الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بقي للصدريين، بعد تأجير كل متظاهر ب40 دولار؟

سمير عادل

2011 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الذكرى الثامنة للاحتلال، حاول الصدريون اعادة انتاج وجودهم واعتبارهم، فأختاروا ساحة المستنصرية مكان للتظاهر بعد ان فضحت ساحة الفردوس برمز الاحتلال حيث كانوا يحييون نفس الذكرى في السنوات السابقة، وكما عرفت ساحة التحرير برمز العلمانيين ومعادي للمحاصصة والعملية السياسية والاسلام السياسي الشيعي الحاكم. وحاولوا ايضا تنظيم حشد يليق بهم بعد ان تركوا دعوات التظاهرات المليونية بسبب تصاعد انحدارهم الجماهيري سواء بما ارتكب جناحهم العسكري (جيش المهدي) من اهوال وجرائم طائفية وغير طائفية لا تحصى خلال السنوات الفائته او مشاركتهم بحصة مناسبة من الفساد الاداري والمالي في الحكومة ومجمل العملية السياسية او تنفيذهم لاجندات ومشاريع مرجعيتهم الجمهورية الاسلامية في ايران، نقول حاولوا تنظيم ذلك الحشد من خلال اعطاء كل شخص يحضر الى التظاهر بتوفير وسائل النقل من جميع المدن ووجبتين غذاء بالذهاب والاياب اضافة الى مبلغ 15 الف دينار. ويكون مجمل الاجر الممنوح للمتظاهرين ما يقارب 40 دولار اذا حسبنا بسعر الجملة.
هذه التظاهرة كانت بالنسبة للصدريين مسألة حياة او موت في حساباتهم وحسابات مجمل فصائل الاسلام السياسي الشيعي، اذ انهم فشلوا قبلها بالالتفاف على مطالب المتظاهرين عشية 25 شباط وحاولوا عن طريق صنع فذلكة سياسية جديدة بأن التيار الصدري سينظم تظاهرات مليونية بعد 6 اشهر لتقييم اداء الحكومة، اذ ذهبوا ابعد من مهلة المالكي )مائة يوم( التي وعد المتظاهرين بأجراء اصلاحات بثلاثة اشهر اضافية، وانهم اي الصدريين سينظمون استبيان بعد المدة التي حددوها وهي 6 اشهر. وعندما وجدوا ليس هناك اية اذان صاغية شرعوا بالاستبيان بعد ايام من اعلانهم السابق. وقد فشل استبيانهم فشلا ذريعا حيث لم يجد من اخذ ذلك الاستبيان بجدية وبقيت مراكز الاستبيان فارغة، ليعلنوا بعد اقل من شهر بأن 4 ملايين شخص ملئوا استمارة الاستبيان ووجدوا ان اداء الحكومة سيئ جدا وانهم الصدريون يؤيدون مطالب المحتجين. وهذا ناهيك عن تصريحات ممثلي هذا التيار في البرلمان ضد تظاهرات 25 شباط حيث كان ابرزهم بهاء الاعرجي الذي قال بأن الاحتلال يقف وراء تظاهرات 25 شباط.. كما حاول البعض التثبيط من عزيمة المتظاهرين عندما قال حاتم الزاملي وهو عضو مجلس النواب عن التيار الصدري الى احدى الصحف مستهزءا بتظاهرات ساحة التحرير، بان التيار الصدري عندما يعلن عن تظاهرات فلن يقبل اقل من مليونية، وان تظاهرات ساحة التحرير ليست بتظاهرات. وبينت ذكرى الثامنة للاحتلال حتى بتـأجير المتظاهرين لم يصل الى 30 الف ومن مختلف المحافظات وبدعم حكومة المالكي لهم.
الصدرييون كما الفصائل الاخرى في الاسلام السياسي الشيعي، تشعر بأنهم يعيشون خريف عمرهم هذه الايام في العراق. وان اكثر اجنحة هذا التيار قلق على مستقبله هم الصدريين الذين يعتبرون مجسات جيدة للجمهورية الاسلامية بعد هبوب رياح التغيير العاتية على المنطقة، ولا تقل مكانة هذا الجناح بالنسبة لصانعي القرار في القم وطهران ولا وزنا عن مكانة ووزن حزب الله في لبنان بالنسبة لهم. ولذلك اطلق مقتدى الصدرى وممثلي التيار الصدري في الذكرى الثامنة للاحتلال تصريحات نارية ضد الاحتلال لتجديد هويتهم السياسية، وانهم سيرفعون التجميد عن (جيش المهدي) ودعواتهم الى المقاومة العسكرية والسلمية في حال عدم انسحاب القوات الامريكية من العراق. ان الاوضاع التي يعيشها التيار الصدري لا يحسد عليها. فالحلقة المركزية للصراع بالنسبة لجماهير العراق اليوم ليس الاحتلال، بل الحكومة والعملية السياسية التي فرضها الاحتلال. وان الجماهير ترفع اليوم مطالب تتلخص بمجملها، لن تقبل ان تعيش ذليلة وفقيرة وتنظم الصفقات والسرقات من وراء ظهرها وفي نفس الوقت تسكت على كم افواهها وقمع حرياتها. وانها اليوم تواجه في معركتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مَنْ في العملية السياسية التي غارقة بالفساد والجرائم.
ان التيار الصدري يعيش في محنة حقيقية، فهو جزء من العملية السياسية، ولذلك يحاول ان يعيد عقارب الساعة الى عام 2004 عندما اعلن مقاومته المسلحة ضد الاحتلال. فلعبة قَدَمْ في العملية السياسية وقَدَمْ اخرى خارج العملية هي لعبة غير صالحة اليوم لانها ببساطة ان الجماهير في العراق هي التي دخلت اللعبة السياسية واصبحت جزء من المعادلة السياسية ولا تنفع البته ان يلعب اي من هؤلاء محلها كما لعبوا قبل 25 شباط.
ان الغاء تجميد الجيش المهدي ليست رسالة الى القوات الامريكية ولا الى المالكي(وهذا يفسر الى الان لم يرد اي ناطق رسمي باسم الحكومة على مقتدى الصدر) بل هي رسالة لخلط الاوراق واعادة مشهد لعبة تعدد المليشيات وتنوعها وحتى بلباسها الرسمي التي كانت ترافق المشهد السياسي في عام 2004 وما يليه. هذه الرسالة هي لقمع الاحتجاجات الجماهيرية وقمع الحركة التي رفعت شعار اسقاط المحاصصة والهويات الطائفية والقومية والاثنية في 25 شباط. ان توفير الحماية الامنية المكثفة لتظاهرات التيار الصدري وفتح جميع المنافذ الوصول اليها في حين اغلقت جميع المنافذ الى ساحة التحرير مع حملة من الاعتقالات في صفوف المتظاهرين ونشر قوات امنية من مكافحة الشغب وفرقة 11 القمعية التابعة لمكتب المالكي لترويع المتظاهرين ونشر شبكة واسعة من الجواسيس في صفوف المتظاهرين يبين الشعور بالخطر لدى الاسلام السياسي الشيعي الحاكم من ظهور فجر جديد في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا