الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمصر ...وليحيى الجمل

محمد نبيل صابر

2011 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم تكن حالة الهجوم على دكتور يحيى الجمل الفقيه الدستورى المعروف ونائب رئيس الوزراء لتثير ادنى قدر من الاهتمام او الريبة فى عقول الشعب المصرى قبل ثورة 25 يناير
ولكن فى ظل حالة الحراك السياسى والفكرى وفى ظل ماحدث قبل واثناء وبعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية من استعراض للقوى الظلامية الممثلة فى التيارات الاسلامية من اخوان وسلفيين وجماعات اسلامية ومحاولة الانفراد بجنى ثمار الثورة التى لم يشاركوا فيها الا عندما ظهرت انها الطرف الاقوى ومهما حاولوا طمس التاريخ الذى يكتب والالتفاف حوله فأننا لن ننسى مواقفهم المتأرجحة واللعب على كل الحبال..فى ظل كل هذا ارى ان السطور القليلة القادمة لم ولن تكون دفاعا عن شخص د. يحيى الجمل فالرجل اقوى منى بيانا وافصح منى لسانا ولكنها كلمة ارى انها حق من اجل وطن يحاول الظلام ان يسيطر عليه
د. يحيى الجمل حاول ان يذكر الناس ان الثورة قامت من اجل دولة مدنية وانها لم تقم من اجل استبدال ديكتاتور بوليسى بديكتاتور دينى وفى اثناء حديثه قال ما يعتبر اكليشها محفوظا انه " لو تم عمل استفتاء على ربنا وحصل فيه على 70% من اصوات البشر يبقى يحمد ربنا"
والاكليشه بهذا المعنى تكرر كثيرا وربما اشهر من كرره هو الكاتب الكبير احمد رجب فى 1/2 كلمة تعليقا على الانتخابات فى مصر والدول الشمولية عموما مبررا اندهاشه من نتائج 99.9% بأن الله سبحانه وتعالى فى حالة اجراء استفتاء بين البشر لن يحصل على تلك النسبة لوجود الملحدين والوثنيين واللاادريين ....الخ وبالتالى اصبح هذا القالب وتلك الفكرة معروفة ومشهورة وتقر حقيقة لا تقبل الجدال
وفى ظل استعراض القوة اصبح استهداف الرجل الوحيد الراغب حقيقة فى دولة مدنية فى كل المنظومة (ولو ظاهريا ) التى تدير البلاد من الناحية الدستورية والتشريعية هو الهدف القوى للتيارات الظلامية التى تقدمت بطلب التحقيق معه بتهمة اهانة الذات الالهية اعتمادا على جملة ربنا يحمد ربنا التى فى اخر حديثه دون مراعاة لسن الرجل ولا ماكنته ولا انها ربما تكون قد فلتت نه الجملة فى اثناء حديثه باسلوبه البسيط المحبب لدى رجل الشارع
فتقدم فورا محامى الجماعات الارهابية ممدوح اسماعيل ببلاغ للنائب العام ضد د. يحيى الجمل وانهالت المقالات والفيديوهات ردا على الشيخ الجليل تشكك فى اسلامه اصلا وتكفره وتطالبه بالتوبة وتهدده بالويل والثبور وعظائم الامور
وننقل فقط شذرا مما قالوه فى حق الرجل فالمتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات فى موقع صوت انا السلف وفى مقالة طويلة يوصف الشحات نقد الجمل للدولة الدينية بأنه عبارات قبيحة فى حق الله –استنادا إلى عبارة وردت على لسان الجمل فى حوار سابق قال فيها "إن أصحاب الدولة الدينية يقولون: "ربنا قال"، ومِن ثمَّ يغلق معك باب المناقشة.. وهذا ما نرفضه" معتبرا الجمل من المنافقين.!!!!!!!!!!!!!!!

ودعا الشحات إلى مطالبة المجلس العسكرى بالإقالة الفورية للجمل مِن كل مناصبه وقال:"لو أرادوا استفتاءً على ذلك؛ فليكن.. ونحن نثق أن النتيجة ستكون أكثر مِن 77% التى خرج بها استفتاء تعديل الدستور"كما دعا إلى مطالبة الجمهور بتفعيل حملات إسقاط "يحيى الجمل" دون الخروج إلى مظاهرات الآن؛ حتى لا يكون الأمر استفزازًا لجر البلاد إلى مظاهرات متبادلة؛ لإفساد نتيجة الاستفتاء بحسب وصفه.
وبالتالى هذا هو الغرض الحقيقى يعترفون به دون خجل ودون مواربة
وسأستعير من ملك ملوك افريقيا جملته الشهيرة "من انتم؟" من عينكم حراسا على العقيدة او اولى اليكم مسئؤليه حساب الكبير والصغير على كل لفظ فما علمناه انه "وما يلفظ من قول الا ليده رقيب عتيد" وهما الملكان المكلفان بتسجيل الاقوال والاعمال فمن يكون حسان والشحات ؟ من كلفهما بالحسبة وتكفير الناس او على الاقل التشكيك فى اسلامهم ؟ ....كيف يكون الرسول قدوتهم وهو من عنف قائده الذى قتل عدوا اسلم والسيف على رقبته فلما قال يا رسول الله اسلم خوفا من القتل اجابه قائلا هلا شققت قلبه؟
كيف يكون الرسول قدوتهم وهم لم يشقوا قلب دكتور الجمل ؟ كيف يكون الرسول قدوتهم ولم يروا كيف كان يعامل المنافقين ؟ وكيف صبر على اذاهم وكيف كان يعامل ابن سلول حتى يعاملوا رجلا مسلما بكل هذه القسوة
ولكل هؤلاء نذكر بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :عن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه . وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح
هكذا كان رسولنا الكريم يقدر زلات اللسان لتى تخرج دون قصد والتى يكفى ان يعتذر عنها الانسان لربه الذى يعفو عن الهفوات والنسيان والسهو .هذا هو الاسلام الحقيقى الذى جاب الافاق والذى مهما طالت اللحى وقصرت الجلالبيب ستبقى قوى الظلام هى اسوأ تمثيل للاسلام الحقيقى...الاسلام الذى جعل كل الامور هى بين العبد وربه بدون حراس وبدون واسطة وبدون يعقوب وحسان والشحات ...ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر تحترق
احمد محمد ( 2011 / 4 / 12 - 17:33 )
علي الدكتور يحيي انا يدافق علي الحريات في اي مكان ونحن ننشاد الدكتور من حيث الموقع الي هو فيه ان يدافع علي المنتقبات في فرنسا وليكن يدافق عن سمات الاسلام والمسلمون

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah