الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أهداف التعليم الرئيسة
صاحب الربيعي
2011 / 4 / 7الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا يوجد تعليم من دون هدف يحقق مصالح ذاتية أو عامة، فالدولة لا تنفق أموال طائلة على التعليم من دون تحقيق أهدافها العامة خلال برامجها القصيرة المدى والبعيدة التي تتطلب سنوات من العمل المضني. ولا يمكن حرق المراحل التعليمية لاكتساب المعارف دفعة واحدة، لأنها مقترنة بمراحل زمنية لكل منها أهدافها المحددة وصولاً إلى مراحل زمنية تعليمية متقدمة خلالها تتحقق أهداف التعليم الرئيسة.
ومن دون تطور مناهج التعليم بدالة الزمن لا يحقق التعليم أهدافه الرئيسة لوجود علاقة وثيقة بين التعليم والتطور، ولا يمكن الارتقاء بمستوى المتعليمين المعرفي من دون وجود مناهج تعليمية وأساليب متطورة ترتقي بالأنماط التعليمية السائدة إلى أنماط أكثر تطوراً.
يقول (( فيغوتسكي )) : " إن التعليم وأهدافه القربية المدى والبعيدة لا يسير خلف التطور ولا إلى جواره، وإنما يسير إلى أمامه ويرتقي بأنماطه السائدة إلى أنماط أكثر تطوراً ".
على الرغم من أن التعليم وأهدافه العامة لا يمكن فصله على نحو كلي عن التربية التي تسعى الدولة غرسها في لاوعي أفراد المجتمع لاخضاعهم إلى أحكامها العامة فإنها يجب أن لا تنحرف عن مسارها الإنساني ولا تخضع إلى مزاج السلطة القائمة وتوجهاتها غير الإنسانية، وإنما تسعى إلى تنشئة الجيل الفتي على نحو سليم وتنمية قدراتهم الذاتية لأنسنة المجتمع وتحقيق الرفاه والعيش الكريم.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أن التعليم يهدف إلى الأنسنة وليس إلى التنشئة الاجتماعية وحدها ولا يقتصر على إعداد مواطنين أسوياء وحسب، بل يسعى إلى تنمية طاقاتهم العقلية والأخلاقية وأهتماماتهم الفكرية لينعموا بالرفاه في عالم إنساني يمتاز بالغنى والتنوع ".
إن المعرفة الجديدة المكتسبة على نحو واعي لا تزيد مستوى الوعي وحسب، بل تُحدث تغييراً في السلوك على نحو لاواعي بدالة تداخل أهداف التعليم والتربية وتلازم مسارهما لتحقيق أهدافهما البعيدة المدى. لذلك يجري التركيز على إعداد الكادر التعليمي التربوي بعدّ الإعداد الأكاديمي وحده لممارسة مهنة التعليم ليس كافياً من دون إعداد تربوي متخصص بمراحل عمرية محددة، فلا يصح أن يمارس معلماً لمرحلة عمرية متوسطة مهامه التعليمية التربوية لمرحلة عمرية متقدمة لإختلاف طبائع المتعلمين ومزاجهم وسلوكهم ومستويات وعيهم وتطلعاتهم ودورهم في المجتمع.
يلخص (( إ. إلياسوف )) أهم أهداف التعليم الرئيسة في المحاور أدناه :
1 – " اكتساب المعارف والمهارات التخصصية وتنميتها، والقدرة على توظيفها لحل مشكلات الحياة العامة ومعوقاتها.
2 – اعتماد العمليات الفكرية المختلفة على نحو فعال لحل المشكلات القائمة على نحو فردي أو جماعي.
3 – إحداث تغير في السلوك والاستجابة لمختلف المنبهات الخارجية بدالة معادلات السلوك، منبه – استجابة، والموقف – الاستجابة الايجابية. واكتساب سلوكيات جديدة لمواجهة مشكلات الواقع وإشكالياته بدالة معادلات السلوك الجديد، منبه – متغير وسطي، والشكل، واللوحة، والخطة – الاستجابة.
4 – توظيف المكتسبات المعرفية الجديدة لتفعيل الاستجابة على نحو آني للمثيرات، والإشارات، والدلالات المصاحبة للكلام وحفظها في الذاكرة واسترجاعها عند الحاجة.
5 – إحداث تغيير جوهري في بنية الخبرة التكوينية وتطويرها بإكتساب خبرات متنوعة خلال أنماط التدرج – الفقزة، والوعي – اللاوعي، والشكلي – الحسي، والرمزي. واكتساب الخبرات وحفظها في الذاكرة واسترجاعها عند الحاجة.
6 – توظيف مختلف المكتسبات المعرفية على نحو فعال للتكيف مع البيئات السلوكية المتباينة ".
تتلخص أهداف التعليم الرئيسة بزيادة مستوى الوعي وإحداث تغيير جوهري في السلوك بعدّ أهداف التربية جزءاً لا يتجزأ من أهداف التعليم التربوي التي تسعى الدولة خلال برامجها القصيرة المدى والبعيدة لإعداد جيل متعلم وسوي يخضع على نحو شبه كلي لأحكامها وتوجهاتها.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد سقوط الأسد... سوريون في ألمانيا يعبرون عن آمالهم ومخاوفه
.. مغامرة كاياك لا مثيل لها بالإمارات
.. مئات الضربات الجوية والبحرية الإسرائيلية تدمر غالبية قدرات س
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
.. مراسل الجزيرة يرصد مشاهد من حرق ضريح الرئيس السوري السابق حا