الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المادة الثانية ... و جودها أو حذفها... لن يغير شيئا من واقع مصر

أسعد أسعد

2011 / 3 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قامت الدنيا و لم تقعد بسبب خطاب الشيخ محمد حسين يعقوب الذي دعا الإستفتاء علي التعديلات الدستورية ب "غزوة الصناديق" ورغم تراجع الشيخ عن معظم ما قاله إلا أنه بقيت في آذان سامعيه و مريديه عبارة تعتبر الأخطر في كلامه إذ قال ما معناه "إحنا ما يهمناش الدستور ... هو الدستور ها يعمل لنا إيه" ... و هذه هي الكارثة التي تسيطر علي أدمغة الشعب المصري ... الدستور لا يعني شيئا للشعب في واقعية الحياة العملية ... فالإستفتاء في نظر الشيخ كان حربا بين فسطاطين ... المسلمين المؤمنين فسطاط نعم للدين و النصاري الكفار فسطاط لا للدين ... و مش مهم الدستور ...
و فعلا فإن الأيام القليلة الماضية و التي فيها قامت جماعات المسلمين السلفيين بعدة عمليات جهادية لتطبيق الشريعة الإسلامية فإنه إن دلت هذه العمليات علي شئ فإنما تدل علي إن ليس الدستور هو الذي يحكم مصر فعليا في الحياة العملية بل الشريعة الإسلامية التي يحكم بها أمراء الجماعات بحسب النصوص التي يختاروها هم من مئآت المجلدات التي تحوي تفاسير القرآن و الأحاديث و بحسب أهوائهم و تصوراتهم لما تعنيه النصوص بلا ضابط أو مقنن أو مرجعية متفق عليها – ولو حتي من أغلبية المسلمين - سوي رأي أمير الجماعة أو حتي ما يراه الفرد دون مرجعية الجماعة ... فالبعض يوافق البعض و البعض يعارض البعض ... و بالرغم من أنه إلي الآن لم تحدث التصادمات المتوقعة إلا أنه بدأت التهديدات تتصاعد في الأجواء المشحونة بين السلفيين و الصوفيين بينما إنقسم الأزهريون و الإخوان المسلمون ... و الكل ضد المسيحيين و المسلمين المعتدلين - الذين طبعا لهم النصيب الأكبر من التهديدات ... فماء النار جاهزلتشويه وجوه السافرات و الغير محجبات ... تحطيم محلات الخمور ... تحطيم أملاك من يؤجر مسكنا لإمرأة عزباء بدعوي أنها سيئة السمعة ... قتل مسلم بدعوي أنه تارك للصلاة ... و البقية تأتي ...
و أهم مادة في الشريعة الإسلامية - التي نصها و تفسيرها و تطبيقها يلغي الدستور و القوانيين الوضعية من أساسها - هو ذلك الحديث النبوي الشهير الذي يقول معناه (له نصوص متعددة) "إن رأي أحدكم منكرا فليغيره بيده و إن لم يستطع فبلسانه و إن لم يستطع فبقلبه و هذا أضعف الإيمان" ... الله أكبر .... الله أكبر ... فما حاجتنا للدستور أو القانون أو الدولة و مؤسساتها ... فهذه هي الشريعة الإسلامية ... فالمسلم هو الذي يحكم بحسب ما يري هو... أي إن شيئا أو أمرا ما يحكم عليه الفرد المسلم و يري بحسب رأيه إنه منكرا ... شاب نصراني كافر علي يده وشم الصليب ... إمرأة نصرانية سافرة يتدلي من عنقها و ثن الصليب ... كنيسة يسمع منها صوت الكفر بأغاني الكفر عن الثالوث أو المسيح المقام من الأموات ... كنيسة نجسة عليها صليب ... شاب نصراني قال لجارته المسلمة صباح الخير ... قسيس يمشي في الشارع ... بيت واحد مسيحي ... مسيحي ماشي في الشارع ... مسيحية ماشيه في الشارع ... دكانة واحد مسيحي ... عربية واحد مسيحي ... نصراني ماشي في الشارع و لم يفسح الطريق للمسلم و يأخذ النصراني الجانب الأضيق ... نصراني قاعد و مر عليه المسلم و لم يقف النصراني إحتراما لسيده المسلم ... المؤمن مسئول أن يغير هذا المنكر بيده ...
و لا تقلق يا قارئي العزيز ففوضي المرور و الأسعار و الغش التجاري و الرشوة و سكن الخرابات و فقر العشوائيات و إنحطاط الرعاية الصحية في المستشفيات و إنتشار الحشيش و المخدرات و هبش و نهب كل ما في البلد من خيرات ... كل هذه لا تعتبر منكرا يجب تغييره ... هذه كلها قضاء الله و قدره عز و جل علي عبيده ... أما النصاري لعنة الله عليهم و علي أحوالهم و علي كنائسهم فهم أصل المنكر في بلاد المسلمين ...
و لقد إنتصرت جيوش الإسلام نصرا عزيزا في غزوة الصناديق و أفتي فضيلة الشيخ قائلا "ما تخافوش خلاص البلد بقت بتاعتنا" و أيضا "إللي مش عاجبه ... عندهم فيزات أمريكا و كندا" ... و ذلك طبعا لكي تبقي بلاد المسلمين خالصة للمسلمين ...
و أنا أقصد من هذه المقدمة أن أبين إن النصوص الإسلامية موجهة في المرتبة الأولي للمؤمنين أي للمسلمين ... الأفراد أو الجماعات ... فالشريعة الإسلامية لا تعرف شيئا إسمه الدستور و لا نظام أو جهاز إسمه مجلس الشعب أو مجلس الأمة و لا شخصا إسمه رئيس الجمهورية ... في أيام الشريعة الإسلامية كانت هناك قبائل بدوية متصارعة علي الكلاء و المرعي ... كبير القبيلة هو رأسها و شيخها و حاكمها ... المعارك القبلية قبل و بعد النبي محمد لم تنهي النزاعات القائمة ... لم تكن هناك دولة و لا بوليس منظم و لا مجالس بلدية و لا مشاريع مياه و مجاري و كهرباء و خطوط تليفون و لا محطات تليفزيون و لا طرق سريعة و لا طيران ... الشريعة كانت في مجتمع الإبل و البعير و الحمير و الخيام و قطعان الماشية و الأغنام ... القبيلة المنتصرة تغنم القبيلة المنهزمة إبلا و مالا و عيالا و نساء ... القرآن يتلي من صدور الرجال و أحاديث النبي يتسامر بها الرواة في مجالس العرب ... العين بالعين و السن بالسن و البادئ أظلم قانون يطبقه الأفراد فيما بينهم ... القضاء و الشرطة نظام لم يعرفه العرب إلا بعد أن غزوا بلاد الكفار و إختلطوا بهم ...
ثم يقول الحديث الشريف بل و يأمر الفرد المسلم المؤمن عند رؤيته منكرا ... فليغيره بيده ... لا قانون لا محاكم و لا بوليس ... المسلم مأمور بتغير المنكر الذي يراه هو إنه منكر ... السلفيون الذين يهاجمون النصاري و يأمروهم بمغادرة البلد و إزالة الكنيسة لأن اصوات الترانيم تتعبهم ... هم يطبقون الشريعة كما هي ... و إذا كان الدستور ضد هذا فليذهب الدستور إلي الجحيم ... الدستور ها يعمل لنا إيه .... ولد مسيحي ماشي مع بنت مسلمة يبقي الكنيسة تتهد ... عاوزين البوليس و المحاكم و الدستور ليه ... بنت مسيحية حلوه و مزقلطه تنفع نخليها من ملكات اليمين و ندخلها الإسلام نمتلكها حلال لنا ... دستور إيه و محاكم إيه ... الشريعة بتقول و ما ملكت أيمانكم و نساءهم حلال لنا ... و الشيخ إللي يقول غير كده ماليش دعوه بيه ... أنا شفت إن هي دي الشريعة و طبقتها بمعرفتي ...
أما لو لم يستطع المسلم المؤمن أن يغير الأمر بيده فبلسانه ... مظاهرات سب البابا و المسيحيين ... و بالطول بالعرض هانجيب الكنيسة الأرض ... الدعاء علي النصاري في الجوامع و بالميكروفونات اللهم إخرب بيوتهم اللهم إمرضهم اللهم يتم عيالهم و رمل نساءهم ... كلام السب العلني و كلام و خطابات الشيوخ في البرامج التلفزيونية التي تملأ الفضائيات ... الزغبي و محمد حسان و الحويني ... و غيرهم ... و إذا قلت يا قارئي العزيز إن هؤلاء يردون علي زكريا بطرس فأنا أتحداك أن تذكر لي كلمة قالها زكريا بطرس عن الإسلام و المسلمين و النبي محمد ليست مذكورة بالحرف في كتب التراث الإسلامي ... من فقه الغائط إلي فقه القمل ... إلي فقه السبي ... إلي ملكات اليمين ... إلي رضاع الكبير ...إلي بول الإبل و البعير ... محمد و ثياب عائشة ... محمد و حيض عائشة ... محمد و نكاح الطفلة عائشة ... محمد و السحر و الجن ... محمد و الغرانيق العلا و شفاعتهن لترتجي ... محمد و من دخل في ثيابه من الخلف ... محمد و من إضطجع معها في قبرها ... إلخ ... إلخ ... إلخ ... و لكن هذا ليس موضوعنا الآن ... فالمسلم دائما يغير الموضوع بلسانه .... لا يستطيع أن يهدم الكنيسة بيده فيسب المسيحيين بأقزع الألفاظ ... لا يستطيع أن يدحض حقائق الكتاب المقدس فيسبه و يدعي أنه كتاب محرف مزور مكدس ... و كلام ... كلام ... كلام ... يدافع عن الكذب ويدعي إنه الحق ... و يفتري علي الحق كذبا ...
أما تغيير المنكر بقلبه لأن لسانه لم يستطع أن يغيره ... فالمسلم يسد أذنيه عن سماع الحق ... لا تجادل و لا تناقش و لا تسألوا عن أشياء إن تبدي لكم تسوءكم ... كل حق تراه عين المسلم و كل حق تسمع به أذن المسلم فقلبه المغلق يحوله ... و يغيره ... و يبدله ... حقا إنها مأساة ... مأساة ... ماساة ...
ما حاجة المسلم إلي دستور ... الشريعة جعلت الحكم علي الأشياء لرأيه و ليس لنص القانون و جعلت و أمرت أن يكون التغيير بيده مسئوليته و ليس مسئولية مؤسسات الدولة ... دستور إيه و قوانين إيه و مجلس شعب إيه ... الإسلام هو الحل ...
يا قارئي العزيز ... بضميرك الذي أرجو أن يكون يقظا و حيا ... هل لو كان لدينا دستور مدني ليس فيه ذكر للشريعة الإسلامية و لا للدين الإسلامي ... فهل تعتقد إن هذه الصورة يمكن أن تتغير أو تتبدل ... الدستور في مصر أصبح لا قيمة له سواء فيه الشريعة الإسلامية أو خلت منه هذه المادة ... الشريعة الإسلامية هي أفغانستان و السودان و السعودية و إيران و باكستان و ستتحول مصر بها إلي مصرستان ... و لا حوجة للدستور ... هو الدستور ها يعمل لنا إيه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طبعا ... العيب على اللى ماسكين البلد
حكيم العارف ( 2011 / 3 / 31 - 03:53 )
لما واحد مابيهموش الدستور رايح يناقش فيه ليه وبيدلى برائيه !!!

انا مش عارف ... لماذا يتركون هؤلاء المحرضين ضد الدوله ونظامها الامنى ... عدم احترام الدستور يتعه سحب الجنسيه منه ... وعنده الجنسيه السعوديه زى بن على ..


القانون ليس حاسم مع الاسلاميين لدرجة زيادة التطرف يوما فيوم ...هل العداله اصبحت هزيله فى مصر !!!.

اين محاكمة هادمى كنيسة - صول - !!


2 - رد على المقال التالي المنشور دون امكانية الرد
محمد بن عبد الله ( 2011 / 4 / 2 - 00:55 )
اعتمدت يا أستاذ أسعد على موضوع كاذب من أول كلمة إلى آخر كلمة فيه وقد تفضلت باعطائنا عنوان الصفحة على النت

كل ما جاء بالصفحة المذكورة من مخيلة كاتبه المريضة فبرنارد لويس وإن كان يهوديا فهو ليس بمجنون أما من يصدق هذا الكلام الخرافي عن المشروع الوهمي فهو إما متعصب اسلامي أعماه تعصبه إما قومجي مخبول يضحك على عقول القراء السذج

كنت أظنك يا أستاذ أسعد أذكي من أن تصدق وأن تنقل مثل هذا الهراء لتهيّج عقول العامة !!!


3 - محمد إبن عبد الله _ من كوكب آخر
أسعد أسعد ( 2011 / 4 / 2 - 03:58 )
يا أستاذ محمد
السودان تم تقسيمه فعلا بحسب الخريطة التي في المخطط ... العراق تم تقسيمه عرقيا و جاري تثبيت التقسيم رسميا ...
التقسيم جاري علي قدم و ساق و أنت مازلت لا تصدق ...
يبقي مين فينا إللي محتاج لذكاء علشان يفهم ...
لما الوضع حاصل قدامك و تحت سمعك و بصرك
آه ... أنا نسيت .... و ما قسموه و ما فتتوه و لكن شبه لهم
أرجوك إترك المريخ و تعال عيش معانا علي الأرض و إنت تفهم
تحياتي
أسعد


4 - محمد إبن عبد الله _ من كوكب آخر
أسعد أسعد ( 2011 / 4 / 2 - 03:58 )
يا أستاذ محمد
السودان تم تقسيمه فعلا بحسب الخريطة التي في المخطط ... العراق تم تقسيمه عرقيا و جاري تثبيت التقسيم رسميا ...
التقسيم جاري علي قدم و ساق و أنت مازلت لا تصدق ...
يبقي مين فينا إللي محتاج لذكاء علشان يفهم ...
لما الوضع حاصل قدامك و تحت سمعك و بصرك
آه ... أنا نسيت .... و ما قسموه و ما فتتوه و لكن شبه لهم
أرجوك إترك المريخ و تعال عيش معانا علي الأرض و إنت تفهم
تحياتي
أسعد


5 - مؤامرة تقسيم مصر !!!!
محمد بن عبد الله ( 2011 / 4 / 2 - 12:48 )
تفوح من مقال ستنا روز عفونة التعصب الاسلامي فهي تطلق على كارتر (القس الداهية) وعلى العلامة برنارد لويس (حيي بن أخطب) العصر الحديث وأنها مؤامرة (صليبية صهيونية)..ثم تأتي يا أخي أسعد لتصدق الكذبة ؟



تقسيم السودان ليس إلا إعادة الأوضاع كما كانت عليه أيام الخديو اسماعيل...فجنوب السودان ما كان إلا مستعمرة لمصر وكان شماله المستعرب مستعمرة أخرى منفصلة...
ليس برنارد لويس من اضطهد غير المسلمين في الجنوب إنما كان النميري ثم الترابي والبشير في فرضهم لشريعة دين السبي والاسترقاق

أما عن الكرد فيستحقون وطنا لأن كل من حكمهم تجاهل قوميتهم

أن ينشط حزب الله الذي تهيجه ايران ويسيطر على لبنان ليس نتيجة لخطط برنارد لويس بل لتعصب الشيعة واحساسهم بالكثرة العددية التي هيجت فيهم أطماع السيطرة وفرض شريعة مجنونة...

انظروا الخرائط المزعومة لستنا روز رضي الله عنها وهي مطبوخة محليا كما تبين اسماء البلدان المكتوبة عليها...ثم تدعون أنها (وثيقة) و (برهان) !!

دويلة للقبط لا قطرة ماء فيها ؟ خريطة مصر المزعومة لا يصدقها مصري عاقل يعرف بلده.....

اخر الافلام

.. استمرار اعتداءات المستوطنين اليهود على الحافلات المحملة بالم


.. كل يوم - اليهود قبل 48.. شتات بلا وطن واستيطان بلا حق




.. الأردن في مرمى تهديدات إيران وحماس والإخوان | #التاسعة


.. د. جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر والحديث:كانت هناك مقترحات




.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان