الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقع التواصل الاجتماعية... من وجهة نظر نفسية

دنيا فاضل فيضي

2011 / 3 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ترجمة واعداد: دنيا فاضل فيضي

لا شك، ان الألفية قد حلت على عالمنا ومعها حضور قوي وعلى الصعيد الالكتروني والنت لمواقع التواصل المجتمعي باطيافها وكانها النكهة الحقيقية التي اضيفت لاطباق التفاعل الاجتماعي دون ادنى شك بايجابياتها على الصعيد المجتمعي والتواصل الفكري والثقافي.
نقوم بتفعيل الفيسبوك كل يوم تقريبا.. والذي يعد احد المواقع المهمة جنبا الى ماي سبيس والتويتر واخرى.. ونغرق ساعات في بحر التواصل الاجتماعي وننقر ملفات الاصدقاء الواحد تلو الاخر، نبحث عن قديم ونضيف جديد! نبحلق في الصور.. نعلق على "تعليقات" اصدقائنا وفعالياتهم ويصبح الوقت المنفق عامل زمني مسيطر على تنظيم وقتنا نفسه، ولم يقتصر الامر على عامل الزمن فقط، ولكن على سيل التفاعل الاجتماعي نفسه. والفيسبوك ورغم اننا ندين له بفتحه افاق التواصل الاجتماعي دون نهاية، لا يسلم من بحوث علماء النفس والسنتهم! فوفقا لدراسة في جامعة هارفورد وفريق من الطلاب لوحظ ان هناك مجادلات من قبل علماء اجتماع نفسيين تدور حول تعود مستخدمي الفيسبوك الى رؤية ذاتهم من خلال اعين الاخرين، والفيسبوك نفسه يسمح لهم بذلك.. الفيسبوك يضعك تحت المجهر، يحثك على رسم صورة مثالية لنفسك لتتعود على الظهر على عامة الناس وكانك نجم وقد سلط عليك الضوء؛ انه ياخذك بعيدا نحو عالم "صناعي" تفترضه ذاتك وما تحلم ان تكون دون الحاجة الى التفاعل الطبيعي ومخالطة افراد المجتمع وجها لوجه. وعلماء النفس يخشون من حالات الادمان عليه، ويرون ان الادمان على الانترنت يقود الى العزلة، والعزلة نحومشاكل صحية مثل قلة المناعة من جهة، وضعف الاداء العقلي من جهة اخرى.. الاكثر من ذلك ان الفيسبوك لم يسلم من بحوث البايولوجيين الذين اكدوا تاثيره على صحة القلب حين يدعك تعيش في عالم غير ملموس ويدعك تخاطب اشخاصا غرباء لا يمكنك التواصل معهم مباشرة، ووفقا لدراسة بايولوجية اجراها (Dr Aric Sigman).
يبدأ رد الفعل النفسي، بالميل نحو التجافي! حين يمتنع مشتركوا الفيسبوك عن ارتياد اللقاءات الجماعية بل وتجنبها.. ويذهب الامر لابعد من ذلك الى جفاء العائلة والاقرباء والاصدقاء المقربين. وان حصل واجتمعوا بهم.. يشعرون بعدم الارتياح، كونهم ابعدوا عن صديقهم الحميم.. الحاسوب.
فالاكتفاء بمقابلة الصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي يحرم الفرد من التواصل الحقيقي وفوائده الصحية! حيث ان الالتقاء "وجها لوجه" في الحقيقة يمنح الجسم فوائد عديدة لا نلمسها حين نبعث بل ونكتفي بارسال الايميل.. فاللقاءات المباشرة تحفز الجسم على مزاولة وظائفه الطبيعية مثل افراز هرمونات الاكسيتوسين – والتي تحفز الجسم على التفاعل عاطفيا مع مقابيله- وجينات اخرى لها علاقة بالجهاز المناعي وبالطبع اعتمادا على طبيعة التفاعل المجتمعي للفرد.
فالمشتركون يرسلون تفاصيل حياتهم عبر تلك الوسائل الاعلامية من اجل ان يراها اصدقائهم ومن ثم يحكموا عليها، وليس ذلك فقط، فالحكم يصل الى مستوى اهميتهم وهنا تكمن الخطورة من وجهة نظر النفسيين.. حيث يؤدي هذا الى القلق من قبل الأفراد الذين يبحثون عن الاهمية في اعين الاخرين. والمدهش ان اكثر مستخدمي مواقع التواصل مثل الفيسبوك هم من النساء! ويشعرن بالزهو حين تصلهن عشرات بطاقات التهنئة في آن واحد، وهن يجزمن ان الفيس بوك يجعلهن يشعرن بالامان والاهمية ولكن .. يسترسل علماء النفس في طرح سؤال يكاد يفرض نفسه.. هل فكرن بمن "لا" يبعث لهن ببطاقات التهنئة وكيف سيقودهن ذلك الى احساس بالقلق تجاه علاقاتهن باصدقائهن؟ ان تمضية الساعات الطويلة امام هذا العالم الاجتماعي الألكتروني وخاصة في ساعات الليل يؤثر على حصة الفرد الطبيعية من النوم وبالتالي عدم النوم.. وتبعات ذلك من الاحساس بالتعب وعدم التركيز الصباحي .. الخ. وهنا يتم وضع المواقع الإجتماعية مثل الفيسبوك في موقع التقييم..

وينصح النفسيون ان تسجل دخولك اليه.. وبعد فترة تسجل الخروج! دون الاسهاب .. او شئ من هذا وشئ من ذلك... اذا آمن الجميع ان مواقع التواصل الاجتماعي هو "وسيلة" التفاعل الاجتماعي، ليس اكثر.. ومتعة من اجل الترويح النفسي.. واداة لتسهيل التفاعلات المجتمعية وعلاقات الصداقة والرحيل ذهنيا عبر العالم وغرائبه دون الحاجة للسفر والتعب.. سهل عليهم صحة تقييمه وبالتالي صحة استخدامه.. فعلى الصعيد الشخصي افضل ان اتبع نصائح الدكتور سيغمان وعدم الاسهاب في تمضية ساعات امام الفيسبوك.. فانا في غنى عن التبعات الصحية .. وبالاخص، الاصابة بنوبة قلبية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وسيلة- التفاعل الاجتماعي،
رعد الصالحــــــي ( 2011 / 4 / 28 - 13:56 )
تحية اعجاب وتقدير
الحقيقة ان هذا الموضوع يمس حياتنا الاجتماعية في الصميم خصوصا في هذا العصر الحديث
فهو ايضا وسيلة للتنفيس الاجتماعي الغرض منها القفز فوق الكثير من الحواجز وطرق مواضيع قد تكون من الصعب طرحها واقعيا .ولا بأس من الحذر من الغرباء وعدم الاسترسال معهم ونشر الخصوصيات التي قد يسئ استخدامها
بالتحديد مع الناس الغرباء اذا ان بعض الدراسات تشير الى الاحتيال على القاصرين والاطفال في توريطهم بقضايا سيئة.. ولا باس من الاتصال بالاصدقاء والمعارف والعائلة وحتى التعارف فهو ايضا وسيلة جيدة وجميله تفرح الروح والنفس وتجعلنا عائلة متراصة متواصلة دائما في وقت الكثير من العوائل تعيش في الخارج.. الا انه اثبتت التجارب ان وسائل الاتصال العادية مثل الهاتف تشعر المتصل بكثير من الواقعية والاطمئنان.على ان يتم تحديد وقت للدردشة والاتصال مما يجنب الكثير من المتاعب العائلية والازمات القلبية.. مع شكرنا وتقدرينا

اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل