الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 4/4

هشام حتاته

2011 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نستكمل الجزء الاخير من هذا الفصل حول الاشكاليات القرآنية ، لنبدا بعدها فى الفصل الثالث وموضوعه عن العلاقة الجدلية بين النص القرآنى والواقع الارضى الذى انتجه .
تاسعا :النظم القرآنى
عندما تحاصر مدعى معجزات الرسول بآيات القرآن التى وضحناها فيما سبق من هذه الدراسة بأن النبى محمد لو يكن له معجزات مرئية ، ولو كانت له معجزات مرئية من اهل زمانه لاتبعه معاصروه جميعا دون هجرة ودون غزوات بلغت فى حياته اثنين وستون غزوه سالت فيها الدماء من الفريقين ، حتى ان ماذكر عن الوحى الجبريلى ورحلة الاسراء كانت خفاءا ، عندها يقول لك ان لكل نبى معجزة ، فموسى كانت معجزته السحر امام ماأشتهر به سحرة فرعون ، وان عيسى كانت معجزته الطب فى وقت اشتهر فيه التطبيب ، وان محمد معجزته قرآنه فى وقت اشتهر فيه العرب بالبلاغة .
ورغم عدم صحة القولين الاولين – فمصر لم تعرف السحر ، ولكنها كما اوضحنا من قبل ( فى مقالتنا عن الجن ) كانت تعرف سحر الكلمة - وليس سحر اعين الناس – فالكلمة هى الفعل ، والفعل من الكلمة . ولم نعرف اشتهار التطبيب فى زمن عيسى .
الا ان مايهمنا هو الاعجاز البلاغى للقرآن ، والتحدى المذكور فى القرآن بالاتيان بمثله ( فأتوا بسورة من مثله ... ) البقره 23 أو ( فأتوا بعشر سور من مثله ... ) هود 11 أو ( لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لاياتون بمثلة ..... ) الاسراء 88
ثم التاكيد على عدم القدره على الاتيان بمثله (. فَإِن لَّم تَفعَلوا، وَلَن تَفعَلوا، فَاتَّقُوا النّارَ الَّتي وَقودُها النّاسُ والحِجارَةُ هود 12
لدينا تحدى للاتيان بمثله ، ولدينا تأكيد على عدم الاتيان بمثله ، فهو ليس بقول شاعر ( وماهو بقول شاعر قليلا مايؤمنون ) الحاقة 41 ، ( ولابقول كاهن قليلا ماتذكرون ) الحاقه 42 ، وان كنا نجد نفيا قاطعا فى الخطاب الدينى ان القرآن ليس بشعر وليس بنثر ، ولكن القول بالسجع يتوارى فى هذا الخطاب ، وان كانت الآية 42 من الحاقة توضح ان المكيين قالوا انه قول كاهن ، والكهان لم يقولوا شعرا ولم يقولوا نثرا ، ولكنهم كانوا فى الغالب يتحدثون بالنثر ، ومازالت بعض كتب التراث تحمل لنا سجعا للكهان لايختلف كثيرا عن قرآن العهد المكى بالذات .
- ويطالعنا الدكتور جواد على فى ( المفصل فى تاريخ الاسلام ) ج 2 ص 84 (عن الكاهن والنبى خالد بن سنان عاش قبيل الاسلام ، وذكر اهل الاخبار ان ابنه له قدمت على النبى محمد فبسط لها رداءه وقال : هذه ابنه نبى ضيعه قومه ، وذكروا انها لما سمعت سورة الاخلاص قالت : كان ابى يتلو هذه السورة ) انتهى
- ان الايمان الذى تزخر به السور المكية الاولى تنسخ على منوال الشكل الذى كان يأتى به سجع الكهان المعروف فى الجزيرة العربية يومها على نطاق واسع ، موجه الى اذان واسماع اعتادت هذا الصنف من السجع والايقاع الموسيقى والفت هذا الاسلوب فى الاقناع والتأثير والجذب بخاصة عند حلف الايمان المغلظة بالظواهر الطبيعية ، بعبارة اخرى ان آيات مثل : ( والنازعات غرقا ، والناشطات نشطا، والسابحات سبحا فالسابقات سبقا ، فالمدبرات امرا ) النازعات - ويقارنها بـ ( والمرسلات عرفا ، فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا ، فالفارقات فرقا ، فالملقيات ذكرا ) سورة المرسلات – يجد انه نفس النظم والتى تميزت به السور المكية الاولى ، ونحن نعلم جيدا ان النضج فى الفكر والعبارة يأتى متدرجا .
- وعن السيرة النبوية لابن هشام ج 1 فى الصفحات من 15- 19 تأتينا الاخبار عن التشابه بين بعض السور المكية الاولى وبعض من سجع الكهان فى الفترة السابقة على النبوة وان كان لايصل الى النتيجة التى نريد ان نصل اليها :
1) نستمع الى الكاهن العربى سطيح وهو يخاطب ملك اليمن : ( والشفق والغسق ، والفلق اذا اتسق ، ما انبئك به لحق ) ونقارن : ( "فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ‏*‏ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ *وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ‏*‏ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ ‏" (الإنشقاق‏:16‏ ـ‏19
2) ( فلا اقسم بالخنس ، الجوار الكنس والليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس ) سورة التكوير ، ثم نقارن لنفس الكاهن ( احلف مابين الحرتين من حنش لتهبطن ارضكم الحبش فليملكين مابين أبين الى جرش )
3) ويستمر الكاهن فى نبوءاته ( بل بعده بحين ، اكثر من ستين او سبعين ، يمضين من السنين ، ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين ) ، ونقارن : ( ولقد رآه بالافق المبين ن وماهو على الغيب بضنين ، وماهو بقول شيطان رجيم ) سورة التكوير أو – ( كلا ان كتاب الفجار لفى سجين ن وما ادراك ماسجين .... ويل يومئذ للمكذبين ، الذين يكذبون بيوم الدين ) سورة المطفقين
4) ونستمر مع سجع الكهان ( رأيت حممه ، خرجت من ظلمه ، فوقعت بين روضه واكمة ، فأكلت منها كل ذات نسمه ) ونقارن ( اذا وقعت الواقعة ، ليس لوقعها كاذبة ، خافضه رافعة ) سورة الواقعة ، أو ( افرأيت الذى تولى واعطى قليلا اكدى ، اعنده علم الغيب فهو يرى ، ام لم ينبأ بما فى صحف موسى ) سورة النجم
- ومن تاريخ الادب العربى / نورى حمودى القيسى ص 358 نطالع كاهنة بنى رئام ( وزبراء ) التي انذرت قومها بالغارة عليهم فقالت: واللوح الخافق ، والليل الغاسق ، والصباح الشارق ، والنجم الطارق ، والمزن الوادق ، ثم ربيعة بن ربيعه يصف يوم النشور بقوله ( يوم يجمع فيه الاولون والاخرون ، يسعد فيه المحسنون ، ويشقى فيه المسيئون ) . أما ( شق بن صعب ) فيصف ذات اليوم بقوله : يوم تجزى فيه الولايات ، يدعى فيه من السماء بدعوات ، يسمع منها الاحياء والاموات ، ويجمع فيه الناس للميقات ، يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات ) ثم يقسم ( أبن صعب ) لسائله بأنه يقول الحق : ورب السماء والارض ، وما بينها من رفع وخفض ، ان ما انبئك به لحق ، مافيه أمض )
- وحتى تسير بعض آيات القرآن على نفس النسق من وحدة القافيه المتفقة مع النظم السجعى نطالع بعض الكلمات التى بين او فى نهاية الآيات اما بدون معنى او تحويرا للكلمة لتتناسب مع النغمم الايقاعى للسورة .
1) الآية 31 من سورة عبس ( وفاكهة وأبا ) التى ثار حولها التساؤل من ابو بكر وعمر ، فتطالعنا كتب التفسير ان الخليفة ابوبكر عندما سئل عنها قال : اى سماء تظلنى واى ارض تقلنى اذا قلت فى كتاب الله مالا اعلم ، ويتكرر نفس الموقف مع الخليفة عمر عندما وقف على المنبر ليقرأها ضمن السورة وتوقف عنها ليقول : هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ؟ ثم رجع الى نفسه فقال : ان هذا لهو التكلف ياعمر ، وفى قول آخر : أبا .. أبا... مايضيرك ياعمر انها ابا . ومع حيرة كل منهما فى تفسير هذه الكلمة المدخلة على النص بدون معنى واضح احتار فيهما الخليفتين ، لنقرأ الآيات السابقة :( انا صببنا الماء صبا ، ثم شققنا الارض شقا ، فأنبتنا فيها حبا ، وعنبا وقضبا ، وزيتون ونخلا ، وحدائق غلبا ، وفاكهة وأبا ) لنعرف على الفور انها كلمة جاءت لتتناسب مع الايقاع الموسيقى ضمن نفس القافية التى سارت عليها الايات السابقة وان كانت بدون معنى لغوى معروف .
2) وعلى نفس النمط الايقاعى نقرأ فى سورة الناس (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ ) لنرى ان الجنة بديلا عن الجن حتى يتناغم ويتوحد الايقاع الموسيقى للسورة . وايضا فى سورة التين ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) فنجد ان طور سيناء اصبح فى الآية سينين لنفس التناغم الموسيقى ووحدة القافية داخل السورة .
- اما التحدى القرآنى بأتيان ثورة من مثله ، فيستطيع القارئ العزيز من خلال التعامل مع العم جوجول ان يقرأ كثير من الايات على بعض المواقع نظمت على نفس النسق القرآنى ، وعلى سبيل المثال عليه ان يبحث عن ( سورة الشجرة ) التى نذكر مطلعها حتى لانطيل عليه وعلية بمطالعتها بقيتها على جوجول ان اراد وهى من 62 آية نذكر منها الآيات العشرالاولى مع ملاحظة انها صيغت على نظم الآيات المدنية الطويلة التى تلفظ بمثلها الرسول بعد النضج اللغوى والتدرج التدريجى ( سُبْحَاَنَ الَّذِيِ خَلَقَ فَقَدَّّرْ (1) وَجَعَلَ الْقَلَمَ سُنَّةً لِلْعَالَمِينَ (2) وَأَوْحَى إِلَى فَرِيقٍ مِنَ النَّاسِ لِيُؤْمِنُوُا وَيُصَدِّقُوُا بِالْدِّيِنِ (3) وَفَرِيقاً صَدَّ عَنْ الهُدَى فأزلّهم الشَّيْطَانُ تِلْكَ مَشِيئَةُ اللهِ (4) فَمَنْ شَاءَ الهُدَى هَدَيْنَاهُ وَيَسَّرْنَا أَمْرَهُ وَمَنْ رَغِبَ عَنْهُ فَإِنَّهُ مِنَ التَّاَئِهِينَ (5) تِلْكَ مَشِيِئَةُ اللهِ فََرِيقٌ إِلَى النار وَفَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ صَاَئِرِينَ (6) واقصص عليهم نبأ ذي الهِمَّةِ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلى العُرجِ وأيدناه بقولٍ حكيم (7) فَكَذّبُوُهُ وَقَالُوا ما أنت إلا كاذبٌ رجيم (8) فقال ربّ انصرني بآيةٍ علهم يوقنون (9) فقلنا خذ من نبات الجبل الأحمر وامسح على أرجلهم يستوون (10) - انتهى
** هناك سؤال مشروع يقول : لماذا لم تظهر آيات مثله ايام الرسول رغم التحدى وظهرت الآن ؟فنقول ان الآية 42 من سورة الحاقة ( ولابقول كاهن قليلا ماتذكرون ) توضح ان المكيين قالوا هذا فى وقتها ، اما السور من مثله فنحن لانعرف الآن قرآن مسليمه ، ولا قرآن سجاح ، ولا قرآن الاسود العنسى ، وكل ماقيل عن تسفيه قراءاتهم كتبه المنتصرون ، وربما لو انتصر مسليمه فى موقعة اليمامة لكنا الآن نعرف النبى مسليمه رحمان اليمامه الصادق الامين ونقرأ ماتلاه على قومه ونجد من يتعبد به الآن سواء داخل الجزيرة او خارجها اذا سارت جيوشه لفتح مايليها من الامصار ...!!!

عاشرا :اشكالية المرأة
اهداء الى كل من يطنن على كفالة الحقوق الكاملة للمرأة فى الاسلام ، والى كل المعترضين على السياسة الامريكية تجاه كلا من العرب واسرائيل بسياسة الكيل بمكيالين ، نوضح بصورة جلية الكيل بمكاليين فى القرآن بين كل من الرجل والمرأة من خلال موقفى النشوز والاعراض :
- ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ، وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ، وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) الآيات 128، 129 ، 130 من سورة النساء
تتفق اغلب الروايات ( حسب علم اسباب النزول ) انها نزلت فى السيدة ( سودة بنت زمعة )احدى نساء النبى حين استنت ( كبرت فى السن خصوصا وان الرسول تزوجها كبيرة السن فى الفترة الانقالية بين السيدة خديجة والسيدة عائشة ) ، وخافت ان يفارقها الرسول ، فوهبت يومها لعائشة . وروى عن عمر بن الخطاب انه قال تفسيرا للآية " هذه المرأة تكون عند الرجل قد خلا من سنها ، فيتزوج المرأة الشابة يلتمس ولدها، فما اصطلحا عليه من شئ فهو جائز" . وقال على ابن ابى طالب " يكون الرجل عنده المرأة فتنبوا عيناه عنها من دمامتها او كبرها او سوء خلقها أو قذذها فتكره فراقه ، فان وضعت له من مهرها شئ حل له ، وان جعلت له من ايامها فلا حرج " تفسير ابن كثير ج 1 ص 163
فنرى من هذه الآيات وهى تعطى للرجل حق النشوز او الاعراض عن زوجته عندما تنتهى صلاحيتها لاى من الاسباب ، وعلى المرأة ان ارادت ان تبقى فى كنف زوجها ان تتنازل عن جزءا من نفقتها وعن يومها المقرر لها بين النساء ، وان هذا الاتفاق بينهم يكون تصالحا يوافق كل من الرجل والمرأة بدون شح من المتنازل له ( الزوج ) ، وانه ومع تعدد الزوجات فان العدل بينهم خارج الاستطاعة البشرية ( وهذه من طبيعه الاشياء ..) وان رأت المرأة اجحافا ( شحا ) من جانب الرجل فى التعويض الذى يريده لبقائها فى كنفه فعليها ان ترضى بالطلاق وتحصل على حقوق الطلاق ( مؤخر الصداق ونفقة عام ..) ، وهى هنا تكون مخيرة بين نارين : نار الاهمال ، أو نار الانفصال .
- ولكن الآية 34 من نفس السورة ( النساء ) تتحدث عن نشوز المرأة وتعالجه علاجا مختلفا فنقرأ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَالَّلاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )
وتوضح الآية بجلاء ان الرجل اذا خاف ( مجرد ان يخاف ) نشوز المرأة ( والنشوز المقصود هنا هو عدم اطاعة اوامر الزوج الذى يعتبر خروجا عن الطاعة ) فالعلاج هو : الموعظة ، ثم الهجر فى المضاجع ، ثم الضرب ( وقد اختلف الفقهاء فى نوع الضرب حسب ظروف التطور الانسانى مابين القرون الاولى والى الآن ، فمن الضرب المطلق قديما ( ويروى ان عمرا كان شديدا على نسائه فى الضرب ) ، الى الضرب المخفف حسب التفسيرات الحديثة ، ولكن فى النهاية ( ضرب .. يضرب ... ضربا ..!!) مع ملاحظة ان الهجر فى المضاجع كعقاب للزوجه لايتأتى الا مع التعدد فى الزوجات ، لأن هجر الرجل لامرأته فى حال عدم التعدد يكون ايضا عقابا للرجل ، خصوصا انه من المعروف ان المرأة تستطيع ان تتحكم فى شهوتها عن الرجل حسب التركيب البيولوجى لكل من الرجل والمرأة .
اشكالية اخرى :
تخبرنا كتب التراث ان على بن ابى طالب عندما اراد ان يتزوج على السيدة فاطمة بنت النبى نظرا لمرضها ، قوبل باعتراض النبى حسب القول المعروف ( فاطمه منى وانا منها ، من يؤذيها يؤذينى ) لنجد ان الرسول نفسه يخالف شرع الله فى مثنى وثلاث ورباع الذى تلفظة قرآنا الهيا ، فاذا كان الزواج من اخرى يسبب الاذى للزوجة الاولى فلماذا احل للناس ، بالاضافة الى ماشرعه الله له من استثناءة فى الزيادة عن الاربعة ، علاوة على من تهب نفسها اليه ، واين هذه من المقولة التى تتردد كثيرا فى جنبات التراث ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ...!! وهل تتفق مع تحريم على بن ابى طالب من الزواج على ابنه النبى . ام اننا نتهم الاخرين بالكيل بمكيالين وننسى انفسنا ..؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكتاب المبين ابن بيئته ـ1
عرفة خليفة الجبلاوي ( 2011 / 4 / 17 - 12:40 )
أخي العزيز هشام أشكرك على هذا المجهود التنويري. التص ابن بيئته، وإلا ما استساغه المتلقي، لذلك لما سمعه العرب لم يكن عريبا عليهم فقالوا أنه أساطير الأولين (الأنعام 25) وأنه قول شاعر (الحاقة 41) أو من كلام الكهان (الحاقة 42)، وتمادوا: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103) دون تبرير لجلوسه مع الأعجمي الذي لا يفهمه. بل أنهم ردوا التحدي بأقوى العبارات: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (الأنفال 31).
اشترك الكتاب المبين مع مسيلمة بن حبيب وزيد بن عمرو بن نفيل في ذكر الكائنات الأنثوية الغامضة مثل: َالْمُرْسَلَاتِ وَالْعَاصِفَاتِ وَالنَّاشِرَاتِ وَالْفَارِقَاتِ وَالْمُلْقِيَاتِ (المرسلات) وَالذَّارِيَاتِ وَالْحَامِلَاتِ وفَالْجَارِيَاتِ وَالْمُقَسِّمَاتِ (الذاريات) وغيرها الكثير.


2 - الكتاب المبين ابن بيئته ـ2
عرفة خليفة الجبلاوي ( 2011 / 4 / 17 - 12:41 )
يتحدث الذكر الحكيم عن َالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ (المائدة 3) وعن الأنعام وعن الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (الغاشية 17). وبعد الهجرة إلى المدينة تغير الأسلوب والموضوع وأهملت الفاصلة ولم تعد الأقسام تستفتح السور، وتبدل كلام الدين إلى تشريع الدولة، وتغير البشير الودود إلى تهديد ورعود، وسبحان مغير الأحوال.
أخي هشام أين الإعجاز البلاغي في: كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا (التوبة 69) الذي أم الذين. أيهما أصح: مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ (آل عمران 105) أم: مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ (البقرة 209) جاء أم جاءت. وكذلك: هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي (الكهف 98) أم: رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا (الشورى 48)، هل رحمة مذكر أم مؤنث؟ وهناك أمثلة تفوق الحصر.
تقديري لشخصك الكريم


3 - عزيزى هشام حتاته
الوحيد الوحيد ( 2011 / 4 / 17 - 17:55 )
شكرا على مقالك الجميل بما يحتويه على معلومات قيمة
بالنسبة للتحدى بالاتيان بمثل القران فهذا التحدى وحده كفيل باثبات بشرية القران لان المعروف ان كل اديب او شاعر له اسلوبه فى كتابة شعره او نثره ولا يستطيع احد تقليده فان اتى احد الشعراء بشعر مماثل لايات القران سيقولون ان هذا تقليد يعنى كل ما فعله انه صنع ابيات ونسقها على نفس وزن ايات القران
وان اتى بشعر باسلوب اخر سيقولون انه ليس مثله!! وهكذا....فالتحدى فى غير موضعه
وعندما قرأت بعض الايات التى ابتكرها البعض عملا بتحدى القران ووجدت ردود المسلمين عليها تؤكد لى ما قلته فما قالوه ان من صنع تلك الايات لم يفعل شيئا سوى الاتيان بايات على غرار ايات القران ونفس وزنها

اما بالنسبة لاذلال المرأة فمجرد حرمانها من حقها واعطائها النصف يعد اذلال وتحقير
والاحاديث النبوية كثيرة ولا داعى لذكرها لان موضوع البحث عن اشكاليات القران
ولك منى اطيب الود
تحياتى


4 - الله يتحدى
تحسين خليل ( 2011 / 4 / 17 - 19:03 )
استاذ هشام , لماذا ينزل الله لمستوى البشر ويتحداهم؟ هل ينزل دكتور لمستوى رجل امي ويتحداه ؟ولكن يبقى السؤال المهم : لماذا فتر او انقطع الوحي بوفاة ورقة؟


5 - اخى العزيز / عرفه خليفه الجبلاوى
هشام حتاته ( 2011 / 4 / 17 - 21:51 )
اشكرك على المتابعه والاضافات الثرية التى اضفتها للموضوع ، فعلا هناك الكثير جدا ليقال عن الاشكاليات القرآنية ، ولكنى وبجهد فردى ولعدم رغبتى فى الاطاله على القارئى اكتب مختصرا ، فهناك فرق بين كتاب ومقاله .القرآن ليس ابن بيئته فى اللغة فقط ولكنه ابن البيئة فى التشريعات ، وابن الواقع الذى انتجه من مرحلة الاستضعاف الى الاستقواء بعد انتصار بدر الى النصر النهائى بعد فتح مكة ، حيث كانت لكل مرحلة آياتها المختلف والمتصادمه مع الفترة السابقة ، وهذا ما ساتناوله فى الفصل الثالث من هذه الدراسة عن العلاقة الجدلية بين النص القرآنى والواقع الارضى الذى انتجة .
اشكرك اخى العزيز على اضافاتك واهتمامك مع خالص التحية .


6 - عزيزى / الوحيد الوحيد
هشام حتاته ( 2011 / 4 / 17 - 21:58 )
اشكرك على المتابعة والتعليق وملاحظاتك القيمه ، وسأضرب لك مثال تجريبى :
اقرأ بعض من سورة الشجرة التى ذكرتها فى مقالى على اى مسلم لايحفظ القرآن ، ستجدة على الفور يقول لك ( صدق الله العظيم ) . انها نفس الانتاج ... جربت انا ذلك وجربه انت .
اما عن موضوع المرأة فموضوع يطول شرحة ، ولكنى اكتفيت بالكيل بمكيالين فى موضوع واحد بين الرجل والمرأة وهو النشوز والاعراض حتى لايتبجح الدينيين باتهام الغرب بالكيل بمكيالين .
تحياتى اخى العزيز


7 - الاستاذ / تحسين خليل
هشام حتاته ( 2011 / 4 / 17 - 22:03 )
اشكرك على المتابعة والتعليق ، والسؤال المنطقى كيف يتحجدى الله البشر ، كان التحدى الوحيد يكمن فى معجزة يراه كل المعاصرين ليؤمنوا جميعا .
اما عن سؤالك : لماذا فتر الوحى او انقطع بوفاة ورقة ؟ فسوف تجد اجابتى الضمنية علية اذا راجعت الجزء الاول من هذه الدراسة بعنوان ( الوحى ) ارجو ان تراجعها، وان كنت اعلم من خلال تعليقك انك تعرفها .
خالص تحياتى


8 - الأستاذ هشام حتاتة المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 4 / 18 - 03:20 )
مقال قيم بالفعل نظراً للمعلومات الدقيقة التي وردت به وهذا عهدك دوماً . كانوا أميين في تلك الفترة ، فمنْ كان قادراً على نظم رائع كالقرآن ؟ والذي تمكن كمسيلمة قُتل ، أصبح الناس الآن على مستوى عال من العلم وقادرين على مثل ذلك النظم وبشكل أفضل ودون أخطاء ، لكنه كان حقاً إعجازاً في ذلك الزمان . القرآن إعجاز على زمانه ، لا زماننا وإن كنا ما زلنا نعجب به بشرط أن يظل خاضعاً مثله كأي نص أدبي للدراسة النقدية ، فما اعتراه من أخطاء وتفسيرات متضاربة يجعلنا نشكك بقيمته وأن يزيلوا عنه صفة الإعجاز خير لهم لأن الإعجاز شيء لا يأتيه الباطل ، بينما يتهاوى الإدعاء أمام مئات الدراسات القيمة التي طبقت عليه , يجب دراسته دراسة تاريخية فهذا أكرم وأضمن وأنفع لهم . أما معجزات السيد المسيح والسيد موسى فإن ما نراه الآن في الهند والصين يؤكد أن بعض الناس أوتوا مقدرات نفسية وروحية غير متوفرة للآخرين . وشكراً،


9 - الاخت الفاضلة / ليندا كبرييل
هشام حتاته ( 2011 / 4 / 18 - 04:18 )
افتقدناك وافتقدنا تعليقاتك الرائعه لمد ليست بالقصيرة ، عسى المانع خيرا .
اشكرك سيدتى على المتابعة والتعليق ، اما بالنسبه ان القرآن كان معجزة فى زمانه فقد بينا فى المقاله ان قرآن مكة بالذات لم يخرج كثيرا عن نظم السجع الذى كان موجودا فى زمانه ، ومع التدريب ومداومة الالقاء جاء قرآن المدينة اطول فى شطرات السجع ( الآيات ) وتلك المراحل يعرفها اى كاتب ، فأنا الان مثلا اكتب افضل مما كتبت من عشرين عاما مثلا .
اشكرك اختى العزيزة على دوام التواصل مع خالص تحياتى .


10 - الى الاستاذ المحترم هشام حتاتة
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 19 - 11:45 )
لو كانت له معجزات مرئية من اهل زمانه لاتبعه معاصروه جميعا دون هجرة ودون غزوات
**
استاذ هشام
تحياتى وتقديرى لموضوعك الرائع
الحقيقة يا استاذ هشام موضوعك اليوم يسهل الرد على جزئياته جدا ..وجميع اعتراضات حضرتك وما تصورت انه اشكاليات وتناقضات وظلم للمرأة ناتج اساسا للبس فى المعنى

بالنسبة للجزء المقتبس عاليه

ولماذا لم يؤمن فرعون واله بموسى على الرغم من رؤيتهم ما هو اشد من معجزات وكرامات محمد ؟؟؟
ولماذا لم يؤمن اليهود بنبوة عيسى على الرغم من المعجزات المبهرة التى اراها لهم ؟
اشمعنى يعنى مشركى وكفار مكة كانوا حيأمنوا كلهم لو انهم شاهدوا معجزات النبى

اوافقك بأن ربط الفقهاء بين معجزات موسى وعيسى بتفوق الطب او السحر فى عصرهم ليس صحيح ..لان عدم وجود معجزة قوية لمحمد مثل معجزاتهم كان مقصود فى حد ذاته ...هذا من جوهر الرسالة المحمدية ...وهى ان المعجزة ليس ما يفعله الله او يمنحه للانسان ..من قدرات خارقة ..ولكن المعجزة هى ما تفعله انت يا انسان بقدراتك الذاتية وايمانك بنفسك وثقتك بربك ولو لم يعطيك اى وسائل مساعدة مثل التى اعطاها لموسى وعيسى
القران تحداهم نعم ..وعجزو .نعم..ولكن ليس هذا هو كل شئ ..


11 - جرب ..ومش حتندم
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 19 - 12:02 )
لا تتناول القران يا استاذ هشام على انه عمل ادبى او روائى .او منظومة نثرية ادبية
وتقارن بينها وبين اساليب العرب من شعر ونثر وسجع كهان
انت وقعت فى نفس الفخ ونفس الخطا الذى وقع فيه اهل مكة الذين عاصروا نزول القران .
نعم تشابهت الاساليب .وتشابه البلاغة والسجع .ولكن العجز .هو عجز الاتيان بكلام مثل كلام القران له نفس التأثير الوجدانى ..والشعورى .والتغلل داخل النفس والعقل البشرى ..لو انك تناولت القران وقراته لتدبره .وتفهمه ..لا لتبحث عن مثالب واخطاء ونقائص تثبت به انه مؤلف وليس وحيا
من هنا اتى التحدى ...ناهيك عن تشريعاته الحقوقية ..وشعائره الراقية ..واياته التى نزلت لتحل مشكلات حاضرة وفى الوقت نفسه يمكن تدبرها واستنباط وتأويل معارف واحكام تصلح فى كل زمان ومكان غير الزمان الذى نزلت فيه .ولتحل مشكلات غير المشكلات والوقائع التى نزلت من اجلها

هذا هو القران يا استاذ هشام
آه ..آه .لو قمت ليلا يوما ما .وتطهرت جسدا ونفسا وقلبا من كل ما علق بذهنك بمحمد والاسلام والقران واقتنيت مصحفا بحجم كبير نوعا ..وقرأته لتتدبره وتفهمه وتغوص فى اعماق الايات بتروى على انه رسالة لك كانسان من ربك

جرب .ومش حتندم


12 - الاستاذ / شاهر الشرقاوى
هشام حتاته ( 2011 / 4 / 23 - 08:55 )
(ولماذا لم يؤمن فرعون واله بموسى على الرغم من رؤيتهم ما هو اشد من معجزات وكرامات محمد ؟؟؟ ولماذا لم يؤمن اليهود بنبوة عيسى على الرغم من المعجزات المبهرة التى اراها لهم ؟ اشمعنى يعنى مشركى وكفار مكة كانوا حيأمنوا كلهم لو انهم شاهدوا معجزات النبى )
التعليق : من قال بمعجزات موسى وعيسى ؟
ياعزيزى ان تاريخية كلاهما عليها الكثير من الاعتراضات ضمن دراسات علمية وتاريخية جادة ، فما بالك بالمعجزات
قلت لك انك تنطلق من النص ، وانا انطلق من العلم ، وارجوك اقرأ ردى الاخير على مقالتك السابقة ( .... هل من مجيب ) وانتظر الفصل الثالث من الدرسة والذى سيكون موضوعة ( العلاقة الجدلية بين النص والواقع الارضى الذى انتجه )
وكما نصحتنى بقراءة المصحف والصلاة ، انصحك ايضا بقراءة الاسطورة فى كتابين
مهمين هما : ( دين الانسان - مغامرة العقل الاولى ) وتقبل التحية

اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض