارست اشد أنواع الحكم تخلفاً ودكتاتورية،فمارست خلطة من الفكر (اليساري والإ سلامي والقبلي) وحكمت باسم العسكر وحاربت الديمقراطية والثقافة.فكان إن فشلت فشلاً مروعاً .فشلت في الإ قتصاد كما في السياسة.، ومثال ذلك نظام عبد الناصر والبعثتين في سوريا والعراق واشتراكية بومدين وغيرها. هذا الفشل جعل الإ سلاميين يطلون برؤوسهم ليقولوا ، انظروا؛ لقد فشلت كل مشاريعكم التقدمية والديمقراطية واليسارية، وليس هناك إلا العودة إلى الإ سلام، فهو الحل! وأدى هذا إلى اعتقاد كثير من الناس بأن سبب الفشل هو الإ بتعاد عن الدين ، لذلك رأينا مظاهر التدين والدروشة والسلوكيات الغريبة من اِ طلاق اللحى، ولبس الثياب القصيرة،وتسويد حياة المرأة فكراً ولباساً.اعتقادا منهم إن هذه الأمور ستعيد الأمة إلى منابع الحضارة ومساواتها بالأمم.ناسين بأن الإ سلام وبأدوات الخيل والسيف والترس قد عفا عليها الزمن منذ خمسة عشر قرناً .
**التقاسم الوظيفي بين الحكام ورجال الدين، السلطة الدينية وأموال الوقف لرجال الدين، والمال العام والسلطة السياسية للحكام الطغاة.هذا التقاسم جعل ثقافة الشعوب دينية، غيبية ، اتكالية.كما حدث بين أمراء السعودية والوهابيين، وملوك الأردن والإخوان المسلمين.كما هو الحال في الباكستان، ومعظم الدول الإسلامية.
**عادة ماتكون مظاهر التدين والدروشة في أوساط البسطاء والعامة. ولكنة أصاب حتى المتعلمين من أطباء ومهندسين ومحامين وغيرهم. فعلى سبيل المثال، أقامت نقابة الأطباء الأردنيين ندوة علمية حول الطب النبوي.وقال احد قادة الإسلاميين وبالمناسبة هو مهندس،بان سلاحنا نحن المسلمون أمام التقدم العلمي والتفوق التكنولوجي للغرب الكافر.هو المزيد من التناسل والتكاثر" تناسلوا تكاثروا فاني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، ويقول آخر" إن الله قيض لنا الغرب والشرق باختراعاتهم وعلومهم بما فيه راحتنا، حتى نتفرغ نحن للعبادة"
** ولكن ماالعمل؟ إن السبيل الوحيد للحاق بالأمم المتقدمة هو انتهاج الطرق العلمية والتي جربها العالم ، ونجح.وهي:
1: تطبيق مبدأ الديمقراطية والعدالة وحقوق المواطن فالأمة التي تعيش تحت ظل الدكتاتوريات والظلم ومصادرة حقوق الإنسان الأساسية لن تنهض وتتقدم.
2:فصل الدين عن الدولة،وحصر الدين في أماكن العبادة،وإلغاء مواد الدستور التي تعزز الدين في حياة المجتمعات" فالدين لله والوطن للجميع"
3: العناية بالتعليم وتطوير المناهج المدرسية والجامعية المتخلفة،والتي في مجملها مناهج دينية بالية. ومناهج تعزز أساليب الحفظ والصم. على حساب تعلم التفكير والإبداع.
4: تطوير مراكز البحث العلمي في الجامعات والمدارس، والبدء من جديد، أن تبدأ متأخرًا خير من أن لاتبدأ ابدًا.
5: احترام حقوق المرأة وسن القوانين والأنظمة التي تعزز مكانتها، وتحافظ على إنسانيتها وكرامتها،فالمرأة المأزومة الخانعة،لا تصنع جيلا ًحرًا كريماً.
6: الإرادة السياسية في إطلاق برامج تنويرية تعليمية، تصيب جميع أركان المجتمع، تقوم بها الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والمثقفون، لخلق أجواء من الثقة بالنفس، والتفاؤل بالحياة، والإيمان بالمستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل الشكر
انعام الور ( 2011 / 3 / 22 - 09:50 )
مقال عقلاني كل الشكر للكاتب


2 - العوده الى الوراء (1)
سالم المولى ( 2011 / 3 / 22 - 13:43 )
اؤيد كل ماجئت فيه . مانراه من ازياء اسلاميه تثير الغثيان وليس لها صله بالاسلام انها ازياء بدويه , وحجاب المرأة غير صحي تماماً لاللعقل ولاللبدن. واذا كان الحجاب للاحتشام فنحن نرى عيون المنقبه قد زينت باجمل المساحيق والاهداب اطول واجمل من اهداب فاتنات هوليود, وحدث ولاحرج عن وجوه المحجبات المزيّنه..يتبع


3 - العوده الى الوراء (2)
سالم المولى ( 2011 / 3 / 22 - 14:15 )
وجوه المحجبات مزينه بابهى انواع المكياج الفرنسي ومفاتن اجسادهن تحت بناطيل الجينزاوالبدلات الضيقه المزركشه تثير شهوات من يشتهي, انهن يغطين الشعر فقط؟ من قال ان الشعر يثيرالشهوات اكثرمن ارداف مكوره خلف بنطال ضيق؟ انا لا اي عبره من الحجاب


4 - العوده الى الوراء (2)
سالم المولى ( 2011 / 3 / 22 - 14:15 )
وجوه المحجبات مزينه بابهى انواع المكياج الفرنسي ومفاتن اجسادهن تحت بناطيل الجينزاوالبدلات الضيقه المزركشه تثير شهوات من يشتهي, انهن يغطين الشعر فقط؟ من قال ان الشعر يثيرالشهوات اكثرمن ارداف مكوره خلف بنطال ضيق؟ انا لا اي عبره من الحجاب


5 - العوده الى الوراء (2)
سالم المولى ( 2011 / 3 / 22 - 14:15 )
وجوه المحجبات مزينه بابهى انواع المكياج الفرنسي ومفاتن اجسادهن تحت بناطيل الجينزاوالبدلات الضيقه المزركشه تثير شهوات من يشتهي, انهن يغطين الشعر فقط؟ من قال ان الشعر يثيرالشهوات اكثرمن ارداف مكوره خلف بنطال ضيق؟ انا لا اي عبره من الحجاب


6 - النصف الآخر للحقيقة
نورس البغدادي ( 2011 / 3 / 22 - 20:13 )
لا شك بأن مثل هذه المقالات التنويرية تنشرالوعي وتبث الأمل وتضع اشارات المرور ودليل الطرق التي تؤدي الى التقدم وآلتطورالحضاري ، ولكن مع الأسلام هناك وضع خاص لأن هذا الدين ينفرد عن باقي الأديان كونه صمم للعباده والحكم معا ، وتبقى مثل هذه المقالات تتعامل وتعالج نصف الحقيقة اما النصف الآخر فلا يستطيع معظم الكتاب التطرق اليه لأنه يمس الكتب الدينية التي تحتوي على دستورر الشريعة الأسلامية والتي يأمر اله القرآن فيها بتطبيق كلامه في كل زمان ومكان ، لذا فأن الدول مثل الصين وآلهند ليس لديها مشكلة كمشكلة الأسلام ، وبرأي ان المعالجة الكاملة تأتي اولا بتوجيه النقد الى الكتب الدينيه لكي يتشجع الناس بالتحقق من صحتها وبآلتالي رفع القدسية عنها ان ثبت انها كتب بشرية كتبت لزمانها ، حينئذ يمكن التكلم عن الديمقراطية، وكمثال من يحكم مصر الآن ليست الديمقراطية بل الأسلام السياسي لأن الديمقراطية ومبادئ الأسلام خطان متوازيان لا يلتقيان ، تحياتي للأخ كاتب المقال


7 - الدين لله والوطن للجميع
فراس فاضل ( 2011 / 3 / 23 - 06:37 )
كلام اكثر من رائع --سبب تخلفنا هو تمسكنا بالدين --وكل مشاكلنا فى الدين =---خطوط حمراء فى كل شىء وكل مكان --فعلا الدين لله والوطن للجميع --لك تحياتى


8 - الاسلام هو المشكلة
سلام سمير ( 2011 / 3 / 24 - 06:30 )
النقاط التي ذكرتها اتفق فيها معك ولكن تتعارض مع الاسلام اود ان اعلق على كلام الاخ سالم واقول ليس الرجل وحدة يملك الشهوة فالمراة ايضا لديها شهوة فحلال على الرجال لبس الفانيلة مع بنطال قصير ممايثير المراة لماذا هذه النظرة للمراة فهي مثلك انسانة ويجب النظر لها كذالك مع الشكر اخيرا مشكلتنا في الدين ويجب التعلم من الامم المتقدمة كيفية تعاملهم مع الاديان حتى نتحرر ونتطور


9 - تحليل منطقي
مازن صلاح ( 2011 / 6 / 23 - 10:55 )
يفسر عاهات المتاسلمين. فعلا ليس امام الطالب الفاشل غير تعطيل الفصل عن الدراسة

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه