الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الاستقلالية ليست الفردية المفرطة وتعين حدود بين الفرد والمجتمع، وإنما تعزيز ثقة الفرد بنفسه وعدم الإتكال على الآخرين لأنها تضعف على نحو غير مباشر الثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية لإنجاز المهام الموكلة من دون طلب مساعدة الآخرين. إن بناء الشخصية على نحو مستقل وإنتزاع قيم الإتكالية من الوجدان يشجع المبادرات الإبداعية بعدّها المعيار الأساس والأكثر عدالة في احتلال الأدوار الوظيفية والاجتماعية في الدولة والمجتمع.
كما تعني الاستقلالية وجوب المشاركة في صناعة القرار الجماعي تبعاً لقدرات الفرد ومهارته العلمية والمهنية وليس بدالة الانصياع لقيم العزوة العائلية والحزبية لاحتلال الجهلة الأدوار المختلفة في الدولة والمجتمع وفرض إرادتهم على نحو جائر وغير منصف على المبدعين.
إن الجهد الذاتي في تطوير القدرات العلمية والمهنية يجب أن يوظف لصالح الفرد نفسه وليس لصالح الفاشلين والمتطفلين على الشؤون العلمية والمهنية والثقافية والاجتماعية المختلفة الذين ينتمون إلى مافيات عائلية وحزبية ما يسبب الإحباط والخيبة.
يتوقف تطور المجتمع على عدد نخبه العلمية والمهينة والثقافية وليس على حجم كتلته السكانية، فكلما زادت القدرات الذاتية الإبداعية تهيئة الفرصة على نحو أكبر لتطور المجتمع، فتنمية القدرات الذاتية وتوفير الإمكانات والفرص الملائمة لتعزيز ثقة الفرد بنفسه وعمله المستقل يزيد احترام الذات الأنوية مقابل المجموع ما يتيح الفرص العادلة للمنافسة الحرة لتحقيق الذات.
يعتقد (( كيمليكا )) " أن الاستقلالية تعدّ أحد أهم مبادئ التوجهات الليبرالية لإعادة تقييم الأنماط العلمية والمهنية والثقافية السائدة، وتحديد الإمكانات المتاحة وتوفير الفرص للعمل المستقل لتشجيع المبادرات الإبداعية بعدّها جهداً ذاتياً بحتاً ".
تهدف البرامج التعليمية والتربوية إلى تنمية الاستقلال الذاتي والمهني للأجيال الفتية بالعمل على نحو مستقل لإنجاز المهام الموكلة من دون الحاجة إلى إشراف وتوجيه يضعف المبادرة الإبداعية ويزيد الإتكالية والتهرب من المسؤولية بعدّ الإشراف جهداً محكوماً بأوامر فوقية يتيح المجال للتهرب من مسؤولية العمل المستقل. لأن التوجهات السائدة تحط من قدر الذات الأنوية لصالح الأنوية الجماعية ذات المسؤوليات المشتتة لتقلل عبء تحمل مسؤولية إتخاذ القرارات الفاشلة وعواقبها القانونية.
تهدف برامج تنمية الاستقلالية لإتخاذ القرار على المستوى الشخصي والمهني على نحو غير مباشر إلى تحمل مسؤولية إنجاز المهام الموكلة، فتقتصر مهمة الإشراف الفوقي على توزيع المهام ومحاسبة المقصرين في إنجازها بزمن محدد وكفاءة عالية، حيث يجري تحميل الفرد المسؤولية الكاملة عن إنجاز أعماله الموكلة مقابل توفير الإمكانات المعرفية والتقنية الملائمة لإنجاز العمل.
تعتقد (( أ. زيمنيايا )) أن برنامج الإعداد لتنمية الاستقلال الشخصي والمهني يتمحور حول :
1 – " التشخيص الدقيق للحاجات المعرفية والمهنية لتطوير القدرات الذاتية وتنميتها.
2 – التشخيص الدقيق للإمكانات الجسمية والعقلية والقدرات الذاتية المعرفية والمهنية ومدى توافر الوقت لمتابعة التعليم.
3 – تحديد الأهداف القريبة والبعيد المدى للعمل المستقل لتوفير المتطلبات المعرفية والتقنية والمهنية لتطوير القدرات الذاتية.
4 – إتاحة الفرص الملائمة للمتعلمين لإختيار نوع الدراسة بما يتناسب ورغباتهم وإمكاناتهم الذاتية.
5 – إيلاء الاهتمام بآراء المتعلمين بعد انتهاء برنامج تنمية الاستقلال الشخصي والمهني لتحسين أداء البرامج اللاحقة لتحقيق الأهداف على نحو دقيق وكفاءة عالية.
6 – الإختيار الدقيق للمناهج التعليمية لبرامج تنمية الاستقلال الشخصي والمهني وتحديد مدتها وأهميتها وأهدافها على نحو متواصل ".
إن البرامج التعليمية والتربوية لإعداد الجيل الفتي إلى المستقبل يجب أن تركز على نحو مباشر تعليم الأفراد وتدريبهم على العمل المستقل ونبذ الإتكالية لتعزيز الثقة بالنفس لرفع شأن الأنا الفردية في المجتمع ما يشجع على المبادرات الإبداعية وتطوير القدرات الذاتية والمهنية لاحتلال الأدوار الاجتماعية والوظيفية الخاضعة لمبدأ المنافسة الحرة أسوة بالمجتمعات المتطورة، فكلما نال المبدع ما يستحقه لقاء جهده الفردي تشجع أكثر على بذل جهداً مضاعفاً لتطوير ذاته وأعماله الإبداعية. على خلافه تقل فعاليته ويضعف جهده الإبداعي وفي المحصلة يتخلف المجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟