الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام التكوين التربوي

صاحب الربيعي

2011 / 3 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا يمكن بناء نظاماً تربوياً متطوراً من دون تحديد عناصره البنيوية الفعال في إطاره التنظيمي سواءاً المسؤولة عن تنفيذ البرامج التربوية أو المناهج الدراسية ووسائلها أو آليات عملها لقياس فعالية تحقيق الأهداف، ويتطلب ذلك نشاطاً تربوياً فعالاً على نحو مبادرات فردية في البحث والتنظيم والتواصل أو على نحو مبادرات جماعية في التخطيط وإعادة التقويم.
يعدّ عناصر نظام التكوين التربوي وحدة متكاملة ومترابطة وتشتغل بآليات مشتركة لتحقيق الهدف التربوي، لذلك تخلف أحد عناصره أو عطالته يؤثر سلباً في آليات عمل العناصر الأخرى، فلا يمكن تطوير المناهج التربوي من دون إعادة تأهيل المربين وتدريبهم على أساليب التدريس الحديثة التي تفكك المادة التدريسية المعقدة إلى وحدات أبسط يسهل على المتعلم استيعابها.
تعتقد (( ف. كوزمينا )) أن عناصر النظام التربوي تتألف من مجموعتين : " مجموعة العناصر البنيوية تضم الأهداف والمناهج الدراسية ووسائل الأتصال والمتعلمين والمربين. ومجموعة العناصر الوظيفية تضم النشاط التربوي الفردي في البحث والتخطيط والتقويم والتنظيم والتواصل ".
تستهدف البرامج التعليمية والتربوية على نحو خاص مراحل عمرية متباينة ومتدرجة في مستويات مناهجها التعليمية لتمكين استيعابها وإدراكها وبأساليب تعليمية متباينة تتوافق ومديات وعي المتعلم وعلى نحو موازي يجري الغرس التربوي في اللاوعي لتحقيق الأهداف المنشودة.
ويمكن تشخيص مرتكزات نظام التكوين التربوي وآلياته وتوجهاته في كل مرحلة تعليمية خلال ثلاثة أبعاد اجتماعي وتصنيفي وتخصصي ولكل بُعد منها توجهات فرعية يستهدف نشاطات محددة ومستويات متباينة وتخصصات مختلفة تبعاً لنوعية الأهداف المراد تحقيقها.
تصنف (( أ. زيمنيايا )) " أبعاد نظام التكوين التربوي إلى البُعد الاجتماعي يبحث في مختلف أنظمة التكوين العالمي، والقطري، والمجتمعي، والحكومي، والخاص، والديني، والعلماني. والبُعد التصنيفي يبحث في المراحل التربوية المختلفة ما قبل مرحلة المدرسة، ومرحلة المدرسة وتصنيفاتها التربوية الابتدائي، والمتوسط، والثانوي، والدبلوم المتوسط والعالي ومستوياتها التعليمية المتباينة البكلوريوس، والدبلوم العالي، والماجيستير، والدكتوارءة. والبُعد التخصصي يبحث في التخصصات العلمية، الرياضيات، والعلوم، والأدب، والتخصصات المهنية التأهيلية والتكميلية ".
كما ترتكز الأنظمة المتباينة وتكويناتها المختلفة على مبادئ وأهداف يتطلب تحقيقها زمن محدد، فالهدف الذي يجري تحقيقه خارج نطاقه الزمني لا يعدّ هدفاً فعالاً أو عديم الجدوى كونه يستهدف مرحلة عمرية معينة، فالغرس التربوي في اللاوعي يجب أن يكون ملائماً للمرحلة العمرية وإلا فإنه لا يحقق هدفه المنشود. يشتغل النظام التربوي بمستوياته المختلفة بآليات متباينة، لكن مهامه تنجز خلال وحدات مستقلة لتحقيق أهداف مشتركة. لذلك لا يمكن ضمان تحقيق نظام مؤسسي أهدافه من دون تعين مبادؤه وأهدافه الرئيسة على نحو مسبق وتحديد مهام قطاعاته ووحداته المستقلة.
تلخص (( أ. زيمنيايا )) المبادئ الرئيسة لمستويات نظام التكوين التربوي في المحاور أدناه :
1 – " التكامل : توحيد الجهود التربوية في الوحدات الإدارية والأقضية والنواحي والمحافظات والمدارس والمعاهد المهنية لإعداد الأجيال الفتية.
2 – الأنسنة : الاهتمام والعناية بالأطفال وإعدادهم على نحو علمي وبدني ومعنوي وذهني.
3 – التنافس : خلق البيئات الملائمة والفعالة للتعرف على قدرات الطلاب وإمكاناتهم الذاتية والعمل على تنميتها وتطويرها.
4 – التطوير : إعداد برامج لتطوير قابلية المربين وتشجيع مبادراتهم الإبداعية، وتحسين أداء مشاركتهم الفعالة في الأوساط التربوية المختلفة ".
لا يمكن التحقق من فعالية النظام المؤسسي التربوي من دون التعرف مسبقاً على عناصره الأساس ومبادؤه وأهدافه وآليات اشتغال وحداته وتحديد الفئات العمرية المستهدفة في برامجه التعليمية والتربوية المختلفة.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله