الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم حسن ................ والقوانين

لينا جزراوي

2011 / 4 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تعبت ام حسن وهي تبحث عن اجابات لأسئلة كثيرة تطرق دماغها المثقل بالهموم ، وهي المرأة المضحية والمتفانية والقانعة بما كتبه الله لها من نهاية، لكنها كانت تتساءل دائما في قرارة نفسها ،أهذا حقا هو ما كتبه الله لي من نهاية؟.
فمنذ ان بدأت بوادر الانوثة تتفجر معلنة بداية عهد جديد على نهديها وقوامها الممشوق، واعلنت انوثتها الطاغية عن وجودها، حتى جاء صديق والدها ابوحسن طالبا يدها للزواج ذاك الصديق الذي كان قبل عام أو عامين يلاعبها ويناغشها ويجلسها على حجره ، لم يستطع الانفلات من سطوة هذه الفتنة الانثوية ، وشعرت بأن عاصفة هوجاء على وشك اختراقها.
وافق الجميع وبارك الجميع ، وأقنعوها بأن الحب يأتي بعد الزواج ، ستعتادين عليه مع الوقت ، ستنعمين بدلال ليس له مثيل ، فالرجال يدللون نساءهم الصغيرات ،نحن ادرى بمصلحتك ، ومن يرض يعيش.
وعمت الافراح بيوت الاقرباء والاصدقاء ،
كان طموح ابو حسن ان يأتى بحسن الى الدنيا ، وحاولت ام حسن كثيرا ، لكنهما فشلا. فذكورة ابوحسن كانت ناقصة ولم يتمكن من الانجاب ، خففت عنه هول المصيبة ووعدته بأن تعش معه الى الابد ....... ،
فهذا نصيبها وهذا ما كتبه الله لها، وهي راضية.
مضت السنين مملة وباردة ، حتى مرض الرجل بمرض احتاج من الزوجة ان تبيع كل ما تملك من اجل علاجه ، فلم يمتلكا الا البيت الذي يسكنانه وراتبا تقاعديا ،باعت المصاغ ، وطرقت الأبواب ملتمسة اعفاءات حكومية، والتجأت للجمعيات الخيرية ومؤسسات الدولة للتأمينات الصحية المجانية من اجل تأمين العلاج ،
حتى مات ابوحسن ، وتركها ، بدون مستقبل وبدون ضمان وبدون حب ، تغلفها الوحدة و تتقاذفها الذكريات الباردة ، ويكاد يقتلها الخوف مما يخبئه لها القدر ، لقد تجردت من كل شيء الا البيت الذي يأويها ، والذي كانت تعتقد أنه بيتها .
الى أن جاء الاخوة والاخوات معزين ،حزينين على أخيهم الذي مات وحيدا الا من أم حسن،
طالبين تطبيق ما شرع الله ، فالمرحوم يملك بيتا وليس لدية أولاد، وورثته الشرعيين هم الاخوة الذكور ، أما ام حسن ، فاين تذهب ؟اين تسكن ؟كيف تعيش ؟، فلم يكن من شأنهم ، و التضحية والتفاني والعمر الذي ضاع ، اضحت مصطلحات وكلمات، مجرد كلمات تحولت فيما بعد الى ضباب كثيف اخفى معه معالم االمستقبل.
اخذت أم حسن نصيبها المثقل بالمرارة ، ورحلت الى عالم المجهول ، باعت نفسها وذكرياتها وعادت بحصتها ، لتعيش على فتات من الرعاية ، وفتات من الشفقة ، يقدمه لها اخوها وزوجته وأولادهم ، لتحصد ثمار التضحية وثمارالتفاني ،
لرجل كانت تعتقد انه رجل حياتها.
وتسأل نفسها أهذا حقا ماكتبه الله لي من نهاية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماهو الحل؟
شاكر الخياط ( 2011 / 4 / 14 - 12:38 )
العزيزة الفاضلة لينا المحترمة
ماطرحتيه حقيقة قائمة منذ 1400سنة ولا احد يستطيع في مجتمع مسلم مناقشة هذا الامر وانت تعرفين مثلما اعرف انا...طبعا هذا الى جانب كثير من مواضيع يتم تداولها وطرحها على بساط البحث ، لكن دون جدوى...انا الان معك جملة وتفصيلا ولا اريد ان اضيف لكي لا يتجزأ التركيز عما تفضلت به..الا انني اقول وهذا من حسن النية وزيادة المعرفة ، هل عندك حل ينصف ما طرحتيه ؟ وان توفر الحل! ياترى سيدتي ، من سيسمح لك بالتطبيق...كانك في زمن تكسير الاصنام! صح ما اقول ايتها العزيزة ؟ ها ماذاتقولين الان؟ سؤال جوابه عندك على ما اعتقد
اتمنى لك النجاح
مودتي


2 - الحل موجود ..... لكن يتم تجاهله
لينا جميل ا ( 2011 / 4 / 14 - 13:29 )
السيد شاكر الخياط المحترم ، أشكر اهتمامك وتعليقك ، أنا أعتقد يا سيدتي أنه قد آن الأوان لكسر الأصنام التي لم تعد تتناسب مع نمط الحياة والمجتمعات الحديثة ، وعندما أقول بأن هناك نساء يعانين من انتهاك في حقوقهن ، فأنا أنطلق من طبيعة عملي ، لأن شخصية أم حسن هي حقيقية وقد عايشت ومازلت أعايش معاناتها ، كسر الأصنام والتابوهات ليست قضية سهلة وبسيطة في مجتمعات تتخذ من النظريات الدينية فزاعة تخيف بها الشعوب ، ان الدعوة لعلمانية القوانين ، هي الحل ، الدعوة لفصل الدين عن السياسة ، هي الحل ، والدعوة للنظر لانسانية الانسان ، بغض النظر عن جنسه ، هي الحل ، فهل يعقل ان نكون في القرن 21 ، ومازالت المرأة تشعر بالخوف على ميراثها من أن يذهب لذكور عائلة الزوج ، لو لم يسعفها حظها في انجاب الذكر ؟ لذلك كثيرات من النساء ممن يستمررن في المحاولة لانجاب الذكر ، لان القوانين ذكورية ولو كانت مستمدة من الدين ، لأن تفسير الأديان ذكوري ، لذلك لم يأخذ بعين الاعتبار مصالح النساء وبعض حقوقهن ، من المعيب جدا أن نستمر في انتهاك حقوق النساء ، بحجة الدين.


3 - الضحيه
احمد الرصيف الجبوري ( 2011 / 4 / 14 - 13:55 )
الاخت الكريمه لينا
مالذي يستطيع فعله وتغييره هذا الجيل الذي تربى على الميوعه والنعومه ؟؟ ا يستطيع تغيير ماجاء بقوانين وكتب واديان وعظماء وطغات على مدى هذه القرون السحيقه ...انا لااريد ان اكون متشائما ولكن هذه هي الحقيقه المره التي يجب ان نقبلها رغمن عن انوفنا سواء رضينا ام ابينا ....وتبقى في نظري المراة ومهما كانت سوداء ام بيضاء ..مسلمه ام غير ذلك بمثابة عنوان للتضحيه والفداء فهي الام قبل وبعد كل شى وهي الحبيبه وهي الجنة برائحتها والخصوبه بدفئها والارض بعطاءها والسماء بسعت قلبها...ومها كتبنا وعبرنا لا نفي ولو بجزء يسيرمن حقها ..مهدات هذه الكلمات والوصف الى روح امي الحبيبه وكلي امل بان لاترفضها انشاء الله ..


4 - هذا جيل التغيير
لينا جزراوي ( 2011 / 4 / 14 - 18:06 )
أخ أحمد ، ما يحدث في العالم العربي يلغي فكرة كانت سائدة لزمن طويل ، وهي جيل الميوعة والنعومة ، لأن هذا هو الجيل الذي فرض ارادته على العالم وأسقط حكوماته الديكتاتورية في مصر وتونس ، وأنا أعتقد أن هذا الوقت لم يعد ملائم لفكرة الرضا رغما عن أنوفنا ، لماذا نرضى بقوانين لم تعد تلائم عصر الحداثة؟ أحترم كثيرا دور الأم الذي ارتبط بالمرأة في سياقها التاريخي ، لكن يجب أن أعلن صراحة بأن الدور الأمومي هو الذي ساهم باضعافها وانتهاك حقوقها ، تحترم والدتك رحمها الله ، لكن هل ترضى بان تحرم من ميراثها وأن يضيع حقها لمجرد انها امراة؟ ان النظريات الدينية تنتهك حق النساء ، وتدعي عكس ذلك.
شكرا للتفاعل


5 - تعاليم دينية وشرعية
يوسف ألو ( 2011 / 4 / 15 - 01:01 )
الأخت الفاضلة لينا
لماذا نتهرب او بالأحرى تتهربون انتم من حقيقة المرأة العربية السلامية بوجه الخصوص فالدين الأسلامي يعتبر المراة ناقصة عقل ودين وبالتالي ليس لها الحق حتى في العيش كالرجل الذي سلطه عليها الدين الأسلامي وجعله يسلب حريتها ورأيها وهيبتها وجمالها وكل ما خلق الله لها من امور وصفات يحق لها ان تمارسها وتتمتع بها كونها بشرا كأخيها الرجل !! لكن الدين الأسلامي وخاصة السلفيون منهم والذين توسعوا هذه الأيام بفعل بعض ناقصي العقل والمتزمتين من اصحاب الفتاوى الشرعية التي يحاولون من خلالها السيطرة على كل ما هو جميل في حياتنا واولهم المرأة التي يستضعفونها في كل شيء
أم حسن يا سيدتي هي ضحية من ملائين الضحايا من النساء لتشريعات جائرة اسلامية بحتة
نتأمل للمرأة وخاصة العراقية منها حياة افضل واملنا مستقبلا ان يعاد النظر بكل القوانين الجائرة بحق المرأة وان يبتعد التشريع الديني عن قوانين الحياة المدنية الحديثة كي يتساوى البشر جميعهم في حقوقهم ويعم الخير والسلام للبشرية جمعاء


6 - عَلُمانية
عمر شبيب ( 2011 / 4 / 15 - 07:42 )
العَلُمابية هي الحل لإنصاف كافة أبناء مجتمعاتتنا نساءً و رجالاً المجتمع بحاجة لقوانين تحقق لأبنائة العيش الكريم و عندها سوف تغيب مفاهيم حرمان شخص على حساب شخص آخر .إن في مجتمعاتنا الكثير الكثير من القوانين التي تظلم مجتمعاتنا، لذلك يجب إعادة صياغة الكثير من القوانين من أجل مجتمعاتنا ،


7 - القانون المدني هو الحل
لينا جزراوي ( 2011 / 4 / 15 - 19:04 )
الأخ يوسف ، بعيدا عن الاشارة والانتقاد لأي نظرية دينية ، الحل هو في القانون المدني ، حرية العقيدة والعبادة يجب أن تكون مصانة ، لأني أؤمن بالحريات ، والحرية لا تتجزأ ،
الحل في القانون المدني والدولة المدنية التي لا تميز على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو اللون

شكرا لك،


8 - الفهم الخاطئ
نتالي جراح ( 2011 / 4 / 16 - 10:37 )
اعتقد ان العيب ليس في الدين ولا في التدين وانما في الفهم الخاطئ والتفسير المهترئ لبعض الايات القرانية والاحاديث الشريفة ,هذا التفسير الذي عبده الناس وجعل من يناقشه كافراهو المسؤول عن ظلم المرأة في ايامنا هذه. المراة البسيطه تظن ان الشرع يامربطاعة الاب والزوج حتى العباده فتستسلم لما يريدون فيسيُرون حياتها على هواهم ,وهي تعيش حياتها تعيسه مهانه تعاني وتضحي من اجل غيرها ولايشعراحد بها . اعتقد ان الحل يكمن في دراسة وايجاد تفسيرات حقيقيه ومواكبه للزمن وتطوره لان هذا الدين صالح لكل زمان ومكان وهو يدعو لحرية المراه وصون حقوقها واحترامها من قبل الجميع سواء كان ابا او زوجا او ابنا .


9 - التفسيرات الذكورية للأديان
لينا جزراوي ( 2011 / 4 / 16 - 20:35 )
الأخت نتالي جراح ، شكرا للتعليق ، أقدر تماما ما تحاولين قوله ، الفهم الخاطىء للدين ، وهي الشماعة التي يعلق عليها المتدينيين تقصيرهم في حماية حقوق البشر ، من الذي يملك القدرة لتفسير الصحيح للدين ، السني ، أم الشيعي ، أم الكاثوليكي ، أم الأورثوذوكسي ،
اليس من يفسر الآيات الدينية ويستخرج منها القوانين والتشريعات ، ذكور في الغالب ، هل سمعت أعن امرأة ، أنثى ، شاركت في فتوة دينية معينة ؟، المشكلة أن رجال الدين والمفتيين ، والشيوخ ، في كافة النظريات الدينية ، هم من الذكور ، فلماذا تمنح المرأة المساواة معهم في الحقوق ، وأنا أعتقد أن مشكلتنا في العالم العربي هو استغلال الدين واستخدامه مبررا لانتهاك حقوق المرأة ، ومن يطبق هذه القوانين يعتبر نفسه مفوض من الله ، يحكم بأسمه .
فلنخرج من الدائرة المغلقة ، وندع مالله لله وما لقيصر لقيصر

شكرا لك


10 - أشهر المبدعين رجال لماذا ؟
عمر شبيب ( 2011 / 4 / 16 - 21:23 )
الأخوات بداية من الكاتبة و مروراً بكل القارءات الفاضلات و أرجو عدم فهم سؤالي على أنة تحدي للمرأة بل أنا أتقدم من كل نساء العالم بإنحناءة رأس تقديراً لما يبذلن من تفاني في تقديم الحياة الفضل لنا جميعاً معشر الرجال ، سؤالي هو : لماذا أشهر المبدعين هم من الرجال و يغيب العنصر النسائي عن ساحة الأبداع في جميع المجالات ، فلماذا تنتظر النساء ما هو جديد يقدمة الشف رمزي أو الشف أسامة و لكن جميع السيدات المقدمات لوصفات طعام المائدة يقعن في المرتبة الثانية . ناهيك عن أن أحسن مصففي الشعر رجال و أحسن مصممي الأزياء رجال و أعظم الموسيقيين رجال و أعظم الرسامين رجال و أعظم مهندسي الفن المعماري في التاريخ رجال و أعظم السياسيين رجال و أغلب رواد الفضاء رجال و القياديين العسكريين رجال و الفلاسفة على مدى التاريخ رجال جميع النواحي ألجمالية الإبداعية يقدمها للمجتمعات رجال و المخرجين السينمائيين المبدعين رجال مخترعي كهربائيات المطبخ رجال و طبعا إذا ظهرت إمراة هنا أو هناك في مساق ما عددتة من إبداع فما يكون ذلك إلا ألإستثناء من القاعدة كما هو معروف في القوانين الفيزيائية للطبيعة .مع تقديري


11 - نظام أبوي بطرياركي
لينا جزراوي ( 2011 / 4 / 17 - 21:20 )
الأخ عمر شبيب ، معك كل الحق ، المرأة ـأتي في المرتبة الثانية دائما بعد الرجل في مجتمعاتنا الرجعية ، التي لا ترى في المرأة الا شخصية الأم والمربية الصالحة ، لذلك يتم اعدادها لتلعب هذا الدور ن ومن البيت تبدأ القيم الانثوية التي تدفعها باتجاه التبعية والقيود والاطار المجتمعي المحدد ، بينما يدفع الذكر نحو الاستقلال والحرية والشجاعة واثبات الذات ، الا تعتقد معي أخ شبيب ، أننا لو عرضنا الانثى لنفس خبرة وتجربة وتعليم الذكر ، أنها ستبدع ، بل ستتفوق عليه ابداعا ، حتى المتعلمات والراغبات باثبات قدراتهن ، هن مقيدات بضوابط مجتمعية تغتال ابداعهن ،
أرجو أن تقرأ مقالة سابقة لي بعنوان -لماذا تنشأ المرأة أكثر عاطفية وأقل مهنية من الرجل-
شكرا للمشاركة

اخر الافلام

.. المحتجة إلهام ريدان


.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل




.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني