الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقوال.. وأقوال فقط !!

سعد تركي

2011 / 4 / 10
المجتمع المدني


يفاجئنا المسؤولون يومياً.. تباغتنا حركة سريعة هنا.. تصريح ناري هناك.. مشهد تراه بعينين تدميهما "فركاً" لعل ما تشاهده ليس أكثر من حلم بغيض.. تقرص نفسك كمن يحاول بكل قواه أن يزيح "خنّاساً" جاثماً على صدره، كاتماً أنفاسه.. يفاجئنا المسؤولون كل يوم حين يفضحون أنفسهم، ويفضح بعضهم بعضاً، ويتسترون على بعضهم بعضاً أيضاً.. يفاجئنا المسؤولون بحجم أخطائهم وخطاياهم وقدرتهم على الاقتناع "وليس الإقناع" أننا نصدق هراءهم وأكاذيبهم!
قبل أيام أعلن نائب أن هناك أكثر من 13500 قانون وقرار لمجلس قيادة الثورة المنحل، وان هذه القرارات ستأخذ طريقها ـ بالتتابع ـ كي ينظر فيها مجلس النواب ولجانه فتُلغى أو تُعدّل.. أعلن أن المشرّعين سيبتّون في هذه القوانين والقرارات خلال الدورة التشريعية الحالية لأنها لا تتلاءم مع العملية السياسية الحالية، ولأنها تتعارض مع قوانين أخرى، فضلاً عن أنها قوانين وقرارات ظالمة أقرّت بصورة ارتجاليّة بوحي من سلطة دكتاتورية جائرة.
لنفترض ـ تفاؤلاً ـ إن مجلس النواب يحتاج إلى شهر واحد فقط لإقرار كل قانون ـ بما في ذلك إعداد قانون بديل وموافقة مجلس النواب على إدراجه ضمن جدول الأعمال وموافقة مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية ـ فان 13500 قانون تستلزم من مجلس نوابنا الموقر 1125 عاماً لكي ينتهي من تعديل أو إلغاء هذه القوانين!! نحتاج إلى أن نأخذ معنا هذا الإرث إلى ألفيّة رابعة كما دخلنا الثالثة بعملية سياسية مشوّهة!!
أحال مجلس النواب السابق إلى لاحقه أكثر من مائتي مشروع قانون تمسّ حاجة البلاد والعباد إلى إقرارها، وما زال أغلب هذه المشاريع في أدراج مكاتب السادة المشرعين على الرغم من مرور أكثر من عام كامل على تسميتهم أعضاء مشرعين، وبدء حصولهم على مستحقاتهم المالية الدستورية وامتيازاتهم المقرّة بإجماع يندر أن يتحقق إلا فيما يخصّ هذه الامتيازات والمزايا، فقد امتاز كل عضو نيابي جديد بهذه الدورة، بأنه تقاضى مبلغ 1 مليون و630 ألف دينار عن كل ساعة عمل ومبلغ 7 ملايين و300 ألف دينار عن كل يوم عمل فعلي تحت قبّة المجلس، وبهذا يكون قد حقّق أعلى عائد للفرد على مستوى العالم، علماً أن بعضهم لم يحضر سوى جلسة أو بضع جلسات.
في وقت تتحرّر شعوب عربية شقيقة من طغاتها، يشكّك كثيرون في أن مشرعينا يهيئوننا لدكتاتور جديد لا يرى في إقرار القانون أكثر من سطر يحلّ محلّ سابقه، ليس أكثر من كلمات يمكن لصباح ميرزا ـ مرافق الطاغية ـ أن يبتدعها.. وإلا فماذا يجول بفكر نائب يعلن عن هذا الحجم المهول للقوانين التي ينبغي تعديلها أو إلغاؤها من دون أن نرى أي جديّة منه ومن أخوته في البدء ـ مجرد البدء ـ بالانتقال من الكلام المرسل جزافاً غير الخاضع لضريبة إلى الفعل!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيربي: الأنباء بشأن اتهام إسرائيل بإساءة معاملة المعتقلين مث


.. الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة في مدينة مدريد الإسبانية




.. ما مكاسب فلسطين من قرار الأمم المتحدة بتأييد عضويتها؟


.. التصويت لصالح الفلسطينيين في الأمم المتحدة في الصحافة العالم




.. بالذكاء الاصطناعي.. -روبوت- يدرب عناصر الشرطة الأميركية للتع