الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالات غزوة الصناديق

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2011 / 3 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نتيجة التصويت في مصر حول التعديلات الدستورية أو فيما يعرف باسم غزوة الصناديق وفقآ للسلفيين تمثل لا نتيجة بل ضريبة انتشار الاخوان والسلفيين في أوساط الشعب المصري ، وانخفاض شديد في مستوى الوعي والثقافة السياسية لدى غالبية هذا الشعب وتخيلهم أن من سيصوت بلا سيكون عدوآ لله ورسوله وهذا كالعادة دائمآ ما نجح الاخوان والسلفيون في اقناع الشعب به ، وهذا بصراحة ما يخيفني بشدة لأن ذلك ناهيك أنه سيمكن الاخوان والسلفيون من تشكيل البرلمان القادم ، فانه أيضآ سيمكنهم من سحق معارضيهم والتنكيل بهم حال نشوب أي خلاف في الرؤى والتوجهات ، فان قارنا بين حال العقل الجمعي المصري ونظيره الأوروبي في تلك القرون الوسطى وأوضاع سيطرة رجال الدين لدينا ولديهم في ذلك الوقت نستطيع أن ندرك الى أي منقلب نحن منقلبون .

من المؤكد أن الحكام الديكتاتوريون الذي تتحلق حولهم جماعات ممن يسمون أنفسهم علماء الدين وعن طريق الجماعات الظلامية المنتشرة في مصر سيعملون على نشر الفوضى والاضطراب في مصر حتى يستطيعوا أن يقولوا لشعوبهم هذه هي نهاية الديموقراطية التي تسعون اليها ، أو أن تستطيع تلك الجماعات الظلامية التي تسمي نفسها مسميات مختلفة أن تصل الى الحكم فتتحول مصر الى مجرد دولة تابعة ذليلة لهؤلاء الحكام الخليجيون فيأمنوا من أن تكون مصر مصدرآ لرياح التغيير أو منبعآ لنسائم الحرية التي ستطيح بهم فالتابع لا يؤثر في المتبوع ، وما فعلوه في البحرين لهو أكبر دليل على رفضهم للديموقراطية والحرية واستعدادهم لاستخدام كل وسائل العنف لقمع حركات التقدم والتحرر من ظلمهم واستغلال فزاعة الطائفية بين سنة وشيعة ، ولكنهم في حقيقة الأمر لا يكرسون الا طائفية الظالمين والمظلومين ... الحكام والمحكومين .

وفي النهايه لا بد من تثمين قيام قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية بالاعلان عن عمل اعلان دستوري لتسيير أمور البلاد خلال الفترة المقبلة ولانريد ان نستخدم مصطلح مصلحة البلد أهم من تطبيق الديموقراطية ، فهذا المصطلح استخدمه النظام السابق ليفرض علينا ديكتاتوريته ويسومونا سوء القمع والعذاب ، ولكن من الممكن القول أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة تفهم بعضآ من مخاوف ورغبات قلة من المجتمع المصري وهو يمثلون في كثير منهم الطبقة المثقفة والتي لا تنخدع بأقاويل الاخوان والسلفيين واستغلالهم للدين ، وهذا ما يجب أن يتضمنه الاعلان الدستوري الذي يجب دمجه في أي دستور قادم بالمعاقبة الجنائية والمدنية الفورية والحرمان من الانتخابات والترشح والتصويت لكل من يستخدم أو يرفع شعارات دينية في الانتخابات ويحاول التأثير على نتيجة الانتخابات من خلال تلك الشعارات الدينية بكافة الطرق والوسائل الاعلامية .

ويترافق ذلك أيضآ مع تنظيم حملات دعائية قوية وفعالة في تبيان الأثر السلبي لرفع الشعارات الدينية في الانتخابات والتصويت على أسس دينية والمضار العنيفة والشديدة لذلك على المجتمع ، لأن هذا الاستفتاء على قدر ما أوضح أن المصريين تجاوزا سلبيتهم السياسية واحجامهم عن المشاركة في العملية السياسية الا أن درجة الوعي السياسي لدى كثير من غالبيتهم لا تزال منخفضة ويمكن خداعهم باسم الدين والتخويف من التكفير وما الى ذلك وهو ما يوضح الحاجة الى مثل تلك المادة الرادعة في الاعلان الدستوري القادم ودمجها في أي دستور قادم وبضغط قوي من المجلس الاعلى للقوات المسلحة على الجماعات الاسلامية لأنهم وللأسف الشديد سيشكلون غالبية أعضاء البرلمان القادم أو على الاقل سيشكلون جزءً قويآ في البرلمان القادم بما سيؤثر على تشكيل وبناء الدستور المصري القادم الذي بسببهم قد يكون مليئآ بمسببات انفجار الوضع الداخلي واحداث فتنة طائقية في مصر لا يمكن لأحد أبدآ ادراك مدى عواقبها ونتائجها المدمرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah