الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سيختار عامة الناس ؟

رباح حسن الزيدان

2011 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن الللحظة التي أعتبرنا فيها الاسلام دين ودولة وتخلينا عنه كدين هي اللحظة التي غيرت مسار الأسلام والمسلمين .
فصدرت فناوى عديدة ما أنزل بها من سلطان وحدثت نقاشات وتجاذبات بين أوساط السياسيين والمثقفين العرب بين مؤيد لكون الاسلام دين ودولة وبين من ينادي بفصلهما فالدين علاقة بين العبد وربه , هناك من يرى بان الأمة لن تتقدم ولن تتطور الا بفصل الدين عن الدولة وهناك من يرى أن الأسلام دين ودولة مصحف وسيف كما ذهب الى ذلك حسن البنا .
وأن وظيفة الدولة كما يراها أبن خلدون هي حفظ الدين وسياسة الدنيا , وكما يرى المفكر هشام جعيط من أنه لا يمكن القيام بنهضة عربية من دون الأسلام فالدول الداعية الى فصل الدين عن الدولة تخالف التاريخ وتخالف جوهر الحظارة العربية الاسلامية .
فيجب أن يبقى الأسلام دين الدولة . فلا يمكن أن يكون وليس للدولة أن تكون علمانية بمعنى أنها لا تهتم بمعنى الدين معتبرة أياه مسألة خاصة . من هنا يفسر رفض هشام جعيط لأن يكون الدين أداة تتلاعب بها الدولة وذلك لغايات سياسية أو إدخال إصلاحات داخلية عليه من لدنها، يقول جعيط" ينبغي تجنيبها ذلك لأن الدين قضية تهم الأمة الإسلامية قاطبة، أمة الأمس واليوم، وغداً ".
وهناك من المفكرين من يرى أن العلمانية هي الحل الأمثل لتخليص العالم العربي من أمراضه الطائفية والعرقية والمذهبية .
ويرى الدكتور سيد القمني أنه وأستناداً الى الواقع الملموس يؤكد نجاح العلمانية أينما طبقت , لذلك تتم محاربة هذا التيار وطعنه لدى المسلمين لكونه يناهض الدن ويناوئه , حتى لا يصل الى الناس اصحاب المصلحة فيه ويرى القمني بأن هذا الفريق يعاني بالأضافة الى التحريض ضده والتبخيس وتكفيره وتخوينه يعاني أيظا من خللاً شديدا اصيلاً في بنيته , لأن العلمانية هي حرية فدانية بطبيعتها وبما تتضمنه من مفاهيم , فيكون الفرد عصيا عن التنظيم والأنضباط الحركي , ولا يخضع العلماني الا لقوانين العقل والعلم والأصول الحقوقية والدستورية للمجتمع المدني , التي يطيعها عن أقتناع وأيمان بحفظها لسلامته وسلامة المجتمع .
وأن الكلام عن العلمانية في الاسلام , ولو بصيغة البذور المخففة فيه من الصعوبة بل من الجرأة الشئ الكثير .
فقد غدت هذه الكلمة , هي الكلمة الرجيمة في الخطاب العربي المعاصر . فما تم تحميله عليها من أنتهاك المقدس جعلها ترادف الكفر الصريح والألحاد الواجب على معتنقه عقوبة القتل .
أفلم يجب الاسلامي المتشدد الذي قتل فرج فودة , عندما وجّه اليه القاضي السؤال : " لم قتلته ؟ " , بقوله : "لأنه علماني " ؟ وأنكى من ذلك , ألم يجب , عندما سأله القاضي : " وما معنى علماني ؟ ", بقوله : " لا أعرف " .
والدكتور يوسف القرضاوي نفسه , أحد أكبر فقهاء الاسلام اليوم , ألم يجب عندما سئل في أحدى حلقات برنامج "الشريعة والحياة"عن رأيه في العلمانيين من المسلمين المعاصرين , بأن أبدى أستغرابه من أن "حد الردة" لم يطبق عليهم حتى الان ؟
في هذا السياق جاءت محاولات فكرية عديدة لفض الاشتباك بين الدين والدولة والتأسيس لحداثة سياسية ولمجال سياسي جديد بعيدًا عن المجال الديني، أو زيادة الالتحام بينهما من خلال القول بأن الدولة حارسة للدين وحامية له وأن الهدف هو بناء الدولة الإسلامية، أو التوفيق بين هذا وذاك على اعتبار أن التوفيقية تمثل جوهر الحضارة العربية كما يذهب الى ذلك محمد جابر الأنصاري في بحثه عن حقيقة التوفيقية في حياتنا العربية المعاصرة. وقد شهدت العقود الثلاثة المنصرمة من القرن المنصرم نقاشاً حادًا بين المفكرين والمثقفين العرب حول سلم الأوليات: الدين أم السياسة أو التوفيق بينهما كما أسلفنا، نقاشاً يشهد على حيوية فكرية في بعض الأحيان وفي أغلبها على عقلية تخوين واستبعاد بقيت تستبطن الخطاب السياسي العربي في سعيه الى بناء مجال سياسي جديد؟
وبعد الحديث وما ذكر من نقاشات ومهاترات بين هذا الرأي وذاك يبقى لنا سؤال واحد أين سيكون المواطن العربي بين كل هذه الأحاديث ؟ وأين الطريق أعلمانية ؟ أم أسلام ؟ أو توفيق ؟ .
وكل فريق من هذه الفرق يأتيك بمئات الدلائل على صحة مذهبه وأفضليته على الجميع وبأن ما يراه صالح لكل زمان وكل فريق له أجوبة جاهزة على كل تجريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال