الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيل ترحب بصعود التيار الديني في مصر

ابراهيم الزيني

2011 / 3 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يخطئ القول من يعتقد بأن صعود التيار الديني في مصر أو في العالم العربي يصب في غير مصلحة إسرائيل..فإسرائيل حققت مشروعها في إقامة دولة في ظل الديكتاتوريات العربية.. وأكملت مشروعها في تثبيت دعائم هذه الدولة في حرب 1967 حيث ساعدتها الديكتاتوريات العربية ممثلة في مصر وسوريا والعراق والأردن وكل الدول العربية في نشر آلياتها الحربية في سيناء والجولان والضفة وغزة وجنوب لبنان، وسط تبرير عالمي وإسرائيلي لأحقيتها في الدفاع عن نفسها، لأنها محاطه بجيوش عربية تريد إلقاء إسرائيل في البحر..
ولما كان العالم يرفض كما يحلو لها بحجة أنها محاطة بوحوش بشرية يرديدون لها الفناء..
وظلت إسرائيل تتداول هذا الطرح في كل مناسبة وكل مؤتمر عالمي وفي مجلس الأمن والأمم المتحدة حتي تحقق لها ما تريد..
فماذا سوف يحدث بعد الثورات العربية، وخاصةً في مصر التي هي مصدر الإزعاج الحقيقي لأي كيان غاصب مثل إسرائيل؟
إن صعود التيار الديني في مصر وبهذه العشوائية يعود بالقضية الفلسطينية الي نقطة الصفر من جديد.. ولعل اسرائيل تراقب الأوضاع في مصر وهي تتمني أن يسيطر التيار الديني علي نظام الحكم في مصر، وبذلك يحقق لها المبرر الأقوي لمزيد من العبث في المنطقة.. ذلك أنه لو قام حكم إسلامي في مصر، فسوف يشكل ديكتاتورية أقوي من عبد الناصر وحافظ الأسد وصدام حسين والقذافي، لأن ديكتاتورية هؤلاء كانت بشرية أما ديكتاتورية التيار الديني فهي تحكم باسم الله، وبذلك سوف تكون أعتي وأقوي هذا من ناحية، ومن ناحية أخري فإن التيار الديني لا يملك أي خبرات مدنية لإقامة دولة حديثة، وبالتالي سوف يلجأ الي قضايا بعيدة عن التقدم الحضاري للدولة، ويدخل مصر في معارك جانبية مرة مع إسرائيل ومرة مع دول حوض النيل، وأخري في نشر الحدود الشرعية ليغطي علي ضعف رؤيته الحضارية في إقامة دولة حديثة.. ومن هذه الناحية فإن إسرائيل سوف تجد المبرر الكافي لإثارة مثل هذه الحكومة الدينية واستدراجها لحرب جديدة تكون قد استعدت لها مستقبلاً.. وسط عدم رفض عالمي من العالم الذي يرفض الإرهاب تحت مسمي الدين.. لماذا إذاً لا ترحب إسرائيل بصعود التيار الديني..!!
لكنني أدرك وعلي ثقة أن ما يحدث في مصر الآن هو مقدمة لدولة مدنية متحضرة وديمقراطية لن يكون فيها لرجال الدين أي مساحة مؤثرة في المستقبل، لأن الشعب المصري وخاصةً الكتلة الصامتة منه والغير مثقفة ترفض أي تطرف ديني، وهذا ما تجلي في الشارع المصري أيام الثورة وحتي الآن.
كثير من الناس لا يعرفون الهوية المصرية التي كانت فجر الضمير في العالم كما قال " برستر " فالمصريون وبخلاف كل المحللين قدموا أداءً رائعاً أثناء الثورة وبعدها آثار اعجاب العالم كله.. وهذا يؤكد أن الهوية المصرية لم تمت؛ بل خرجت من سجنها الذي حبست فيه 2000 سنة بداية من الإحتلال البيزنطي، ثم الروماني ثم العربي.. وهي هوية سمحة وبناءة، ولكنها ترفض التطرف حتي لو كان باسم الله، والأيام سوف تثبت صدق ما أعنيه.. فلا ترحبي يا إسرائيل بصعود التيار الديني لأنه صعود مؤقت.. حلاوة روح.. لكن الديمقراطية قادمة وسوف تحقق لمصر طموحاتها ، وسوف تحترم معاهداتها ولكن في ظل الندية والإحترام المتبادل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد اقتراح
معن محمد ( 2011 / 4 / 2 - 06:56 )
اذا كان ولا بد من اختبار رئيسا من الاخوان المسلمن لرئاسة مصر فانا اقترح انتخاب السيد شاهر الشرقاوي ذي الافكار التحديثية للاسلام لانه يرى ان معظم احكام الاسلام هي بنت بياتها ولا تصلح لتطبقها في هذا العصر والله الموفق.

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال