الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطماع تركية في كركوك الكوردستانية

مسعود عكو

2004 / 10 / 21
القضية الكردية


عندما نتكلم عن كركوك سواءً كمقالة أو نقاش اعتيادي نحن أيضاً نتدخل في شؤون العراق الداخلية لا بل نتطفل على سكان كركوك الذين يعرفون أكثر من أي شخص ما تكوين مدينتهم وتركيبتها السكانية الديموغرافية ولا يحق لأي شخص كان إن لم يكن عراقياً حتى ولو الحديث البسيط عن حقيقة كركوك كمدينة عراقية ولكن ذو هوية كوردستانية ولكننا سنتطفل قليلاً كي نوضح بعض النصوص المغالطة التي تصدر عن العقلية التركية التي تخبأ وراء تصريحات مسئوليها أطماع دفينة في العراق كله وليس فقط في كركوك الغنية بالنفط والتي تتحجج بوجود أقلية تركمانية فيها علماً إن هذا الكلام صحيح فكركوك تمثل نموذجاً غريباً للتعايش السلمي بين معظم قوميات وطوائف العراق إن لم نقل كلها.

ينبغي على المرء أن يحسب حساباً لكل كلمة تخرج من فمه بل إذا كان ذلك الشخص ذو منصب رسمي عليه أن لا يصدر جزافاً تصريحات طنانة هنا وهناك لا تخدم مصلحته ولا مصلحة شعبه والدول التي تجاوره حيث التدخل التركي السافر في الشؤون العراقية وخاصة في مدينة كركوك تخلق نوعاً من النعرات الطائفية لا بل تزيد الكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد وذلك بافتعالها نوعاً من الثقافة الحاقدة بين أبناء كركوك المتعايشين منذ مئات السنين وهم على هذه الشاكلة من تعدد القوميات والطوائف والمذاهب.

لندع قضية كركوك إلى جنب قليلاً وفتحنا ملفات أخرى تهم الجانب التركي في هذه القضية ألا تحسب تركية حساباً إذا بقيت على هذه الحالة في التدخل بشؤون العراق أن تدفع الحكومة السورية بأن تطالب بشريطها الحدودي الذي يبدأ من لواء الإسكندرون مروراً بعنتاب وأورفه إلى ماردين و وينتهي بنصيبين ألم تكن هذه الأراضي في يوم من الأيام أراضي سورية ولكن الاتفاقات الدولية التي رسمت الشرق الأوسط بشكله الحالي هي التي وزعت الدول والمناطق على هوى القوى الاستعمارية وكانت تلك الاتفاقات لا تمت إلى الشرعية بأية صلة ولكن الواقع فرض نفسه الآن علماً أن كركوك منذ بدايتها هي مدينة كوردستانية وتعرف الحكومة التركية هذا الانتماء أكثر مني ومن العراقيين أنفسهم ولكن الأنف التركي الذي يحشر نفسه في كل شيء يجب يضع له حد لكي لا يتمادى أكثر وقد يطال به الأمر أن يطالب بأراضٍ سورية أو إيرانية لطالما هي لا تعير أي اهتمام بالنصوص والمواثيق والعهود والبروتوكولات الدولية التي قسمت المنطقة إلى شكلها الحالي.

تركية لا تدافع عن حقوق الأقلية التركمانية في كركوك بل هي دولة تبتغي أطماع دفينة في العراق كله وليس ببعيد أن تطالب بلواء الموصل أيضاً وكذلك حجتها جاهزة فوجود التركمان في تلعفر يعني أن لها الحق في استرداد إرث إمبراطوريتها السابقة والتي كانت مستعمرة لمناطق كثيرة إشارة مني إلى العثمانيين والذين هم مع القوى التي استعمرت المنطقة من أوروبيين هم سبب الأوبئة والمشكلات التي تغلي في منطقتنا الآن.

من جهة أخرى عندما تتخوف تركية من إعلان دولة كوردية مستقلة في كوردستان العراق لأنها تخاف من الأقلية الكوردية التي تعيش تحت سيطرتها تخاف من تلك القومية المطالبة بحقها كثاني أكبر قومية في تركية فلماذا لا تلتفت إلى شعبها وتحل تلك المعضلة دون أن تتخوف من إقامة كيان كوردي مستقل له كل الحق في هذا الاستقلال ولكنه يأبى على الأقل إلى هذه اللحظة من إعلان تلك الدولة علماً انه قادر الآن أن يصبح دولة مستقلة ولكنه يأبى تقسيم العراق طالما سيكون فدرالياً ديمقراطياً تعددياً وتحفظ فيه حقوق الكورد كقومية رئيسة بجوار العربية ولن يعتبر مرة أخرى الإنسان الكوردي مواطناً من الدرجة الثانية وتمحي هذه الفدرالية آثار الخراب الذي خلفه نظام صدام الديكتاتوري ويساعد في التئام الجروح التي ما زالت ندباتها ظاهرة للعيان.

تركية تتخوف من قيام دولة كوردية في كوردستان العراق ولكنها تعترف لوحدها بدولة هي التي أسستها في شمال قبرص وشكلت لها حكومة دون أن تعير أي اهتمام بأن قبرص هي يونانية وتركية احتلتها عنوة ونصبت أحد رجالاتها رئيساً عليها وشكل لها كيان ليس معترفاً به من أية دولة ماعدا الدولة التي أسستها مع ذلك قبل القبارصة اليونانيين التفاوض مع الأتراك ولم يقولوا للأتراك بأنكم محتلون والحكاية صارت معروفة لكل العالم.

لو نظرت تركية رؤية موضوعية إلى النعرات التي تخلقها لما طالبت يوماً ما بأي أطماع لها في كركوك لأن ذلك أمر صار محسوماً بالنسبة للعراقيين عامة والأكراد خاصة وأن أكراد العراق مستعدون لخوض معارك من أجل هذا الانتماء كما صرح الزعيم الكوردي مسعود البرزاني بهذا التصريح وأكد مراراً وتكراراً على الهوية الكوردستانية لكركوك ويتمنون أن تتفهم الحكومة التركية هذه الحقيقة التي لا غبار على صحتها والتاريخ يستطيع أن يثبت للعالم أجمع هذه الحقيقة التي لا يختلف اثنان على صحتها.

في مؤتمره الصحفي في العاصمة التركية أنقرة، غداة انتهاء زيارته لها يوم الثلاثاء الثاني عشر من أكتوبر الجاري، هدد الزعيم مسعود البرزاني بالحرب دفاعا كوردية كركوك وقال أيضاً أي كان يرغب في مواصلة تعريب كركوك، أو قمع الشعب الكردي، فسوف ندافع عن حقوقنا ونحن مستعدون لخوض معركة من أجلهاوختم تصريحه بإيضاح أن قوله بكوردية مدينة كركوك لن يؤثر على مصالح غير الأكراد من مواطنيها ذلك لأنها مدينة عراقية.

وطالما يردد الزعيم الكوردي جلال طالباني بهوية كركوك الكوردستانية ويسعى دائماً للعمل لمحمو التغيير الذي سببته العقلية الديكتاتورية الصدامية في كركوك من خلال استرجاع السكان الأكراد الأصليين لكركوك بيوتهم ودورهم وأراضيهم ولطالما دافع بكل قوة عن هذه المدينة التي هو من عائلة عريقة فيها وبين بأن أن دفاع الأكراد عن كركوك لا يأتي لأن كركوك مدينة غنية بالنفط علماً أن هناك مناطق في كوردستان غزارة نفطها أكثر بكثير من نفط كركوك ولكن لإعادة ترتيب البيت الداخلي في كركوك وإعادته إلى سابق عهده قبل عمليات التهجير القسرية والتغيير الديموغرافي الذي مارسته سلطة الدكتاتور وإرجاع كوردية المناطق المعربة في عهد نظام صدام حسين البائد إلى طبيعتها التي كانت عليها قبل عمليات التعريب.

وينفي المسئولون الأكراد دائماً أن يكون ما يوصف بأنه صراع بين الأكراد والتركمان في كركوك هو على نفط هذه المدينة، حيث إن الصراع ليس على النفط على الإطلاق، إنما الصراع هو لمحو آثار التعريب الذي قام به النظام السابق، فالظلم لحق بالكورد وبالتركمان في كركوك، وعلى ممثلي الجبهة التركمانية مراجعة الوثائق العثمانية حول كركوك والتي تصفها بأنها مدينة كوردستانية. و إن كركوك ستكون نموذجاً للتآخي القومي بين العرب والكورد والتركمان والآشوريين والكلدان وغيرهم، ومثل هذه التصريحات لا تخدم مصلحة التركمان، وهذا ليس رأي التركمان بل رأي أقلية تريد خلق الفتن في كركوك، وينفون أن تكون الأغلبية الكوردية في كركوك هي نتيجة فعل كوردي، ويقولون إن على من يدعي أن الأغلبية الكوردية في كركوك هو تغيير قام به الأكراد أن يثبتوه، فمن عاد إلى كركوك يشكل جزءاً ممن رحلوا منها.

وأخره الكلام الذي صدر عن الزعيم الكوردي مسعود البرزاني في لقاء لقناة العربية معه قال عن الحقيقة التاريخية للهوية الكوردستانية لكركوك قائلاً: كركوك هي مدينة كوردستانية بهوية كوردستانية وهي مدينة عراقية في نفس الوقت حيث تعرضت كركوك إلى حملة تعريب واسعة بعدما جاء صدام إلى الحكم في عام 1968، ولكن بصورة منهجية بعد عام 1975 ، طُرد أكثر من 250 ألف كردي من مدينة كركوك واستقدموا عرباً من الجنوب وأسكنوهم في المناطق الكردية, يعني جرت عملية تعريب كركوك بشكل ظالم وغُدر الكورد.

حيث أكد على إنهاء التعريب في كركوك، وموضوع كركوك موضوع حساس جداً وموضوع غير قابل للمساومة بالنسبة للكورد لا يمكن التخلي عن هوية كركوك وهي هوية كردستانية, ولكن كركوك شأنها شأن أي مدينة أخرى كأربيل, دهوك, السليمانية, بغداد, بصرة, موصل هي مدينة عراقية, وقال أيضاً: نحن الآن جزء من الدولة العراقية ونحن الذين حمينا الوحدة الوطنية العراقية والوحدة العراقية بعد سقوط النظام، فلذلك ليس هناك خطر على تقسيم العراق كما يُشاع، كركوك لن تنفصل عن العراق.

إن الأطماع التركية في كركوك لا تمت إلى الشرعية والمنطقية بأية صلة طالما أن العراقيين الموجودين في كركوك متفاهمون إلى درجة عالية من التعايش السلمي وإذا كانت هناك أية إشكاليات فكانت أسبابها أن تركية هي التي تدعم تلك النزاعات والتي من شأنها خلق الفتن والضغينة بين أبناء الشعب العراقي الذي قبل أن يعيش بجانب بعضه فالعرب والكورد والتركمان والكلدوآشور ... وغيرهم من الأقليات العراقية هم وحدهم لهم الحق في إدارة شؤون بلادهم وأن الأوان لتلتفت تركية وغيرها إلى المشاكل التي تواجهها من داخلها وتحلها حلاً جذرياً لكي تنعم شعوبها بكامل حقوقها وتكفيها بالتدخل في شؤون غيرها وهي لا تصلح ذاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون في إقليم كردستان يتمسكون بحلم العودة إلى م


.. Ctجولة مفاوضات جديدة تنطلق في مسقط بين الحكومة اليمنية والح




.. إطلاق نار مكثف صوب خيام النازحين بالمواصي


.. شهادات صادمة من سجن سدي تيمان عن عمليات تنكيل وحرمان وتعذيب




.. دوجاريك: القيود المفروضة على الوصول لا تزال تعرقل عمليات الإ