الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على كافة جماهير العراق التحررية الوقوف ضد تهديدات غازي الياور ودعم مطلب الاستفتاء من أجل استقلال كردستان!

ريبوار احمد

2004 / 10 / 18
القضية الكردية


كرر غازي الياور المنصب من قبل الهيئة الحاكمة في أمريكا وفي معرض رده على مطلب جماهير كردستان من أجل إقامة استفتاء بهدف القرار على مصير كردستان، نفس تهديدات الأنظمة الشوفينية العربية المتتابعة السابقة في العراق بوجه جماهير كردستان. وأعتبر مطلب الاستفتاء خيانةً ومطلب الانفصال كفراً سيقمعونه بشدة. وبهذا أعلن رسالة الشوفينية العربية الى جماهير كردستان وبين حقيقة أن على جماهير كردستان حسم مصيرها بأسرع ما يمكنها وقبل أن تؤسس هذه الشوفينية دولتها وسلطتها وترسخها في العراق.

وبالطبع أن تهديدات غازي الياور، صديق ومرشح الأحزاب القومية الكردية ونفس البارزاني والطالباني للعبة الرئاسة في العراق، هي أكثر هزالاً من أن تستطيع فرض هذه الشوفينية على جماهير كردستان، فقد نفذت الأنظمة السابقة وخصوصاً النظام البعثي تهديدات الياور عملياً، ونظمت عمليات الأنفال والقصف الكيماوي والإبادة الجماعية لتحقيقها، ولكنها لم تعجز فقط عن إخضاع جماهير كردستان، بل وإنها دفعت أيضاً بجماهير كردستان صوب اختيار الانفصال عن العراق. وبالرغم من أن لدى الياور نفس نوايا تلك الأنظمة القمعية، إلا أنه لا هو يملك دولة واقعية ولا هو يملك السلطة وليس بإمكانه القيام بأي شيء. بيد إن رسالة التهديد التي أطلقها الياور لها أن تجتث قبل كل شيء أي شكل من أشكال التوهم لدى جماهير كردستان بأصدقاء الحركة القومية هؤلاء والتوهم باتباع أمريكا، وكذلك بنفس الحركة القومية الكردية وبدائلها وسبل حلها.

إن سلطةً جلست لتوها على كرسي متداعٍ، تعتبر بصراحة أن استفتاء الجماهير والسؤال عن رأيها للقرار على مصيرها خيانة، فإن هذا يعني أنها تنوي تنظيم حمامات الدم منذ اليوم الأول لاستقامة حكمها لسحق إرادة ورغبة الجماهير في التدخل في كل قضية مرتبطة بالدولة وإدارة المجتمع وحياة ومصير تلك الجماهير. إذا كانت هناك سلطة حاكمة في العراق تريد إبقاء كردستان مرتبطة بالعراق بقوة التهديد والقمع، على جماهير كردستان في ظل مثل هذه السلطة أن تصر أكثر على الاستقلال ولا ينبغي عليها القبول أبداً بالبقاء ضمن العراق. إن سلطة تريد الإبقاء على وحدة أراضي العراق بالصراع والحرب، ستجعل من تلك الأراضي سجن استعباد وجحيماً لكل سكانها.

لا شك أن لهذه القضية صلة بكل جماهير العراق، وليس جماهير كردستان فقط. وطوال عشرات السنين الماضية كانت الجماهير الناطقة بالعربية في العراق جزءاً من ضحايا هذه السياسة الشوفينية التي مارستها الأنظمة القومية العربية في العراق ضد جماهير كردستان. وكانت جزءاً من ضحايا تلك الحروب والمجازر التي نظمتها تلك الأنظمة لقمع جماهير كردستان. وليس هناك من شك أن الإلحاق الإجباري لكردستان بالعراق بقوة التهديد والوعيد، ستكون له نتائج مريرة ودموية لكل جماهير العراق. فليس لجماهير العراق الناطقة بالعربية أية مصلحة في قمع جماهير كردستان وسحق حقوقها وإرادتها الحرة، وليس هذا فقط بل وأن مثل هذه السياسة ستتناقض وتتضاد مع مصالحها هي وستصبح أساساً للصراع والنزاع والتعقيدات التي ستجر كافة المجتمع الى مستنقعها.

وبالطبع أن رسالة وكلمات الياور هذه هي الآن مهمة بالنسبة لجماهير العراق عموماً ولجماهير كردستان على وجه الخصوص، مهمة لأنها تزيح الستار أكثر من أي إنذار وتوضيح آخر عن جوهر وماهية ونوايا هؤلاء السادة وسبيل حل الحركة القومية الكردية. مهمة لأنها كشفت أكثر من أي دليل آخر أن تلك الفدرالية القومية التي تسعى للتحقق على أساس هذا الإلحاق الإجباري مع السلطة المركزية لهذا النوع من الشوفينيين، هي هزيلة ورجعية ومأساوية. ليس فقط لجماهير كردستان، بل وكذلك لكل جماهير العراق.

ولهذا فإن النتيجة المستخلصة من هذه الرسالة والتهديدات الموجهة لجماهير كردستان، يجب أن تكون فقط الإصرار أكثر والسعي الدؤوب والأشد للنضال في سبيل الإقامة العاجلة للاستفتاء بقصد القرار على الانفصال وتأسيس دولة مستقلة تقدمية وغير قومية وعلمانية في كردستان. وأن تكون في نفس الوقت سبباً لجماهير العراق كي تدخل الميدان من أجل الدفاع عن ومساندة حق جماهير كردستان في القرار الحر على مستقبلها، ومن أجل إحباط دور الحركة القومية-الشوفينية العربية الساعية لجر تلك الجماهير الى قلب سيناريو الصراع القومي، ومن أجل تحرير نفسها والمجتمع من صراعات ومعضلات سياسية كبيرة ومأساوية أمسكت لعشرات السنين بخناق هذا المجتمع بسبب قمع جماهير كردستان وسحق حقوقها.

لقد توفرت اليوم فرصة وأرضية مناسبة لحسم هذه القضية. لقد كان السبيل المناسب لحل تلك القضية هي أن تعيش وتتعايش جماهير كردستان ضمن إطار العراق مع كافة جماهير العراق، وأن تحقق حقوقها وحرياتها في ظل دولة مدنية وغير قومية وعلمانية، إلا أن سياسات ومخططات أمريكا وأتباعها الرجعية أغلقت و للأسف كل الأبواب أمام هذا الحل، فالبديل والسلطة والدستور و ما يشكل أساساً لهذه الرسالة الشوفينية لغازي الياور والبرنامج الرجعي للقوى القومية والإسلامية هو في طريقها إلى أن يُفرض في العراق، ولم يبق ذلك أي سبيل حل آخر غير الانفصال أمام جماهير كردستان. في هذه الأوضاع بإمكان انفصال كردستان والإنفصال وحده إبعاد جماهير العراق من المخططات المستقبلية للشوفينية العربية والصراع القومي وتكرار مآسي الماضي. إن الياور وبطانته التي تشكل زعماء الحركة القومية الكردية جزءاً منها، بالرغم من نواياهم و اهدافهم، إلا أنهم اليوم أضعف من أن يكون باستطاعتهم السيطرة على إرادة الجماهير الموحدة. ولهذا فإن الاستفتاء والقرار على الانفصال هو المهمة الراهنة والفورية، ولا ينبغي تأجيلها الى الغد، على المجتمع الكردستاني الشروع بالتحرك في هذا السبيل، كذلك على جماهير التحررية في كل العراق رفع أصوات التضامن لدعم ومساندة حق ومطلب جماهير كردستان هذا، ويجب دعوة جماهير العالم المتمدنة لمساندة ودعم هذا المطلب وهذا النضال وإحباط مخططات ونوايا الرجعيين الشوفينيين منذ بدايتها.

يناضل الحزب الشيوعي العمالي العراقي بكل طاقاته في هذا السبيل ويقود هذا النضال، فلا الياور والقوميون الأكراد يمثلون جماهير العراق ولا سياستهم وبديلهم الرجعي بقادر على الصمود أمام إرادة ومطالب الجماهير العادلة. ويصر الحزب الشيوعي العمالي الذي يمثل أماني وتطلعات ومطالب الجماهير، على هذا المطلب ويناضل بكل طاقاته من أجله ومن أجل تحقيقه. على جماهير العراق وكردستان تقوية هذا الحزب والوقوف خلفه، وبهذا الشكل تضمن نجاح وانتصار هذا النضال.


ريبوار أحمد
سكرتير اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العمالي العراقي
تشرين الأول 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا


.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي




.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة