الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزوّرو الشهادات.. يتظاهرون!!

سعد تركي

2011 / 4 / 17
المجتمع المدني


في بلد ينافس منذ سنوات على احتلال المراكز الأولى بين الدول الأكثر فساداً.. في بلد لا يمكن أن تسير معاملة حكومية بسلاسة ويسر ـ مهما كانت مستوفية للشروط ـ من دون رشى.. في بلد يمكن أن تسبقك سلحفاة معاقة إن كنت تسير وفق القوانين والأنظمة المكتوبة، مثلما بمقدورك أن تجاري سرعة الضوء إن خرقتَ النظم والقوانين.. في بلد كهذا لا يبدو غريباً ولا عجيباًَ أن تشهد تظاهرة لمزورين يعترضون على قانون "أخطأت" وزارة بتطبيقه عليهم.
وصفت الحكومة تظاهرات طالبت بتحسين الخدمات وتوفير مواد البطاقة التموينية وتعيين العاطلين والقضاء على أزمة السكن، وهي مطالب عادلة ومشروعة تماماً، بأنها بعثيّة، وأن وراءها أجندات خارجية، وفرقتها بالقوّة واعتدت على بعض المتظاهرين والإعلاميين.. واتهمتها بتهم أخرى لعل آخرها حيازة بعض المتظاهرين لأسلحة ومتفجرات!!
لم تشذّ حكومتنا المنتخبة في سلوكها وأقوالها وتعاملها مع هذه التظاهرات عن أخواتها في الدول العربية.. لكن المدهش أننا لم نسمع من حكومتنا أي تعليق عن تظاهرة مزوّري الشهادات أبداً.. ويبدو إن هذه التظاهرة حصلت على رخصة قانونية، كما يبدو أنها أخرستْ ألسن الحكومة الناطقة بمشروعيتها وعدالة مطالبها وصدق دعواها بأن هناك جهات رسمية حثتهم على التزوير!!
فساد السلطة لم يعد خافياً على أحد.. لم يعد بالإمكان ستره أو التغطية عليه. فضائح الفساد، التي جعلت العراق يتربّع على قمة هرم الفساد في العالم، فتحت الباب على مصراعيه للجميع، فمن تبوّأ منصباً بشهادة مزوّرة فتح طريقاً لغيره كي ينهج النهج نفسه، ومن استولى على ملك عام مستغلاً موقعه وقدرته على المكر والخداع وليّ عنق القوانين أباح لغيره أن "يحوسم" رصيفاً أو شارعاً، ومَن لم يردعه دين ـ اتخذه سلماً لمنصب ـ من السطو على ثروة وطن أوحى لآخر أن يسرق بيت الله!!
قالت وزارة العدل إن لجاناً مختصة تمكنت بالتنسيق مع مكتب المفتش العام للوزارة وهيئة النزاهة العامة، من ضبط أكثر من أربعة آلاف وثيقة دراسية مزوّرة لمنتسبي دائرة الإصلاح. وبالرغم من هذا العدد الهائل من الشهادات المزوّرة في دائرة واحدة فأن الوزارة لم تفصل سوى 38 مزوّراً فقط هدّدوا بالعمل مع أي جهة كانت بما في ذلك مع المسلحين للقيام بأعمال تفجير وقتل!! ويشبه هذا التهديد العنيف ما تهدّد به الكتل السياسية بعضها بعضاً حين لا تستطيع كتلة أن تحصل على مأربها.. يشبه هذا التهديد ما يحصل حين تتنازع الكتل وتتصارع بينها فتصبح شوارعنا حمراء تتناثر عليها أجسادنا وأجساد أحبتنا.. الجميع في وطني يهدّد الجميع، لا بقتله أو إقصائه أو إزاحته عن الطريق، إنما بسفك دمائنا المهدورة دوماً على درب عملية سياسية لا رابح فيها سوى السياسيون.. فالمواطن في أفضل حساباتهم ليس أكثر من ورقة اقتراع يظنون أنها لن تغادر جيوبهم!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين


.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟




.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان


.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس




.. شاهد:-حان الوقت للإطاحة بالديكتاتور!-.. عائلات الأسرى الإسرا