الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عارٌ في غزة !!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2011 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أمس ودّعت غزة صديقها البار فيتوريو عبر معبر رفح وسط جمع غفير من محبيه ومن جماهير داعمة للتضامن الدولي ومقدرة لقيمة ذلك التضامن. غزة التي احتضنت آلاف الصحافيين والمراقبين الدوليين أثناء الانتفاضة الأولى تودع اليوم متضامناً قتل خنقاً بحبال السلفية الجهادية الوافدة بعضها من خلال الأنفاق. أشعر بالخزي والعار لأن غزة كانت دوماً مضيافة لجميع أصدقاء الشعب الفلسطيني، ولكي لا تمر مناسبة تشييع فيتوريو بمجرد تجمع متواضع يجب أن نلقي بالأسئلة التي ترقى لمستوى الحدث.
كيف جرى هذا التحول في غزة من ثقافة مدنية منفتحة على التضامن الدولي ومدركة لأبعاده المهمة في المعركة مع الاحتلال إلى ثقافة أصولية منغلقة تصر على مقاطعة المجتمع الدولي بوصفه مجتمعاً كافراً ؟! هل يمكن للشعب الفلسطيني أن يتنازل عن التضامن الدولي علماً بأن السواد الأعظم من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي قد صدرت متضامنة مع حقوق الشعب الفلسطيني ؟!
لابد من الإشارة إلى أن جريمة قتل المتضامن الإيطالي أريغوني ليست منفصلة عن حادث اختطاف الصحافي البريطاني جونسون عام 2006 أو عن حوادث متفرقة مؤسفة بضمنها تفجير مقاهي الإنترنت وتفجير المدرسة الأمريكية أو إحراق مكتبة جمعية الشبان المسيحية بغزة. في غزة ثمة انتشار إذن للسلفية الجهادية التي تعتقد بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية بالنسخة الوهابية التي تحقد على الأجانب وتكره التطور وتعادي التعليم. لابد لأي حكومة فلسطينية كانت أن تحارب هذا الفكر المنحرف الذي ينطلق من نصوص بالية أكل الدهر عليها وشرب وترتقي بالناس إلى ثقافة ديمقراطية تعتمد مبدأ التداول السلمي للسلطة اعتماداً على مناخ تعددي يعترف بجميع شركاء الوطن دون استثناء.
لابد أيضاً من الإشارة إلى الفكر السلفي المنحرف وخطورته على المجتمعات التي نشط بها، ففي الجزائر ذهب 200 ألف قتيل بضمنهم أطفال وشيوخ، وفي شوارع وأسواق العراق ذهب زهاء مليون ضحية ناهيكم عن جرائم تفجير المساجد في أفغانستان وباكستان. ما حاجة الشعوب العربية والإسلامية إلى هؤلاء ؟!
عارٌ تفجير مقاهي الإنترنت.
عارٌ إحراق مكتبة جمعية الشبان المسيحية التي تخدم المسلمين أكثر مما تخدم المسيحيين.
عارٌ تفجير مؤسسات تعليمية تخدم أبناء القطاع.
عارٌ ملاحقة الأجانب والصحافيين والمتضامنين واختطافهم أو قتلهم.
غزة بحاجة إلى فكر مدني متحضر يكثف طاقات الناس نحو نضال وكفاح سلمي يخطط لمسيرات واعتصامات تطالب بفك الحصار البحري والبري والجوي والإلكتروني عن غزة ولسنا بحاجة إلى الفكر السلفي الذي يعيدنا قروناً إلى الوراء ويمارس الوصاية على حياة الناس بلا ضمير أو وازع ديني أو أخلاقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من زرع حصد
Amir Baky ( 2011 / 4 / 20 - 14:25 )
خلاص غزة إمارة إسلامية وطظ فى القضية الفلسطينية. سيستمر التسويف طبعا من قادة حماس فى محاولة لجمع الشمل الفلسطينى الفلسطينى و وستظهر حركات تكفيرية حتى ضد حماس نفسها. فمن زرع فكرة الإمارة الدينية سيحصد نتائج عبثية ضد مصالح الفلسطينيون. يا خسارة دم شهداء القضية من جميع البلاد العربية لأجل مصالح ذاتية لأفراد لا يروا سوى مصالحهم فقط.

اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة