الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الليبرالية المتهم برىء حتى تثبت حريته

مينا ممدوح

2011 / 3 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عن الليبرالية المتهم برىء حتى تثبت حريته
أتحدث عن الليبرالية من منطلق قانونى بعدما أصبحت فى قفص الإتهام بحجة أنها كافرة ضد الدين و التدين و بذلك أصبحت تهمة شنعاء عقوبتها الإقصاء فى أحسن الفروض إن لم يكن الإعدام هو مصير معتنقيها
و أتحدث هنا عن القاعدة القانوينة التى تقول أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته فالليبرالية برئية كل البراءة من الطغيان و التغول و السلطوية و القبلية و برئية كل البراءة من الهجوم على الدين أو رفضه و كيف هذا و هى منهج بلاساس هدفه التحرر فهل من الحرية إقصاء الدين . بالطبع لا و من الذى يستطيع أن يقصى الدين من النفوس و الضمائر فالدين هو علاقة شخصية روحية خاصة بين الفرد و ربه لا أحد له شأن فى ذلك
و الليبرالية ليست التصادم مع الدين بوصفه ممارسات و عبادات و شعائر لكنها ترفضه فى إطار السلطة الثيوقراطية الإلهية القمعية و ترفض أى قمع أخر سواء كان بإسم الدين أو تحت أى مسمى أى ما كان
فهى أيدلوجيا قائمة على الحرية الفردية أى أن الفرد المواطن لديه كل الحريات و الحقوق فى الفكر و التعبير و الإعتقاد و السفر و لا يحق له الإعتداء على حريات الآخرين فى نفس تلك الآمور
و هنا تظهر إشكالية الدولة الدينية و هنا تظهر أكاذيب مريديها الذين يتشدقون بالديموقراطية ( إحدى أليات الليبرالية التى تهدف إلى تداول السلطة و حكم الشعب نفسه بنفسه ) ثم عندما يصلون إلى الحكم ينسفون أساس الديموقراطية التى أوصلتهم إلى الحكم حتى يتحول الحاكم الدينى إلى خليفة الله على الآرض و المتحدث الرسمى بإسمه و هنا يبدأ إضطهاد أصحاب الآفكار و التوجهات و المعتقدات الاخرى و حتى داخل الدين الواحد لان الحاكم يطبع نسخة واحدة لتدين تكفر كل من عاداها و بهذا ينتفى مفهوم الديموقراطية و يكون الفرد إما مؤمن تابع خانع للدولة إما كافر وجب قتله أو نفيه فى أحسن الفروض
و بالتالى تنهار أى حرية سواء سياسية أو شخصية أو فنية و ينتفى الإبداع و الإبتكار و تسود الظلامية و الجهل و التخلف و رفض كل ما هو جديد و بالتالى قتل الإبتكار قتلة بائنة
و انا بحديثى هذا لا أقصد دينا بعينه فالدولة الدينية لها شواهد فى التاريخ تحدثنا عنها مثل أوربا فى العصور الوسطى و السعودية و إيران و السودان فى العصر الراهن
و هذا الجدل حول الدولة الدينية ثار فى مصر منذ قرابة المئة عام بين الليبرالين و الاصولين و حسم نحو الدولة المدينة التى تعامل الجميع على حد سواء فالكل امام الدولة مواطن بغض النظر عن اى توجه او عقيدة او لون او عرق
و بالتالى يكون الوحدة فى البناء الليبرالى الفرد و ليس الجماعة بمعنى ان كل فرد على ارض الدولة هو مواطن كامل الحقوق و عليه كل الواجبات و بهذا تكون الليبرالية هى الية لمنع القمع باسم الاغلبية
عاشت مصر سنين طويلة بين الدولة الدينية و الدولة شبه الدينية و أن الوقت كى نعطى الليبرالية فرصة لتقود تلك المرحلة و هى تلك الالية التى قادت اغلب شعوب العالم نحو التحضر و قبلت فى طياتها الاختلاف و التنوع دون حروب او سفك دماء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية