الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوم يا مصري و طالب بحقك

ماجد حسانين

2011 / 3 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أخشى أن الفساد مستشري في جسد الوطن من أعلى مراكزه إلى أدنى أركانه كالسرطان اللذي كاد أن يقضي عليه. و لكن يملؤني التفاؤل بوجود بصيص من الأمل بالشفاء و لكن الأمر يتطلب كثير من الجهد وكثيراَ من الصبر. فرحلة العلاج شاقة و خصوصأ في بعض الأجزاء التي دمرها المرض فلا يوجد هناك أمل من شفاءها ولكن بقاءها قد يعني تدهور الحالة و قد يستدعي الأمر إستئصال تلك الأجزاء حتى لا يعاود المرض في التفاقم و الإنتشار.
لابد في التأكيد في الفترة القادمة على إصلاح ما أتلفه الدهر و الحكومة و ثقافة الواسطة و المحسوبية و الفهلوة و البلطجة و التي انتشرت بين الناس في ظل قانون غاب أدى بالمجتمع إلى التسامح مع الغش طالما أن به منفعة. فما كان فساد الكبار لينتشر إلا بوجود جيش عرمرم من صغار المستفيدين و المنتفعين و المتسلقين الذين آثروا النفع الشخصي القليل و السلامة. و المهم الآن ألا نقضي وقتاً طويلاً نبكي على ما ضاع و ما كان يمكن تحقيقه، فما زال أمامنا الأمل و المستقبل و لابد من الإصلاح في كل مجال.
فدعونا نضع قائمة أولويات معاً نضيف إليها و نحذف منها إلا أن نستقر على قائمة مفصلة نختار على أساسها حكومتنا الجديدة و نحاسبه إذا ما قصروا في واجباتهم حيال تنفيذ بنود ذلك العقد الإجتماعي المهيب الذي يبدأ من لحظة إعلان تيجة الإنتخابات. و من جانبي أقترح القائمة التالية بدءاً بما أراه أكثر أهمية:
أولاً و ثانياً: إصلاح التعليم لابد من تطوير المدارس و تحديث المناهج و الإنتقاء الجيد للمدرسين و تأهيلهم و تسليحهم بعلم واسع و ثقافة تربوية معاصرة و تحسين دخولهم. لابد من نشر الثقافة العامة بينهم و التأكيد على إمدادهم لتلاميذهم بالمعلومة المفيدة و الجادة. لابد من نشر الوعي السياسي و الديموقراطية و حقوق البشر بين التلاميذ منذ الصغر و تدريبهم على إنتخاب ممثليهم و على أساليب إدارة النقاش و الحوار الهادف البناء بدلاً من ثقافة الجعجعة و الصوت العالي. لابد من منع الضرب و القهر و الإهانة للأطفال في المدارس بل و في البيوت فنحن و دون أن ندري نخلق و نوكد فيهم ثقافة العنف و الإذلال و نضطرهم للكذب و النفاق و الجبن و ما كان من ذلك إلا خلق مجتمع يهين فيه القوي الضعيف و يسلك كل درب لإذلاله (خذ أجهزة الشرطة و المخابرات و رجال الأعمال الكبار كمثال).
لابد من تطوير التعليم الفني العالي و المتوسط و التأكيد على أهميته و تلميع دراساته و دارسيه لينافس الكليات العليا النظرية و يتفوق عليها ، فهو أساس بنية أي إقتصاد حر قائم على ثقافة إنتاجية سليمة. ثم لابد من تحديث التعليم الجامعي و إلغاء الدراسات الفاشلة أو أو إغلاق الكليات المكتظة التي لا تخرج منتجين بل عاطلين و الحد من الملتحقين بها و فتح الباب أمام دراسات جديدة تواكب العصر و تؤهل أبناءنا و بناتنا لوظيفة منتجة ذات دخل جيد.
لابد من إستئصال ظاهرة الدروس الخصوصية و منعها تماماً - إستئصال ظاهرة بيع كتب الدكاترة و إستئصال ثقافة الثانوية العامة و المجموع و دخلت كلية إيه اللي مالهاش لازمة.
ثالثاً: إصلاح سوق العمل ينبغي إعادة هيكلة نقابات العمال و تنظيمها و الإتفاق مع المنظمات الممثلة لأصحاب الأعمال على الحد الأدنى للأجور و ساعات العمل و الإجازات و البدلات و الإضافات في حالة العمل لساعات أطول و إعداد عقود التوظيف و الإتفاق على كيفية تسريح الموظف و تعويضه في حالة الفصل التعسفي و فرض عقوبات مالية على الشركات المخالفة حتى يحصل الموظفين و العمال على حقوقهم بكرامة و لا يتم التعامل معهم كعبيد بلا حقوق. لابد من إعادة تأهيل موظفو الحكومة ووقف التعييين في الأماكن المكتزة بهم و تدريبهم على أعمالهم و إدخال الوسائل الحديثة التي تؤكد على إنهاء الخدمات العامة بسرعة و كفاءة. و لابد من تحسين دخول هؤلاء الموظفون للحد من ظاهرة الرشوة و الميكرو فساد.
رابعاً: الزراعة لابد من تشجيع الزراعة و استصلاح الأراضي التالفة حول وادي النيل و إزالة المباني المخالفة على أراض زراعية و نقل ساكنيها إلى أماكن أخرى خارج نطاق الوادي و لابد من الإستثمار في مشروعات تحلية مياه البحر لإستخدامها في الري و إستصلاح أراض زراعية جديدة و العمل على التخضير و التشجير و إستجلاب محاصيل جديدة أفضل نوعاَ و تحسين نوعية المحصولات المحلية و تدريب المزارعين على الوسائل الحديثة .

خامساً: الإستثمار فتح باب الإسثمار الأجنبي التصنيعي و الزراعي و البنية التحتية على مصرعيه مع الإشتراط على الشركات الأجنبية نقل التكنولوجيا و تأهيل كوادر من أبناء البلد للعمل في الإدارة و المجالات الفنية و التقنية المتخصصة
سادساً: إصلاح الشرطة و التأكيد على إحترام كرامة المواطن كإنسان و إجتثاث ثقافة التعذيب و الإيذاء الجسدي أو النفسي. و التأكيد على إحترام المواطن و عدم إهانته و التأكيد على إحترام القضاء و تنفيذ قراراته حرصاً على هيبته و مصداقيته. لابد من إعادة تأهيل الظباط نفسياً و مهنياً و إختيارهم على أساس إختبار نفسي و مهني و ليس كشف هيئة الهدف منه مقارنة الوسايط و الحصول على الرشاوي و لابد من محاسبة الفاسد أو من يستغل سلطاته و خلعه من منصبه . ينبغي تدريب أفراد الأمن من غير الضباط و إعدادهم و زيادة دخولهم و تزويدهم بوسائل حديثة لتعقب الجريمة بدلاً من إنتزاع الإعترافات و التلفيق. و لابد من نشر ثقافة جديدة بينهم تقوم على إحترام الحقوق و الآدمية و ألا يتعرض الشرطي لمواطن إلا بإذن من القضاء. لابد من إعادة شعار الشرطة في خدمة الشعب حتى يشعر المواطن بالأمان لوجود الشرطة و ليس بالقلق.
سابعاً: بث الوعي في المواطن أن كل ما سبق لن يتحقق إلا إذا بدأ كل منا بنفسه، كن إيجابياً و كن فعالاً و شارك في صياغة مصيرك و مصير أبناءك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة