الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب وزهور في متنزّه الزوراء

جمال الخرسان

2011 / 4 / 15
المجتمع المدني


في بلد مثل العراق تحاصره سلسلة من الازمات المتراكمة ولاتستهوي ساسته ايّة هواية اخرى سوى تصفية الحسابات فيما بينهم كما ان الاعلام الذي يغطي الاحداث العراقية لايسيل لعابه الا للاحداث السلبية لذلك وغيره فمن الصعوبة بمكان ان ترصد في وسائل الاعلام عن العراق ما يبعث على الامل ويدعو للتفاؤل! وكأن قدر المواطن العراقي ان تحاصره الهموم ليس في محيطه الذي يعيش فيه بل حتى في وسائل الاعلام التي تغطي شأنه. لكن ذلك لايعني ان لاتكون هناك مساحة ضيقة جدا للاخبار السارة التي يمكن التقاطها ولو بصعوبة فيما يتعلق بالعراق كما ان تلك المواد الخبرية ان وجدت فعادة ما تكون في الصفحات الاخيرة بالنسبة للصحف وفي ذيل نشرات الاخبار فيما يتعلق بالاعلام المرئي والمسموع.
جملة من الاحداث والتصريحات السياسية غير المسؤولة صدرت من قبل الساسة العراقيين في الخامس عشر من نيسان الجاري وفي نفس اليوم افتتح مهرجان بغداد الدولي الثالث للزهور بمشاركة 15 دولة اضافة الى جهات داخلية عديدة. وفي خضم الفضاء الاعلامي الممتليء بالمشاحنات السياسية والضرب تحت الحزام والجدل الدائر
حول اقامة او عدم اقامة القمة العربية في بغداد فان ( قمة الزهور) من وجهة نظر شخصية يعد اكثر اهمية من قمة عربية سياسية لاتمثل في مجملها قيمة ملموسة للشارع العراقي بل تمثل اقامتها سلسلة من الاستثناءات المزعجة نتيجة الاجراءات الامنية، حظر التجوال، مضايقات، قطع للشوارع وتعليق للحياة اليومية، فيما تقدم الاشكال الهندسية الطبيعية المتشكلة من الزهور لحظات من المتعة والاحساس المرهف الذي يلامس الروح وينعش القلب ويبعد الزائرين عن مشاق الحياة ومتاعب السياسيين.

ان قمة الزهور المسترخية بهدوء في متنزه الزوراء والتي قدمت من سوريا، لبنان، الكويت، السودان، هولندا ،ايطاليا، اسبانيا، الولايات المتحدة، الهند، مصر، الصين، المانيا، فرنسا والامارات العربية المتحدة، تلك القمة لعلها اكثر تاثيرا من القمم السياسية الباهضة الثمن فيما لو تم تسويقها بشكل جيد. ان هناك بلدان كثيرة لا تملك الا الصحراء لكنها اجادت تسويق نفسها بطريقة جيدة وعرضت صحاريها للاعلام بشكل لائق فاصبحت تستقطب السياحة والاستثمار والاحتفاليات الرياضية بشكل ملفت للانظار فيما لا تملك معظم وزاراتنا حتى موقعا الكترونيا يعرّف بما لها من مهام وما تقوم به من نشاطات! وللتخفيف من ضغط السياسة وتبعات الخدمات فان فسحة بين عالم الزهور يمثل حلا مثاليا لمن يود التغيير! كم نحن العراقيون بحاجة الى مهرجانات من الزهور تمثل انبعاثاتها شيئا من التوازن في الذاكرة الجمعية العراقية الممتلئة جدا بالصور المشوّهة. فمرحى اذن لألق الحب والزهور في حديقة الزوراء بعيدا عن وجع القمة العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رذاذ الفلفل لمنع المهاجرين من اختراق السياج الحدودي بين المك


.. عشرات المفقودين بعد غارة إسرائيلية على مسكن في مخيم النصيرات




.. طلاب بجامعة أمستردام يتظاهرون تضامنا مع غزة ويطالبون بوقف ال


.. ما هو المطلوب لحل أزمة النازحين السوريين في لبنان؟




.. حماس تعلن عن فقدها الاتصال بمسلحين يحرسون 4 من الأسرى الإسر