الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة المدنية والاسلام

محمد نبيل صابر

2011 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رغم ان الموضوع الذى يدور حوله العنوان هو موضوع شائك فى مجمله من حيث التعريفات والمصطلحات الدلالية والحدود غير الفاصلة بين مختلف تلك التعريفات المتعلقة بلفظة الدولة المدنية الا اننا سنحاول رويدا رويدا بيان وتصحيح فكرة تضارب الدولة المدنية مع تاريخ الاسلام وذلك ردا على التغييب المتعمد لتلك الفكرة من التيار الدينى الذى يربط الدولة المدنية بالالحاد فى بلاد مجتمعنا العربى واعتبار الحديث عنها خروجا عن الملة او خصلة من النفاق عند اكثر تلك التيارات تسامحا
ولقد كان الباعث لهذا التصحيح عاملين هامين بالنسبة لى :
اولا: ماحدث قبل واثناء وبعد الاستفتاء على تعديل الدستور وما صاحب ذلك من مهاترات التير الدينى الممثل فى الاخوان المسلمين والسلفيين مما افضى الى حالة من الاستقطاب الواضح بين افراد المجتمع والتيارات السياسية المختلفة واستخدام سلاح الدين فى الترويج لفكرة ما او هدف ما
ولقد اندمج مؤيدى الدولة المدنية فى مصر من احزاب وتيارت ليبرالية ويسارية فى حرب تشبه حرب طواحين الهواء او الجعجعة بلا طحن فى منابرهم المغلقة ضد التيارت الدينية بالكشف المستمر عن اخطاء وشعارات وانتقاد هذا التيار - وكنت واحدا من هؤلاء- الى ان كان حوارا مع مديرى فى العمل الذى نبهنى انه يجب علينا النظر للامام والتحرك فى اطار وضع خطة مستقبلية لعد تكرار نتيجة تلك الانتخابات ووجدت ان الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد وانه كأى حرب لكى تفوز على منافسك يجب حرمانه من سلاحه الاكبر والاهم
ثانيا : فيديو منتشر على الانترنت لاحد دعاة السلفية المدعو حازم شومان يخطب فى احدى محافظات دلتا مصر يدعى ان الليبرالية تعنى ان تخلع امى حجابها وان الدولة المدنية هى ان تتزوج ابنتى من مسيحى ...وجدت ان هذا الصوت العالى مهما حمل من جهل او كذب هو الاقرب لشعب تبلغ قيمة الامية فيه 40% لانه كان من على منبر مسجد
اولا: تعريف الدولة المدنية
تعددت مفاهيم الدولة المدنية بين مختلف التيارات الليبرالية واليسارية ولكنها تتفق فى الخط العام ويبقى التعريف الاشهر والابسط لتلك الدولة "هى الدولة التى يحكم فيها ويمسك بزمام امورها فى السياسة والاقتصاد وكل المناحى من هم اهل اختصاص وفهم وليسوا علماء دين او رجال دين " والمفهوم يتضمن بشكل أساسي دولة تقوم على الانتخابات "الحرة" وعلى فصل السلطات الثلاث مع تعددية سياسية وحزبية دون النظر الى تمييز عل اساس العرق او الدين بل فقط مصلحة الناخب العامة او انتماء الناخب الى ايدولوجية او برنامج سياسى معين
وهى فى هذا تختلف عن الدولة الدينية التى تمثلها فى عصرنا الحالى ايران ومثلتها افغانستان فى عهد طالبان حيث كل هيئة او مؤسسة ينتهى امرها الى رجل دين ولا تخضع تلك الهيئة الى اسلوب منهجى فى الادارة مبنى على اراء اهل الاختصاص بل تخضع الى المنظور الشرعى لرجل الدين متمثلا بصورة ادق فى مبدأ "ولايه الفقيه" حيث ان المرشد الاعلى للثورة الايرانية هو صاحب الكلمة النهائية فى كل الامور السياسية والاقتصادية والعسكرية وتعلو كلمته على البرلمان ورئيس الدولة
وتجدر هنا الاشارة الى استمرار اصحاب التيار الدينى فى مصر على انكار علاقة النموذج الايرانى بما يريدون تحقيقه فى مصر ولكن هذا نصف الحقيقة فنظرة على اعداد مجلة الدعوة فى الثمانينات تكشف اعجاب قيادات هذا التيار بالنموذج الايرانى قبل ان تنكشف حقيقته .ولكن يبقى النموذج الافغانى والسعودى الاقل وطأة هو الاقرب لحلم تلك التيارات خاصة فى ظل تقديم السلفية الوهابية الدعم الكامل من حيث العدد والانتشار والسيطرة الاعلامية للتحالف المنتظر مع الاخوان
ومنذ بداية عصر االتنوير المصرى فى اوائل القرن العشرين كانت تلك الدولة المدنية هى المحور الذى قامت عليه كافة دساتير البلاد من دستور 1923 وانتهاءا بدستور 1971 رحمة الله عليه والحقيقة انه لا يوجد تعارض بين المادة الثانية من الدستور وطريقة ادارة الدولة بدليل ان فى مصر يتشكل المجتمع من الديانة الاسلامية وهذة غالبية والديانة المسيحية وهى اقل كثيرورغم ذلك نجد تجانس واختلاط بين الدياناتين حتى فى مقاليد السلطة والمناصب والامثلة كانت فى تولى وزراء وسفراء واساتذة جامعات مسيحين مناصبهم رغم ان الغالبية العظمى مسلمين وهذا ما ينفى تعارض وجود المادة الثانية بالدستور التى تقر بان الدين الرسمى للدولة هو الاسلام واللغة العربية هى اللغة الرسمية ومصدر التشريع الرئيسى هو الشريعة الاسلامية
ثانيا : الدولة المدنية فى الاسلام
حقيقة وانه رغم حالة التعتيم من جانب التيارات الدينية على مفهوم الدولة المدنية الا انه يمكننا الزعم وكما اكد الشيخ اسامة القوصى فى لقائه مع قناة اون تى فى الاخير ان الاسلام لم يشهد فى تاريخه اى دولة دينية حتى عصرنا الحالى
ففى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهوالنبى المرسل الذى لا ينطق عن الهوى كما وصفه القرأن والذى يبدأ تأسيس الدولة وسط اصحابه وهم اكثر الناس ايمانا به ينبأنا التاريخ انه كان هناك فصل دائم بين سلطاته التشريعية والدينية كنبى يوحى اليه وبين سلطاته المدنية كقائد للدولة الناشئة
فها هو صلى الله عليه وسلم فى غزوة بدر اولى المواجهات العسكرية ضد عدوه الرئيسى قريش وفى اثناء اجتماعه مع اصحابه للشورى يظهر السؤال من الحباب بن المنذر وقال: "أهذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب و المكيدة؟"فيجيب الرسول كقائد مدنى لا كقائد دينى "بل هو الرأى والحرب والمكيدة" فيشير عليه الحباب بن المنذر ان يغر الموقع ليجعل ابار المياه وراء جيش المسلمين .
ورغم ان تلك الحادثة تذكر دوما فى الخطب لدلالة على مبدأ الشورى الا ان دلالتها اعمق فى فهم الفصل بين السلطة المدنية والسلطة الروحية فكيف لو لم يكن هذا المبدأ موجودا فى ذهن الصحابة ان يتقدم احدهم فيسال الرسول فى اول معركة عسكرية تحت قيادته وفى العام الثانى لنشوء الدولة واما عدو يفوقهم عددا وعتادا وخبرة هل هذا المنزل عن وحى ام رأى ؟
وتتوالى الاحداث والرسول يثبت هذا المعنى فى اذهان الصحابة ويقولها صريحة وواضحة " انتم اعلم بأمور دنياكم " .وينتقل الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى وقد ترك فى المجتمع الجديد الناشئ هذا الفصل ويتولى الخلافة من بعده ابو بكر الصديق الرجل الذى لو وضع ايمانه فى كفة وباقى الامة فى كفة لرجحت كفة ابى بكر ورغم هذا احتاج الامر الى اجتماع فى سقيفة بنى ساعدة فيما يشبه المجمع الانتخابى وانتهى الرأى الى تقاسم السلطة بين المهاجرين والانصار " منا الامراء ومنكم الوزراء"
وعندما يقف ليخطب فى الناس اول خطبة عند توليه الخلافة يقول "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني"
فرغم انه صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم واول من امن به الا انه لم يتنازل عن مبادئ الديمقراطية فى صورتها الحديثة من اجراءات سحب الثقة من الحكومة ...الخ
وتستمر عجلة التاريخ فى الدوران ويتولى الفاروق عمر بن الخطاب الملهم الذى كان ينزل القرأن لتأييده على عهد الرسول فى ارائه فترده امرأة وهو على المنبر فى امر المهور وهو امر دنيوى وتقابله حادثة قتل جماعى لم يجد لها حكما تشريعيا فى القران ولا حادثة مماثلة لها فى السنة فيلجأ الى على بن ابى طالب ليطلب رأيه
والحقيقة ان الدولة المدنية كانت ممثلة بشكل مثالى فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب فرغم غيرة عمر بن الخطاب الشديدة على الدين وورعه ووتقواه بل وشدته فى بعض الاحيان مقارنة بلين ابى بكر الصديق الا انه اسقط حد السرقة فى عام المجاعة واسقط سهم المؤلفة قلوبهم لان السياسة ووضعها ترى ان لا داعى لها بعد استقواء دولة الاسلام ووسع مفهوم اهل الذمة ليضم المجوس واستعان بالفرس فى تدوين الدواوين لسابق خبرتهم بها واخذ بحق القبطى من الحاكم المسلم دون النظر الى فرق الديانة او الى كون الحاكم المسلم هو عمرو بن العاص الصحابى الجليل
وتشتعل الفتنة الكبرى بين على بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان ورغم ذلك لم يخرج احد من الصحابة ليربط الموضوع السياسى بالناحية الدينية فانقسم الصحابة بناءا على رأيهم العقلى واجتهادهم الشخصى الى فريق مع هذا وفريق مع ذاك وفريق اعتزل الامر برمته
وتجدر هنا الاشارة الى ان الفرقة الوحيدة التى كفرت من شاركوا بالفتنه هى فرقة الخوارج والتى يحكم عليها اغلب العلماء بالخروج من الملة وان مذهب اهل السنة حتى الان هى عدم الخوض فى الفتنة بالرأى واحترام وتبجيل كافة الاطراف المشاركة باعتبارهم من الصحابة العظام دون النظر ان هذا بسبب ان الموضوع سياسى وقبلى ومرتبط بالصراع التاريخى بين بطون قريش وليس موضوعا دينيا على الاطلاق
وتؤسس الامبراطورية الاسلامية فى عصريها الاموى والعباسى ويتزايد تداخل اهل الديانات الاخرى بالهيكل الادارى للدولة ويظهر منهم العلماء والوزراء فى شكل مثالى ولا يبقى لهم سوى منصب الخلافة الذى لا يجوز عقليا ان يتولاه رجل غير مسلم. مع اعترافنا ببعض التجاوزات التاريخية والتى لا ينكرها اى من التيارات الدينية والتى ميزت عموما تلك العصور ولكن يبقى الاطار العام مؤيدا لعدم وجود فكرة الدولة الدينية فى الاسلام
ثالثا: حقائق وشبهات
1- عندما يتم ذكر كل ما سبق الى احد افراد التيارت الدينية يقول وما السبب اذن فى الخوف من قيام دولة دينية؟ والحقيقة ان كل ما سبق وغيره الكثير يثبت ان الدولة الدينية فكرة لم تطبق على مدار تاريخ الاسلام بل انه منذ قيام دولة الاسلام مع هجرة الرسول الى المدينة كان هناك فصل واضح للسلطات الدينية عن السلطات المدنية كحاكم عام وقائد عسكرى رغم ان النبى والقائد العسكرى والحاكم العام هو شخص واحد الا ان الحد الفاصل بين تلك السلطات كان حاضرا وبقوة فى اذهان الصحابة
اما التجارب الحديثة كما فى افغانستان والسعودية فى العالم السنى وايران فى العالم الشيعى فتثبت ان الحكم الدينى هى تجارب صعبة وتنتهى عادة بديكتاتورية اما تدمر البلاد "افغانستان" نظرا لتجنيب اهل الخبرة والاختصاص وسيطرة المشايخ على مفاصل الدولة او الى ديكتاتورية مدعومة بحكم المشايخ " السعودية " فالملك عبد الله الثانى رغم تنوره وانفتاح السعودية فى عهده لجأ الى هيئة كبار العلماء واصدر اوامر بعدم التعرض لها فى الصحف بالانتقاد او لهيئة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لدعم حكمه فى وجه القلاقل والمظاهرات التى واجهها فى الفترة الاخيرة والملاحظ ان هذا اللقاء وتلك الاوامر تم اصدارها فى نفس اليوم الذى اصدر فيه عدة اوامر ملكية بحزمة اصلاحات اقتصادية واجتماعية متعددة
2- ان ترقى غير المسلمين فى الدولة ادى الى انهيارها فى النهاية وضرب المثل بابن العلقمى ورغم انه شيعى الا انه يتم تجنيب الامثلة القوية لوزارة غير المسلمين الذى يعد اشهرهم موسى بن ميمون اليهودى والذى كان اصلا حاخاما ورجل دين يهودى مرموق. اى الان الامر لا يتعلق بالديانة بقدر تعلقه بسوء اختير الاشخاص لتولى المهمات
3- الدولة المدنية تلغى المادة الثانية من الدستور : رغم ان مصر تعيش منذ 41 عام فى دلوة شبه مدنية فى ظل وجود المادة الثانية ويحضرنى هنا قصر نظر التيارات الدينينة والتى ربطت تطبيق الشريعة بالحدود مثلا دون النظر الى عدة حقائق مثلا ان تطبيق حد السرقة يتطلب ان يمسك بالسارق متلبسا بسرقته وان يعبر بها حدود املاك مالكها الاصلى فمثلا اذا سرق احدهم من سوبر ماركت بضاعة ووقف على الباب وسلمها الى زميل له يقف فى الخارج لا يتم معاقبته بحد السرقة
كما ان حد الزنا مثلا لم يتم تطبيقه من عهد الرسول الى نهاية الدولة الاموية سوى 4 مرات فقط لصعوبة استكمال شروطه المعروفة
فالدولة المدنية تختلف عن الدولة العلمانية فى انها تقبل النص بدين رسمى للدولة وتعنى مسواة كافة اطراف الامة امام القانون دون الخضوع الى اعتبارات ارى والتحرر من سيطرة رجال الدين على مقدرات الدولة وتركها فى يد اهل الاختصاص الادرى بشعابها
4- رئيس للدولة غير مسلم : يحضرنى هنا رد الشيخ اسامة القوصى على تلك النقظة " فيقول لو طبقنا ماتقوله التيارات الدينية عن عدم جواز الاقباط والمرأة الولاية العامة لحرمنا عليهم الوزرارات ورئاسة مجالس ادارة ا الشركات باعتبارها ولاية عامة .ولكن الولاية العامة لفظ ينطبق على الخلافة للدولة الاسلامية المجتمعة اما فى عصرنا الحالى فرئيس الجمهورية موظف عام يتلقى راتبا من الدولة يكلف باداء مهمته لمدة 4 سنوات فان اجاد شكر وان لم يجيد تمت اقالته" قارن هذا مع خطبة ابى بكر الصديق
الخلاصة :
فى ظل وجود نسبة امية تبلغ 40% وقلة وعى سياسى لدى البقية المتعلمة ينبغى لكل التيارات المدنية ان تجلى تلك الحقائق فى اثناء خوض المعركة القادمة لحرمان تلك التيارات من سلاحها الاقوى والاهم وهو استخدام الدين كوسيلة سياسية وساعتها ستتهاوى تلك التيارات كورقة الشجر اليابسة حتى لا نفيق على صدمة جديدة ونحتفل فى سبتمبر المقبل بفتح مصر كما احتفلنا بغزوة الصناديق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدولة الدينية التي مرجعيتها التشريعية دينية
عرفة خليفة الجبلاوي ( 2011 / 3 / 29 - 14:22 )
أقدر للكاتب حياديته وتفهمه، ولكني أبغي الحقيقة قبل أي شيء. هل غزوات الرسول كانت دينا أم سياسة؟ هل فتح الشام ومصر كانا دينا أم منطلبات دولة مدنية؟ هل عقوبة من يتزوج بأكثر من أربع نساء عقوبة تحت راية الدين أم تحت راية الدولة؟ هل الحاكم الذي يجرم الزواج بأكثر من واحدة ـ كما في حالة تونس ـ يعد خارجا عن الدين أم كاسرا للقانون؟ هل سجن المفطر في نهار رمضان من الدين أم القانون المدني؟ عندما يعتمد المشرع عند وضع القانون على الشريعة الدينية، هل يكون القانون قابلا للنقاش أم يكون طالب التغيير خارجا عن الملة؟
الإجابة على هذه الأسئلة بخبر سيادتك بموقعنا على سلم الإنسانية
تحياتي لك


2 - مصر التى اريدها
احمد الوطنى ( 2011 / 3 / 31 - 13:25 )
الدولة التى اريدها : ان يتولى امورها
الأكفأ علما فى منصبه اعتبارا من رئيس الدولة الى قاع الهرم الوظيفى اما اذا وجد الاغبياء فيصرف لهم معونة اعاشة ولا يتولون امور شئ شريطة ان يكون
هذا الاكفأ لايحكمه الا مصريته وصالح المصرى ونمو مصر فى كافة المجالات
وان امتداد مصر الى الخارج لايحكمه الا صالح مصر والمواطن المصرى


3 - لا حول وله قوة الا بالله
لا حول ولا قوة الا بالله ( 2011 / 6 / 6 - 00:22 )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(سياتى على أمتى سنوات خداعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن و يخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضه) قيل (وما الرويبضه؟) قال: (الرجل التافه السفيه يتكلم فى أمر العامة)


4 - ضرورة تعديل توقيت المصطلحات
[email protected] ( 2011 / 6 / 23 - 14:14 )
الدولة المدنية في الغرب تقابلها الدولةالاسلامية في العالم الاسلامي فكما كانت الشعوب الغربية تنشد الخلاص من استبداد الدولة الدينية الكنسية التيوقراطية اوالخلاص من الدولة العسكرية عبر الدولة المدنية كانت الشعوب الاسلامية تنشد الخلاص من استبداد الخلافات الملكية قديما والدول المدنية حديثا عبر الدولة الاسلامية
فالدولة المدنية الغربية والدولة الاسلامية تشتركان في مقاومة الاستبداد وفي المقابل الدولة المدنية في العالم الاسلامي والدولة الدينية في الغرب تشتركان في الاستبداد ولهذا قد يروق لبعضهم ان يقول الدولة المدنية في العالم الاسلامي هي الدولةالدينيةالكنسية التيوقراطية التي حاربها الغربيون والدولة المدنية في الغرب هي الدولة الاسلاميةا التي ينشدها المسلمون وهذا القول رغم انه معبر بصدق عن وجه المفارقة بين الدول الاربع (المدنية في الغرب والاسلامية في العالم الاسلامي من ناحية والمدنية في العالم الاسلامي والدينية في الغرب من ناحية ثانية ) الا انه غير صحيح
لان الدولة المدنية في الغرب علىمشرعيتها كانت لاتخلومن نقيصتين بسبب اسنادها السلطة التشريعية الى البشر
النقيصة الاولى انها تحرر الناس من


5 - لكل حضارة تاريخها
[email protected] ( 2011 / 6 / 24 - 21:46 )
الدعوة الى الدولة المدنية كانت في الغرب مطلبا شعبيا للتخلص من الدولتين التيوقراطية ثم العسكرية وقد حققت في
الغرب ما ارادته الشعوب هناك من حرية وحقوق انسان فكانت الدولة المدنيةعندهم اداة الخلاص لكن هذه الدولة المدنية الغربية بعد ان حررت الشعوب الغربية اجتاحت اقطار الامة الاسلامية فاستعمرتها ونجحت في تغريب قلة من ابناء الامة فاصبحوا ينادون ويدعون الى تاسيس دولة مدنية تماما كما كان يدعو الغربيون دون ان يضعوا الفوارق بين الحضارتين في الاعتبار نحن كنا نشكو من خلفاء منحرفين لكن لم يكن ديننا ولا علما ء الاسلام المعتبرين في صفهم فلم نكن نعاني من دولة تيوقراطية ولا من رجال دين حتى ننادي بدولة مدنية بل بالعكس كان الاسلام وعلماؤه مفزعا للشعوب لمقاومة الحكام وكان هؤلاء يهادنون الاسلام وعلماءه ويحاولون انتحال صفات الصلاح والتدين كي ترضى عليهم الشعوب وهذا ما لايعرفه ضحايا الغزو الثقافي الغربي وقد اسسوها فعلا بدعم مادي ومعنوي من الغرب الدولة المدنية فتولوا قيادة ما يسمى بالدولة الحديثة دولة ما بعد الاستقلال فلم تزدها الشعوب على مر السنين الا مقتا رغم انفرادها بالحكم ولم تقدم لهم الاالوهم


6 - الدولة المدنية في عمقها اكثرتيوقراطية
[email protected] ( 2011 / 6 / 25 - 08:56 )
الدين جملة من المبادئ النظرية تنشأ عنها قوانين فهو عقيدة وشريعة وهما عنصران ضروريان لكل دولة والدولة المدنية اواللائكية لها عقيدة وشريعة ككل الدول والدولة التي لاتملك عقيدة هي تماما مثل الدولة التي لاتملك شريعة تعجز عن الحكم فلا فرق والحال هذه بين الدول فكلها دينية لتوفرها على نفس المكونات غاية ما في الامر ان المدنية من ابتكار البشر والدينية نزل بها الوحي وكما لا يعترف اللائكيون بالوحي ويعتبرونها من ابتكار مدعي النبوة لايعترف الاسلاميون بالدولة المدنية ويعتبرونها دولة دينية ولو لم تشتهر بذلكا فالعبرة بالجوهر لابالمظهراذا اتضح هذا فكل دولة دينية هي مدنية عندخصومها لعدم ايمانهم بالوحي الذي يدعي انصارها انه مصدرها وكل دولة مدنية هي دينية عند خصومها لوعيهم بانها تتوفر على نفس المكونات وانها تسعى للحلول محل دولتهم فيقولون(لكم دولتكم ولنا دولتنا) ويحتدم الصراع


7 - حقيقة الولة الاسلامية وسبب الدعوة الى الدولة
علي البشير عما ر ( 2011 / 11 / 7 - 06:42 )
الدولة الاسلامية هي التي تطبق احكام الاسلام حيث تلزم الحكومة المسلمين بالمتفق عليه بينهم انه حكم الله وتترك الخيار لهم في الاحكام الاجتهاديةكل يقلد فيها المجتهد الذي يراه مصيبا
اما غير المسلمين في هذه الولة فلا يمنعون مما يرونه حلالا في دياناتهم بشرط الا يؤدي ذلك لان تصبح السلطة لهم على المسلمين وتنقلب المعادلة بحيث تصبح الاغلبية تحت حكم الاقليةوهو ما يريد ان يصل اليه اللائكيون بشعار مواطنون لاذميون او بشعار دولة مدنية لادينية
الحكام في دولة الاسلام بشر لاتيوقراطيون والقضاة كذلك اما التشريع فلله كما هو في القران والسنة ثم لعلماء الاسلام فيما لانص فيه اوفيما فيه نص ظني الورود او الدلالة
واول من راس دولة الاسلام لم يفرض نفسه بل قدم نفسه على انه رسول الله ودعا من يقتنع بدعواه الى الدخول تحت سلطته فامن من امن وكفر من كفر وقامت دولة الاسلام على اساس الايمان لاتيوقراطية فيها ولا استبداد واحتضنت غير المسلمين وكان كثير منهم يقاتلهااعطتهم حقوقا لتصون كرامتهم وفرضت عليهم واجبات لتلزمهم حوددهم
فلما انهارت دولة الاسلام اصبحوا كالديدان ينخرونها بالدعوةالى الولة المدنية كي يحكموا بعد ان حكموا


8 - حكم الرسول(ص) كان اسلاميا لامدنيا
علي البشير عما ر ( 2011 / 11 / 7 - 10:44 )
مشاورة الرسول (ص)للصحابةفي بدر لاتعني انه يتراس دولة مدنية تفصل بين الدين والدنيا بدليل ان الحباب بن المنذر لم يبادر بابداء رايه المعارض الا بعد ان تثبت بقوله اهذا منزل انزلكه الله ليس لنا ان نتقدم عنه او نتاخر ام هو الراي والحرب والمكيدة ومعلوم انه لو قال له (ص)انما الله انزلنا هذا المنزل لما قال الحباب بعد ذلك كلمة
فنصوص الوحي والدين كان بعضها قد نزل فلا يتجاوزها برايه احد لا الرسول ولا غيره وبعضها كان لم ينزل بعد فكان الصحابة ينتظرونها فلايقدمون اراءهم في المستجدات الا بعد التثبت هل نزل فيها وحي ام لا
وهذا كاف للتدليل على ان الصحابة والرسول نفسه كانوا جميعا يلتزمون بالدين وبما نزل من الوحي في ممارسة الحكم
واكثر من هذا دلالة عندما نزل الوحي بمعاتبتهم على اخذ الفداء من اسرى بدر عوض الاثخان في الارض فاخذ الفداء كان اجتهاداوعن تشاوروهومشروع ورغم ذلك نزل العتاب لانه اجتهاد شارك فيه الرسول ولوكان من عامة المسلمين لاقره الله اما وقد شارك فيه المعصوم فلا لان اقراره يجعله وحيا وما هو بوحي فنبه الله على خطئه وهذا ايضا تاكيد على ان تكون اصول الحكم دينا خالصا لااصولا مدنية مفصولة عن الدن


9 - ان كنتم لاتخجلون افلا تخافون
علي البشير عما ر ( 2011 / 11 / 8 - 07:01 )
قامت دولة الاسلام على ارض فيها مسلمون وغير مسلمين ارض المدينة وما حولهافعايشتهم وفق الصحيفة المشهورة ثم اضيف الى هؤلاء اسرى اعداء الدولة الاسلامية ومستسلموهم وفق مبدا الجزية
في ظل دولة اخرى هؤلاء جميعا يقتلون لانهم قنابل موقوتة ولكن رسول الاسلام رغم خياناتهم لم يستاصل وجودهم قتل بعضهم وامر باخراج بعضهم من جزيرة العرب
وعاشوا مع المسلمين قرونا متطاولة
وعندما ضعفت دولة الاسلام بل واجهز عليها نهائيا وتفرق المسلمون نشط هؤلاء كما تنشط الديدان في جسد الميت ولنكهم نسوا ان بالامة رمقا من حياة
فهل سيفلح هؤلاء لان يحكموا الامة بعد ان كانوا محكومين اولا يخجلون من الغدر
والخيانة اولا يخشون هبة من الامة المقهورة فيصبحون اثرا بعد عين
ان التضليل الثقافي لن يفلح فالحق واضح والحديث المزور عن الديني والمدني سيجد من يفضحه واولى بغير المسلمين في ديار الاسلام ان يحمدوا الله ويكفوا عن العمالة للاجنبي وعن التضليل الثقافي


10 - لا بد من تفهم ان كانت النوايا غير مبيتة
علي البشير عما ر ( 2011 / 11 / 14 - 21:54 )
لكل انسان او مجموعة بشرية دين بمعنى اديولوجيا وهي ظاهرة انسانية سببها توفر عقل لدى الانسان ولهذا الحيوان فقط لادين له
وكل دين محبوب عند معتنقه ولا عبرة بان يسميه دينا او فلسفة اونظرية الخ المهم توفره على جملة من المبادئ الفكرية تصحبها تشريعات تنسجم معها بالضرورة
اذا كان هذا واضحا ومسلما
فلا وجود لانسان او ومجموعة بشرية ترضى باستبقاء دينها رهين الباطن والضمير او بين دفات الكتب حبرا على ورق بل تسعى الى وصله بالحياة
والدعوة الى الدولة المدنية تتناقض مع هذه الظاهرة الانسانية اللهم الاان تكون مقولة معدة للتصدير تصدرها العولمة ويستقبلها زبائنها وعملاؤها في العالم المستضعف
وعندما يفصل الدين عن الدولة لن تبقى الدولة بغير دين بل يحل محل الدين دين اخر وان لم يكن دينا فاللادين هو ايضا دين اذ العبرة بالمعاني لا بالمباني
واذا رضي المسيحي بالتشريعات الوضعية فلا يعني انه يرضى بالدولة المدنية بالمعنى العميق لهذه الدولة وانما يرضى لانها تشريعات لاتتناقض مع معتقده المسيحي وهو امر مختلف مع المسلم
والدولة المدنية الغربيةلاتتعارض مع المسيحية ولكن تتعارض مع الاسلام فلا بد من تفهم عميق للامر

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah