الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غلام بين صورتين

طارق الحارس

2011 / 3 / 27
المجتمع المدني


لا أريد أن أمسح من ذاكرتي الصور الرائعة التي رسمها اللاعب الدولي السابق جاسم محمد غلام ، تلك الصور التي رسمها بعرقه وجهده وأخلاقه العالية والتي واكبتها شخصيا في العام 2007 وبالتحديد أثناء تواجدي مع المنتخب الوطني في تايلند أثناء بطولة كأس آسيا . مازلت أتذكر اللحظات الجميلة التي كان يصنعها غلام في الباص الذي ينقلنا من الفندق الى ملعب التدريب ، أو ملعب المباريات الرسمية فقد كانت أهازيجه ( المحورة ) مصدر فرحة الجميع ، فضلا عن دعواته الدينية التي تسبق المباريات .
لا أريد أن أمسح من ذاكرتي صورة ذلك العملاق الأصلع الذي كان كالجبل الشاهق في مباريات المنتخب في هذه البطولة ، ذلك المدافع الصلد الذي رافق القحطاني ، المهاجم الأخطر في المنتخب السعودي ، كظله وتمكن من شل حركته بشكل تام خلال المباراة النهائية التي حصلنا من خلالها على لقب كأس آسيا . لا أنسى تآلفه مع جميع اللاعبين والاداريين وحبه وحبهم له لأخلاقه العالية والمتميزة .
السؤال الآن : هل من الممكن للاعب بهذه المواصفات أن يرتكب فعلة شنيعة مثل التي اقترفها غلام خلال مباراة القمة التي جمعت فريقه القوة الجوية مع الزوراء خلال كرنفال الافتتاح الجديد للملعب العتيق ، ملعب الشعب الدولي ضمن بطولة الدوري .
لم أكن أتصور مطلقا أن ( غلام ) بعد أن طرده حكم المباراة بسبب حصوله على انذارين صفراوين وفور اعلان الحكم عن نهاية المباراة يركض عشرات الأمتار ليهاجم الحكم أمام أنظار أكثر من خمسين الف متفرجا . لا أتصور أن لاعبا بخبرة غلام يرتكب هذه الفعلة الشنيعة ، تلك الخبرة التي كنت أعتقد أنها جديرة بحمايته من ارتكاب مثل هذا الخطأ الجسيم ، لكنه حصل . نعم ، حصل للأسف . !!
شخصيا وللوهلة الأولى شعرت بارتباك بين صورتين للاعب جاسم محمد غلام ، صورة النجم الكبير الذي أذهلنا في بطولة كأس آسيا ، تلك البطولة التي كان غلام أحد أعمدتها الرئيسة ، وصورة التصرف الشاذ الذي صدر منه في نهاية مباراة القوة الجوية والزوراء ، لكنني الآن أرى أن الصورة الأولى بدأت تتلاشى أمام الصورة الثانية فبشاعتها الكبيرة جدا تمكنت من تشويش ألوان الصورة الأولى .
نعم ، يستحق غلام عقوبة رادعة بالرغم من اعتذاره لناديه وللحكم الدولي فلاح عبد لأن العقوبة هنا ليست درسا له حسب ، بل لجميع اللاعبين والمدربين والاداريين الذين يفكرون في يوم من الأيام بالخروج عن الأخلاق الرياضية .
من المؤكد أن الجميع لم يكن يتمنى هذه النهاية للاعب ساهم بشكل فعال في زرع فرحة كبيرة في قلوب العراقيين ، لكن العزاء الوحيد أن غلام هو الذي صنع لنفسه هذه النهاية الحزينة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي


.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل




.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل


.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق




.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا