الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزواج على الطريقة الدينية !

زاهر زمان

2011 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يوجد دين من الأديان سواء ماكان يطلق عليه الأديان السماوية أو الأرضية ، الا واخترع طقوساً وتقاليداً يمارسها المؤمن بهذا الدين أو ذاك ! هناك طقوس تفرضها الأديان على المؤمنين بها عند البدء فى تناول الطعام . فالمؤمنين بما يسمى الأديان السماوية ، لابد أن يشكروا الالاه بعبارات تحمل الحمد والتمجيد للالاه على أنه تفضل عليهم ورزقهم بهذا الطعام الذى يأكلونه . عند الاستيقاظ من النوم..لابد أن يتلفظوا بالعبارات التى تحمل معنى الامتنان للالاه الذى من عليهم بالاستيقاظ وكان من الممكن ألا يستيقظوا ! عند الذهاب للنوم ، لابد أن يتوجهوا للالاه بالدعاء والاستعطاف حتى يمن عليهم بالاستيقاظ مرةً أخرى فى الصباح ! المؤمنون بالأديان يمارسون يومياً من عبارات الحمد والامتنان والشكر والاستعطاف مايمكن أن يملأ مجلدات ! لا بأس فى ذلك كله.
لكن الأمر الأخطر والذى يتعارض مع تطورات الفكر وطبائع البشر ، هو الزام الأديان للمرأة ألا ترتبط الا برجل على نفس دينها أو ملتها ! فى اعتقادى أن الأديان جميعها تقبل أن يرتبط الرجال بنساء لسن على نفس ملتهن أو ديانتهن . وبحكم خلفيتى الاسلامية ، أعرف أن الاسلام يبيح للرجل أن يرتبط بأية امرأة لا تكون على نفس دينه أو مذهبه ، لكنه لايسمح مطلقاً للمرأة المسلمة أن ترتبط بغير المسلم ، والحجة فى ذلك كما يقول المسلمون هو أن ارتباط المسلمة بغير المسلم يضر بدينها ، كما أن الاسلام من وجهة النظر الاسلامية هو خاتم الأديان ولا دين سوف يأتى بعده ، وهو الدين الحق الذى يعلو على كل الأديان الأخرى . ولما كان الاسلام وغيره من الأديان ينظرون للمرأة باعتبارها تابعاً للرجل تصل به التبعية الى حد العبودية ، نجد أن الفكر الدينى يأمر المرأة أن تطيع الرجل كما يطيع العبد سيده الذى اشتراه بحر ماله ، فهو مالك كل أمره بما فى ذلك حياته ! نفس الشىء تحاول أن تضفيه تعاليم الأديان على العلاقة بين الرجل وزوجته . يقول محمد نبى الاسلام : لو كنت آمراً أحداً بالسجود لغير الله ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ! وأعتقد أن فى المسيحية واليهودية نصوصاً تشبه ذلك النص المحمدى فى فحواه ومعناه ومغزاه . هل ذلك النوع من العلاقة الاستعبادية من جانب الرجل للمرأة مازال قائماً فى دول العالم المتحضر ؟ بالتأكيد الاجابة بالنفى . لأن العالم المتحضر كما يعلم الجميع أقر بأن المرأة انسانة كاملة لها ماللرجل من حقوق وعليها ماعليه من واجبات على قدم المساواة ، بل زاد للمرأة حقوقاً ليست للرجل تتناسب وطبيعة تكوينها البيولوجى كمنحها الحق فى اجازة بأجر مدفوع فى حالة الوضع !
فى العالم المتحضر لم يعد أحد يستطيع أن يفرض على الرجل أو المرأة الارتباط بمن هو على نفس مذهبه أو ديانته أو ملته ! المسألة الدينية هناك من الحريات الشخصية ، التى لا يجوز للدولة أو الجماعات أو المؤسسات أو الأفراد أن يتدخلوا فيها ، وان تدخل أحدهم فالقانون له بالمرصاد ويجرم كل من يتدخل بسلب الحرية الشخصية للأفراد أو الحجر على حرياتهم أو اجبارهم على قبول مايرفضون ! لماذا إذن يرفضون مثل ذلك الأمر فى عالمنا العربى ؟ أعتقد لأنهم يستمرؤون ( أى يستعذبون ) التعدى والتسلط على الحريات الشخصية باستخدام الأديان كمبرر ومسوغ لروح التعصب الدينى لنفس الدين أو الملة أو المذهب . انهم يتخذون من الدين وسيلة لتحشيد الناس وتكتيلهم فى مواجهة الأديان الأخرى . لأنه ليس من المعقول أن يكون الالاه الذى يؤمنون به كاملاً ورحيماً وعطوفاً ، ثم يأمر بتحريم زواج المسلمة من غير المسلم أو المسيحية من غير المسيحى أو اليهودية من غير اليهودى ! أو حتى يأمر بتحريم زواج صاحبة أى من الأديان برجل لا يؤمن بالأديان أو حتى بوجود الالاه نفسه ! لقد صورت كل فرقةً الاهها ونسبت اليه التعاليم والتشريعات التى تخدم المحافظة على تكتلتها وتماسكها فى مواجهة الفرق الأخرى ، وتلك لعمرى هى الروح القبلية العشائرية ، التى تجاوزتها وتخطتها قوانين العالم المتحضر التى وضعها العقل البشرى كمحصلة لتجارب انسانية استمرت لأجيال فى مجال العلاقات الانسانية بين البشر ومايجب أن تكون عليه ومايجب أن يحكمها ! هل يأتى اليوم الذى ينعم فيه الناس فى تلك المنطقة من العالم بما أصبح ينعم به الانسان فى دول العالم المتحضر ؟ هل يأتى اليوم الذى يرى فيه الغرب الناس فى تلك المنطقة وقد تحررت عقولهم من الخرافات والغيبيات ويقتنع بأنهم لم يعودوا يشكلون خطرأ بفكرهم على مجمل التقدم الانسانى ، فيكف عن التدبير لشغلهم بأنفسهم وضربهم ببعضهم البعض اتقاء لارهابهم وشرورهم ، حتى يظل هو فى مأمن من تلك الشرور ؟ هل يأتى اليوم الذى يستطيع فيه أهل تلك المنطقة من العالم اقناع العالم المتحضر بأنهم مؤهلين فكرياً وانسانياً للمساهمة فى صنع التطور الذى يقوده على جميع الأصعدة وفى كل مجالات الحياة ؟ لا يمكن التنبؤ بحدوث ذلك حتى الآن !
رؤية بقلم / زاهر زمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي أخي زاهر
رستم علو . ( 2011 / 4 / 2 - 16:21 )
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا . سورة النساء : ــ 34 ــ
يا أيها النبي إننا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن و ما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك و بنات عمك و بنات خالك و بنات عماتك و بنات خالاتك اللائي هاجرن معك و امرأة مؤمنه أن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها .
سورة الأحزاب : ـ 50 ـ 52 ـ
نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم .
سورة البقرة : ـ 223 ـ
أن رجلاً من أهل الشام سأل إبن عمر ـ عمر بن الخطاب ـ عن متعة النساء فقال هي حلال فقال : إن أباك قد نهى عنها فقال ابن عمر : أرأيت إن كان أبى نهى عنها وصنعها رسول الله أنترك السنة ونتبع قول أبي .
صحيح الترمذي .
حبب إلي من دنياكم النساء والطيب . وأنه قال : أصبر عن الطعام


2 - صباح الخير لجميع الطيبين
حازم الحر ( 2011 / 4 / 2 - 16:53 )
جميع الديانات من صنع البشر - مع احترامي لمعتقدات الجميع - ولكن المرأة في جميع ديانات شرقنا تحتقر المرأة وبدرجات متفاوته والاقرب الينا الاسلام بكونه دين توارثناه عن اجدادنا وتوارثنا معه ان المرأة مخلوق تابع للرجل وناقصة عقل ودين كما وصفها نبي الاسلام وشهادة راعي اغنام أمي تعادل شهادة طبيبة ومهندسة !! وكثر يدعون ان الاسلام اكرم المرأة واي اكرام ؟؟ تباع وتشترى كما قال محمد - تنكح المراة ل3 دينها ومالها وجمالها !!! اين هو الاكرام ويسعد صباحكم


3 - لا اعتقد
رشا احمد ( 2011 / 4 / 2 - 17:00 )
لا اعتقد ان ياتى هذا اليوم قريبا ولو انى اتمناه


4 - إنها القبلية والعشائرية عزيزى زاهر
سامى لبيب ( 2011 / 4 / 2 - 18:05 )
تحياتى صديقى زاهر
تتقارب أفكارنا وتوجهاتنا التأملية وهمومنا بشكل رائع ويشرفنى أنا ذلك ..
فى مقالك رؤية نقدية لتعامل الأديان مع قضية العلاقة الزوجية بين حبيبين مختلفى الديانة ..وقد تناولت رؤية لهذه الفكرة فى تأملاتى الأخيرة إسمح لى أن أضيفها فى مقالك .
* لماذا جرائم الشرف بين العائلات والعشائر ..هل لأنها الحمية التى تقتلنا أم أنه موروث عشائرى قبلى فالذى ينال أناثنا قد حظى على أوعية لإنتاج الأطفال ستكون دعما ً مستقبليا ً له وخصما ً بالضرورة من رصيدنا .
* فى نفس هذا السياق لماذا لا يتزوج أصحاب الأديان من بعضهم البعض وفى أفضل حالات السماح يكون إنتساب الأطفال للأب إيمانيا ً..إنه نفس المنظور القبلى القديم فى أن يكون الإنتاج الناتج من المرأة هو لنا ولعزوتنا وكقوى إنتاج جديدة تضاف لنا وخصما من رصيد الآخر.

الأمور لا تزيد عن فكر قبلى عشائرى ينظر للمرأة كمنتجة للأطفال الذين يضافون إلى عزوتنا وكقوى إنتاج ومقاتلين ولا تكون الحرمانية خارجة عن هذا الإطار .

على فكرة انا سعيد بهذه الحيوية والإنتاج الغزير لكتاباتك هذه الأيام فمن الخطأ أن نكون مقطرين فى منح أفكارنا الفرصة للتنوير والتفاعل
خالص مودتى


5 - لاشك أن الرجل كان ومازال علامةً فى قومه
زاهر زمان ( 2011 / 4 / 2 - 20:28 )
عزيزى / رستم
لن أقول أن جميع ماجاء به محمد فى كتابه يتناقض مع روح العصر ، فهناك من النصوص مايصلح لكل زمان ومكان وهى تلك التى نادى بها جميع مؤسسو الأديان والتى تحض على التسامح والخير والتعاون واغاثة الضعيف والبر بالوالدين والاحسان اليهما ، وهو فى هذا كرر أقوال من سبقه من الفلاسفة والحكماء ، وصاغ تلك الوصايا بأسلوبه الذى يوقن أتباعه أنه موحى اليه من عند الالاه .كما أن هناك نصوصاً خاصة بالبيئة التى نشأ فيها بما لها من خصوصية كتلك التى أوردتها فى مداخلتك. تلك كانت نظرة بيئته للمرأة وهو قد عبر فى تلك النصوص عما كان أهل زمانه يعتقدونه بخصوص النساء ولم يكن من الحكمة أن يخرج على قومه بما هو ضد عاداتهم وتقاليدهم وخاصة اذا كان فى الأمر نساء!
تحياتى


6 - كان مستحيلاً عليهم تصور مانحن فيه
زاهر زمان ( 2011 / 4 / 2 - 20:40 )
أخى / حازم
أوافقك الرأى أن جميع الأديان صناعة بشرية بدليل أن أياً من مؤسسيها لم يكن يستطع أن يتخيل مجرد تخيل أن زماناً سيأتى على المجتمعات تبز فيه المرأة أقرانها من الرجال فى العديد من مجالات الحياة كما نرى فى زماننا هذا المرأة التى أصبحت رائدة للفضاء والتى كانت عالمة فى الذرة وفى الفيزياء وفى الكيمياء وفى الهندسة وفى الطب . المرأة أصبحت وزيرة ورئيسة برلمان ورئيسة وزراء ورئيسة دولة . لم يكن أياً من مؤسسى الأديان يستطيع أن يتخيل المرأة أكثر من كونها راعية غنم ووعاء جنسى للحمل والولادة والترفيه عن الرجل . هكذا كان فى زمانهم ومن هذا انطلقوا لبلورة رؤيتهم فيما يخص النساء.
تحياتى


7 - وأنا أتمناه مثلك
زاهر زمان ( 2011 / 4 / 2 - 20:46 )
الأخت / رشا أحمد
أنا مثلك أتمنى أن يتحرر العقل الانسانى فى تلك المنطقة من العالم من غيبياته وخرافاته التى تقف حجر عثرة فى طريق اندماجه فى ركب التطور والتحضر الجارى فى كل أنحاء الدول المتقدمة فى شرق الدنيا وغربها ، حتى لا يظل هذا الجزء من العالم مفرخاً للارهاب والتخلف الذى يهدد الحضارة الانسانية فى الحاضر والمستقبل .
تحياتى


8 - انها القبلية والبيئة الصحراوية
زاهر زمان ( 2011 / 4 / 2 - 22:27 )
الأخ الكاتب والمفكر الرائع / سامى لبيب
أوفقك الرأى فى كل ماسطرته ، كما أرى أن فشلنا فى تحقيق دولة مدنية حقيقية تكفل للبشر جميع حقوقهم التى جاءت فى الاعلان الأممى لحقوق الانسان هو الذى جعل سنن القبيلة والعشيرة التى توارثناها مع ماتوارثناه من تراث دينى مكن لها من الانتشار والاستمرار أديا الى كل الانتهاكات الحادثة بشأن حقوق الانسان بوجه عام وألمرأة بوجه خاص . فنحن مازلنا نعتبرها مخلوقاً مهيض الجناح وفى حاجة ماسة لحماية الرجل والوصاية عليها فى أدق وأخص الأمور التى تمس كيانها .
تحياتى


9 - الزاهر دائما
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 3 - 01:54 )
تحية لك أيها الكاتب الزاهر دائما. ذكرت نقطة هامة في مقالك وهي أن جميع الأديان حللت زواج الرجل من امرأة لاتنتمي لملته وحرمته بالمقابل، برأيي إن السبب هو العملية الجنسية بحد ذاتها هي ماجعلت الإنسان يحلل للرجل ويحرم على الأنثى، وذلك لأن العملية الجنسية فيها تأكيد ذكوري على الوجود وتبدو السيطرة والتسلط والتحكم للرجل ويظهر في هذه العملية ضعف وخضوع الأنثى، ومن هنا كان لابد للرجل بإعتباره صاحب التشريع أن يحلل ويسمح لزواج الرجل من أمرأة على غير دينه ويمنعه على الأنثى. دمت بخير أيها الزاهر


10 - أتفق معك تماماً فى رؤيتك هذه
زاهر زمان ( 2011 / 4 / 3 - 19:03 )
عزيزى الكاتب الرائع / سامى ابراهيم
أتفق معك تماماً فى هذا الطرح ، وهو بالفعل ماشخصته فى مداخلتك. ففى منطقتنا المتخلفة ، مازال الفكر الذكورى مسيطراً حتى فى الممارسة الجنسية . فرجالنا يكرهون المرأة الزوجة التى تبدأهم بالغزل والقبلات ، ويصفونها بالغير مؤتمنة أو عديمة الحياء وربما وصل التخلف الفكرى بالبعض الى الشك فى شرف تلك الزوجة واتهامها بأنها تفعل فعل العاهرات ، وطلقها ورمى بها الى الشارع بعد أن يطلقها بالثلاثة . انهم فى تلك المنطقة المنكوبة من العالم لا يعرفون حتى أبجديات الممارسة الجنسية الناجحة والممتعة للطرفين . انها عندهم ( اركب واقذف واجرى أو شد اللحاف واتقلب ونام! ) فى الوقت الذى تكون فيه المسكينة لم تبدأ حتى فى مجرد الاحساس بذلك المتخلف الذى كان جاثماً على صدرها قبل أن يقضى وطره وينقلب فى النوم !
تحياتى

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah