الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا يمكن بناء شخصية سوية في المجتمع من دون تعزيز ثقة الفرد بنفسه ليكون فعالاً في حراكه اليومي بعدّها غرساً تربوياً في اللاوعي من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج، فكلما زادت الثقة بالنفس أصبح سلوك الفرد ايجابياً ومتوافقاً مع أحكام محيطه الاجتماعي. على خلافه يكون سلوكه سلبي. إن الثقة العالية بالنفس تزيد حراك الفرد الفعال في المجتمع ليتعاظم دوره بعدّه سديداً للرأي ويتمتع بمهارة عالية في إنجاز المهام الموكلة وقادر على كسب ثقة الآخرين ويحظى بإحترام محيطه الاجتماعي وتقديره.
يعتقد (( سمير شيخاني )) " أن الثقة بالنفس تفعل آليات التفكير وتعمل على تقويم السلوك وتنشط العمل الذهني وتمنح شعوراً بالصحة والسعادة وقوة في الإقناع، وعدم الثقة بالنفس يضعف النشاط الذهني ويدمر المعنويات ".
لا تترك الثقة العالية بالنفس أثراً ايجابياً على الفرد وحسب، بل ينال محيطه الاجتماعي قسطاً منها لأن غالبية أفراد المجتمع بحاجة ماسة إلى النصح لحل مشاكلهم الخاصة وتبحث أبداً عن شخص تثق بآرائه وقدراته لمساعدتها فيكتسب الفرد مع الزمن دوراً اجتماعياً يتناسب وحجم إمكاناته وقدراته على مساعدة الآخرين وكسب ولاؤهم واعترافهم بمركزه الاجتماعي.
يقول (( أرسطو )) : " إنه من المؤكد أن يقتنع المرء بآراء شخص يثق به ويحترم آراؤه بعدّه حسن النية وسديد الرأي في نصحه للآخرين ويتمتع بثقة عالية بالنفس ".
كما أن الثقة العالية بالنفس تزيد النجاح بالأعمال الموكلة على نحو مستقل من دون طلب مساعدة الآخرين أو الإتكال عليهم أو انتظار أوامر عليا لإنجاز المهام، لذلك المناهج التربوية الحديثة تعمل على تعزيز ثقة الفرد بنفسه وتشجعه على الاستقلالية وعدم التبعية والإنقياد الأعمى إلى الآخرين وتحثه على الإبداع والمنافسة الحرة لرفع شأنه الذاتي في المحيط الاجتماعي بعدّ العمل الإبداعي منجزاً فردياً لا جماعياً يحقق فائدة مباشرة للفرد وفائدة غيرمباشرة للمجتمع.
تعدّ الإستقلالية نبذاً للتبعية والإنقياد والخضوع إلى قيم الراعي والقطيع وتعظم الشعور بالأنا الفردية لتحقيق الذات في إطار المنافسة الحرة في المجتمع السوي الرافض كلياً لمعايير العزوة العائلية والحزبية لاحتلال الأدوار الاجتماعية والمواقع الوظيفية في الدولة بعدّها معاييراً غير عادلة ترفع شأن حثالات قاع المجتمع إلى قمة الهرم الاجتماعي وتوكل إليهم مهام متعارضة تماماً مع قدراتهم الذاتية والعلمية فينحدر المجتمع مع الزمن إلى الحضيض. لذلك تسعى التوجهات المضادة لإستقلالية الفرد إلى غرس مفاهيم مضللة، نكران الذات، في ذهن الجيل الفتي لاستغلال إمكاناته وقدراته.
يُعرف العمل المستقل : " أنه نشاط ذاتي موجه إلى هدف محدد ينجز بفعالية عالية ويتطلب أداؤه مستوى وعي عالٍ ورد فعل إنعكاسي آني وإنضباط ذاتي والشعور بالمسؤولية ما يولد شعوراً بالرضا عن النفس بوصفه تمريناً ذاتياً لاختبار قدرات الفرد ومكتسباته العلمية والمعرفية على نحو فعال ".
لذلك تعمد البرامج التعليمية الحديثة والتربوية لإعداد الجيل الفتي وتنشئته من خلال تعزيز الثقة بالنفس وغرس مفاهيم إحترام الذات والشعور بالأنا وإستقلالية العمل لتطوير القدرات الفردية ومهاراتها وتشجيع المبادرات الشخصية لإنجاز الأعمال الإبداعية ورفض الهيمنة والتبعية والتوجهات المضللة الساعية إلى الحط من قدر الذات وغرس قيم نكران الذات والإنصياع إلى قيم الراعي والقطيع في لاوعي الجيل الفتي لاستغلال قدراته الإبداعية وتوظيفها لصالح حثالات قاع المجتمع لإحكام السيطرة على مقدرات الدولة والمجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من مسافة صفر.. استهداف دبابة إسرائيلية بعبوة -العمل الفدائي-


.. متظاهر يهتف -غزة- خلال توقيفه بنيويورك في أمريكا




.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب