الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهم مطلب في تاريخ مصر الحديث ... محافظ بالإنتخاب

أسعد أسعد

2011 / 4 / 18
المجتمع المدني


ثورة 25 يناير فجّرت إرادة الشعب المصري بقوة لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر الحديث ... صار الشعب له مطالب يجاهر بها و يصر عليها بل و يبذل دماءه في سبيل الحصول عليها ... لقد أسقط شعب مصر الرئيس و عصابته و عائلته ... أسقط رئيسي وزراء... نظيف و شفيق بوزرائهما و أتباعهما ... و أسقط مجرما عاتيا ... حبيب العادلي ... أسقط مجلسين مزورين ...الشعب و الشوري ... أسقط فتحي سرور و زكريا عزمي و صفوت الشريف ... أسقط أحمد عز ... أسقط الحزب الوطني و شلة الأنس... هرم الفساد القابع علي صدر مصر ... أسقط جهاز أمن الدولة الجهنمي ... و بقي شئ أهم من كل هذا ... أن يستعيد الشعب سيطرته علي وطنه ... فليس كافيا أن يسقط النظام بل أن يتبني الشعب نظاما يختاره لنفسه و يديره بنفسه و يطبقه و يراقبه بنفسه ... خلع الرئيس و عصابته لا يجب أن يكون هدفا في حد ذاته ... إنه خطوة أولي نحو إسقاط نظام إداري فاسد أسسه إنقلاب عسكري قضي علي الشرعية الدستورية في مصر ليرسّخ نظاما عسكريا دكتاتوريا قتل شرفاء الوطن و مفكريه و قادة حريته ليجثم علي صدر الوطن و يمتص دماء أبنائه ...
إن أخطر ما يواجه الثورة المصرية و يشكك في نجاحها هو عدم وجود برنامج أو نظام يحل مكان النظام الذي أسقطته الثورة ... النظام الذي أسسه جمال عبد الناصر و رسّخه و قننه السادات و إستعمله مبارك لإستغلال الشعب و إستعباده و مص دمه ... الثورة تحتاج إلي فرض نظام جديد ديموقراطي يكون فيه الشعب هو المصدر الحقيقي للسلطة و جميع المناصب العامة بالإنتخاب و الفصل الفعلي بين السلطات ... و أهم قواعد هذا النظام هو إمتلاك الشعب لأرضه و مصادر ثروته و ذلك بتفعيل نظام الحكم و الإدارة المحلية ليكون من الشعب و للشعب و بالشعب ....
و اليوم يقف أبناء محافظة قنا (إحدي محافظات صعيد مصر) رافضين للمحافظ الذي عينه المجلس العسكري بناء علي قانون و تقليد متوارث من الحكم العثماني الذي ورثه منه إنقلاب يوليو العسكري ...
أبناء المحافظة بعضهم يرفض علي أساس عدم كفاءة هذا المحافظ ... بعض المسلمين يرفضونه لأنه مسيحي ... البعض لأسباب أخري ... تعددت الأسباب و الرفض واحد ... و أنا هنا سأتغاضي عن الرفض بسبب أنه مسيحي ... لأركز علي إن الرفض مطلب شعبي ... و أسجل هنا إحترامي لشعب قنا و أتعشم أن تنطلق منه هذه الشرارة إلي جميع المحافظات الأخري ... لا محافظين بالتعيين ... المحافظ بالإنتخاب ... الشعب يريد إنتخاب المحافظ ... و أنا لن أخشي حكاية رفض المحافظ لأنه مسيحي في الظروف التي نمر بها الآن ... و السبب إن الوطن الآن مريض ... دعونا نبحث عن شفاء مصر ... من الإستبداد و الذل الذي سلّط الدولة علي المسلمين و سلّط المسلمين علي المسيحيين ليدوس الكل بحذاء البغي و الإستبداد ...
اليوم يستيقظ شعب مصر بثورة ... نعم أنا منزعج لرفض المحافظ علي أساس ديانته ... لكني متفائل من التحرك الشعبي لفرض إرادة الشعب علي الحكومة ... و أرجو أن تكون هذه هي الخطوة الأولي نحو ترسيخ سيادة الحكم المحلي و بالتالي سيطرة الشعب علي مقدراته و مصيره و أرضه ... و إنتزاع السلطة من أيدي الطغاة و الحرامية اللصوص ليكون الشعب هو المصدر الحقيقي للسلطات ... أما حكاية المحافظ مسلم أو مسيحي ... فعندما يبرأ الشعب من مرض العبودية و دائها الذي يعاني منه الآن (و أنا أرجو أن يكون الشفاء قريب) فسيكون الإنتخاب للأصلح و الأقدر و ليس للمؤمن أو الكافر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة