الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيا رخمي صوتك فأنت امرأة

إبراهيم منصوري

2011 / 4 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هي امرأة ولكنها بلكناتها وصوتها تتخيل نفسها فوق سحاب الرجال، بل فوق ضبابهم. جميل أن نأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع في كل شيء وفي كل علم ولكن مع إعمال العقل بالنسبة للآنسات والسيدات كما للأولاد والرجال. في مجتمع أبوي كما في حالة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتحكم الذكوري في ما هو أنثوي. هذه التركيبة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المرتبطة بالمرأة موروثة من مخيال (imaginary) مجتمعات المنطقة منذ أبد بعيد...

حتى قبل ظهور مدونة الأسرة في المغرب، كانت النساء لا يكدن حتى أن يرخمن أصواتهن والنساء في الصوت ترخيم كما يقول الشعراء، والشعراء في كثير من الأحيان يتبعهم الغاوون. زادتها المدونة شجاعة في كيانها فلم تعد تكترث برخيم صوتها بل زادت تعنتا في الصخيب طولا والحياة تقاس بعرضها لا بطولها. كل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار كل العوامل المركبة قبل صياغة وتنفيذ ومتابعة وتقويم كل الأنشطة المرتبطة بتلك الإصلاحات. كل الإصلاحات تبتدئ بتعريف أو تشخيص المشكلات ثم صياغة السياسات العمومية الضرورية للإجابة عن تلك المشكلات وبعد ذلك تنفيذ السياسات ومتابعتها وتقويمها. كل هذا ينتمي إلى مملكة التخطيط الاستراتيجي التشاركي وهي مملكة مهمة جدا فيها من الغرائب ما هو أهم مفاهيميا وإجرائيا. إنها دائرة مفتوحة أو حلزونية. إنها دورة السياسات العامة؛ فلنطبقها في أي إصلاح اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي. فلنطبقها على امرأة لا ترخم صوتها وتتعامل كأنها رجل وهي في كل الأحوال امرأة.

رخمي صوتك فأنت امرأة،
لا تلعبي دور الرجل فأنت امرأة،
فوالله أنت يا سيدتي للأطفال مرآة،
وأنت لتوازن النوع مثال،
رخمي صوتك فالترخيم تدريب،
وفي لغة الضاد هو تعريب،
رخمي صوتك فإنك لا تعرفين من المدونة
إلا العجرفة التي لا تحتويك إلا في الغفوة
وأنت ربما لا تفهمين منها إلا القشرة،
رخمي صوتك فأنت امرأة لا محالة،
لا تعلي صوتك فوق الرجل فأنت لا تفهمين المدونة،
أنت لا تفهمين منها ربما إلا القشرة،
أليست ثورة هي هذه المدونة الجميلة الهادئة؟
أتفهمينها؟ هيا رخمي صوتك أيتها الجميلة
رخمي صوتك، لا تعتدي، لا تتعالي فأنت نصف المجتمع،
مرماك تربية النشء، لا تنسي بعلك رغم أنف الجميع،
رخمي صوتك فأنت امرأة، كوني امرأة، كوني امرأة حقا،
حتى بنت الشاطئ، حتى السعداوي، كلاهن كانتا امرأتين حقا.

ألم يحن الوقت ليترخم صوتك أو لترخمي صوتك؟ الكرة في مرماك يا سيدتي وأنت منذ صباك مواطن من الدرجة الثانية في أسرتك الصغيرة كما في عائلتك الكبيرة، في مجتمعك الكبير العريض، في مجتمعك الأبوي المتخلف. تعلمت رغم ذلك ودرست أشياء وأشياء ولكنك لم ترخمي صوتك بعد. رخمي صوتك فوالله إن في ترخيم صوت النساء لخير وإن في إعلاء أصواتهن بغير حق لشؤم. تذكرت مثالية أفلاطون وواقعية تلميذه أرسطو وتذكرت كتابات كسينوفون وتعاليم أستاذه سقراط الذي لم يكتب سطرا واحدا رغم أنه كان يولد أفكار الآخرين بحكم أن أمه كانت مولدة له وللآخرين. أنت ولود فعلا ولكنك لست لا ولود أفكار كسقراط ولا متمردة على أفكار سقراط ولا معارضة لآراء أفلاطون كأمثال أرسطو. أنت ذكية جدا ولكنهم، أولائك النماريد، علموك ذكاء الأشياء لا ذكاء الأفكار. رخمي صوتك يا سيدتي فإن ذكاء الأفكار يضاهي ذكاء الأشياء، بل يضاهي ذكاء العواطف أيضا. الذكاء مزج بين الأشياء والأفكار والعواطف في تناغم عجيب؛ والله أعلم...قالها ابن خلدون في مقدمته...، في مقزمته، لا...في مقدمته...أعوذ بالله من كل مقزمة تقزم الرائح واللاحق لكل امرأة في مصر ومن سواها في أفريقيا...عفا الله على من يقزمهن...من قزمهن فهو قزم لعين إلى يوم الدين...والله أعلم...

لم يقزمك أحد يا سيدتي ولكن لم الدراسة وكل ما يقوله الأستاذ تلقينه خلفك؟ رخمي صوتك فأنت لا تعرفين من التربية ومنظومتها إلا اللمام. حرام عليك أن تواضبي على صلوات الله وأنت لا ترخمين صوتك ككل النساء الطبيعيات. رخمي صوتك فأنت امرأة وأنت متعلمة؛ لا تتعالي فإنما التعالي من "الشيطانات الإنسانات الرجيمات".

إن مقاربة النوع أو الجندر (gender) أو (سميها كما شئت) ليست بأي حال من الأحوال مرادفا لتعالي المرأة على الرجل. إنها مقاربة تشاركية (Participatory Approach) تتوخى إدماج المرأة في مسلسل التنمية إلى جانب الرجل مع عدم إغفال خصوصيات المرأة. هيا، رخمي صوتك فأنت امرأة...أفهمت؟...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احييك
زينه احمد ( 2011 / 4 / 8 - 08:50 )
لك مني الاق تحيه

اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين