الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


31 آذر ذكرى وشجون!

كريم جاسم الشريفي

2011 / 3 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


31 آذر ذكرى وشجون !

تتزامن الذكرة 77 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي هذه المرة بزخّم كبير من الأحداث المحلية والأقليمية والعالمية التي ألقت بضلالها الحزينة في كثير من دول العالم . ولاسيما الحدث الأكثر تراجيديا في وطننا الناشئ بالديمقراطية الوافدة (العراق).حيث قام حزب الدعوة الذي استسأد في السلطة ليقوم بحملة (مكارثية) جديدة لكتم الأفواه، ولجم العقول ومحاربة الفكر الحّر الذي بدأ يتنفس الصعداء بعد عقود من الكبت والتكميم لأفواه المثقفين والمتّنورين والوطنيين من العراقيين وأحزابهم الوطنية، ونخبهم الفكرية. ان ممارسات حزب الدعوة العكسرية باصدار أوامره لقوات أمن بغداد للقيام بطرد الوطنينن من مقرات أحزابهم ومصادرة وثائقهم وارشيفاتهم بدعوى مساندتهم للمظاهرات السلمية في ساحة التحرير في بغدا د هذا الشهر حيث قامت بالتظاهر قطاعات واسعة من شباب ورجال منظمات المجتمع المدني ونُخب عريضة للمطالبة بأصلاحات خدمية واجتماعية. لكن هذه التظاهرات استفزت السلطة بعد أن دبّ الرعب في مؤسسة الحكم (الدعووي) خلال مشاهدة الآلاف من أبناء الشعب العراقي يتظاهرون سلمياً ويعلنون مطالبيهم المشروعة في خلق فرص عمل، ومحاربة الفساد، وتقديم المرتشين للعدالة وغيرها من المطاليب الضرورية.أن الحملة الأستئصالية من قبل الحكومة لم ولن يكتب لها النجاح بأقصاء الوطنيين ومحاولة ازاحة من الساحة السياسية وخصوصاً اليسار الذي اثبت انه أنظف يداً وأنصع خلقاً في وطنيته وحرصه على أبناء جلدته. بالحقيقة تمّر هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا وأنفسنا حيث نتذكر فيها شهدائنا الذين نالوا المجد بتضحياتهم في سوح النضال المختلفة وهنا أُريد الوقوف على بعض من حياة رفاقنا الذين استشهدوا آبان النظام البعثي المقبور في زنزاناتهم الرهيبة .. ان نظام البعث المقبور غيّب عنا أنصاراً ، وأصدقاء ورفاق ليس لسبب سوى انهم رفضوا الدكتاتورية وممارساتها القذرة للتجنيد القسري في صفوف حزب البعث نهاية السبعينات من القرن الماضي ، لكن الكثير منهم لم يساوموا على أخلاقهم ومبادئهم الفكرية لا بالترهيب ولا بالترغيب وهذا ما دفع النظام البائد بزج الكثير منهم في زنزانات السجون. حريّ بنا أن نتذكر رهطا من هذه القافلة الطويلة المطرزة بالأسماء منذ تأسيس الحزب حتى وقتنا الحاضر .. ومن هؤلاء الذين سطرت أفعالهم البطولية وسلوكهم الأنساني أكثر مما نروي عنهم نحن الأحياء لانهم دونوا حياتهم اكثر بكثير مما نقوم به نحن الباقين أحياء. انهم في الذاكرة ليسمح لي الكثير من الأحبة أن أذكر وأتذكر الذين أعرفهم عن قرب (الشهيد الخالد خليل ماشألله محمد علي، وحسن ناصر زبون،وثمان ،ورفيق جلال ، وعلي الناجي وغيرهم .. رغم مغادرتهم المفاجئة أو بعضهم انصرف تدريجياً ( حسن ناصر زبون) إلا ان القاسم المشترك هو اللأعودة وبالتالي يصعب الأختلاط بهم ثانيةً إلا عبر الوعي والتّذكر بهم..لكل مناضل صفة، وطعم ،ورونق وخلق لذلك عندما يأتيك نزيل جديد يقص عليك ثورة الزنج، وتمرد القرامطة ، وثورات الفلاحين والعمال في التأريخ تقدر به هذه الروح وهذا الفكر.لكن تشعر بمرور الزمن وأنت تعد السنين بالسجن ستتقزم هذه الثورة وهذا الأندفاع بحكم تقادم السنين في مساحة صغيرة ومعزولة عن العالم .. لكن ماوجدته عند خليل ما شالله شيئ آخر يثير العجب والأعجاب انه كان مثابراً، يفكر ملياً ويقنعك بأن الثورة قادمة لامحال قريباً وقريبا جداً، يبتهج بصرامة، يعاني بتأني ، يستاء من النواقص التي تسيئ للفكر ، كان يحتقر المنافقين ، والمرتدين ، والتائهين ، والمترددين في دهاليز الأخلاق والفكر . كان مقداماً يمتاز بروح الأصرار والتحّدي حتى أدركنا في السجن ان هذا التحدي ملازم لطبيعته الشخصية كونه واثق من صحة قناعاته وأفكاره وكأنها يقين بالحقيقة.. ان الطبيعة غرزت فيه الرجولة والوطنية... مجدا لك أبا أحمد!.كنا نحتفل سنوياً بالذكرى لميلاد الحزب ونحن في الزنزانات الأنفرادية ولو بشكل متواضع وكانت تستوقفنا بطولة الشهداء عبر تأريخ الحزب. كنا نشعر بالشهداء وكأنهم يشاركوننا الزنزانة ، لاننا لم نصدق غيابهم عنا أبدأ .. تحيّة لجميع رفاق السجن في ابي غريب أبان النظام البعثي المقبور وأخص بالذكر الرفيق الرائع عزيزعبد الحسين راضي ، وسعيد عبدالله كريدي، ورياض قاسم مثنى، وصالح محمد كاظم ، ومحمد شهيد والكثير من رفاقنا .. أما للشهداء من الحركة الشيوعية المجد والخلود انهم في ضمائرنا ...
كريم الشريفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -محاولة لاغتيال زيلينسكي-.. الأمن الأوكراني يتهم روسيا بتجني


.. تامر أبو موسى.. طالب بجامعة الأزهر بغزة يناقش رسالة ماجستير




.. مشهد تمثيلي في المغرب يحاكي معاناة أهالي غزة خلال العدوان


.. البرازيل قبل الفيضانات وبعدها.. لقطات تظهر حجم الكارثة




.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة ترمب