الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرهاب الفكر أم فكر الإرهاب .!

سعد عزت السعدي

2011 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ هجمات الحادي عشر من أيلول، عام 2003 والعالم منشغل بالارهاب القادم من وراء البحار وعن كيفية ولوج هذا الاعتقاد لدي هؤلاء المتطوعين الشباب في البلدان التي تعاني الاستبداد في السلطة والتخلف والفقر بصفة عامة.
ونستطيع القول ان هذا الفكر المتشدد ما هو الاردة فعل للانكسار والاحباطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي صعنت مداً عاطفياً وغطاء بشرياً وعمقاً استراتيجياً حيث ان العنف المنظم اخذ يأخذ أشكالاً بعيدة من السيطرة فنجد ان ثقافة الكراهية قد تسللت إلي عقول الشباب ضد كل ما هو اجنبي مما ولد حالة من الرفض فوجود قواعد وقوات اجنبية في معظم الدول العربية والاسلامية جعل من هذه الدول مرتعاً لهؤلاء الشباب المتشدد اضافة إلي ذلك وجود اسرائيل واستمرار احتلالها للأراضي العربية.
ان مشكلة هؤلاء الشباب تكمن في الفهم أو التفسير الخاطئ لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مما خلق شرعية دينية لما يقوم به الشاب في دولهم او في دول الغرب، وهل يا تري هذا الذي يقومون به هو ارهاب فكري ام فكر ارهابي؟
للاجابة علي هذا السؤال في ان الامور ليست بما هيتها وانما بنتائجها وهذا الشاب الذي هو في مقتبل العمر يفجر نفسه في وسط مدنيين في الاسواق اومحطات القطاراو غيرها من الاماكن العامة.
يجب أن نكون هناك وقفة امام التطرف الرهيب الذي يؤدي إلي الصراع مع المحيط وهذا ما هو الا فعل سياسي لا يهدف إلي نتيجة عينية بناءة وايجابية بقدر ما هو القضاء علي امكانيات وطاقات الافراد في المقاومة والتفكير ومنهج الارهاب الفكري يري الفاعل من خلال فرض سيطرته وادائه بالرهبة علي الاخرين حتي يستطيع جني المكاسب التي يصبو لها. وان اكبر الاسلحة المخيفة والفعالة التي يتميز بها الارهاب الفكري هو السلاح السايكولوجي وهو جزء مهم لا يتجزأ منه.
ولذلك ومن أجل أن نقوم بأخذ التدابير اللازمة والضرورية لسد الطريق أمام ذلك نحن بحاجة إلي نظام يحيي في داخله كل الآراء والافكار والمعتقدات والاختلافات والصراعات، ويستطيع هذا النظام التطور مع هذه الآراء والافكار ايجاباً في تطور المجتمع واطلاق مواهب أفراده ويمكن الوصول إلي طرق حل هذه الصراعات عن طريق التداول وقبول التنوع والاختلاف الفكري.
وهذا كله يأتي من ثمرة القضاء علي الفقر والظلم والفساد وعلينا أن نرفع راية التسامح والاعتدال وان شجرة الارهاب لا يمكن استئصالها إلا بالحكمة والعدالة وليس بالقوة والقهر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها