الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أساليب التدريس في النظام التعليمي

صاحب الربيعي

2011 / 4 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تختلف مهنة التدريس على نحو كبير عن باقي المهن الأخرى في المجتمع كونها تخضع إلى نظام تعليمي صارم وأحكام تربوية محددة تعدّهما الدولة لخلق جيل علمي خاضع إلى أحكامها التربوية العامة ليؤثر الطالب بدوره على نحو ايجابي في محيطه الاجتماعي. لذلك فإن هامش الخروج على المناهج الدراسية وأساليب التدريس يبقى محدوداً والخبرة التدريسية المكتسبة بدالة الزمن يجب أن تختص بتفعيل أساليب التدريس وتطويرها من دون إحداث تغيير في جوهرها الأساس لأنها من خاصة الدولة على وجه التحديد ولا يحق لأعضاء الهيئة التدريسية من دون تنسيق وتشاور مع الجهات ذات الصلة اعتماد أساليب تدريسية مغايرة.
مهنة التدريس تعدّ إنتاجية كونها تساهم في إعداد الأجيال الفتية إلى المستقبل وخدمية كونها مهنة تربوية تتحكم بسلوكيات الجيل الفتي وتخضعه على نحو غير مباشر إلى أحكام المجتمع، ومهنة حسية كونها تتعامل مع أجيال فتية بحاجة إلى الرعاية والاهتمام لتأهيلها علمياً وتربوياً إلى المستقبل. ومن ثم فإن الخطأ المهني تكاليفه المادية والمعنوية عالية جداً تؤثر سلباً في سلوك قطاعات واسعة من المجتمع وتضر بمستقبلهم، فبدلاً من أن يكونوا عوناً للدولة يصبحون عبئاً عليها.
إن معيار تقدم المجتمعات أو تخلفها يقاس بنظامها التعليمي ومناهجه الدراسية وأساليبه التدريسية وكادره التدريسي وبرامجه التربوية على نحو عام، وإنعكاسها المباشر على جيل المتعلمين وقدرتهم على مواكبة التطور والتقدم المعاصر. لذلك يجب أن يكون الكادر التدريسي ذو كفاءة عالية وقدرة على تطبيق أساليب التدريس الحديثة والمعتمدة لشرح المناهج الدراسية على نحو سلسل ومبسط ليستوعبه الطالب من دون إجهاد وارهاق يجعله ينفر منها فكلما زاد استيعاب الطالب زادت صلاته بالمادة الدراسية والمدرس، على خلافه إن قل استيعابه تضعف صلاته بالمادة الدراسية والمدرس.
لذلك فإن مهنة التدريس ليست مهنة سهلة على نحو عام لأنها لا تحتاج إلى كفاءة علمية ومهنية وحسب، بل إلى قدرات ذاتية على خلق صلات حسية مع الطلاب بعدّها مهنة تربوية تحتاج إلى الالتزام الفعال بأساليب التدريس المعتمدة والتقييد بأحكام العمل التربوي.
توجز (( ك. ماركوفا )) أساليب التدريس في النظام التعليمي بالمحاور أدنا :
1 – " أساليب القراءة الأدبية ( القراءة الدينامية بتراكيب تعبيرية صائته ) : أسلوب أدب الاستماع، وأسلوب تدوين الملاحظات الموجزة مثل الاقتباسات، والخطط، الإطروحات، والملخصات، والتعليقات، والتقرير الموجز، وأسلوب النقد، وأساليب أخرى للتعامل مع الكتاب.
2 – أساليب عامة بالتذكر : بناء المادة الدراسية، واستخدام أساليب فن التذكر اعتماداً على الذاكرة الصورية والسمعية.
3 – أساليب تركيز الإنتباه : يستخدم خلالها الطلاب أساليب متنوعة من الرقابة الذاتية والتدقيق المرحلي لواجباتهم، وعرض نوع التدقيق ونظامه.
4 – أساليب بحث في أرشيف المعلومات : بحث في الفهارس، والمصادر، والبيوغرافيا، والمعاجم، والمراجع، والموسوعات وكيفية حفظها في المكتبات العامة.
5 – أساليب التحضير للإمتحانات والإختبارات وحلقات البحث والتجارب المخبرية.
6 – أساليب تنظيم الوقت عقلانياً : استثمار الوقت بدقة، وتحديد أوقات العمل وفترات الإستراحة على نحو صحيح، والتناوب بين الواجبات الشفهية والكتابية الصعبة، والقواعد العامة لسلامة العمل مثل النظام الغذائي، وأوقات الراحة، والإلتزام بنظام العمل، ووجود إضاءة كافية في مكان العمل ".
إن أساليب التدريس تعدّ نتاجاً لخبرات تعليمية متراكمة ودراسات نفسية لمجموعات طلابية متبانية التنشئة والبيئة والفوارق الاقتصادية والاجتماعية ومستويات الذكاء لتحديد الأساليب التدريسية الأكثر نجاعة في إيصال المعلومات إليهم على نحو غير مجهد ومبسط، وخلق صلات حميمية وقنوات حسية تمرر خلالها مفردات المادة الدراسية على نحو غير مباشر إلى ذهن الطالب ليستوعبها ويدركها على نحو مباشر. على خلافه فإن اعتماد أساليب تدريس قسرية غير مباشرة ومتعارضة مع أساليب التدريس المعتمدة لفرض مفردات المادة الدراسية على الطالب يضعف استيعابه ويجهده ذهنياً فيتشتت إنتباهه ويقل تركيزه.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟