الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة الدينية ومنهج الشك

واثق غازي عبدالنبي

2011 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمهيد:

في هذه المقالة سوف نناقش معنى كل من العقيدة والشك وكذلك العلاقة بينهما. فضلاً عن ذكر وجهتي نظر مختلفتين حول علاقة الشك بالأيمان الديني، الأولى: ترى أن الشك ضروري للأيمان الصحيح، والثانية ترى أن الشك يتعارض مع الأيمان الصحيح. والخلاصة النهائية التي نود الوصول اليها تتمثل بالتأكيد على أن الخطوة الأولى التي ينبغي للفرد أن يخطوها للخروج من سجن العقيدة تتمثل في: أولاً، اتخاذه منهج الشك وسيلة للبحث والتقصي. وثانياَ، وسيلة لبناء عقل متفتح يتقبل الآخر ولا يدعي لنفسه احتكار الحقيقة.

تعريف العقيدة:

العقيدة في اللغة العربية مشتقة من (العَقد) وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتماسك، والشد بقوة، ومنه جاء اليقين والجزم في العقيدة. والعقيدة في الدين هي كل ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به، سواء كان حقاً أو باطلاً، فالعقيدة هي الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده. أما العقيدة في الاصطلاح العام فهي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس، حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب، ولا يخالطها شك.

ديكارت ومنهج الشك:

يعد ديكارت (1096-1650) في نظر الكثيرين المؤسس الأول لمنهج الشك في الفلسفة. وينقسم الشك لدى ديكارت من حيث الهدف إلى نوعين هما: الشك المذهبي، وهو الشك حباً فى الشك وسعياً وراء هدم أي حقيقة ممكنة، وهو مذهبي لانه يصبح مذهباً يتبناه المرأ في كل عقائده. والشك المنهجي، وهو شكك مؤقت، وهو فى الحقيقة تمهيد للتوصل إلى الحقائق اليقينية الثابتة. وما ندعوا اليه هو الشك المنهجي وليس المذهبي، اي الشك الذي يقود الى اليقين، الشك الذي يدفع بصاحبه الى السعي الدائم لطلب الحقيقة، فاذا وجدها امن بها، واعطى فرصة البحث عنها للاخرين، لا يكرههم على ما توصل هو اليه واعتقده حقيقة، بل يطلب منهم ان يحذو حذوه في الشك المنهجي الذي يقودهم الى الحقيقة.

منهج الشك بين الرفض والقبول:

من التعريف السابق للعقيدة نفهم أن العقيدة هي مجموعة الأفكار والقيم والمبادئ التي يعتنقها الإنسان ويؤمن بصوابها ويطمئن أليها ولا يقبل الشك فيها، فهي تعد في نظر معتنقها يقيناً ثابتاً لا يخالطها شك أو ريب. وهذا التعريف للعقيدة يتعارض مع من يعتقد بأن الشك هو أحد مقدمات الأيمان، وأن الايمان بلا شك يعني ايمان بدون بحث وتقصي، وبالتالي فهو ايمان ساذج قائم على التسليم الاعمى بما يقوله الاباء والاجداد وما تمليه البيئة الاجتماعية على ابنائها. ويحتج اصحاب هذا الرأي بالقول ان الشك مقدمات الايمان، لأنه، مثلاً، لولا الشك الذي انتاب ابراهيم حول معتقدات عصره لما استطاع ان يصل الى التوحيد. ولولا الشك الذي اعترى نفوس المشركين في زمن محمد، لما اعتنق احد منهم الاسلام. وهكذا الحال مع كل الاتباع الجدد في العقائد والاديان الاخرة سواء يهودية أو مسيحية أو بوذية أو زرادشتية أو هندوسية أو غير ذلك.
الشك المنهجي في حقيقته هو الشك الذي اتبعه كل الأنبياء والمصلحين في العالم، وهو المنهج الذي نرى من المناسب ان ينتهجه كل اتباع الانبياء والمصلحين في العالم اليوم. وهو أيضاً المنهج الذي دعا المسلمين الى القول بعدم جواز التقليد والاتباع في الاصول أو العقائد، اي عدم جواز اتباع اي شخص أو الأخذ باي رأي في مسائل التوحيد، والعدل، والنبوة، والمعاد، ويضاف اليها الإمامة لدى المذهب الشيعي. ولكن الغريب في الأمر ان العديد من رجال الدين الإسلامي يرفضون هذا المنهج ويتنكرون له، وحجتهم في ذلك ان الإيمان اساسه الغيب، والادلة النقلية وليس العقلية، فهم يرفعون شعار (لا اجتهاد مقابل النص)، أي لا شك، ولا بحث، ولا تسائل، ما دام هناك نص! وهذا في نظر الكثير من الباحثين نوع من الغباء الديني الذي ينتهجه عدد كبير من رجال الدين مع الأسف الشديد.
يقول احد رجال الدين، بعد ان اثنى على ديكارت ومبدأ الشك الذي اسسه وكان السبب في انتشار المنهج العلمي في أوربا، اقول بعد ان فعل هذا، ذكر أن الشك المنهجي لا ينفع في دراسة الدين لأن الدين قائم على التسليم الغيبي، فهو يقول: (والذي فهمته من مطالعتي لأفكار ديكارت: أنه لا يوجد عنده حقائق يقينية مسلّمة، قبل البحث والتدقيق، والتمحيص فيها، لكنه في الوقت نفسه لا ينكر وجود هذه الحقائق مطلقاً. هو يشك في كل شيء، وبعد البحث يوصله هذا الشك إلى النفي أو إلى الإثبات، فالشك هو الأصل عنده. ولعل هذا المنهج يصلح في البحث في الأمور العلمية البحتة، ويمكن الاستفادة من هذا المنهج في بحوثنا العلمية، لكننا لا نستطيع الاعتماد عليه وحده في البحوث المتعلقة بالشريعة، والأحكام، والعقائد، لأن الإيمان بالغيب، هو ركن أساسي من أركان الإيمان، بل إن أركان الإيمان كلها قائمة على الإيمان بالغيب، ومستندها: الأدلة النقلية، لا العقلية).

ديكارت وسلة التفاح:

لا يتفق ديكارت مع رجل الدين هذا، فديكارت يرى أن العقل البشرى يشبه (سلة التفاح) بها تفاح سليم وتفاح فاسد، ومن الضرورى أن نفرغ كل ما فى السلة من تفاح، ونستبعد الفاسد منه ونبقى على السليم، كذلك يجب أن نلقى جانباً كل ما فى عقولنا من أفكار، ونقوم بفحصها فكرة فكرة ثم نقبل الصحيح منها ونرفض الخاطئ. لعلي لا اغالي اذا قلت ان الكثير من التفاح الذي يملأ سلال عقول رجال الدين والمتدينين هو من نوع التفاح الفاسد، ومع ذلك فانهم لا يريدون أن يفحصوا هذا التفاح ليرموا بالفاسد منه ويبقوا على الصالح. انهم لا يريدون أن يقولوا ربما توجد في عقولنا أفكار فاسدة، فيعملون على تفحصها ورمي الفاسد منها والإبقاء على الصالح منها. ضني انهم لو قالوا ربما لا اصبحت عقولهم أنظف.

الأيمان وأحتكار الحقيقة:

يرى الكثير من رجال المؤسسة الدينية ومن تبعهم من المتدينيين ان الايمان بدون احتكار يعد ناقصاً، فالايمان الحقيقي في نظرهم هو ان تعتقد جازماً بصدق وصلاح عقيدتك وكذب وفساد عقيدة الآخرين. هذا المفهوم عن معنى الايمان هو الذي يدفعهم إلى رفض اي احتمالية لأن تكون عقيدة الآخرين صادقة وصالحة أيضاً. وهذا ما يجعلهم يرفضون قول (ربما) ان يكون الاخرون على حق ايضاً. ولكن جائت فكرة التعديدة الدينية لتناقض وتخالف المفهوم التقليدي للايمان وتجعله امتلاكاً للحقيقة وليس احتكاراً لها، فقالت: انك تملك الايمان، وايمانك صالح وصادق، ولكن ربما يكون ايمان واعتقاد الاخرين صادق وصالح ايضاً. وهذا ما دفع بانصار الايمان التقليدي الى شن حملة معارضة لفكرة التعددية الدينية.
الايمان في نظر العديد من الباحثين والدارسين وحتى الانبياء، لا يعني الاحتكار بل يعني الامتلاك، والسعي الدائم والمستمر الى الوصول الى ما هو افضل واسمى واصح في الافكار والاراء والمعتقدات والتصرفات وجميع العلاقات الانسانية الاخرى. الايمان قلق دائم على حد تعبير سلامة موسى، وليس تصديق مطلق واعتقاد جازم على حد تعبير اغلبية رجال الدين في جميع ديانات العالم.
الايمان يعني البحث المستمر والدؤوب في كل ركن من اركان الحياة وفي كل فكرة ومبدأ وعقيدة، والمقارنة بينها، والترجيح بينها، وقبول بعضها ورفض بعضها الآخر، فالايمان مسؤولية شخصية، وليس مسؤولية اي شخص اخر يقرر لنا ما هو ايماننا كما هو الحاصل اليوم من إتباع اغلبنا لعقائد اباءنا ومجتمعاتنا. لذلك فالايمان لا يعني الاحتكار بل يعني الامتلاك، فبعد ان تدرس قضية ما بجدية وتبحث في جميع جوانبها وترجح بين المتعارض فيها، فتقبل بعض الافكار وترفض غيرها، عندئذ يحق لك ان تقول انا املك الحقيقة في هذه المسئلة، وعليك ايضاً ان تقول وربما يملكها غيري ايضاً. هذا هو الايمان، وهذه هي متعة البحث والتقصي التي ارى انه من واجب اي انسان ان يعمل بها، واذا لم يستطع لاي سبب كان فلا يدعي لنفسه احتكار الحقيقة، ولا بأس ان يقول أنا املك الحقيقة التي وجدها لي ابائي او ابناء مجتمعي الذين سبقوني في الحياة.

رأيي صواب يحتمل الخطأ:

ونتيجة لذلك نرى أن العقيدة لا يشترط فيها اليقين الاعمى بل الايمان الذي يكون مصدره البحث والتقصي والتأمل. وهذا لا يعني ابداً الاحتكار بل يعني الامتلاك. والفرق بينهما كبير جداً. لذلك نجد أن مقولة: (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخرين خطأ يحتمل الصواب)، تحفظ لصاحبها الايمان ولا تمنعه عن الآخرين، وتجعله يتقبل الآخر وينبذ التعصب والتطرف والعنف. وهذه المقولة هي التي ندعو اصحاب العقائد الدينية إلى تبنيها والايمان بها، لأنها سبيلنا الوحيد إلى تقبل الآخر والتعايش معه بمحبة وسلام. وهي الغاية التي ينبغي للبشرية جمعاء أن تسعى لتحقيقها.

الخلاصة:

وخلاصة القول أن العقيدة القوية والايمان الثابت لا يتعارضان مع مبدأ الشك المنهجي الذي قدمه ديكارت، بل على العكس من ذلك تماماً، فالشك المنهجي يدفع بصاحبه إلى التأمل والبحث والتقصي، وبالتالي الايمان والاعتقاد. وهذا يجعل المرأ أكثر ايماناً واكثر أعتقاداً بما يؤمن، ولكنه في نفس الوقت يجعل صاحبه أكثر تقبلاً للآخر وأحتراماً له، لأنه يعلم أن من حق الآخرين أن يشكوا ويتأملوا ويتقصوا الحقائق، لأنهم ايضاً يودون ان يسيروا في درب الشك هذا، كما سار هو من قبل، لأن الأيمان والاعتقاد مسؤولية شخصية، ومهمة فردية، بمعنى أن كل فرد من واجبه ان يبحث عن عقيدته بنفسه، وأن عليه أن لا يتبع ما توصل اليه الاخرون مهما علت مكانتهم. لذلك فأن مقولة: (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي الآخرين خطأ يحتمل الصواب)، هي مقولة تحمل في طياتها أحتمالية الخطأ والصواب وبالتالي تدفع بقائلاها إلى البحث والتقصي وإلى أحترام المخالف له في الرأي والعقيدة. إن الايمان بلا شك هو ايمان ساذج واعمى وضعيف، وفوق ذلك كله هو ايمان يحتكر الحقيقة ويشكل خطراً على صاحبه وعلى الآخرين ايضاً، لأنه يمهد للتعصب والتطرف والعنف، وبالتالي الجريمة العقائدية التي يرتكبها صاحبها وهو مرتاح الضمير ضاناً انه يتقرب إلى الله بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلة التفاح
ياسر الحر ( 2011 / 4 / 22 - 09:38 )
اهنئك على هدا المقال الرائع في هكدا موضوع حساس ولكن تاكد انه لن يبقى في سلة المتدينين شيئ ان طبقنا نظرية سلة التفاح وسيقع عمود ايمانهم ويخر من عل


2 - الى الرائع واثق غازى
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 22 - 17:15 )
مقال رائع واسلوبك سلس جدا .ولذيذ وممتع

تعريفك للايمان وللعقيدة سليم جدا .لكن ينقصه شئ واحد ..مهم جدا جدا وهو ان الايمان الحق هو الذى يعيشه ويطبقه من يؤمن به وببنوده فى واقع حياته المعاش وتعامله مع الاخرين حتى يخرج من دائرة النفاق

فانا عندما أؤمن بشئ يمثل عقيدة بالنسبة لى ويمثل نظرنى للحياة وللوجود .وأتخذ نبى او رسول .او اله مثلى الاعلى ومحبوبى ومطلوبى ومرغوبى ..ويكون منتهى املى ان اكون مثله ..فيجب على بالفعل ان اكون مثله او اسعى لذلك بكل قوة ويقين مهما لاقيت من عذاب او مشقة

اما ان أؤمن بعقيدة ومبادئ .او باله او نبى .واعجب به اعجاب يملك فؤادى وقلبى واهيم فيه حبا .وودا .وتبشيرا ...وامجده .واعبده ..ثم بعد ذلك كله ..لا أتبعه .ولا اطبق تعاليمه وارشاداته فهذا راجع لسببين:

1 اما ان المبادئ والعقيدة التى اعتنقتها لم تعد صالحة فى زماننا ..هذا او ان ما فعله هذا النبى او هذا الاله هو قوة خارقة لا استطيع انا القيام بمثلها ....وبذلك تسقط امكانية الاسوة والاقتداء
2واما ان يكون عدم تطبيقى لعقيدتى راجع لنقص عزيمتى ..وقلة حيلتى ..وبذلك اكون منافقا
اذا الايمان الحق يجب ان يكون فى حيز الامكان
وتحية


3 - أتفق معك تماماً
واثق غازي عبدالنبي ( 2011 / 4 / 22 - 18:54 )
تحية طيبة يا اخ شاهر الشرقاوي

شكرا لك على اطرائك. اتفق معك تماما فيما ذكرته. لذلك ذكرت في مقالة سابقة لي بعنوان (في معنى الدين والتدين) أن تدين بدون ايمان غباء وايمان بدون تدين جحود. اعتقد ان الكثير من الوصاية والشعائر والشرائع الدينية لم تعد صالحة في عصرنا هذا، لذلك يصعب على الانسان تطبيقها

شكرا مرة اخرة


4 - مقال رائع
رويدة سالم ( 2011 / 4 / 23 - 21:14 )
هل تعتقد سيدي واثق انه بالامكان تطبيق الشك المنهجي في صفوف شعوبنا العربية الثقافة؟
هل بالامكان التشكيك بإمتلاك الحقيقة المطلقة بين المحيطين بنا من المؤمنين البسطاء وان كانوا اصحاب شهائد علمية مرموقة؟
قالت لي زميلة تعمل معي يوما لا يجب ان نتعامل مع هذا الزميل فهو علماني ونحن نحارب العلمانية.. أتعلم لماذا؟ بكل بساطة لأنها كالغلبية الساحقة في مجتمعاتنا ورثت دينا وآمنت به ايمان عجائز وترفض حتى مجرد التفكير في مدى موافقته للعصر بل تجهل حتى تفاصيل تاريخه الدموي. كل ما تمتلكه كالاغلبية هو جملة مقدسات وتطبيقات لا تحيد عنها وان كانت مرهقة
كلامك جميل لكنه غير قابل للتطبيق في مجتمعات تشربت التعصب الاعمى والتجهيل وكل الامراض النفسية وخصوصا القهر بكل اصنافه حتى النخاع

مع احترامي وودي


5 - سؤال مهم وواقعي
واثق غازي عبدالنبي ( 2011 / 4 / 23 - 23:58 )
تحية طيبة يا رويدة سالم
سؤالك وجيه ومهم وواقعي. وجوابي عليه هو أن ابناء شعوبنا العربية ابعد ما يكونون عن الشك المنهجي. فاذا راود احدهم تساؤل عن معنى الوجود وغايته، او اي تساؤل اخر من هذا النوع، استعاذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يوسوس له ليضله عن السراط. وقد ذكرت في مقالتي (عقائدنا من صنع المحيطين بنا) ان عدم التساؤل هذا، ورفض مبدأ الشك المنهجي، هو نوع من انواع سجن العقيدة الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والاسلامية، وفي الحقيقة اغلب المجتمعات المتدينة، والسبب يعود إلى خمسة نقاط رئيسه هي: الجهل، والانوية، والمصلحة، والعاطفة، والخوف. هذه العوامل الخمسة هي المسئولة عن بقاء المسلمين، واغلب المتدينين في العالم، في سجن العقيدة التي توارثوها عن ابائهم
شكرا لك.. والى تعليق آخر
تحياتي


6 - تعليق
حكيم الكردي ( 2012 / 3 / 30 - 13:59 )
هكذا سبق فلاسفة المعتزلة وعقلاء الاسلاميين الفيلسوف الفرنسي [رينيه ديكارت 1596 – 1650 مـ] ابو الفلسفة الحديثة وشيخ المذهب العقلاني في الغرب وصاحب نظرية الشك, بعشرات القرون في تأصيل مذهب الشك وفرضه على المكلفين في سبيل الوصول الى اليقين والحقيقة !!
الجاحظ [163-255 هـ] :
(.. فاعرف مواضع الشك وحالاته الموجبة له لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة له. وتعلم الشك في المشكوك فيه تعلما .. فلم يكن يقين قط حتى كان قبله شك, ولم ينتقل احد عن اعتقاد الى اعتقاد غيره حتى يكون بينهما حال شك ) [كتاب الحيوان للجاحظ م6-37 ]
وسير على هذا المنهج المعرفي اوجب امامي المعتزلي بعد الجاحظ الجبائيان [ابو علي الجبائي 235 - 303 هـ ] وابنه [ ابو هاشم الجبائي 275 - 321هـ ] الشك على المكلفين وجعلاه اول الاوامر التي يجب الامتثال لها قبل العبادة فبها يعرف المعبود ! [الاصول الخمسة ]
ثم جاء بعد ذلك الفيلسوف الحجة ابو حامد الغزالي [ (450 505 متأثرا ومتأسيا بالمعتزلة ومنهجيتهم فاعلنها مصرحا :
( فإن الشكوك هي الموصلة الى الحق . فمن لم يشك لم ينظر , ومن لم ينظر لم يبصر, ومن لم يبصر بقي في العمى والظلال )
زيوار المدرس

اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا