الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد الفلسفي والسيكولوجي في أبحاث سامي لبيب (2)

سامي ابراهيم

2011 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن النكسات الفكرية التي تعرضت وتتعرض لها حضارات الشرق نتيجة تدينها قد حطمت شعوب هذا الشرق وسببت له ركوداً وخمولاً عقلياً وجعلته يعيش تحت نير صراعات عقلية مريرة ولدتها الأفكار الدينية الساذجة المتناقضة، وأدت إلى كل هذا الدمار والتخريب العقلي الذي خلق مجتمعات تعيش الظلمة والجهل والخرافة والفقر والألم.
ولكن بين ظلام الشرق تتلألأ أنوار جواهر نادرة، ويبزع شعاع نور هنا وهناك، إنه شعاع الناقد الديني الذي يضيء للأجيال القادمة طريقها، ليحررها من أوهام وهذيانات الأجيال البائدة القديمة بخرافاتها وترهاتها.
أشبه الناقد الديني بإنسانٍ خرج من تحت الأنقاض ومن بين الركام حياً قوياً متحملاً أيام طويلة من الآلام والجروح والكسور، منتصراً على الجوع والعطش.
الناقد الديني إنسانٌ يتميز بمنظومة عقلية فريدة، يأتي تميزه من أنه كان عليه أن يعمل عملية فورمات لكل المعلومات المنصبة في دماغه كمرحلة أولى، ثم يعيد تنصيب برنامج عقلي جديد بلغة برمجة جديدة غير مألوفة وغير متوفرة في الوسط المحيط كمرحلة ثانية يكون التفكير العلمي والمنطقي أساسها وبيئتها التي تكتب من خلالها الأوامر البرمجية والشيفرات، ثم تصديره لهذه الأفكار الناتجة عن هذا البرنامج للآخرين والتعبير عنها كمرحلة ثالثة.
ولكن ما يميز المفكر "سامي لبيب" أنه متميزٌ على المتميزين، وأنه الشعلة التي تضيء لحاملي المشاعل طريقهم.
إن العناصر الفكرية الجديدة التي أدخلها المفكر "سامي لبيب" واستنتاجه لطرق ووسائل مبتكرة في مجال نقد الظاهرة الدينية قد جعل منه ظاهرة فكرية ورائدة للإنسان الناطق بالعربية.
ببصيرته العبقرية جعلنا "سامي لبيب" نوسع مداركنا لنسبح في بحر العقل ونغوص في أعماق النفس البشرية لنكتشف الأسرار والخفايا، ولنفهم أكثر الأسباب التي شكلت المنظومة الدينية.
عبقريته هي طاقة نابعة من عقلٍ ينتج الفكر بتدفق وغزارة، إنه يتأمل ويجعلنا نتأمل، ليبني لعقولنا شكلاً ومجسماً فكرياً بأبعاد نفسيةٍ وفلسفيةٍ واجتماعيةٍ، يمثل هذا المجسم قارب نجاةٍ، نُبحر فيه مخترقين غمام البحر الذي شكلته الأفكار والمعتقدات الدينية، متحدين أمواجها العاتية التي أغرقت شعوب الشرق بخرافاتها وأوهامها وهذياناتها وسذاجتها وتناقضاتها.
نبوغٌ عقليٌ أنتج سلاسل نقدية فكرية بمستويات إبداعية متنوعة ومتعددة جعلت منه ثورة فريدة من نوعها في هذا الشرق الذي غابت عنه شمس الحضارة منذ مئات السنوات.
منظومته العقلية التي ينقد بها الظاهرة الدينية قد وصلت بإبداعها لأقصى المستويات التعبيرية المتينة والإنتاجية الغزيرة غزارة أمطار استوائية على غابات العقول وأدغال النفس.
....................................
تحدثت في الجزء الأول من هذا المقال على البعد الفلسفي في كتابات المفكر "سامي لبيب"، وأظهرت المنهجية (الجدلية) التي اعتمدها منهجاً لكشف التناقضات الموجودة في الفكر الديني. في هذا الجزء سأتناول المنهجية السيكولوجية التي اعتمدها المفكر "سامي لبيب" التي تناول من خلالها الإنسان نفسه وكيف قام هذا الإنسان ببناء المنظومة الدينية حجرا على حجر مرتكزا على رغباته وتصوراته للأمور:
اللاشعور هو المكان الذي تتركز فيه الرغبات والدوافع والأمنيات والحاجات التي تبغيها وتطلبها الغرائز، الرغبات هي محور كل الانفعالات وهي الأساس التي تقوم عليها انفعالات وتصرفات الإنسان.
بينما الشعور أو الإدراك فهو مظهر سطحي للنشاط النفسي الذي يظهر في تصرفات الإنسان وأفعاله وسلوكه. اللاشعور هو الذي يقود عملية السلوك ويوجه الإنسان نحو تحقيق الإشباع الذاتي.
ومن هنا سأدخل في غمار البعد السيكولوجي عند "سامي لبيب"، فالعقل البشري لا يفكر إلا عندما تمس مصالحه الذاتية ورغباته الأساسية، هو أشبه بمكينة تتلقى أوامرها من مستقبلات الإحساس الذي يشكل إشارات دخل ليبدأ بالعمل بإنتاجه لحلول تخرج الإنسان من الأزمات التي يتعرض لها.
إذاً فإن الإنسان لا يفكر إلا هروباً من الألم، الألم الذي تسببه ظروف المحيط من جهة، والألم الداخلي الناتج عن ضغط الغرائز والشهوات والحاجة لتحقيق اللذة والإشباع من جهة ثانية، العقل لا يعمل إلا تحت وطأة المحن التي تزلزل وجداننا وتتلمس لها سبيلا ً للسلام والأمان.
وهنا يقودنا "سامي لبيب" إلى إسقاط هذه الفكرة على الظاهرة أو المنظومة الدينية، ليضع طرحا جوهريا أمامنا وهو أنه كان على المؤمن أن يمرر فكرة الله ويحاول إثباتها وتبريرها لأن النظرية العكس لهذه الفكرة تسبب ألما نفسيا وصراعا مريرا لا يمكن تحمله، فالعقل يتحرك في الإطار الذي حددته رغبات المتعة والألم.
إذاً أستنتج "سامي لبيب" أن النصوص الدينية هي أفكار أنتجها العقل البشري، لماذا؟ لحل مشكلات وتفسير ألغاز عصية استنادا على موروثٍ ثقافي وديني سابق، وكان على هذه الأفكار في تلك الأزمنة الغابرة الغارقة في جهلها ولاعقلانيتها أن تقدم التجريد والتحليل والتركيب وصياغة قوانين ومهام وواجبات، وتلبي رغبات وحاجات ومطامع الفرد في التملك واللذة والمتعة، وكانت هذه الأفكار تعبيرا وانعكاسا (لواقعٍ) خُلقت لتتفاعل معه وتتجاوب مع متطلباته.
ما أراد إظهاره "سامي لبيب" بنزوله لأعماق الذات البشرية أن الأفكار الدينية لم تكتب من وحي إلهي أو كلمات سماوية نازلة من السماء كما يعتقد جميع المؤمنين، بل كانت نتيجة رغبات وتصورات ودوافع وحاجات لطالما طمح الإنسان للوصول إليها وبلوغها. فكانت الأفكار الدينية نماذج سيكولوجية للواقع كما يريده المؤمن بالضبط وبالمثالية التي حلم بالوصول إليها.
...............................................
كان لا بد لمنظومة تضم كل هذه الهشاشة والركاكة والسذاجة من أن تقمع أي عقلٍ يطرح أسئلةً ويناقش في أفكارها خشية تفككها وانهيارها، ليكون ألف باء الإيمان هو: أن لا تعرف!
لقد أوضح لنا المفكر "سامي لبيب" بأن مؤلف النصوص الدينية قد أكتشف خطر الحرية في المعرفة، وأن فتح المجال أمام المعرفة سيجعل المنظومة الدينية تنهار من على عروشها. وهذا ما نراه في النصوص الدينية المليئة بالتحذير والتهديد والوعيد والغضب الإلهي. فما عليك إلا أن تتصور أن أعظم الخطايا التي اقترفها الإنسان كانت لأنه مارس فعل المعرفة وأدت لخروجه من الفردوس ونعيمه وحكمت عليه بالموت!.
لقد حصنت المنظومة الدينية نصوصها المقدسة بالنهي عن السؤال والخوض في غمار المقدس، وولدّت فوبيا السؤال، وخلقت أسوار عالية وحصون جعلت الاقتراب منها الخطر الأعظم على حياة الإنسان.
إذاً المنظومة الدينية بقتلها للسؤال يسّرت عملية تمرير حمولتها من الخرافات والغيبيات بعدم توقف هذه الغيبيات عند نقاط تفتيش العقل وحواجز المنطق وحدوده. نجاح المنظومة الدينية في ترويض العقول على عدم السؤال وعدم الشك أدت إلى حشر البشر في حظيرتها.
......................................
إن عملية الإدراك والتعرف على ماهية الأشياء تتم من خلال تجارب سابقة وخبرات وضعت ولقنت وحقنت في عقل الإنسان، وهذا يعني بأن الإنسان لا يمكنه أن يعي الواقع ويفهم ما حوله إذا كان خاليا من عناصر تم التعرف عليها مسبقا من قبل أناس سابقين.
أشبه حواسنا ومستقبلاتنا الحسية بــ كاميرا فيديو، تسجل وتخزن وتمرر الملفات المصورة إلى الدماغ، ولكن هذه الملفات ما كانت لتحمل أي مضمون وأي معناً لولا خبرات سابقة زرعت فينا فسّرت وأعطت مفهوماً للأشياء التي تلتقطها حواسنا، فالطفل لا يميز بين نمر وخروف وعقرب، فهو مستعد ليركض باتجاه النمر ليعبث بوجهه ويضع يديه في عينيه، ولكن خبرات سابقة لقنت الطفل أن النمر من أشد الحيوانات المفترسة وسيقتل من يقف في وجهه، لترتعد فرائص الطفل من مجرد رؤيته، كما لقنته أن ملامسة النار ستحرقه وتسبب له ألما كبيرا.
الذاكرة تتطابق مع الصور المسجلة، فيقوم الدماغ بتحويل هذه الصور وترجمتها إلى معرفة إدراكية. وبدورها هذه الصور الجديدة المدركة تضاف إلى الذاكرة وتخزن على أنها خبرات لتغذي دائما مخزون الدماغ من الصور الذهنية التذكرية.
النصوص الدينية هي أفكار، والأفكار هي صور حسية تنشأ في الذهن كانعكاس لرغبات. إذاً النصوص الدينية ناتجة عن خلق صور حسية أو فكرية جديدة في الوعي الإنساني، هي تخيلات تعطي للأشياء مفهوما معينا وتفسيرا معينا ذات دلالات معينة مرغوبة مرتبطة بحاجات الفرد والمجتمع تساعده على التوفيق بين ما هو موجود وما هو مراد له أن يكون موجود.
وهذا ما أكد عليه "سامي لبيب" بتعريفه للأفكار على أنها نتاج تجارب حسية تشكلت من مجموعة مشاعر وأحاسيس صغيرة وكبيرة خلقت لها البيئة الحاضنة لتبنى الفكرة وتتشبث بها، وأنه من الطبيعي عندها أن يكون سبب تعصبنا لفكرة أو رأي هو نتاج تراكم عدد من الأحاسيس تولدت مع ظهور الفكرة.
ويذهب "سامي لبيب" إلى أن تكوّن رؤانا الفكرية وتشكلها يتم من خلال تراكم كم هائل من الأحاسيس المرافقة لحدث ما.
وبالتالي فإن حجم الاستحسان أو النفور النفسي المصدّر لنا يمكّننا من أن نخلق الفكرة ونمررها أو نرفضها ونلعنها (قارن مع مثال الطفل والنمر والنار)، وعليه فإن الشعور بالراحة والمتعة من خلال مشاهد معينة يجعلنا نقبل الفكرة ونتشبث بها كمورد للأمل والراحة أو كفعل شرطي لاستحضار الراحة والسلام.
في النهاية تتبلور هويتنا الإنسانية من خلال تراكم مشاعر وأحاسيس تم تصديرها لنا من خلال الجيل السابق بما امتلكه من خبرات الناتجة والملقنة بدورها من جيلٍ سابق.
أحاسيس الآباء رسمت حدود المجتمع وشكله وطبيعة أفراده وطريقة تفكيرهم.
ليوصلنا "سامي لبيب" إلى نتيجة مفادها أن تأثير المشاعر والأحاسيس المكونة لهويتنا الإنسانية قد جعلنا نقبل خرافاتنا وغيبياتنا من خلال أبٍ يقص المعجزة بعيون مُعجبة ومندهشة وممنونة، بينما نرى ملامح وجهه تتغير وتتبدل عندما يسخر من غيبيات الآخرين وخرافاتهم .
وعليه فإن تأثير شريط طويل من الذكريات والأحاسيس كوّن هوية عاطفية قادرة على تمرير حمولات هائلة من الخرافة.
........................................
رسّخت المنظومة الإيمانية قانون اللاعقلانية في دماغ الإنسان، صورت له أن الأمور أعظم من أن يتخيلها وأن يستوعبها عقله المحدود، لتساهم هذه اللاعقلانية بتمرير كل هذا الكم من الغيبيات دون الاندهاش أو تولد اللامنطق.
كان لا بد لمفكر كـ"سامي لبيب" درس الظاهرة الدينية من جميع جوانبها وتناولها من جذورها النفسية وغاص في أعماقها أن يذكر نقاط مادية ارتكز عليها المؤمنون غذت فكرة إيمانهم ورسخت المنظومة الإيمانية في العقول. لأستعرض عدداً من الحيل النفسية وآليات الدفاع التي كشفها لنا "سامي لبيب" يلجأ لها المؤمن لينقذ عقله من الصراع الناشئ الناتج عن نقد المنظومة الدينية بما تحمله من نصوص وأفكار متناقضة خرافية:
• الانتماء للجماعة عزز في ذهن المؤمن فكرة أن معتقداته صحيحة فيتصور أنه طالما هناك ملايين من البشر يعتقدون بالله وبدينه فيكون إيمانه وفكره صحيح، فليس من المعقول بأن هؤلاء البشر كُلهم مُخطئون ومُنحرفون فكرياً. وبهذه الطريقة فإن المتدين يصرف حجم القلق الذي ينتابه من الموروث الديني وعجزه عن إيجاد وسائل منطقية للاقتناع والإقناع، ليتشرنق داخل القطيع، ليجد الحماية بين هذه الأعداد الهائلة من المناصرين الذين لا بأس أن يكون منهم علماء ومفكرين فهذا سيعطى للمعتقد المزيد من سلامه وقوته. فإذا قلنا لمؤمن يعتقد بهذا الطرح أن عدد الذين لا يؤمنون بإله الديانات السماوية أكبر بكثير من عدد المؤمنين به، فهل يمكن لهذه الحقيقة أن تشكل أي اختلاف أو تغيير لديه؟!.
• لا يكف العقل الديني يستخدم آليات دفاع تمنع الشك من التسلل إلى داخل المنظومة الدينية، فها هو هذا العقل الديني يهرب من الإشكاليات التي تكلل معتقده ودينه بالخوض في فساد فكر الآخر كمحاولة إما لتفريغ طاقة غضب عن عجزه أو هو الارتماء في حالة نفسية تبريرية بأن الجميع فاسد.
• ميكانيزم المؤامرة: وهو ميكانيزم دفاعي قوي استخدمته المنظومة الدينية للدفاع عن أركانها وهي زرع فكرة المؤامرة في محاولة من العقل لإيجاد وسيلة تتحمل كم الخرافات والغيبيات الكامنة في سراديبه، إنها مؤامرة نسج خيوطها الشيطان. تجد المؤمن يردد على الدوام أن الشيطان اللعين يحاول أن يخرب إيماننا ومعتقداتنا ويوسوس بداخلنا بالشر وكل فكر متشكك، وأنه أساس البلاء، وأن الشيطان هو ومن يبتدع الأسئلة والبدع ليجرفنا عن إيماننا. لقد خلقت المنظومة الدينية فكرة أن أي نقد موجه لها ليس إلا غيرة وحقد. وعليه فإن أي نقد من شأنه أن يشكك ويهز أرجاء إيمانه هو نتاج قوى شريرة وحاقدة ولا تبغي الخير له.
• ميكانيزم التحويل: أو إجابة السؤال بسؤال وهو أكثر الأنماط شيوعا في مناورات العقل الديني فتراه يتبنى نظرية " خير وسيلة للدفاع هو الهجوم "‘ إنه يقوم بتحويل السؤال الموجه إليه بسؤال آخر مضاد، ليجد تبريرا ً مقنعا ً لإيمانه. كأن تتحدث مثلا ًعن الخلق وكيف تم مع وجود رؤية علمية بان المادة يستحيل أن تتواجد من العدم، هنا العقل الديني لا يملك شيئا ً يقدمه بحكم أنه تلقى المعلومة كموروث ثقافي أكتسبه وتم تلقينه إياه، فلن يفعل سوى أن يطرح سؤاله المبتذل المكرر الذي لا يملك غيره أمام آلاف الأسئلة المضادة: وهل تعتقد أن الكون والوجود وجد هكذا، هل الحياة جاءت صدفة وبعشوائية!
• ميكانيزم الإرهاب: كان لا بد للمنظومة الدينية وهي بهذه الهشاشة والبدائية والتخلف والهمجية أن تولد الإرهاب الفكري والمادي الإجرامي. صناعتها للإرهاب أخطر وأسوأ ميكانيزم دفاعي يمكن لعقل أن يستخدمه، إن مواجهته للأفكار الناقدة بهذه البدائية والبداوة والهمجية ما هي إلا نتيجة حتمية متوقعة. فمواجهة الفكر الناقد بالوعيد والإرهاب والعذاب والجحيم هو أسلوب يتبعه المؤمنون كضربة استباقية. يعتقد المؤمن أنه بهذا الأسلوب في تصديره للإرهاب كفيل بالرد على ما يثار من نقد حول منظومته الدينية. لقد خلق الفكر الديني تصوراً لدى الإنسان بأنه مازال تحت نير العبودية الفكرية القديمة وأن حد السيف المشهور سلاحا ً أو سبا ً كفيلٌ بالردع .
.................................
ركنٌ أساسي محوري ساهم في تبلور البعد النفسي عند المفكر "سامي لبيب" ألا وهو "الموت".
لا يمكن لإنسان أن يتخيل نفسه ميتاً، ولا يمكن للإنسان أن يتقبل فكرة الموت مع تيقّنه التام من حقيقته الحتمية. كان الموت هو الفجيعة الأكبر منذ فجر التاريخ، يحطم الإنسان ويزرع الرعب في قلب الإنسان. هو الصخرة الصلدة التي ترتطم عليها كل أحلامنا وأماننا وأمانينا البشرية.
فكرة "الموت" بما حملته من آلام وهواجس ومخاوف وقصص وأساطير ساهمت في ترسيخ المنظومة الدينية وتمريرها مع حمولتها الضخمة من الغيبيبات والتناقضات إلى تقبل العقل البشري لها، وحصنتها أكثر فأكثر.
لم يستطع أن يفهم الإنسان أن الحياة بدون موت تصبح بلا معنى ولا قيمة لها، ولذلك عندما فكر في الموت لم يفكر بمنطق الأمور، بل ترك مشاعره وأحاسيسه ومخاوفه وأحزانه على أحبائه الذين ماتوا مع النسيج الثقافي الهائل المحاك على قصص الموت هي التي تقود عملية التفكير لديه في هذه القضية، ليخرج بنتائج لم ينسبها "سامي لبيب" إلى جهل الإنسان المعرفي فحسب، بل إلى (الأنا) المهيمنة والموجهة للتفكير، والتي تصاعدت بنرجسية وغرور رافضة فكرة الانتهاء والتبدد والسكون بلا حركة.
ليفزع الإنسان ويهلع ولتحرص الأديان على فكرة استدعاء الجسد والبعث لأن الإنسان يعرف أنه لا يدرك ويحس ويشعر بمتعة إلا بجسده، وتخيل الحياة بعد الموت في الجنة لتدغدغ مشاعره بلذات حسية إنسانية من طعام وخمر وجنس .
وكان لا بد لتحقيق هذه المسرحية من مخرج، فخلق فكرة الإله الذي يجتاز بالإنسان عالم الموت ويمنحه الحياة الأبدية.
نقطة أخرى مهمة في قضية الموت طرحها المفكر "سامي لبيب" أرست أسس المنظومة الدينية وثبتتها في عقل الإنسان، وهي أن امتلاك الإنسان للوعي والإدراك جعله منفصلاً عن الطبيعة ومراقباً لها.
فالإنسان كائن واعي يمتلك الذاكرة الحافلة بالأحداث بكل ألوانها الجميلة والفجة وذاكرته عبارة عن صور وأحداث مشبعة بالأحاسيس والمشاعر، الإنسان أدرك أيضا ً أن الحياة عبثية وكل السيناريوهات التي تمر وستمر به مفتوحة، أدرك أن اللحظة التي يعيشها يمكن أن تحل مكانها مئات اللحظات التي تقلب يومه رأسا ً على عقب. إن خوفنا من لحظات الموت تجعلنا في حاجة إلى معين وراعى، فكان لا بد لفكرة الإله الراعي والمعتنى والحافظ أن تأخذ مجدها وتظهر وخاصة أن ظواهر الطبيعة القاسية لم ترحم الإنسان وحصدت أرواح الآلاف، فكان الإله حضن الأب الدافئ يحمي الأبناء.
في النهاية استطاعت المنظومة الدينية بكل جدارة أن تمرر حمولتها بكل هذه الغيبيات والخرافات والهذيانات، مستغلةً أيما استغلال عوامل الخوف من الموت والرغبة في تجاوزه، مستفيدة من بحث الإنسان عن حامي وسند معين له من نوائب الدهر، طارحةً رؤية بأن الإيمان بحياة أخرى يخلق للوجود معنى وجدوى في عالم هو في حقيقته بلا جدوى ليتخلص الإنسان من الإحساس القاتل بعدمية الوجود وأن الحياة لا تزيد عن كونها ريشة تذرها الرياح.
...........................................
لقد فطن "سامي لبيب" إلى علاقة الإنسان ضمن الجماعة، فدرس علاقاته وتفاعلاته مع جماعته، تلك العلاقات التي قامت على الصراع والتعاون والتنافس والموائمة، لقد توغل "سامي لبيب" عميقا في الجماعة البشرية ودرس التغييرات الاجتماعية والقوى المحركة في حياة الإنسان، ليشرح كيف ساهم فهم الإنسان وتطور وعيه إلى وضع قوانين وتشريعات دخلت في صميم المنظومة الدينية، لتكون النصوص الدينية نتيجة تجارب بشرية ولا علاقة لها بإله أو سماء لا من قريب ولا من بعيد.
لقد استنتج الإنسان أن مستوى أداء الجماعة يصبح أفضل ضد الظروف الخارجية المحدقة بها من قبل الطبيعة والجماعات البشرية الأخرى على حد سواء.
وأدرك الإنسان أن صراعاته في حيز جماعته البشرية سيضر بمصالح الجماعة، فكان لا بد لهذا الصراع أن يُهذّب ويتوقف أمام أخطار لا يستطيع مواجهتها وحيدا ًومن هنا تعلم أن يقلل من طاقات العنف والشراسة المتأصلة فيه حتى يستطيع العيش ضمن جماعة توفر له الحماية والأمن من أخطار الطبيعة وأخطار الجماعات البشرية الأخرى .
ليبدأ تبلور النصوص الدينية في التحريم والتحليل، فحرّم الإنسان القتل ضمن جماعته البشرية، لأن أي فرد هو سند للآخر أمام مخاطر قادمة ومحدقة، ويتم تفريغ غريزة القتل في الآخر البعيد عن جماعته والذي يحمل سمات وهوية مختلفة. ليأتي التراث الديني مليئا بالجرائم الوحشية، ولتقوم المنظومة الدينية على ركن أساسي ألا وهو القتل.
ثم يستنتج لنا "سامي لبيب" تبلور نصوص دينية مقدسة كانت الغاية منها تمرير مصالح الطبقات الحاكمة وإبقاء سلطتها واستغلالها لبقية الشعب. ونشوء نصوص أتت لخدمة مشاريع سياسية وقومية واضحة الملامح بمشاريع سياسية للاستيلاء على أملاك وأراضى الآخرين، لترى عمليات تطهير عرقي وإبادات ومجازر اعتمدت نصوص دينية مقدسة تطرح أجندة واضحة في تكوين دولة والتمدد والغزو والانتشار والاحتلال .
.......................................
لا بد أن أشير في معرض حديثي عن كتابات المفكر "سامي لبيب" إلى نقطة هامة ركز عليها وهي دراسته لمفهوم الأخلاق، ونقضه للنظرية الأخلاقية التي أدعت المنظومة الدينية أنها شكلتها وكونتها وشيدت أركانها. لقد بين المفكر "سامي لبيب" أن تواجد منظومة سلوكية تنظم العلاقات بين أفراد الجماعة البشرية كان منذ فجر التاريخ وولد مع أول تجمع بشري، لتتشكل الملامح الأخلاقية والسلوكية كنتاج طبيعي لتطور الإنسان المعرفي والحضاري.
أوضح "سامي لبيب" أصل الأفكار الأخلاقية الدينية وهشاشتها، وبين زيف إدعائها بأنها هي من أنتجت الأخلاق مدعية أنها تلقتها من السماء وفق إرادة إلهية، وبين حقيقة الأخلاقيات التي صدرتها النظرية الأخلاقية الدينية التي هي عبارة عن إرادات بشرية لتمرير مصالح النخبة والملاّك من خلال صياغة حزمة من السلوكيات المراد إتباعها ولكي تضمن لها الردع نسبتها إلى الآلهة التي تبغي هكذا سلوك فيكون لغضب وانتقام الإله .
لقد بين "سامي لبيب" المصدر الأرضي لهذه الأخلاقيات. لقد ذهب "سامي لبيب" إلى فكرة أن رفع مستوي وعي الإنسان وتنويره سيؤدي إلى إرساء وولادة أخلاقيات جديدة تقود الإنسان لتحقيق مجتمع تسوده العدالة والحرية ويكون فيه الإنسان سعيدا.
لكنه نبه إلى خطورة الرؤية الأخلاقية الدينية والناتجة عن فهم الإنسان البدائي القديم الهمجي للأمور لتأتي بكل ثقلها على الإنسان المعاصر لتصيبه بالتجمد والتشوه الحضاري والأخلاقي، وتفرض منهجيتها على الإنسان في مرحلة الطفولة، مشبعة بالازدواجية، مرسيةً منظومة أخلاقية مفتقدة للحرية وتبنى على القهر والترهيب مستخدمة أسلوب الجزرة والعصا.
........................................
• يصور "سامي لبيب" الظاهرة الإيمانية على أنها عدوة العلم، لتحارب التفكير المنطقي وشد الانتباه بعيدا عن إدراك القوانين الموضوعية للطبيعة وخاصة قوانين المجتمع.
• يحرص "سامي لبيب" على تصدير فكرة دائمة عن المنظومة الإيمانية بأنها صاحبة قطعية متطرفة ونزعة تسلطية.
• من خلال هذه المنظومة الدينية يتم تمرير مصالح نخب.
• يقع المؤمن في خضم صراعات عقلية ثابتة تسيطر على الإنسان، فالصراع العقلي ناتج عن الرغبات والدوافع اللاشعورية التي تضغط لتحقيق اللذة والإشباع والراحة للإنسان من جهة وبين الواقع المفروض على الإنسان الذي عليه أن يتكيف معه ويتقبله ويكبت غرائزه ودوافعه مضطرا ومجبرا. وليحافظ المؤمن على مكاسبه من المنظومة الإيمانية كان عليه رفض التفكير المنطقي للوصول إلى قانون، وذلك عن طريق إحلال الإيمان محل المنطق.
...........................................
كنت أتمنى لو توسعت أكثر في بحثي هذا لأني لم أرغب في رؤيته ناقصا، فهناك سلسلة سيكولوجية كاملة كتبها المفكر "سامي لبيب" عنوانها " نحن نخلق آلهتنا " تمنيت لو سلطت الضوء على أفكار مقالاتها الأساسية ولكنني ركزت جهدي على سلسلة " لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون "، فشيء بسيط أفضل من لا شيء.
أتمنى أن تنال كتابات وأبحاث "سامي لبيب" حقها في الانتشار والشهرة والوصول لأكبر عدد من القراء، وهذا ما سيتحقق لو قامت دار نشر بطباعة سلاسله ونشرها كــ كتب قيمة، لتوزع في مكتبات البلدان الناطقة بالعربية، وتعرض في معارض الكتاب المتنوعة، وتصدير هذا الفكر للعالم لكي يرى العالم أن إنسان الشرق لا يزال يملك الخصائص العقلية التي تؤهله لرفد الحضارة العالمية من جديد بعيدا عن ثقافة آلاف الكتب والمنشورات الدينية الهاذية وما ترافقها من ميديا فضائية جعلت إنسان الشرق بتدينه أضحوكة وألعوبة بيد العقول المفكرة المتحررة البانية للحضارة والتي تضخ في بحر الحضارة مع بزوغ فجر كل يوم جديد إبداعات جديدة وتكنولوجيا جديدة.
تمنياتي للمفكر "سامي لبيب" حياة طويلة قوامها الحب والصحة والسعادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بحث دسم ورائع وقيم
زاهر زمان ( 2011 / 4 / 8 - 15:46 )
الكاتب الرائع / سامى
تحياتى لك على هذا البحث التحليلى الرائع لكتابات المفكر والفيلسوف المتفرد الزميل سامى لبيب ، وأتمنى لو أتيح لك الوقت أن تسلط الضوء على الجانب العلمى التطبيقى فى جدليات الكاتب والمفكر سامى لبيب فى أبحاثه ودراساته المتعددة الجوانب والعميقة المغزى والأبعاد فى محاولاته التنويرية الدؤوبة للخروج بالعقل الشرق أوسطى وخاصة العربى من كهوف الوهم والخرافة التى تكبله وتعوقه عن الاندماج فى مسيرة التطوير والتحضر الحاصلة فى العالم المتقدم من حولنا فى شرق الدنيا وغربها.
تحياتى لك مفكراً وكاتباً عقلانياً منطقياً ومبدعاً


2 - إحساس دفين
ليديا الياس ( 2011 / 4 / 8 - 15:53 )
البعد الفلسفي والسيكولوجي في أبحاث سامي لبيب
!!
هل يمكن ان يكون سامى ابراهيم هو نفسه العظيم اللبيب سامى لبيب ؟
تقول إحدى صديقاتى ان هذه كلها أسماء مستعارة يكتب بها الأخ العقيد - ولكنى رفضت الفكرة ووبختها فورا


3 - الاستاذ سامي لبيب قلم تنويري ق
رويدة سالم ( 2011 / 4 / 8 - 16:58 )
مقال جيد وتحليل عميق سيدي الكريم سامي
لو سمحت لي اود ان اوجه تحية تقدير واحترام للاستاذ سامي لبيب أحد الكتاب القلائل في مجتمعاتنا الذين عالجوا ببراعة المفكر الفذ قضايا ايمانية ووطنية مختلفة ووضعوها تحت محك النقد البناء مقدمين رؤى وأفكار اصلاحية وفلسفية بأسلوب سلس وسهل الاستيعاب وداعين الكل للتفكير رغم ما تحمله الأغلبية ثقافيا من زخم تراثي عدائي واقصائي
بالفعل كل شعوبنا عربية الثقافة تعاني من رصيد هام من التجهيل جعل منها قطعان تأتمر بامر ولي امرها الشيخ الورع الذي يغرد مع وسائل إعلام مأجورة وعميلة للحاكم العظيم ممثل كلمة الله على الارض. هذه الشعوب محتاجة لمتنورين كالاستاذ سامي لبيب وكثير من الكتاب الكبار الذين يحاولون كشف المستور وفضح حقيقة المنظومة الايمانية
هذه المحاولات الدؤوبة ليست الغاية منها القضاء على الفكر الديني فهو ضرورة نفسيةولا جعل الشعوب ملحدة بل فقط تقليم اضافر مسمومة لا ترحم أشاعت الفرقة دوما بين أطياف المجتمع الواحد ومزقته الى فرق وتكتلات متناحرة كل منها تدعي انها تمتلك الحقائق النهائية والوحيدة الواجب اتباعها ممتهنة حق باقي الشعب ومغيبة اياه تماما
مع احترامي ومودتي سيد


4 - الاخت ليديا
د. سيد ريحان ( 2011 / 4 / 8 - 17:36 )
تساؤلك مشروع بالطبع . لكن ليس فى حوزتنا الجزم بشىء دون الاستعانة برأى أحد المختصين . ولا جدال فى أن الدكتور احمد عكاشة خير من يدلى بدلوه فى هذا الشأن الواعر كواحد من خبراء البارانويا القلائل فى المنطقة بأسرها


5 - ليديا و يسد ريحان
رويدة سالم ( 2011 / 4 / 8 - 21:03 )
الشاب سامي ابراهيم يحاول جاهدا تلامس طريقه بوعي وجدية وينجح في مسعاه مهما كانت طبيعة الافكار التي يطرحها ما كتبه في هذه المدة القصيرة جدير بالاحترام والتشجيع اسلوبا ومضمونا لكن الاشكال معنا كشعوب عربية الثقافة ان التراث العدائي والاقصائي يثقل كاهلنا ويدفعنا لرفض الاخر وعدم تقبله اذا ما خالفنا بل رفع سيف التكفير بوجهه واهراق دمه الى جانب امراض نفسية كامنة تتمثل في ما انتجه القهر الاجتماعي والسياسي في اعماقنا من رغبة في التمثيل بكل من يتميز في حين نبقى غرقى في جهلنا وعجزنا وكل من ينجح في كشف المستور وفضح العيوب في مجتمعات الانبطاح والفكر الواحد التي لا تعرف سوي العيش في قطيع تدوسها فيه نعال اجهزة الامن الاقذرة فلا تملك الا ان تقبلها في كل ذل وهوان
أنتما جانبتما الصواب لما جعلتما من ابراهيم وجها آخر للكاتب المصري سامي لبيب ببساطة لأن من تعود ان يفتح كتابا ويدرس الاساليب والافكار وسبل الطرح محاولا تثقيف نفسه يلاحظ اختلاف الأسلوب بين الكاتبين كما ان الاستاذ سامي لبيب هو من دعى كثيرين للكتابة كما فعل معنا
لذا لا اعتقد اننا نحتاج لعكاشة بقدر منتج للأفلام الهندية الساذجة والبسيطة
مع مودتي


6 - الزاهر دائما
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 8 - 22:36 )
تحية حب من أعماق قلبي أيها الكاتب الزاهر بعقله وبكتاباته وبأفكاره دائما. في الحقيقة انا اود أن أتحدث عن كل سلسلة كتبها المفكر اللبيب واخصها ببحث وبدراسة وبعدة أجزاء وسأنفذ رغبتي هذه وسأتوسع بها في المستقبل ولكن الآن لن يسعفني الوقت لأنني ذاهب لخدمة العلم خلال ايام معدودة قادمة، فأرتأيت أن أكتب هاذين البحثين لأنهما محور اهتماماتي فأنا مولع بالفلسفة وعلم النفس منذ الصغر . أنت أيضا كاتب متميز ورائع وراقي وتساهم في تنوير شعوب الشرق وحملت على عاتقك مهمة صعبة ومسؤولية كبيرة أشكر لك دعمك وحبك. دمت بألف خير وإلى مزيد من الإزدهار والرقي الفكري أيها الزاهر


7 - الكاتبة الفاضلة رويدة
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 8 - 23:51 )
تحية تقدير لك أيتها الكاتبة الفاضلة والقديرة رويدة، أنت أيضا كاتبة متميزة وجديرة بكل الإحترام والتقدير ومسرور بتواجدك، انا شاكر لك ردك السابق على التعليقين السابقين.
سامي لبيب بحق هو ظاهرة فكرية جديرة بأن تدرس ابحاثه وتوضع كمناهج تدريسية في جامعات الشرق كأول ناقد تناول المنظومة الإيمانية من جوانبها الفلسفية والنفسية، إنه بحق الرائد الفيلسوف الوحيد الناطق بالعربية. انا اتمنى ان تتولى دار نشر طباعة هذه السلاسل بشكل كتب لتصل لجمهور أكبر وتحقق ثورة عقلية حقيقية بأمس الحاجة إليها في هذا الشرق.
دمت بخير أيتها الكاتبة الرائعة رويدا


8 - الى الأخ كاتب المقال
نورس البغدادي ( 2011 / 4 / 9 - 01:34 )
يا سيد سامي انت في موقع الحوار المتمدن ويجب ان تتوقع مداخلات توافقك في الرأي او تخالفك وقد تصادف بعضها يحمل روح المشاكسة ايضا ولكن المبدأ هو ان المعلقين هم بمثابة ضيوف على صفحتك وواجب تحملهم حتى ان سمعت صوت الضراط من احدهم ، الحقيقة توقعت ان يكون ردك رقم ٧ على ليديا وريحان يحمل نوع من الشفافية وروح الدعابة وليس اتهامهم بقلة الفهم والمعرفة ، لذا يا اخي اقترح ان تتجنب مستقبلا ان تحاضر من فوق منارة لأنه من يحلق عاليا في السماء لن يعد يراه احد ، تحياتي


9 - تحياتي استاذ نورس
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 06:00 )
تحياتي استاذ نورس،بالتأكيد سيكون هناك من يؤيد ومن يخالف،ولكن المشكلة أن بعض من ينقد لم يقرأ المقالة ولايعرف حتى مضمونها بل يعلق بهدف السخرية والتهكم ليكتب كيفما كان.ثم تقول أنهم ضيوف والبعض يحمل روح المشاكسة،طيب إذا كان من حقهم أن يقولو مايريدون فمن حقي أن أقول ما اريد أليس كذلك استاذ نورس.ثم يا أستاذ نورس انتبه لتعليق ليديا:كيف بدأت ليديا تعليقها!بعنوان مقالتي ثم لتتحفنا برأي صديقتها التي وبختها!يعني أسلوب قديم مكرر معروف يلجأ له الإنسان للتعبير عما يجول بخاطره بلسان صديق.ثم يأتي تعليق ريحان ليفضح مايجول في خاطر ليديا ويقول لها أن شكوكك مشروعة؟هل هي شكوك ليديا أم شكوك صديقتها التي وبختها؟واضحة الأمور.فيعرض حل للشكوك بأن يطلب من عكاشة الحكم فيما إذا كنا انا ولبيب شخص واحد! فإذا لم يكتشف بنفسه الفروق الواضحة بيننا ويحتاج لشخص ليحكم على شكوكه وليديا فهذا يعني شيئين: اما أنه لم يقرأ للكاتبين أبدا، أو هو بمستوى عقلي لايقدر من خلاله التمييز لأنه لايدرك ماهية ما يقرأ. يتبع


10 - عزيزي السيد سامي ابراهيم المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 4 / 9 - 06:36 )
دخلت طريقا فيه الكثير من الفطنة والتمكن من التحليل . اسمح لي أن أستعيد تعليقا لي كتبته للأستاذ سامي لبيب ذات يوم: قلت له وهو المهندس بالأصل :(حضرتك تقوم بعملَيْن بآن واحد : تهندس الفلسفة، وهذا العمل كما أرى متاح للجميع كلما غاصوا في قراءاتهم . والعمل الآخر: أنك تفلسف الهندسة، وهذا لا يستطيعه إلا منْ توفّر على قدر من الموهبة والتألق الذهني، فأنت لا تمضي في الحياة لا مباليا بجدوى أحقيتك في التساؤل والشك والتمعّن، أنت تسأل وأنت تجيب بعد بحث ناقد مستنتِج ، لتقدّم لنا موقفا نورانيا حقاً من الكون. )هذا ما كتبته له، والحقيقة بين هذا السامي والسامي الآخر نتمنى أن يكثر المندوبون الساميون ويملؤون حياتنا معرفة ونورا. ولا أشك في ذلك فقد أتاحت لنا النت ذلك، وبفضل الحوار المتمدن تعرفنا على نخب مدهشة من كتابنا الأفاضل، ومعلقين تستحق تعليقاتهم أن تصبح مقالات. لا بأس يا سيد سامي من بعض التعليقات الطريفة ، أرجو ألا تخرجك إلى الغضب، وأشكرك على الإضاءات الرائعة بأسلوب متوازن وأقدر جهودك كثيرا وأنت الشاب في بداية حياتك العملية، أهنئك من كل قلبي وأفخر بنجاحك في الامتحان واستعدْ للجهاد الأكبر وأنت له .تودي


11 - لأبين للقراء الأفاضل من يحاضر استاذ نورس
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 06:42 )
تتهمني استاذ نورس أنني أحاضر من على منارة!!
لأثبت للقراء من هو الذي يحاضر من فوق منارة وسأستخدم حس دعابة كما نصحتني:
بداية مداخلتك تنبهني إلى أنني في موقع حوار متمدن (بالله عنجد لأنني ظننت اني بموقع أخر شكرا لتنبيهي)وتعطيني نصيحة عن أنه من المتوقع ان يكون لي مؤيدين ومخالفين لآرائنا(عنجد)! فيجب علي تقبل الآراء هذه نصيحة أولى لي(كويس نبهتني لوجود مخالفين بالرأي). نصيحة ثانية قلتها ان المعلقين ضيوفي وواجب علي تحملهم حتى لو سمعت صوت.. وهذه نصيحتك الثانية لي(مو تكرم عينك). النصيحة الثالثة لي كانت بأنك توقعت أن يكون ردي على ليديا وريحان فيه شفافية وروح دعابة وماكان يجب اتهامهم بقلة الفهم والمعرفة(اي لاتواخذنا، مابقا عيدها سامحني)!وفي نهاية المحاضرة تنصحني التجنب مستقبلا من المحاضرة فوق المنارة لتختم محاضرتك لي بقول مأثور:من يحلق عاليا في السماء لن يراه أحد(من قال لك بأنه لن يراه أحد، أعتقدت من يزحف على الأرض هو الذي لن يراه أحد كأفعى أو عقرب غدارة:يسلمو لأنك صححت معلوماتي)! وبعد كل هذا من الذي حاضر؟ أنا أم أنت؟الحكم للقراء الأفاضل الأحباء


12 - مع التحية
كمال عارف ( 2011 / 4 / 9 - 11:07 )
الاستاذ سامى المحترم
تعليقات ليديا وريحان من النوع الطريف ، وحتى لو كانت من النوع السخيف كيف تعطى لنفسك الحق فى الحكم على القراء بأنهم أغبياء قاصرين عقليا لا ترقى عقولهم لمستوى ما تكتب - ولم يفهموا أو حتى لم يقرأوا ما تفضلت بنشره على العالمين من روائعك .
هل أجريت معهم حوارا حول موضوع المقال وثبت لك من خلاله ذلك ؟
لماذا لا تفترض العكس ؟
ألا يجوز أنهم قد فهموا لدرجة التهكم ؟ !

شكرا


13 - السيد سامي ابراهيم الفاضل
سمير سمان ( 2011 / 4 / 9 - 11:52 )
موضوع توفقت في اختياره ورصدت نقاط مهمة في فكر الأستاذ لبيب أنا أظن أنك تسرعت بإعلان غضبك على السادة الأفاضل ولكن يا أستاذ كمال عارف أطن أنه وان كان تعليق طريف من النوع السخيف لكنه يدل على أن القارآن لا يعرفان الفارق بين هذا السيد وذاك السيد فالمستوى الكتابي لكل منهمما كبير والخبرة مختلفة يعني يستطيع المبتدئ أن يكتشف الفارق فأذا لم يصلا لمعرفة الفارق وتهكما بهذا الشكل فهذا فيه بعض الخروج عن الأصول وماذا يهم أن كان الأستاذين نفس الشخصية أو غيرها لماذا في مكان الجد يبدأ المزح والسخافة وأقول للكاتب المحترم هدئ بالك يا أخي لأن الانفعاليودي بالأنسان لئن ينزلق لكلام غير محمود المثل يقول عد للعشرة قبل أن تنطق بجملة غاضبة وما زلت شاب أرجو أن تصقل التجارب شخصيتك لأن لديك الكثير دون شك مع الموفقية


14 - كلام منطقي
فؤاده قاسم محمد ( 2011 / 4 / 9 - 12:17 )
اسعد كثيرا حينما اقرا هكذا مقال يجعل اذهاننا تتحرك بعد ان صابها الركود ,واسعد حينما اجد شباب يختلفون كليا عن ما موجود من تفاهة هذه الايام وبامثالك وامثال استاذ سامي لبيب نرتقي ,اما عن ردك لاستاذ يونس فكان منطقي جدا وحجتك قويه تحياتي الطيبه لك ومزيد من الابداع


15 - المشرقة دائما ليندا
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 12:48 )
تحية حب لكاتبتنا الرائعة المشرقة ليندا. شكرا لك من أعماق قلبي على مشاعرك الطيبة تجاه نجاحي في امتحاني.
هذه المداخلة القيمة والتوصيف لكتابات سامي لبيب تصيب كبد الحقيقة وبالفعل إنه يفلسف الهندسة ويهندس الفلسفة ، بالفعل علينا شكر الحوار المتمدن لأنها عرفنا على سامي لبيب وعهد صوفان وشامل عبد العزيز وزاهر زمان وليندا الرائعة ورويدا سالم ورعد الحافظ وعشرات الكتاب الحاملين مشعل التنوير. تودي ايتها المشرقة دائما


16 - شعار كارل ماركس
شامل عبد العزيز ( 2011 / 4 / 9 - 13:02 )
تحياتي وتقديري لك ولجهودك , الأستاذ سامي لبيب من القلائل الذين يعرفون ماذا يكتبون وكيف يفكرون .
سوف أقول لك يا صديقي هناك شعار ل كارل ماركس يقول :
سر في طريقك ودع الناس يقولون ما يشاؤون .
أنت في الطريق الصحيح ولكن المغيبين لا يشعرون لأنهم يقرأون بالبصر لا بالبصيرة وهناك فرق بين البصر والبصيرة عزيزي سامي
خالص تحياتي وتقديري


17 - تحياتي استاذ كمال
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 13:17 )
تحياتي استاذ كمال. بصراحة فاجأتني بهجومك هذا الغير مبرر والذي تظلمني به كثيرا، والذي تبرر به أن الفهم الزائد ادى بهم للتهكم؟لاياسيدي لم يكن تهكما بل كان طرحا حقيقيا، اقرأ التعليقين واحكم بنفسك، ثم لماذا تجعل جميع القراء بمنزلة واحدة؟ ومن اتهم القراء بذلك حاشى أن أفعل أنا سميت الأشخاص بالأسماء حتى لا يفهم أحد الأمور بطريقة خاطئة. ثم انا قصدت أنهم لم يرقوا لمستوى كتابات سامي لبيب وليس كتاباتي. بكل الأحوال تأسفت كثيرا على مداخلتك لأن اسمك كان يعني لي الكثير لما تحمله من ثقافة واسعة ترفد المقالة بعمقك وسعة اطلاعك. بك الأحوال شكرا لك.


18 - القراء الأحباء الأفاضل
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 13:22 )
قررت حذفت تعليقي على تعليق ليديا وريحان


19 - شكرا للعرض الشيق وللمفكر الفريد
عدلي جندي ( 2011 / 4 / 9 - 14:02 )
أتمنى أن تنال كتابات وأبحاث -سامي لبيب- حقها في الانتشار والشهرة والوصول لأكبر عدد من القراء، وهذا ما سيتحقق لو قامت دار نشر بطباعة سلاسله ونشرها كــ كتب قيمة، لتوزع في مكتبات البلدان الناطقة بالعربية،.......؟ أعجبتني جدا فكرة إنتشار هذة الدرر الثمينة للمفكر سامي ولكن أولا _وسوف أكتفي بأولا فقط_سوف تقطع أكل عيش ملايين ملايين في كل بيت وكل حارة و زنقةزنقة وستقوض ممالك وجمهوريات حتي لو قامت علي وريقات قشر موز.....!!!!؟ ولكن برضه ممالك وجمهوريات وشعوب حتي لو إتزحلقت وراحت في ستين داهية... ة


20 - الأستاذ الفاضل سمير
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 17:31 )
تحية حب لك أيها الأستاذ الفاضل سمير، في الحقيقة مداخلتك الرائعة هي التي جعلتني أقرر حذف تعليقي فشكرا لك وللنضج العاطفي الذي تملكه وروحك الجميلة التي كتبت بها كلمات هادئة تبلور صحة نفسية وفهم للأمور وتجارب وخبرات وعقلية مميزة. لن أضيف شيئا على تعليقك فهو كافي واف. أكرر شكري العميق استاذ سمير. دمت بألف خير


21 - الفاضلة فؤادة
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 17:57 )
وأنا أسعد برؤية اسمك ايتها الفاضلة القديرة فؤادة فأنت من أصحاب العقول الكبيرة التي ترفدالنقاد بالأفكار والطروحات، وتدعم نقاد الفكر الديني وتجعلهم يستمرون في مابدأوه. فأنت تزرعين الثقة في النفوس والعقول التي تجهد لتنوير الشعب، ليحس الكتاب أن هناك من يهتم لأمرهم وأن جهودهم لم تذهب أدراج الرياح. شكرا لدعمك وسندك وثقتك وشكرا لتعليقاتك الرائعة التي تكتبينها في مقالات الحوار المتمدن فهي تغذي عقل القارئ والكاتب على حد سواء. سعدت كثيرا باسمك هنا وشرفتيني. دمت بخير


22 - المنير الشامل
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 18:13 )
الف مرحبا أيها الكاتب المنير الشامل. وانت لا تقل أهمية عن أي مفكر آخر فأنت وجيلك من الكتاب تشكلون الرعيل الأول لنقاد الفكر الديني الناطق بالعربية ومهمتكم كانت أصعب المهام لأنكم شقيتم واخترقتم حواجز سميكة وجدران مسلحة بالخرافة والجهل لتمهد الدرب وتعبد الطريق أمام جيلي ليسيروا خلف مشاعلكم المنيرة وبتابعوا من حيث انتهيتم . دمت بألف خير حبي لك ايها المنير


23 - الأستاذ الرائع عدلي
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 9 - 18:44 )
تحية حب من أعماق قلبي أيها الأستاذ الصديق الرائع عدلي.
ياسيدي دائما تعليقاتك تجلب شيئ جديد لا يخطر في بالي، دائما هناك فكرة جديدة تطرحها. يعني بالفعل لو انتشر الفكر التحرري في بلدان الشرق الناطقة بالعربية فإن آلاف العائلات التي تعتمد الدين مصدر رزقها وموردها الوحيد لتطعم أولادها ستموت من الجوع، يعني لو أن حملات مكافحة التدخين نجحت في إغلاق معامل التبغ فستتولد مشكلة عالمية بأن يفقد ملايين البشر وظائفهم الذين يعتمدون عليه في قطاعات الزراعة والتجارة والصناعة والنقل. بالفعل هي معضلة تحتاج جليا لأن يفكر الخبراء بها. دمت بألف خير استاذنا عدلي نبقى على تواصل وشكرا سعدت بوجودك كثيرا


24 - جهد رائع ..فى رجل يستحق
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 9 - 20:45 )
يقع المؤمن في خضم صراعات عقلية ثابتة تسيطر على الإنسان، فالصراع العقلي ناتج عن الرغبات والدوافع اللاشعورية التي تضغط لتحقيق اللذة والإشباع والراحة للإنسان من جهة وبين الواقع المفروض على الإنسان الذي عليه أن يتكيف معه ويتقبله ويكبت غرائزه ودوافعه مضطرا ومجبرا. وليحافظ المؤمن على مكاسبه من المنظومة الإيمانية كان عليه رفض التفكير المنطقي للوصول إلى قانون، وذلك عن طريق إحلال الإيمان محل المنطق.
****
سامى لبيب يجبر الجميع على الاعجاب به

اسمح لى ان اعلق على فقرتك هذه
ما ذكرته يا سامى ليس صراعا عقليا ..لكنه صراعا نفسيا ..بين رغبات الانسان المحرمة (وليست الغريزية المشروعة ).وبين معرفته ويقينه بان ما يريد فعله يرفضه عقله وضميره
فالرجل الذى يرغب فى ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجته لا ينتابه ابدا اى صراع لا عقلى او نفسى ..ينشأ الصراع عندما يريد ان يمارس هذه العلاقة مع امرأة محرمة عليه ..ولا تجوز له ..فقط..هنا يكون الصراع بين شهواته المحرمة وليست المكبوتة .وبين ادراكه بدناءة فعله وحقارته
اما قولك ان الايمان يحل محل المنطق فقول معكوس شكلا وموضوعا ..الايمان كله منطق ...ولكن ليس مع الله تتمنطق


25 - تكملة لسامى ابراهيم
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 9 - 21:02 )
انت تتكلم فى احدى فقراتك على ان الذى يدفع المؤمن للتمسك بعقيدته هو ايمان الملايين بهذه العقيدة .وهذا خطأ من وجهتين:
1 انت هنا تنقد المؤمن وليس الايمان ذاته او الدين ذاته ..
2 اذا كان كلامك صحيح ..فما الذى دفع الانبياء الى مخالفة الجموع التى كانوا يعيشون بينها .وينشئوا اديان خاصة بهم (على حدرؤيتكم واعتقادكم )ويدخلون فى صراعات معهم ادت فى كثير من الاحيان الى ان فقد هؤلاء الانبياء ارواحهم.؟

وكيف تفسر ..الحاد من الحد او تحول من تحول من عقيدة الى اخرى وتركه لجموع المؤمنين والملايين التى كان ينتمى اليها والتى كانت سببا كما تقول فى تمسكه واعتناقه لديانته؟

مرة اخرى احييك على مجهودك الرائع واحييى واقدر حبك لسامى لبيب ..فعلى الرغم من اختلافى الجوهرى والعميق 360 درجة وليس 180 درجة معه الا ان حواراتى معه قد اكسبتنى بعدا حواريا .رفع من ايمانى ويقينى بالله اكثر .واعتقد انه اعطانى قدرة اكبر على توصيل افكارى بصورة منطقية بعيدا عن التبرير .او التلقين .او النثر الخطابى بشكل كبير


اكتفى بهذا التعليق على الرغم من وجود افكار كثيرة تستحق النقاش الا انها ستخرج بنا عن الموضوع الاساسى كثيرا جدا
وتقبل تقديرى


26 - بحث وجهد قيّم للكاتب سامي ابراهيم
مريم نجمه ( 2011 / 4 / 10 - 00:53 )
الأستاذ والباحث الكريم سامي ابراهيم .. مساء الخير

مقدمة رائعة وعميقة التحليل والوصف , لقد استمتعت بالبحث المطوّل يا صديقي المجتهد سامي دفعتنا بشغف لمعرفة المزيد عن شخصية المفكر الفاضل سامي لبيب ما لهذه الشخصية من جهد كبير , رغم أنك قدمتها لنا في وقت مزدحم بقضايا مصيرية مكثفة وجارفة ونازفة , استمريت أقرأها بحب بما للأسلوب من رؤية علمية وتحليل باحث متبحر في العلم والتراث والثقافة التي نمت والنتشرت في أرض الأجداد والجذور .
الحضارة والأفكار العصرية هي تراكم وموروث القديم والجديد , فعلينا أن لا ندوس كل ما بناه الإنسان الأول بل نحترم البدايات وإضافات البشرية مع النقد المستمر وتشذيب السلبي الذي لايتلاءم مع تطور الحياة اليومي وهنا يكمن الغنى والوعي الإنساني المستمر .
الأستاذ الجميل سامي باحث ضليع بالمادة التي يبحث بها , الدخول لمحراب فكره ومادته في بحث وقراءة متطورة السمو والمستوى بلغة أدبية فلسفية سيكولوجية هادئة وباذخة أخذنا معه إلى بحر المعرفة ليسلط الضوء الكاشف على اللآّلئ السامية فاختلط علينا السمو بالسامي فادخلنا في نواة ,نواة الفكر والخيال واللاشعور الأولي وبدايات الإيمان


27 - تتمة التعليق - 2
مريم نجمه ( 2011 / 4 / 10 - 01:11 )
تحية طيبة للعزيز سامي

وبدايات الإيمان الروحي المقدس , ليلمس شعلته ويذريها في الفضاء اللانهائي , فأخذنا بذرة المعرفة الحسية الضرورية للروح والقلب والجسد ولولاها لكنا لا شئ بلا قلب ولا روح تنبض بالمحبة والسلام والإخاء !؟
الحياة يا صديقي سامي قناعات وإيمان وإرادة وأفعال وإلى اللقاء في بحث اّخر مهما كان طويلاً سنقرأه رغم مشاغلنا أليس كذلك ؟
مع الحب والتقدير يا أستاذ سامي .. تودي


28 - الكاتب الفاضل شاهر١
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 10 - 04:35 )
تحية حب لك أيها الأستاذ الفاضل شاهر. شكرا لرقيك ولطافتك ودماثة أخلاقك. سأناقشك كلمة كلمة: تقول ان ماذكرته انا ليس صراعا عقليا ولكنه نفسي بين رغباته وبين تحريمات الواقع، وانا أقول استاذ شاهر: أين تقع أرض معركة الصراعات الداخلية والنفسية؟أليس موطنها العقل؟الجهاز النفسي هو جهاز غير مادي كالجهاز الهضمي بل وهمي بحدود وهمية فكان لابد لأي منولوج أو نقاش داخلي أو صراع أن يتم في مركز التفكير الذي له مكان في الدماغ وبالتالي فإن أي قرار يتخذ بعد انتهاء النقاش الداخلي أو صراع هو قرار ناتح عن العقل، ثم مايهم هنا ليس إحداثيات موقع المعركة فهي بالنهاية داخلية ولن تدور رحاها في الكبد او اليد او المعدة بل بالعقل الذي يميز الإنسان عن بقية الكائنات،ولكن المهم هو وقوع صراع بين رغبات مع تحريمات وهنا وافقتني،لتطرح مثال الرجل الراغب بالممارسة لتقول عنه أنه ليس صراع عقلي وليس نفسي!قبل لحظات قلت لي أنه نفسي فماالذي تغير!ثم عندما اذكر استبدال المنطق بالإيمان فأنا أثبته ببراهين علمية وليس مجرد جملة الصقها. يتبع


29 - الكاتب الفاضل شاهر٢
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 10 - 05:06 )
تقول في تعليقك الثاني: ١. من الخطأ ان تنقد المؤمن وليس الإيمان أو الدين. وانا أقول بأنني هنا تكلمت عن آليات دفاع يلجأ إليها عقل المؤمن تحميه من شكوك النقاد، هنا لم أتكلم عن الأفكار الدينية وقد كانت الفكرة أن عقل المؤمن يمرر كل هذه الكمية من الغيبيات المتناقضة بعدة طرق ووسائل إحداها هي إقناع نفسه بأن ملايين تؤمن بديني فهل هم مخطؤون. لاتنسى نحن نتكلم في هذا المقال عن نواحي نفسية تخص المؤمن ولا علاقة لها بدين معين.
٢.السبب الذي دفع انبياء إلى مخالفة الجموع هو أنه كان يتواجد على الدوام أناس بعقلية مغايرة للقطيع وبعقليات فذة تملك قدرات قيادية ومواهب لتصنع شيئ جديد، فلو أن جميع البشر بنفس الإمكانيات العقلية لكان هناك مشكلة كبيرة، ثم رجل مثل سامي لبيب مالذي دفعه لمخالفة جموع واقع مصر المتدين،فهل هو وحي إلهي؟ دائما هناك ناس مختلفين عن الأغلبية المقادة،ولدت لتقود وتثور وتغير. دمت بألف خير استاذ شاهر. شاكر نبل عواطفك ودماثتك


30 - المناضلة العريقة مريم
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 10 - 13:18 )
ألف شلومو وبشينو أيتها المناضلة العريقة القديرة مريم. وتحية إجلال وإكبار وتقدير أرفعها لك.
انت يامياقرتو مريم ثمرة حضارة عريقة ضاربة جذورها أعماق التاريخ، حضازتنا السريانية.
أنت نهر فكري غزير بمئات المقالات والأبحاث التي تضخينها في بحر الحضارة البشرية لترفديها ثقافة وتنويرا.
مداخلتك كانت مقالة فكرية أثرت مقالي.
أعرف مشاغلك أيتها العريقة فشكرا لوقتك. تودي ساكي مياقرتو مريم وممنون لتواجدك وشرفت صفحتي باسمك العريق


31 - سامى لبيب والحداثه
على سالم ( 2011 / 4 / 10 - 18:12 )
الاستاذ سامى ابراهيم ,سعيد بمقالتك عن المفكر الكبير سامى لبيب ,بدون شك فهو رائد الحداثه فى عالمنا العربى التعيس وارجو ان يجد اليات لكى يصل الى قطاع عريض من عقول قطعان العربان البؤساء والذى توقف نموهم العقلى والفكرى والاجتماعى عند القرن السادس الرهيب ,لازلنا فى بدايه طريق صعب وشاق ومحفوف بالمخاطر من قبل الدول الظلاميه وعقول غبيه لاتزال تحلم بالخلافه الاسلاميه الارهابيه والدمويه وتحكم العالم بشريعه السيف والسرقه والقتل ,شكرا على تحليلك الرائع


32 - الأديب الشاعر علي سالم شكرا
سامي ابراهيم ( 2011 / 4 / 10 - 19:10 )
تحية حب لك أيها الشاعر الأديب علي سالم. بفضل عقول نيرة ومتحررة وجريئة مثل عقلك أيها الشاعر القدير علي سالم وعقل سامي لبيب والعديد من الكتاب المستنيرين ستتحرر هذه الشعوب في النهاية وسيتطحم جدار الخرافة والوهم الذي شكلته المنظومة الدينية لتأسر خلف أسواره إنسان الشرق وتسلب إبداعه وتسرق منطقه وتمنع دماغه من العمل والتفكير. لماذا ننيأس من جدوى مهمة تحرير هذا الشرق؟! فطالما خلق هذا الشرق إنسان اسمه علي سالم وسامي لبيب وليندا كبرييل و......و...... فهذا يعني أن الأمل موجود وأنه آن للظلام أن ينقشع وينجلي وآن لمنظومة دينية قمعية أن تذهب من غير رجعة. دمت بألف خير أيها الشاعر الأديب علي سالم. القاك بخير

اخر الافلام

.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي