الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وانتصرت ثقافة القطيع

عصام شعبان عامر

2011 / 3 / 28
المجتمع المدني


نتيجة الإستفتاء على التعديلات الدستورية فى مصر لهى عجب العجاب وكيف لا ؟ ومن المفترض أن الثورة خرج لها كل أطياف الشعب بعد أن أشعلها الشباب وكانت مطالبها محدده بإسقاط النظام وبناء نظام جديد وهل يبنى نظام جديد إلا من خلال دستور جديد وليس مجرد دستور اعرج دستور 71 الذى فى ظله عاشت مصر حقبة فى نظام استبدادى فرعونى أبوى حيث كل الصلاحيات فى يد رئيس الجمهورية الحاكم بامر الله.
77.2% ليس نتيجة للتصويت على التعديلات لأن أغلب من صوت لم يقرأ التعديلات ولم يقرأ سطرا واحدا من الدستور 71 .
22.8% لمن قالوا لا قالو لا من أجل لا وفقط نعم هناك نسبة من هؤلاء على درجة كبيرة من الوعى السياسى ولكن كان هناك شحن من جانب من قالوا نعم أدى ذلك إلى مقابله من جانب من قالوا لا بالرفض .
وفى ظل هذا النوع من الإستفتاء فلم تكن النسبة نسبة حقيقية فمن قالوا نعم انحصروا فى ثلاث طوائف :-
الأولى :- نعم للإستقرار والأمن وهؤلاء لمن يكن يوما ليعوا معنى ثورة ولانهم على طول حياتهم ماشيين جنب الحيط فى ثقافة العبيد فنحن كمصر انتقلنا من ثقافة العبيد التى كنا نتسعبد فيها من الفرد الحاكم . وبناءا على ذلك كان رأيهم نعم لأنهم اعتدادوا أن يقولوا نعم الثانية :- مجموعة من البسطاء الذين يمثلون أغلبية الشعب المصرى فى ظل 40% فقر وأمية وبطالة وهؤلاء لا يعنيهم دستور لأنهم دائما يقولون " دستور ياسيادنا " فهم لايعرفون دستور ولا يحزنون لا يهمهم سوى لقمة العيش ومصلحتهم ولأنهم يعملون أنفار باليومية فقد تأثرت دخولهم بهذه الثورة إذا فالثورة عندهم عامل من عوامل الكساد وهذه الفئة الكبيرة هى التى يمكن التحكم فيها وتوجيهها على مبدا الخوف " الخوف من المستقبل , الخوف على لقمة العيش , الخوف على العيال , الخوف من الرئيس والغفير , الخوف من النار , الخوف من عدم دخول الجنة ., الخوف الخوف الخوف إذا هى ثقافة الخوف التى تبعث على عدم الأمان والطمأنينة وهؤلاء من تم استقطابهم لكى يقولوا نعم نعم نعم .
الثالثة :- مجموعة المتأسلمين والذين يتعاملون معنا على انهم هم الإسلام ونحن الكفر على أنهم الحق ونحن الظلم على أنهم الربانيون ونحن الدنياويون هؤلاء من يتشدقون بالإسلام وكأننا نحن غير الإسلام وهم كثر لأنهم خرجوا على المجموعة الثانية البسطاء بسذاجة بأن من يقول نعم يدخل الجنة والأخضر لون الاسلام والمادة الثانية من الدستور اللى همه لم يقرأوها أساسا المهم فى هذا كله أن هؤلاء من يريدون أن يلعبوا بالسياسة والدين فى آن معا يريدون أن يكون الدين محل جدل وخلاف يضربون على وتر حساس يمكن أن يحول المجتمع إلى آتون حرب بين المسلمين والمسحيين ثم بين الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية والصوفيين والشيعة والشيوعيين والعلمانيين والقوميين لتتحول مصر من دولة مصر إلى دولة أفغانستان طالبان تنازع على الكرسى والسلطة ولكن باسم الدين أى جهل بالدين والسياسة هذا الذى يحول الخلاف السياسى إلى خلاف دينى بهذا يتحول الشعب إلى قطيع يقوده حاكم امام أو امام حاكم وعلى هذا الأساس نكون نتحرك فى حلقة مفرغة من الهراء تخلصنا من طاغية مستبد لنقع فى براثن طاغية مستبد من نوع آخر . لقد تحررنا من العبودية بعد استسلام تام لها فتحررنا من ثقافة العبيد ولكن لنقع فريسة ثقافة أخرى هى ثقافة القطيع والتى تخلق فرعون آخر ومستبد آخر يحولنا إلى عبيد وتصبح ثقافتنا ثقافة عبيد .
الثورة يحلم بها حالم ويصنعها مجنون ويقطف ثمرتها انتهازى .............. جيفارا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ذلك ميراث الخراب !
زاهر زمان ( 2011 / 3 / 28 - 14:55 )
عزيزى / عصام
لا تتعجب من نتيجة الاستفتاء ، فهى نتيجة طبيعية لميراث الخراب الذى أورثنا اياه النظام الفاسد البائد ، الذى أهمل مصالح الأمة بأكملها من صحة وتعليم وتثقيف وتوعية وخلق أجيال قادرة على فهم الحقائق والتمييز بين مافيه مصالحهم الحقيقية وبين من يستغلون العاطفة الدينية لتحقيق أغراض وأهداف سياسية ذاتية ، حتى ولو كانت تلك الأهداف على حساب مصلحة الأمة وأمنها وأمانها واستقرارها .
تحياتى

اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية