الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماحة السيد سامي البدري – والذكرى الحاديه والثلاثين لاستشهاد المرجع الديني المفكر محمد باقر الصدر

هادي ناصر سعيد الباقر

2011 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل من جهل الثقافة انها تعتبر الكتابة في الدين هو من التأخر .. وهذه من العثرات المقصود منها تكريس الجهل والتأخر .. فالدين عقيدة الشعب كله اينما كان .. ومحاولة ازاحة هذه العقيده من الذهن الاجتماعي .. تقود الى ضمور وعزل هذا الفكر ا .. .. والحوار المتمدن هو واحة الفكر الموضوعي المتعب .. الذي يجد في هذه الواحه الراحة من هجير صحراء التعصب وغبار العزلة عن جوانب الحياة ..
ان قياس الرجال يكون بمقدار الاثر الذي يحدثونه بالمجتمع .. بغض النظر عن انتمائهم وموقعهم في المجتمع .. سماحة السيد سامي البدري هو علاّمة باحث متمرس في طريق الفقه الاسلامي كعقيدة لها موقعها العالمي او العولمي في هذه الكرة الارضيه .. وهو يتميز باسلوب البحث العلمي الموضوعي المتجرد .. الذي يضيىء الدرب امام كل من ضربت على ايصارهم غشاوة الغفلة والترديد السلفي دون وقفة التبصر والرويه ..
سماحة البدري كان طالبا" في كلية طب بغداد وحسب علمي كان قد وصل الى المرحلة الرابعه .. عندما قام النظام المنقرض بفصله بسبب عقيدته الاسلاميه .. فانصرف سماحته الى البحث العلمي الديني .. متوجها" الى كل ما يثير التساؤل واختلاف الآراء .. متوجها" الى بحث مثل هذه العقد باسلوب المنطق والبحث العلمي المنطقي فأزال عنها غبار التساؤل ..
وما الاديان الاّ عقائد توجهت لرفع الظلم واحقاق العدل .. وشأنها شأن كل عقيده تأتي ليلتف حولها اولا" الضعفاء الذين يضحون في سبيلها .. ويقف ضدها ويحاربها العتاة من الحكام والطغاة ... وما ان تنتصر العقيده بتضحيات المستضعفين .. حتى يقوم اعداء الامس لها فيلتفون عليها .. ويقوموا بتحويرها فتبتعد هذه العقائد عن منبعها ... وبذلك يتم تغيير العقائد وكتبها .. فتتحول في خدمة السلطان الجائر ..
وارادوا بالاسلام ما حدث للعقائد الاخرى .. وارادوا ان يبعدوا الاسلام عن منبعه الاصلي .. الاّ انهم يقفون عاجزين .. ففي كل مرّه تجد هناك من يتصدى ليرسم الطريق الى المنبع الاصلي .. ما دام يحفظ العقيده كتابها (( القرآن )) .. الذي قرر الله سبحانه بانه هو الذي يتكفل بحفظه .. بسم الله اللرحمن الرحيم (( .. انّا نحن نزلنا الذكر وانّا له لحافظون )) .. فالقرآن واحد وهو العمود الذي تستند عليه خيمة الاسلام وتتمسك وترجع اليه كل فرق الاسلام .. كما يحفظ عقيدة الاسلام :.. السنه النبويه التي تحملها العترة النبويه وهي البيت الذي نزل فيه الوحي .. وصاحب الدار ادرى بالذي فيه .. ... فترى كل الفرق ومهما ابتعدوا وتنافروا .. يجدوا انفسهم يعودون ليتمسكوا بالقرآن والسنة النبويه ..
فالاسلام عقيدة يدين بها مليارات من البشر ومن حقوق الانسان احترام عقيدة الانسان .. فالدين عقيده وهي من اقدم العقائد .. وانه من التعصب القول ان الدين لا يتفق مع الحياة .. في حين جاء الدين كعقيده لينظم حياة البشر وتعاملهم مع الحياة اليوميه وتنظيم العلاقات الاجتماعيه .. وهناك وجهة نظر منطقيه تقول : بان المجتمع فيه اديان وعقائد شتى .. قد يشعر اي منها بالاجحاف او الاذعان عند سيطرة عقيده واحده للاكثريه .. وهنا يأتي دور الدساتير الوضعيه التي ترضي كل العقائد والاديان .. والدساتير قابلة للتعديل والتطور على مراحل .. اما الدوله التي ترفض سن الدساتير بحجة ان القرآن هو الدستور .. تلك دولة لايرضى عنها الاسلام .. وهي دولة تعيش العصور المظلمه .. لأن القرآن حمّال اوجه يحنتاج من يفسره من قبل من هم به اعلم .. وكذلك تفسره المراحل الزمنيه المتعاقبه .. والقرآن قد اقر ذلك بقوله تعالى "" ((.. لكم دينكم ولي دين )) .. وكأني بذلك اقر ان يكون الاسلام هو احد مصادر التشريع .. حتى يتبلور التشريع ومع تقدم المراحل الزمنيه ..

والمجتمع كذلك يتطور على مراحل بعقائده ومذاهبه .. وبذلك وفي النهايه تلتقي كلها على المبدأ والعقيده الواحده ..
وهذه اوربا العريقة بالديمقراطيه .. من يدرس دساتيرها يجدها في النهاية قد توصلت الى تحقيق العدالة والمساواة .. والعدالة والمساواة هما شعبة من التوحيد ((قولوا لا اله الاّ الله تفلحوا )) .. والفرد في اوربا مضمون من المهد الى اللحد ... متوفر له العيش .. والعمل .. والسكن .. وتكوين العائله .. والرعاية الصحبه .. والاجتماعيه .. والتقافيه .. والحق في المصادر الطبيعيه .. وتلك كانت وظيفة بيت المال في الاسلام ..
بتاريخ 7نيسان 2011 تسلمت دعوه لحضورمحاضره لسماحة السيد سامي البدري يوم 8 نيسان 2011 بمنا سبة الذكرى السنويه الواحد والثلاثين على استشهاد المرجع الديني المفكر السيد محمد باقر الصدر من قبل طاغية العهد المنقرض ..
وسبق لي ان حضرت لسماحة السيد سامي البدري : .. محاضرة في كربلا بعنوان (( صلح الحسن )) .. هذا الصلح الذي اعتبره الكثير من قادة الشيعة في حينه شكّل ((اذلالا للشيعة )) .. وفي حينه كان قد اطلق سماحة البدري نظريته التي مفادها ..(( ان صلح الامام الحسن )) .. كان قد جنب الاسلام ان تكون فيه قبلتان :.. ((بيت المقدس .. ومكه المكرمه .. ))كما اقترح معاويه على الامام الحسن : .. لي الشام .. وقبلتي بيت المقدس .. ولك الباقي .. وقبلتك مكه .. الاّ ان الامام الحسن : كان قد رد عليه لك الخلافة بشروطي .. فتم ذلك .. ووحد القبلة وحمى الاسلام ... ورفع الغشاوة عن عقول اهل الشام .. فابصروا حقيقة اهل العراق واطلعوا على مشروع الامام على بن ابي طالب .. .. ودق هذا الصلح اسفين زوال الدولة الامويه ..
وفي المحلضرة الثانيه التي حضرتها لسماحة سامي البدري :.. كانت في كلية الآداب في جامعة بغداد برعاية وحضور رئيس جامعة بغداد .. وساتذة الكلية والجامعة .. :.. عندما القى سماحة السيد البدري .. نظريته على علماء واساتذة علم الآثار .. ونظريته كانت : .. ان يتم تسمية الحضارات .. السومريه .. البابليه .. الكلدانيه .. الآشوريه .. ان يتم تسمية هذه الحضارات بالحضارة (( المسماريه )) ... فالعقائد .. والتاريخ ؟.. وغيرها من الاخبار والآثار يتم تدوينه وادامتها باللغة والكتابة والحروف المسماريه .. .. واطلق نظريته التاريخيه الاخرى .. .. استمد مصدرها من القرآن الكريم .. باسلوب الباحث العلمي الموسوعي المتجرد .. واعتمد على ما جاء بالتورات واللغة السريانيه والآراميه .. حول كلمة (( الجودي )) التي وردت بالقرآن على المكان الذي حطت به سفينة نوح بعد انتهاء الطوفان .. واستعان بالخرائط الفضائيه والطبوغرافيه .. واستطاع ان يستنتج بان سفينة نوح قد رست بعد الطوفان بارض قريبه من مدينة النجف .. وليس جبال آرارات ..
اما محاضرة العلامه البدري ليوم 8/نيسان 2011 فهي وان كانت بمناسبة الذكرى الواحد والثلاثين على استشهاد العلامه المفكر محمدةباقر الصدر .. الاّ ان سماحة السيد البدري قد طرح نظريته في وضع مقياس الاستدلال على نهاية الطغيان .. وهو قبل ان يطرح نظريته هذه .. الاّ انه عرّف ببعض جوانب المرجع الديني المفكر محمد باقر الصدر .. ومن الخطأ ان نربط العقيده الدينيه بالتخلف .. فما دامت هي عقيدة الشعب ومنذ ان وجد الانسان ..وهي من حقوق الانسان .. واذا كان هناك من اعتبرها افيونا" للشعوب .. فذلك انه كان متأثرا" بممارسات رجال الدين الكاثوليك في حقبة زمنيه معينه .. .. كما ان العيب يكون احيانا" بجهل رجل الدين نفسه ..
فالعلامه الشهيد محمد باقر الصدر كان عبقرية فذّه للبشريه والانسانيه .. فمقره بالنجف كان مزارا" لفلاسفة من السوربون ومن باقي بقاع العالم .. فانت في كتابه (( اقتصادنا )) تجد البحث العلمي الرصين في الاقتصاد وتوزيع الثروات .. وكتابه (( فلسفتنا )) .. و (( غاية الفكر في علم الاصول )) .. و.. (( والاسس المنطقية في الاستقراء )) .. و (( المدرسة الاسلاميه )) .. و.. (( المعالم الجديدة للاصول )) .. و.. (( رسالة في علم المنطق )) .. وهي ما اثارت اعجاب غير المسلمين .. في كيفية تنظيم طرق التفكير الاستقرائي .. اما كتابه (( البنك اللاربوي )) فهو الاساس الذي بين كيفية اقامة البنوك اللاربويه .. والذي تعتمده كل الدول والمذاهب الاسلاميه جميعها ..
وهنا اطلق سماحة السيد البدري : .. نظريته في كيفية وضع قياس لمعرفة نهاية اي طاغيه ودولته .. فقال : .. اذا رأيت ان الطاغيه قد قام بقتل واضطهاد قادة المجتمع وقمته الهرميه .. فان قواعد الهرم في المجتمع تبدء بالاهتزاز والتحرك يما يشبه الهزة الارضيه فينقلب المجتمع ويحدث ما يزيح وينهي الطاغية وعهده .. وهذا ما حصل بالعراق فان اعدام من يمثلو قمم الهرم العقائدي الديني وهو هرم المجتمع كله .. كان مقياسا" لنهاية عهد صدام وكانت نهاية عهده يوم 9/4 .. وكان يوم اعدام العلامه السيد محمد باقر الصدر هو يوم 9/4 .. فهذه من السنن الاهيه .. ام مصادفة .. وعندي ان هذه النظرية التي اطلقها سماحة العلامه البدري .. هي عندي كذلك من السنن الاجتماعيه المنطقيه ,, ونهاية الطاغيه قد يهيىء الله له السبب لازالتها اما بيد الشعب كما في تونس ومصر .. او بيد الاجنبي – اذا كانت قبضة الطاغيه لا يقدرعليها الشعب .. كما حصل في العراق .. وفي ليبيا .. او اليمن .. وما سيحصل في السعودية .. ودول الخليج , القبليه , التي لا تنسجم مع السنن الالهيه ...

والنظريه الاخرى التي اطلقها السيد البدري .. واعتبرها سنة الهيه .. وهي كذلك قاعده اجتماعيه .. وهي ان المجتمع يجب ان يتمسك بقمة الهرم الذي هو من قواعده .. بعيد عن التحزب والتطرف الاعمى .. والهدف ان يكون دوما" طلب العدالة والمساواة .. التي هي من الحقوق التي قررها الله سبحانه وتعالى .. وهي من حقوق الانسان .. فليس هناك من فارق بين الحقوق التي منحها الله وبين حقوق الانسان ..
ومن السنن الالهيه التي يراها سماحة السيد البدري .. وعندي هي ايضا" من سنن وقوانين حركة المجتمع .. فالمجتمع دوما" يحاول ان يهيىء بحركته ان يلد ويطور من يقوده ويحميه وهذا ما يسمى بالعقل الجمعي .. فيرى السيد البدري : .. انه ومنذ الف سنه او اقل بدأت عوائل في مدينة النجف تولد من رحم معاناة هذه المدينه من حوزاتها وعلماءها تتبلور وتتدرج .. وبالمصاهرة العلميه والوراثيه ..فتبلرت وتطورت وظهرت عوائل في النجف يمثلون قمم اهرام لكل مهمته ووظيفته .. فكانت عائلة آل كاشف الغطاء التي تعود بالنسب الى مالك الاشتر .. وكانت اضافة" الى وظيفتها العلمه فلها مهمة الدفاع عن مدينة النجف ..وبقيادتها تم دحر الجيوش الوهابيه وانقاذ مدينة النجف في حينه .. وقبل اكثر من 150 سنه ... ثم ظهرت آل الحكيم واختصت بالعلم و السياسة .. اما عائلة الصدر فقد كان لها التعمق والتبحر في الفقه والعلم ... ولقد كانت العوامل الوراثيه بين هذه العوائل تدور وتنمو ونتزداد تطورا" .. فظهرت عبقريات .. مثل عبقرية المرجع الديني الشهيد محمد باقر الصدر فعبقريته ظهرت وهو بعمر دون العشرين من العمر .. ولم تكن محليه بل وهي على المستوى الدولي .. ذات التأثير الانساني ..
واقول : ان للكون سنن وبرامج يسير بموجبها منها ما ينطبق على حركة ا الطبيعيه الماديه والاحياء.. او القوانين الاجتماعيه ..وعلى العلاقات القائمه بين بين الماده والاحياء وحركة المجتمع الانساني .. وهذه القوانين والسنن .. هي ليست عفوية الحركه بل برامجية القصد في العلّه والنتيجة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا


.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج




.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف