الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساحات التحرير في كوردستان الشعب مُختَّلِفْ حول النظام (ج1)

دانا جلال

2011 / 4 / 10
القضية الكردية


في جدل الثورة والتاريخ يتَّجلى الفكر ونقده ومن ثم إعادة صياغته ليتلاءم مع المسارات الجديدة للتاريخ والياته المتمثلة بصيرورة الحدث وانطلاقة الفكر وميكانيزم الآليات.
ثلاثية ( الحدث - الفكر - الآليات ) وتحولاتها النوعية يجعل من الثورة، ثورة في ذاتها ولذاتها ، ومن ثم امتلاكها لخصوصية المشهد التاريخي و العام. من تلك الثورات ، ثورة أكتوبر ونجاح البلاشفة الروس عام 1917 باقتحام التاريخ وحرق مرحلة تاريخية بقفزة نتجت عنها خطوة، كانت إلى الأمام على الصعيد الاجتماعي واخرى صوب الهاوية على صعيده السياسي ، لتنهار لاحقاً في أواخر القرن الماضي بعد مدٌ ديمقراطي شمل أوربا الشرقية ، كمُصَّحِحة لجوانب الثورة التي لم تكتمل سياسيا ومٌعرقلة لجوانبها الاجتماعية والمساواتية من جانب آخر. ثورة الشباب في ساحات التحرير العربية هي الثورة الثالثة بزخمها ومفرداتها الجديدة ، هي بسملة لتاريخ جديد تم تغييبه رغم محاولات الإسلام السياسي لإعادة إنتاج خطابه من خلال المساجد التي استبدلت فجأة خُطَّبْ جُمَّعِها بمدح الحكام ، لخطاب في الثورة ، و إدخال الطقوس والرموز الدينية ،كصلاة الجمعة والتكبيرات، بغرض تحجيم النشيد الثوري وشعارات المرحلة. الشباب توحدوا في شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام ) والحكام ورثوا الحديث واتفقوا على إن’’ سوريا لا تشبه اليمن واليمن ليست بليبيا ، وليبيا مختلفة عن مصر ومصر بعيدة عن تونس’’ . فهل كوردستان مختلفة عن المشهد العام؟
جنوب كوردستان ( كوردستان العراق):- لُغزٌ كما هو الحال مع كل جنوبي، إن كان على صعيد المقطع العرضي لكوكبنا الأرضي أم الدول القومية المتناثرة بين القارات . لُغز الجنوب الكوردستاني يتمثل بأنه أعلن عن ساحات شبابه قُبيلَ بقية الأجزاء، المُصادَّرة ابسط حقوقها القومية والديمقراطية . تجربة الجنوب جديدة بكل تفاصيلها ، اقلها إنها أول معارضة وحركة جماهيرية ضد سلطة كوردية ، فالكورد وعبر تاريخهم كانوا في موقف المعارضة ضد المراكز التي تهيمن على كوردستان ، كانوا يناضلون ضمن حركة تحررية بمطلب سياسي تستند على البندقية ، بندقية وجِهَّتْ فوهتها حتى في تحديد العلاقة ما بين أحزاب الحركة القومية ، لتنتهي معاركها العبثية بتاريخ للخيانة ، بدأت خطواتها الأولى بالتوجه صوب مراكز القمع الوطنية لطلب المعونة ، وكانت بغداد قريبة على بعضهم وطهران للمختلفين معهم.
عدم نجاح الكورد بإنشاء مشروعهم القومي من خلال الدولة القومية أدى إلى غياب التجربة التاريخية في علاقة السلطة القومية مع المعارضة والعكس صحيح باستثناء ألأشكال الجنينية لعلاقة مشوهة والغائية من خلال طريقة تعامل سلطة الحزب المهيمن في الحركة مع الأحزاب المنافسة. حزبي السلطة في الإقليم ( الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني ) لم يتحررا من عقلية الإلغاء وتاريخ موروث لطريقة التعامل مع المعارضة وبالأخص الجماهيرية منها ، فلجأت للقمع والقتل ضد المتظاهرين وشباب ساحة السراي في مدينة السليمانية حالها حال الحكومات العربية التي قالت إن عواصمها مختلفة عن أخرياتها رغم قناعتهم بان ساحات شبابها متشابهة في عناوينها.
السلطة في جنوب كوردستان لم تستمع للأصوات التي طالبت ومنذ سنوات بحل الأزمات التي تعصف بالتجربة ، استخدمت لمواجهة تراكم الأزمات ورقة قدسها المغتصبة، فالبرجوازية الكوردية كمثيلاتها العربية بحاجة لقدس مغتصبة لقمع أي تحرك جماهيري، أما الجماهير الكوردية فانها تجاوزت دغدغة مشاعرها القومية وأدركت إن قدس الاقداس هو الإنسان وكرامته ، فبدون الكرامة الإنسانية يتحول قدس عروبتهم إلى قُبَّةُ وصورة وقدس كورديتهم لبرميل نفط مهرب ينتهي جُلَّ عائداته مهربا في ميزانية حزبي السلطة .
انطلقت ساحة الحرية في سراي السليمانية، ارتفع سقف مطالبيها ولم تتوسع لتشمل بقية المحافظات بذات القوة والزخم نتيجة لقمع رسمي ومحاولة احتواءها من قبل معارضة هي والسلطة تجاور والفضاء تطابق.
حكومة الإقليم ستلجأ للقمع ونظرية المؤامرة ومورفين الوعود وإجراءات شكلية مع التأكيد على نهج وخطاب ( قيادة حركة التغيير والاتحاد الإسلامي والحركة الإسلامية) باحتواء الحركة الشبابية في ساحة السراي وطرحها كساحة للصراع بين السلطة و المعارضة بغرض وأدها أو ترويضها . لان السلطة والوجه الآخر لها تبقى محكومة بتاريخ دموي وتساومي في المشهد السياسي الكوردستاني. فقواعد اللعبة مازالت تحت السيطرة وقد تلجأ السلطة للمساومة مع الأحزاب الإسلامية بمزيد من الخضوع للمشروع الإسلامي المتخلف والتنازل للأجندة الإقليمية التي تحرص على إبقاء الإقليم مسرحا للصراع بين أحزاب السلطة وهامشها من خلال مشاركة اكبر في مواجهة الحركة التحررية في شمال كوردستان - حزب العمال الكوردستاني- ) وفي شرقها ( حزب الحياة الحرة الكوردستاني – بزاك) مع موافقة مطلقة للمشروع الأميركي الذي يحتاج إلى وضع امن ومستقر في كوردستان وخاصة هي تشد أحزمة الرحيل كمُحتل من العراق.
القلق الأميركي على الإقليم تجسد من خلال زيارة وزير دفاعها واللقاء مع رئيسه الذي حصل على الضوء الأخضر بعدم المرونة مع ساحة السراي وهذا ما تجسد في بيان حزبي السلطة يوم في 7-4-2011 فأي ضوء ستوجه لحركة التغيير والأحزاب الإسلامية المؤتلفة معها ؟ وهل ستوجه بغرض الكشف عن خارطة الطريق لتقاسم السلطة ومن ثم احتواء حركة الشباب الكوردستاني في ساحة السراي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما بين هيفاء زنكنة ودانا ودعارة ازادي سراي
فيصل حرسان ( 2011 / 4 / 10 - 14:34 )
اخي الكريم دانا المحترم
هل من المعقول الدول الاربعة ستترك الاكراد يستمتعوا بالحرية , وهم المراقبين ليل نهار لتحركات الاكراد , وهل من المعقول ان لا تكون لهم اياديهم الخفية والظاهرة , أهي المعارضة ام انهم رجال الجوار وغوغاؤهم في البرلمان والشارع... مواقف التغيير المتقلبة , والاسلاميين ...انه الاستنزاف وصرف القدرات والطاقات في غير مكانها هذا هو هدف الجوار حاليا...وخلق حالة من الفوضى والرعب في الاستثمارات.وووو..وانا ارى بان قص هذه الاصابع قبل ان تنموا لها المخالب القاتلة ... وملاحقتهم اخلاقيا وقانونيا وحتى طردهم من البلاد فاما أنا على خطأ كبير أو انك والسيدة هيفاء الزنكنة نسيتم هذه الملاحظة...نعم يا أخي انها الحقية المثقوبة لاحدنا دون الآخر
ملحوظة مقالة هيفاء نشرت في موقع التجديد العربي
ولك بالغ احترامي وتقديري

اخر الافلام

.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط