الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطوير القدرات وإعادة التأهيل

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الخبرات الذاتية والتجارب المكتسبة على الصعيد العملي ذات أهمية قصوى في تطوير القدرات الذاتية لكنها غير كافية من دون اكتساب معارف جديدة، لإعادة تأهيل العاملين في قطاعات العمل المختلفة خاصة إن جرى تحديث تقنيات العمل. ولا تقتصر أهداف تطوير القدرات وإعادة التأهيل المهني لزيادة الإنتاج وحسب، بل إحداث تغيير بطريقة التفكير لاستيعاب آليات الإنتاج الحديث وتطويرها بإستحداث آليات عمل وأساليب جديدة تزيد الإنتاج لتعميمها على القطاعات الإنتاجية الأخرى خلال برامج إعادة التأهيل المستقبلية.
وفي المجال التعليمي لا يمكن إحداث تغيير نوعي في مناهج التعليم وأساليبه من دون إعادة تأهيل المعلم وتطوير قدراته الذاتية والمهنية لإستيعاب المناهج التعليمية الجديدة وأساليب تدريسها لرفع مستوى الطالب العلمي. على خلافه فإن عدم تحديث المناهج التعليمية وأساليبها ومن ثم توقف برامج إعادة التأهيل وتطوير قدرات المعلم يؤثر سلباً في مستوى الطلاب العلمي ويضعف تفكيرهم النقدي الإبداعي.
يعتقد (( نبيل علي )) " أن عدم توافر بيئات ملائمة تجاري أنماط التفكير الإبداعي لتطوير القدرات الذاتية يعرقل تنفيذ برامج إعادة تأهيل العاملين لإكسابهم معارف جديدة ومهارات تُفعل تفكيرهم النقدي الإبداعي ".
تهدف برامج إعادة التأهيل لتطوير القدرات الذاتية إلى تطوير الفرد مهنياً وذاتياً، فلا يمكن الفصل بين الجانب المهني والذاتي في برامج إعادة التأهيل لأن بناء القدرات الذاتية وتطويرها تتطلب مكتسبات معرفية ذاتية متوافقة مع التخصص المهني لتفعيل آليات الاستيعاب على نحو أكبر لإدراك طرق العمل وأساليبه الحديثة. وكلما كان الفرد مؤهلاً ذاتياً للاكتساب المعرفي يبتكر خبرات جديدة من تجاربه الخاصة مستقبلاً لأن قدراته العقلية لا تقتصر على الاكتساب المعرفي وحسب، بل على التفكير الابداعي لتطوير الأفكار المكتسبة على نحو أفضل لإحداث تغيير نوعي في أساليب العمل لزيادة الإنتاج.
يقول (( ل. روبنشتين )) : " إن تطوير قدرات الفرد الذاتية خلال اكتسابه معارف جديدة وأساليب عمل حديثة، تُفعل آلياته العقلية في الاستيعاب والإدراك على نحو أكبر ".
إن عدم إحداث تغيير نوعي في المناهج التعليمية وأساليب التعليم لا يعرقل تطورها العلمي وحسب، بل يؤدي إلى إنحدار بمستوى التعليم، فما يعدّه التقليديون استقراراً علمياً نعدّه تخلفاً علمياً لأن العلم حالة ديناميكية لا يعرف الثبات ولا توجد حقائق علمية مطلقة وإنما حقائق علمية نسبية عرضة للدحض ببراهين علمية جديدة.
إن التأكيد على تطوير القدرات الذاتية خلال برامج إعادة التأهيل يهدف إلى تشجيع التفكير النقدي الخلاق لإبتكار أفكار إبداعية جديدة وتحديث الأساليب التقليدية من خلال تراكم خبرات العمل من دون أن يقتصر على استقبال المعلومات الجديدة وإنما تصديرها على نحو خبرات مبتكرة لتحديث برامج إعادة التأهيل لتعميم فائدتها على الجميع.
يقول (( نيتشه )) : " إن من يجدني ثابتاً، وحده الذي يتقن فن التغيير ".
إن تخلف المناهج التعليمية وأساليبها وضعف قدرات المعلمين الذاتية يخلق جيل متعلم وليس جيلاً علمياً، فعدم مواكبة برامج تنمية القدرات الذاتية وإعادة التأهيل التطورات العلمية والتقنيات الحديثة وأساليبها لن تتحقق أهدافها المنشودة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟