الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيادات السياسية او الإدارية التي تقدم المهم على الأهم تستحمر مواطنيها ؟

تركي البيرماني

2011 / 4 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


هناك اتجاه يرى إن القيادات السياسية أو الإدارية التي تقدم المهم على الأهم تستحمر مواطنيها من خلال توجيه اهتمامهم إلى المشكلات الثانوية وإهمال المشكلات الحياتية اليومية الأساسية. ويمكن التحقق من صدق هذه المقولة من خلال متابعة مجريات الإحداث الاجتماعية والسياسية والتربوية اليومية وموقف القيادات السياسية والإدارية وكيفية تصديها لهذه المشكلات.ففي العراق وفي العديد من الدول العربية يمكننا الجزم بان هذه القيادات تقدم المهم على الأهم وان مواقفهم هذه تؤدي إلى عملية التجهيل الاجتماعي والإنساني وتسهم في تنمية الأمية بمفهومها الحياتي وتخلق سجناء الصمت كما يحلو لبلو فريري paulofreire تسميتها أو هي عملية استحمار كما يطلق عليها علي شريعتي وبغض النظر عن الدوافع التي تقف وراء موقفهم هذا حتى وان كانت هذه الدوافع تتسم بالقدسية . ففي العراق لنا موروث اجتماعي موغل في القدم في تنمية ظاهرة التجهيل وتوجيه شعبنا الوجهة الخاطئة فإذا بدأنا بحقبة صدام حسين وخطبه الرنانة حول الانتصار والحرية والرفاهية وخلو هذه الخطب من أي محتوى حقيقي واقعي اظافة لتشجيعه لظاهرة الفريري وأبو طبر وغيرها الكثير والمراد منها الهاء الشعب عن مفاسد النظام والتخلي عن المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المجتمع وبعد السقوط يبدو إن هذا الاتجاه التخلفي يحاصرنا من كل حدب وصوب ولنأخذ على سبيل المثال بعض السادة النواب الذين تميزوا بخطب رنانة مكررة خالية من أي معنى ومحتوى أدت إلى تعطيل المجلس عن القيام بمسؤولياته الأساسية المتمثلة بتشريع القوانين التي تخدم المجتمع كقانون النفط والغاز وقانون الأحزاب السياسية الخ ولم يكتفوا بذلك بل بادروا متبارين في الدفاع عن مظلومية المعلمين والأطباء لابرفع الحيف عنهم من خلال إنقاذهم من الإدارات التي تتسم بالجهل وبالأمية الوظيفية التي أفرزتها المحاصصة سيئة الصيت التي أعاقت حركة تقدمهم وتطور مؤسساتهم بل حمايتهم من زميل لهم تكلم بكلام غير مناسب. إن الاهتمام بهذه المشكلات الثانوية تعني إن المجلس الموقر قد أنجز كل القوانين المركونة في رفوف النسيان ولم يبقى له من عمل سوى نصرة هذه الشريحة أو تلك من خلال حمايتها من كلمة غير مناسبة من هنا أو هناك. ناسيين أو متناسين إن هناك مؤسسات أخرى بإمكانها التكفل بهذه المهمة. وفوق هذا وقبله تمتع المجلس بإجازة لعشرة أيام احتفاء بعيد النوروز أو نصرة لانتفاضة البحرين ومهما كان الدافع وراء ذلك حتى وان كان مقدسا فإنها عملية تصب في خانة تجهيل للمواطنين. ماذا يقول المجلس الموقر لمجالس المحافظات التي تمنح لنفسها ولمواطنيها عطل حتى أصبح بين كل عطلة عطلة كما يقول المتندرون إلا يعني ذلك عملية الهاء لا بل عملية تجهيل. إما في المجال الإداري فالمشكلة أكثر تعقيدا ولنأخذ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أراد السيد الوزير الاهتمام بالحدائق الجامعية ونظمت حملات تشجير لمدة أسبوعين تفرغ لها رؤساء الجامعات ومساعديهم وعمداء الكليات وكل من يؤمن بمقولة اذكرني عند الأمير من اجل إرضاء السيد الوزير وكأننا لا نعاني من مشكلات عويصة ومعقدة ولم يبقى لنا سوى مشكلة التشجير وكان لا توجد دائرة مسؤولة عن هذه المهمة. إما المشكلة الثانية التي صرفت الجهود ,والأموال من اجلها وأرسلت الوفود للتبضع واقصد بها جودة التعليم العالي علما أنها قضية مقدسةلااحد ينكر أهميتها. إلا إن فلسفة الأولويات تفرض علينا البدء بالأهم ثم المهم. إن مفهوم الجودة المتمثل بجودة النظام ومخرجاته هذا المفهوم يضعنا أمام التساؤل التالي هل الاهتمام بتجويد التعليم بالمفهوم الحديث للجودة ترفا فكريا في المرحلة الراهنة أم ضرورة حياتية لبقاء الجامعات واستمرارها ؟ من وجهة نظري إن البحث عن الجودة في وضع الجامعات الراهن ترفا فكريا وعبئا مضافا لاتقدر الجامعات على تحمله. إن الحديث عن تجويد التعليم الجامعي وتحت وطأة الظروف الخانقة التي تعيشها الجامعات تنطبق عليها مقولة علي شريعتي من يقدم المهم على الأهم يستحمر مواطنيه هل نحن بحاجة إلى مزيد من الاستحمار؟ لأاعتقد ذلك. ليس من الإنصاف بشئ دفع جامعاتنا إلى تبني سياسة التجويد وفقا لمعايير عالمية ومنافسة جامعات أرست أسس علمية للبحث العلمي وللعمل المؤسساتي ومنذ مطلع القرن العشرين في المقابل تعيش جامعاتنا فكرا وممارسة مرحلة ما قبل الثورة الصناعية. لا احد يجادل بأهمية الجودة في هذا المجال بل هناك أولويات على المخطط أخذها بنظر الاعتبار ولدينا من الأولويات الشيء الكثير في مقدمتها سياسة التجهيل والتغريب المتمثلة بالفلسفة التقليدية الميتافيزيقية السائدة في مختلف مؤسسات التعليم العالي ولدينا الإداري السلطوي المشخصن للعمل والمدرس الملقن والطالب المؤتمت ومناهج أكل الدهر عليها وشرب وضعف البنية المعرفية وقلة الموارد المتاحة المادية والبشرية وضعف القدرة على توظيفها توظيفا امثل حسب ضني إن السيد الوزير الجديد له اهتمامات مختلفة عن السيد الوزير السابق وسيبدأ من أول السطر وكفى الله المؤمنين القتال..السؤال الذي يطرح نفسه
كيف نتحقق من إن هذه السياسات لا توقعنا بحبائل التجهيل والاستحمار ؟ ونحن شعب طيب صبور قنوع مطاليبه بسيطة يؤمن ويثق بالآخرين ومع ذلك فهو شعب يقرأ ما وراء السطور ولم يعد سجينا للصمت
ويؤمن بفلسفة إن أي قضية فردية أو اجتماعية فلسفية أو تربوية أخلاقية أو دينية تبعد الشعب عن النباهة الإنسانية والاجتماعية وتتعارض معهما هي استحمار مها كانت مقدسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات