الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيبة القوية فى المسألة الليبية

فاروق عطية

2011 / 4 / 3
المجتمع المدني


فى الشهرين الماضيين مرّيت بحالة جديدة من الثقة بالمجتمع والناس وحسيت إن الأشيا معدن وكله فى التمام, وعمّنى الانشراح وقُلت وداعا للاكتئاب والشعور بالإحباط والغيظ والفرسة اللى كانت معششة فى نافوخى منذ أكثر من 60 عام. ولكن يبدو إن المفروس مفروس حتى لو علقوا على قفاه فانوس. تقوللى ما انت كان ربنا نور بصيرتك وشرح صدرك إيه اللى رجعك لحالة الهم والغم والانفراس من جديد؟ أرد عليك واقول لك وركز معايا وعلى رأى المثل إذا كان الكاتب اللى هو سيادتى مجنون فالقارئ اللى هو جناب فخامتك لازم يكون عاقل. منذ ريعان الشباب ومع حركة العسكر وضياع الأمل فى الديموقراطية ووقوعنا تحت نير واستعباد مماليك العصر الحديث وأنا أعيش النكسة والوكسة وذل تكميم الأفواه ومش قادر انطق ولا حتى أقول البغل فى الأبريق, وفجأة جات ثورة الشباب اللى بلّت الريق, قلت يا واد الجو راق واحلو وهنقول اللى مكناش قادرين نبعبع بيه ولو حتى فى السر وبطلت اكتب عن المواضيع المملة اللى كنت داوش دماغكم بيها, وبديت اكتب عن ثورات مصر حتى يعلم الجيل الجديد أن المصرى وإن كان طيب وودود وعنده صبر أيوب ولكنه لا يقبل الذل والخنوع, تمام زى الجمل يخزّن ويخزّن لحد القشه اللى تقسم ظهره عندها ينطلق من عقاله ومحدش يقدر يلمّه. وفجأة حسيت بالخطر ورحت اهرش نفوخى يمكن افهم إيه اللى بيجرى, مش عندنا بس لكن فى الشرق الأوسط الموكوس والمنحوس والعامر بأمثال ابن على وابن مبارك وابن اللب.. آسف ابن الأسد وابن صالح وابن قذاف الدم وغيرهم من مزابل الحكام, واختلطت فى راسى المعايير واتلخبطت القيم اللى ربونا عليها ورحت أضرب كف على كف, ولجأت لكل الوسائل من قراية الفنجان وفحص الكف وتفرس أوراق الكوتشينه وبتوع جلا جلا ولكن للأسف لقيتهم محتاسين حوستى ومش قادرين يستوعبوا الموضوع وأجمعوا على أن الخيرة فيما اختاره الله وبلاش هرشة مخ.
صعبان على اللى بيحصل فى ليبيا وشعبها الطيب. كانوا متعايشين مع الأخ الفقيد رغم غلاسته وأفكاره المهلبية ومخه اللى مش فاضل فيه غير بقايا آخر برج, لكنهم كانوا مستريحين ومبسوطين وعال العال. ولما اجتاحت الفوضى الخلاقة برّ بلاد العرب, والعرب طول عمرهم أمجاد يا عرب أمجاد. أخواننا الليبيين مكدبوش خبر واتلحلحوا واتنحنحوا وقالوا نقلد اخواننا المصريين ومحدش أحس من حد. وشمروا عن ثورتهم الليبية ضد النظام, بدأت سلمية سلمية.. ثم فجأة تحولت إلى معارك حربية تستخدم فيها كل وسائل الحرب, مدافع وصواريخ وقنابل وبلا أزرق لا أدرى من أين شعب أعزل حصل عليه. وصمم الأخ الفقيد على مواصلة المشوار حتى آخر مواطن ليبى دفاعا عن الكرسى وقال إنه تسلم الرياسة والشعب الليبى تعداده اتنين مليون راس وأصبح فى حكمه الزاهر تمنية مليون قفا, ومن حقه أن يبيد سته مليون ويبقى خلّص ضميره ورجّع تعداد ليبيا لما كانت عليه قبله ويبات مرتاح البال. وبعد بدايتها السلمية كما هو الحال فى ثورتى تونس ومصر, اتحولت بقدرة قادر إلى حرب ضروس, كر وفر ومدافع ثقيلة وقنابل وكل ما يخطر على البال من وسائل قتال منظّم. طيب منين الثوار حصلوا على هذه الأسلحة؟ ومتى تدربوا عليها؟ وكيف دخلت البلاد؟ يقول الأخ الفقيد أنه يحارب قوات القاعدة فى ليبيا ويستغيث بالغرب لأن الثوار ليسوا إلا تجمع للإرهاب قدموا من أفغانستان والعراق واليمن التعيس والصومال. ويقول الثوار أن قوات من جيش ليبيا الذى همّشه الفقيد قد انضم إليهم بآلاته ومعداته الحربية ويحارب مليشيات القذافى وأولاده المكونة من مرتزقة أفريقيين مجلوبين من الكونغو ومالى وبلاد تركب الأفيال, وهم أيضا يطلبون مساعدة الغرب. هرشت مخى أصدق مين واكدب مين والحقيقة فين ولم أصل لنتيجة. ويبدو أن الغرب أيضا احتاس حوستى وهرش أمخاخ مخه ليصل للحقيقة فلم يصل, وحتى يريح الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة ضمائرهم تمحّكوا فى الجامعة العربية معربين عن تطلعهم لموافقة جامعة الدول العربية على التدخل, من منطلق أن اللى اتلسع من شربة العراق لازم ينفخ فى زبادى ليبيا. وأخونا عمرو موسى ما صدق ووجدها فرصة لتلميع نفسه استعدادا للرياسة المنتظرة وتقربا وتزلفا للثوار قال فى عقل باله لمّا أساعد ثوار ليبيا يرضى عنى ثوار مصر وأفوز بالرياسة متذكرا لما درسه من شعر فى الصغر البيت الذى يقول "ويفوز باللذات كل مجازف ويموت بالحسرات كل جبان", وتملكته أواصر الشجاعة وجازف ناسيا العروبة ونصرة العروبة والدفاع العربى المشترك وانصر أخاك ظالما أو مظلوما, وطلب من الغرب وبارك تدخلها لحماية الثوار. طيب عمرو موسى حسبها كما حسبها مخالى اللى المثل بيقول عنه مخالى حسبها غلط, طب أيه مبرر موقف دول الخليج من هذا الأمر؟ لم يؤيدوا التدخل الغربى فقط بل شاركوا بطائراتهم المقاتلة لدك حصون أخوهم فى العروبة ونادى المتسلطنين وعميد أسرة الحاكمين بالقوة الأخ الفقيد منتصرين للفرنجة والصليبيين فى حربهم ضد بلاد المسلمين, ولم يخطر على بالى حلا لهذه الفزورة, ولم أجد لها تفسيرا غير أن العرب لغز محير قد اتفقوا على ألا يتفقوا وأنهم عند التلاقى يتحاضنون ويتباوسون وكل منهم يمسك للآخر خنجرا مسنونا خلف ضهر أخيه, وأن القومية العربية هى مجرد شعار للاستهلاك المحلى كما تُستهلك أوراق التواليت فى المراحيض, وأن التضامن العربى اللى وجعوا دماعنا فى حفظة تلقينا ليس إلا مجرد شعار زائف لا يمكن وضعه موضع التنفيذ وأمجاد يا عرب أمجاد من تونس إلى بغداد, وتحيا العروبة وتعيشى يا بلاد الإسلام. والتقطت أذنى من بعيد أصداء صوت العندليب يشدو: بصرت ونجمت كثيرا ولكنى لم أقرأ فنجانا يشبه فنجانك.. فسماءك ممطرة وطريقك مسدود مسدود يا ولدى..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في


.. الفيضانات تغرق خيام اللاجئين في بنجلاديش إثر الأمطار الغزيرة




.. كارثة وبائية تهدد النازحين وسط قطاع غزة