الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الاشتراكية والشيوعية في تشكيل المدرسة العلمانية الفرنسية

رباح حسن الزيدان

2011 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعبت الاشتراكية و الشيوعية دورا هاما في المراحل الأولى من تشكل المدرسة العلمانية الفرنسية، ويتبين لنا هذا الأمر أشد وضوحا مع دور الأحزاب الشيوعية والاشتراكية داخل "المركز الوطني للعمل العلماني".ولكن، وكما نعرف،هذه الاتجاهات لم تعرف الوحدة في داخلها بل عرفت تيارات متعددة،فلا الاشتراكية التاريخية الفرنسية كانت كلا منسجما،ولا اليسار المعاصر المقسم.
إن الفكر الاشتراكي تأسس ضمن مشهد عام من بؤس العمال في المدن الكبيرة مع بداية الصناعة الكبيرة.وهذا الفكر هو على العكس من المفكرين الذين تحدثنا عنهم سابقا،حيث الحديث تركز عن العلمانية في المدارس و علمانية التعليم،وكان هذا الموضوع قلقا عند السياسيين والمثقفين،أما مؤسسو الاشتراكية كان لديهم وقبل كل شيء أهداف اجتماعية،منها تحسين أوضاع الطبقات العمالية ووضع حد للفقر والظلم. المدرسة ضمن هذه الرؤية،ليست فقط أداة لتحرير الفكر و الصراع ضد الظلامية،بل هي قبل كل شيء أداة للتحرر الاجتماعي.
انطلاقا من هذا التأسيس الفكري الجوهري،تتأسس الأنظمة عند كارل ماركس و أنجلز،وقد انعكس الإنتاج الغزير لديهما على توجه الاشتراكيين الفرنسيين بشكل كبير.أما الفكرة التي سيطرت ضمن هذا المجال فكانت : الاغتراب. فالبروليتاريا مغتربة بشكلين،اغتراب ناتج عن استخدام الرأسمالية قوة العمل عند هؤلاء واستغلالها من خلال ما يسمى "القيمة الزائدة" على ناتج العمل؛ و اغتراب فكري ومعنوي،حيث أن التعليم يكيف العمال بما يتوافق مع هذا الاغتراب المادي،والذي ترى فيه الرأسمالية اغترابا "طبيعيا".فالتعليم الرأسمالي وفق الاشتراكية يعلم كيفية الخضوع لمن هم أسمى وارفع وتقبل القدر الذي وجد على الأرض بشكل لا يمكن الهروب منه،ثم احترام هذه القواعد التي تضمن حماية النظام الاجتماعي.
ولو تحدثنا عن التعليم العلماني، نجد أن المدرسة الواحدة للجميع، كمدرسة علمانية، ليست مرتبطة إجباريا بالاشتراكية.مع ذلك هناك مواضيع جوهرية وجدت عند الاشتراكين الفرنسيين كغيرهم من الاشتراكيين، والتي تقود إلى المطالبة بعلمانية المدرسة.في الموقع الأول، إنهاء كل تعليم ديني.ولكن هذا الموضوع ليس له طبيعة أولوية لديهم كما عند العقلانيين الذين يعتبرون أن الدين مصدر للظلامية و عدم التسامح.بل لأن الدين "أفيون الشعب" كما يقول ماركس،ويقصد الدين كمؤسسة أو إيديولوجيا. أما الكنيسة فلها علاقة جزئية مع المتسلطين،كما سيقول "ألتوسير" فيما بعد"جهاز إيديولوجي للدولة".
في الموقع الثاني، ومن النقاط المشتركة بين الاشتراكيين، هي أهمية العمل الاجتماعي و التقني في التعليم خاصة للأطفال والشباب. أما من المواضيع الخلافية بين الاشتراكيين والشيوعيين هي مكان الثقافة السياسية البروليتارية داخل المدرسة العلمانية. فالدولة السوفييتية ركزت على نشر مذهب الماركسية ـ اللينينية بين الشباب.بينما رفض الاشتراكيون أخذ مواقف سياسية داخل المدرسة،كما أنهم عرفوا العلمانية كحرية فكرية وتكوين وحيد على أساس العقل والتسامح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah