الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء الانسان

حسين رشيد

2011 / 4 / 4
المجتمع المدني



يردد البعض من المسؤولين وخاصة مسؤولي الجانب الخدمي، أننا الان في مهمة صعبة ومعقدة ومهمة جدا. الا وهي مهمة بناء الإنسان العراقي الذي دمرته الحروب والنكبات والدكتاتورية البعثية، من غير ان يعرفوا او يتطرقوا الى كيفية هذا البناء ووفق أية مواصفات وقياسات فكرية، او اجتماعية، او ثقافية يريدون بناءه. ومن هي الجهة التي ستقوم بهذا البناء، متناسين او متغافلين ان الفرد هو جزء من الأسرة، والأسرة جزء من المجمتع. لذا بناء الانسان وكما هو معلوم يبدأ من الاسرة مرورا بالمدرسة والجامعة او المعمل والحقل والسوق بمعناه الاجتماعي. وهنا تختلف النشأة من مكان الى اخر حسب ما يطرح من افكار وقيم في كل مكان. وهي في الوقت ذاته أي القيم والافكار)، خارجة من موروث اجتماعي واسري أحياناً يكون قابلاً للتأثير والتغيير.
الامر الاخر في هذه التصريحات يظهر ان البلد ليس بحاجة لشيء الان سوى بناء ناسه، وهؤلاء الناس مستغنون عن الخدمات الانسانية، كهرباء، ماء، مجاري صرف صحي. شوارع نظيفة، ارصفة مشجرة حدائق عامة، ومتنزهات، سينمات مسارح، مدن ترفهية وسياحية..الخ من وسائل الراحة والرخاء التي لابد ان ينعم بها الفرد العراقي.
في فترة النظام السابق كان كل تقصير وفشل يعلق على شماعة الحصار وفي كل الجوانب الخدمية والاقتصادية والرياضية والثقافية والفنية، وكأنهم ملائكة ولادخل لهم بذلك الفشل والاخفاق. اما بعد مرحلة التغيير السياسي والفوضى في السنة الاولى والثانية وحتى الثالثة حتى تشكيل حكومة المالكي الاولى وتحقيق بعض الاستقرار الامني الذي كان عذرا اولا بعدم توفير الخدمات ظل الحال على ما هو عليه. ولم تستطع المؤسسات والدوائر المعنية بهذا الجانب من توفير ولو شيئاً بسيطاً مما يحتاجه هذا الانسان، باستثناء ترميم وتبديل الارصفة بين اونة واخرى. وهي عملية اثارت الكثير من اللغط والاستهجان عند عامة الناس. والاكثر استهجانا ان اغلب هذه الارصفة، هدمت الان بعقد مع الشركة التركية المعنية بتطوير بعض شوارع العاصمة استعداد للقمة العربية؟
اظن ان بناء الانسان يكون من خلال توفير اساسيات الحياة، العمل، حق المواطنة، توفير الخدمات، حرية التعبير والرأي، المساواة. فحين يكون هناك شارع مبلط وسيارة نقل توصل الطالب الى المدرسة والمعهد والجامعة للتعلم، في اقصى الظروف الجوية، هذا بناء للانسان. وحين تكون هناك كهرباء على مدار اليوم تساعد الطالب والموظف والعامل على اتمام واجباته واستحقاق حقوقه، هذا بناء للانسان، حين تتوفر فرصة العمل بعد التخرج، حين يكفل الدستور حق الجميع في نيل الفرص، وحين تكون هناك مؤسسات علمية بحثية تستلهم التجارب العالمية وتستفيد منها بالقدر المناسب.. هذا بناء للانسان. ان الانسان ابن بيئته او مكانه، أي المكان العام من شوارع وساحات وبنايات، بمعنى ان المكان يعكس طبيعة الانسان وسلوكه، فمهما كان الانسان متحضرا ومتقدما احيان ينعكس المكان على سلوكه، اذ ما مر بشوارع مليئة بالنفايات والاوساخ، وانتهى من شرب عبوة ماء او قنينة عصير او حتى عقب سكارة، باعتقادي مهما كان درجة الوعي عنده عالية فسوف يرمي العبوة او القنينة او عقب السكارة فوق كومة الاوساخ، والامر يمكن ان ينعكس بالشكل الاخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي