الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برهم صالح امام خيارين الاستقالة او الاقالة

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2011 / 4 / 8
القضية الكردية



في المجتمعات الديمقراطية هناك ثقافة سارية مفادها ان المنصب هو لخدمة الشعب وسواء كان المنصب كبيرا او صغيرا ولذلك نرى ان وزير النقل مثلا يستقيل عندما يخرج قطار عن سكته وينجم بعض الضحايا عن الحادث ، ونرى ان رئيس الوزراء في بلد معين يستقيل اذا بينت الاستفتاءات ان شعبية حزبه قد تدنت او اذا شعر ان الشعب لا يريده ان يخدمه ، في مجتمعاتنا الشرقية ومنها كردستان العراق يظن المسؤول ان المنصب هو امتياز خاص به لذلك يسعى بكل الوسائل الاحتفاظ بالمنصب والتشبث به حتى وان شعر ان الشعب يرفضه او انه يتسبب في ازمة في البلاد .
عندما رشح الاتحاد الوطني الكردستاني السيد برهم صالح لرئاسة الكابينة السادسة وفق الاتفاقية التي كان قد وقعها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بتناوب رئاسة الوزراء كل عامين وليس وفق الاستحقاق الانتخابي للاتحاد الوطني ، اقول عند ترشيح السيد صالح روجت اطرافا في الاتحاد الوطني حملة دعائية كبيرة حول مؤهلاته وكفائته وقدراته وفنونه في ادارة الحكم واظهرته وكأنه رجل المهمات الصعبة الذي يناسب المرحلة ويملك العصا السحرية لانهاء المشاكل والمعوقات وتوفير كل الخدمات وعلى افضل وجه وبمعنى احداث ثورة في نظام الحكم واداء الحكومة .
يوما بعد يوم لم نجد جديدا في حكومة الاقليم بل تدنت بعض الخدمات وتضاعف الروتين وازد ادت المركزية ، ما وجدنا في رئيس الكابينة السادسة هو لباقته وكلامه المنمق في الفضائيات ، ولم يستطع ان يظهر بمظهر رجل الدولة الحقيقي عند جلسة استجوابه في البرلمان ، كما انه لم يقدم الى الشعب غير الوعود باجراء الاصلاح وعزى كل المشاكل والنواقص الى الفترة التي سبقت رئاسته للحكومة . ولفترض ذلك جدلا ، فاي مشكلة انهتها الكابينة السادسة واي نقص سدّه ؟ ساسوق مثلا واحدا على عدم رغبة حكومة صالح في الاصلاح ، لقد بدأ اعلام الاتحاد الوطني في هذه الايام حملة واسعة ضد حركة التغيير قائلا ان مئات من كوادر الحركة يتسلمون الرواتب من الحكومة من غير ان يعملوا في جهة حكومية ، اذا كان الامر صحيحا أليست حكومة السيد صالح هي المسؤولة عن هذا الهدر وليست حركة التغيير ؟ اما اذا كانت حكومة صالح عاجزة الى الحد الذي لا تستطيع ايقاف هذه الرواتب فما جدوى بقاء حكومة بمثل هذا العجز ؟ ان ذر الرماد في العيون ليست سياسة صائبة ، والاعلام المخادع لا يخدم صاحبه في هذا العصر ، ليس هناك الا قلة من السذجة الذين لا يفهمون ان هؤلاء الكوادر كانوا يوما في تنظيم الاتحاد الوطني وخصصت لهم رواتب حكومية وعندما تغير ولائهم استمروا في استلام رواتبهم ، فاين الخلل يا ترى ؟
لقد ترأس السيد صالح حكومة الاتحاد الوطني في السليمانية لاعوام ونلاحظ ان محافظة السليمانية تعاني وتشكو حتى اليوم من تدني الخدمات وبمعنى ان صالح لم يستخدم وقتها عصاه السحرية لتغيير احوال المحافظة الوحيدة التي كان يحكمها .
وتولى برهم صالح منصب نائب رئاسة الحكومة الاتحادية في بغداد لاعوام ايضا واسند اليه الملف الاقتصادي وسارت احوال العراق الاقتصادية من سئ الى اسوء ولولا اموال النفط لم تكن الحكومة قادرة حتى على تأمين الرواتب ، فأي انجاز حققه السيد صالح لصالح اقتصاد العراق ، وعلى عهد صالح في الحكومة الاتحادية كثرت المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان ولم يستطع صالح حل اي مسألة عالقة .
اليوم يقود برهم صالح حكومة اقليم كردستان ولا يوجد من يشعر ان الامور اختلفت الان عما كانت عليها قبل ان يتسلم صالح دفة حكم الاقليم . ولذلك تشهد مدن محافظة السليمانية مسيرات ومظاهرات تطالب باستقالته ، كما ان كل قوى المعارضة التي حصلت على اكثر من ثلث اصوات الشعب في الاقليم تطالب رسميا السيد صالح بالاستقالة ، وفي اخر تصريحات لمسؤول كبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني يفهم المرء ان هذا الحزب ايضا لايمانع في استقالة وزارة صالح من اجل انهاء الازمة الحالية في كردستان . فما الذي يدفع بصالح الى التشبث برئاسة الوزراء ؟
اذا كان السيد صالح والسيد الطالباني المتمسك به حسب جريدة الشرق الاوسط غير مقتنعين بانهاء الازمة بمجرد استقالة برهم صالح ، فانا ايضا اوافقهما الرأي ، ولكن عليهما ان يقتنعا ان هذه الحكومة جزء من الازمة وان بداية نهاية الازمة تكمن في استقالة صالح وتشكيل حكومة جديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبابات الإسرائيلية تسيطرعلى معبر رفح الفلسطيني .. -وين ترو


.. متضامنون مع فلسطين يتظاهرون دعما لغزة في الدنمارك




.. واشنطن طالبت السلطة الفلسطينية بالعدول عن الانضمام للأمم الم


.. أزمة مياه الشرب تفاقم معاناة النازحين في ولاية القضارف شرقي




.. عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تطالب بوقف العمليات في رفح