الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة اليسارية في الاسلام

رباح حسن الزيدان

2011 / 3 / 25
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من المعروف ان اصطلاح اليمين للدلالة على المحافظين , واليسار للدلالة على الثوريين , وهو أصطلاح غربي يرجع الى قيام اول هيئة برلمانية في العالم الغربي حيث جلس المحافظون الى اليمين وجلس المعارضون الى اليسار .
ومنذ هذا التاريخ والكلمة تتغير وتطور في اطار معناها هذا الى ان اصبح اليسار يعني الان الاشتراكيين على مختلف درجاتهم .
ولكننا هنا نعني باليسار هؤلاء الذيت أهتموا بالجانب الاجتماعي في الاسلام وأعتقدوا انه بالاضافة الى كونه ديانة سماوية تنظم العلاقة بين الله والانسان , كونه فلسفة اجتماعية تنظم العلاقة بين الناس بعضهم والبعض الاخر لصالح الغالبية العظمى التي تتكون من الفقراء والمستضعفين .
بل أنهم يرون ان جوهر العلاقة بين الله والانسان يقوم على سلوك الانسان بالنسبة لسائر البشر .
هذا السلوك الذي ينبغي ان يقوم على التساوي والتعاطف والتضامن فلا سبيل الى علاقة طيبة بين الله والانسان الا عن طريق السلوك الطيب هذا وهو العمل الصالح .
قد يعني اليسار في بغض معانيه الحديثة التطرف والعنف، وربما يعني ايظا التمسك بحرفية النصوص والتشدد فيها، وقد يعني ايضا الجمود ورفضه التجديد لاتهامه بالمراجعة او الانحراف او التحلل ولكن اليسار في هذه المقالة هو النزعة الاشتراكية. بكل ما فيها من مثاليات انه يسار متشدد فيما يعتقد انه الحق ولكنه انساني قبل كل شى. فأهدافه هي اقامة العدل واسعاد الناس واحترام حريتهم وتقدير آدميتهم، ولذلك لم يتوسل هذا اليسار بأي وسيلة لا تتفق مع أهدافه، فهو يرفض أصلاً فكرة ان الغاية تبرر الوسيلة ، فمهما تعقدت الامور ومهما تلجئه الضرورة فأنه لا يتوسل الى غايته العادلة بوسيلة غير عادلة.
واذا اردنا ان نحصي أسماء قيادات اليمين باستثناء عثمان بن عفان ونفر قليل من كبار المسلمين الاوائل وجدنا ان الذين تولوا السلطة فعلا في عهد عثمان ممن تنطبق عليهم صفة الطلقاء وأبناء الطلقاء أو من وقفوا من الاسلام موقف الخصومة والعداء حتى كسرت شوكتهم وأعلنوا اسلامهم اضطراراً.
ودعوت اليسار الى تطبيق العدل الاجتماعي لا تجد لها سندا الا فيما يستطيع ان يقنع به الفكر والعقيدة والعقل، واخلاقيات معينة كهذه يكزنها الدين الاسلامي في نفسه معتنقيه، و لكي تحدث هذ الاخلاقيات اثرها ينبغي ان يصل الانسان الى اعلى مراتب الفكر، واعلى مراتب الخلق الانساني، وهو امر لا يتوافر في جميع الناس .
وكان اليسار ممثلا" بعلي بن ابي طالب وعمار بن ياسر وابو ذر الغفاري وكان نتيجة تكدس الثروات والاموال في يد نفر قليل من دون باقي الناس وهؤلاء النفر هم آل ابي معيط وبنوا مية.
تكون اليسار لان اليمين في خلافة عثمان بن عفان أطلق الملكيات ولم يقم عليها حدودا ما، واصبح الحكم اليميني مستقرا لولا ان اليمين تجاوز قياداته الى نعرة قبلية لآل ابي معيط وبنوا امية, واصبح اليمين يحصر السلطة والقيادة في تلك القيادات التي كانت تتصدر فيما مضى قيادة المشركين ضد المسلمين.
ووجد اليسار انه يدعوا الى الثورة انماطا متعددة من الناس الاثرياء المبعدون أو الغير منتمين الى أمية وأحلافها، كبار الصحابة الذين لم يعد لهم يد فيما يجري من امور الدولة، وفي النهاية الجماهير
والجماهير التي لم تكفل تماما حقها من الرزق
ونستطيع ان نقول ان اليسار وجد حوله حلفاء لم يكن يتوقع ان يعقد معهم حلفا، وكان كثير من زعماء الانقلابات يتأرجحون بين اليمين واليسار في سرعة عجيبة، وتجد ان من قاتل الحسين في كربلاء . رجل حارب الى جانب علي في بداية الثورة اليسارية.
ولكن النهاية كانت بأنتصار اليمين على اليسار بدأت بمقتل عمار بن ياسر في معركة صفين ومقتل الامام علي على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم وموت الحسن مسموما والحسين في كربلاء.
وبذلك انتهت أول جولة لليسار مع اليمين , انتهت بأروع استشهاد وأعظم بطولة , وكانت شهادة الحسين أعظم أنتصار للثورة لانها تغلغلت في الضمير العربي , وأحيت الضمائر التي خنقها الارهاب لتسقط بعد ذلك بستين عاماً فقط دولة بني أمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر