الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-إِنَّ ٱلدِّينَ عند ٱللَّه ٱلإسلَٰم-

سمير إبراهيم خليل حسن

2011 / 4 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



توكيدا وتعقيبا على ما كتبه ٱلأخ "شاهر الشرقاوى" على مقال "إعلان مفتوح" أكتب هذا ٱلمقال لأبيّن فيه بعض ٱلمفاهيم ٱلتى يلغوا بها ٱلمسلمون وأحزابهم ويعطلون سبيل ٱللّه على ٱلناس بما يطلبون من شرعات منكر ليس فيها ما يقبل به غيرهم من ٱلناس. فهم يطلبون حكم وشرع مسلمين يظنون به حلًّا لما يعيشون من تثريب. وهم لا يعلمون أنّ ما هم فيه من تثريب هو بسبب جهلهم بٱلدِّين وهو ما يتابعون طلبه لأنفسهم ولغيرهم من ٱلناس ٱلذين يتقاسمون معهم ٱلعيش فى مكان واحد. فإلى ٱلمسلمين وأحزابهم أقول:
أنّ كلمة "إِسلَـٰـمـ" كما وردت فى كتاب ٱللَّه تدلّ على "سَلَـٰـمـ" (سلام) مسبوق بثور "ا" موتّد بوتد مثانى وتحته حيرق "إِ". وتبيّن ٱلكلمة أنّ ثورة هذا ٱلثور ثابتة بما يبيّنه ٱلوتد ٱلمثانى "ء" من تحته. أمَّا ما يبيّنه ٱلحيريق " ِ" فهو منهاج فى ٱلوتد ٱلموتّد للثور محفور فيه بحرقٍ حرارىّ (كما هو ٱلأمر فى طباعة منهاج على CD). وهذا يبيّن أنّ ثورة ٱلسلام موتّدة ومحكومة بمنهاج لا تغيير فيه ولا فرصة به لحرب.
وإذا علمنآ أنّ ٱللَّه هو مالك لكلِّ شىء فى ٱلسَّمـٰـوٰت وٱلأرض. وأنّه ٱلملك ٱلقُدُّوس فى ملكه لا شريك له فى ملكه وأمره فيه. نعلم أنّه صاحب ٱلحقِّ وحده فى صناعة ٱلأمن وٱلسلام فى ملكه. وهذا ما يبيّنه لنا ٱسمه "ٱلسَّلَـٰـم" وٱسمه "ٱلمؤمن".
كما نعلم أنّ شرع "ٱلإِسلَـٰـمـ" هو لما يملكه ٱللّه فى ٱلسّمَـٰـوٰت وٱلأرض ولكلِّ ما فيهما مجرات وشمس وقمر وحجر وشجر وبشر ٱسم "مسلم".
وصناعته للأمن وٱلسلام فى ملكه ٱلمسلم له يبيّنه قوله:
"إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسلَـٰـمُـ" 19 ءال عمران.
ولهذا ٱلدِّين ٱلقيِّم شرع مسنون قيِّم:
"فَلَن تَجِدَ لِسُنّتِ ٱللَّهِ تبدِيلا ولن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللّه تَحوِيلا" 43 فاطر.
وهذا يبيّن أنّ ٱلدِّين عند ٱللّه هو عهد وميثاق قيِّم (شرع مسنون) على مَلَكٍ حَىٍّ قَيُّومٍ شَرَطَ على نفسه ووثَّق حال ٱلسَّلَـٰـم ٱلقيِّم فى ملكه.
فٱلأسمآء "دين" و"إسلَـٰـمـ" و"سلَـٰـمـ" و"مسلم" تبيِّن عهدَ وحِكمَ حاكمٍ وشرعَه ٱلمسنون ومكانا لا حرب فيه وأهلا مسلمون للشرع ٱلمسنون يسكنون فى ٱلمكان ءَامنين.
فٱلقول فى ٱلكتاب يبيّن أنَّ ٱسم "مسلم" هو لكلِّ شىء فى ٱلسَّمَـٰـوٰت وٱلأرض. وفى ٱلاسم وصف لحال ٱلأشيآء يبيّن أنّ إسلـٰـمها قيِّم لشرع ٱلدِّينِ ٱلمسنون.
هذا ٱلدِّين هو عند ٱللّه وليس عند طآئفة من طوآئف ٱلناس ولا عند أحزابهم. وجميع ٱلناس هم مسلمون للّه كرها وطوعا لأنّهم من ملك ٱللّه وليسوا من خارج ملكه.
لقد نفخ ٱللّه من روحه فى ٱلبشر وبٱلروح صار للبشر أن يخلف بما للّه من أسمآء. وعلى ٱلناس أن يعلموۤا أنّ ٱسم "مسلم" ليس من أسمآء ٱللَّه ليخلفوا به ويؤسسوا له طآئفة وحزب. بل هو ٱسم لهم يبيّن أنّهم أشيآء مملوكة للّه تعبد ما عنده من دين ولا تقدر على ٱلفسق عليه علموا بذلك أم لم يعلموا:
"أَفَغَيرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبغُونَ وَلَهُ أَسلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَإِلَيهِ يُرجَعُونَ" 83 ءال عمران.
فإن خلفوا بٱسم "عليم" سيخلفون بأسمآء أخرى ومنها ٱسم "مالك" فيملكون من ملكه. وٱسم "ملك" صاحب شرع معروف constitution وسلطة وأمر بٱلمعروف فى ملكه. وٱسم "مؤمن" وٱسم "سلام" صاحب ٱلأمر فى قيام ٱلأمن وٱلسلام فى ملكه بشرع معروف لا منكر فيه. وٱسم "مهيمن" يهيمن به على ما يملك وما يحدث من أفعال فى ملكه. وكلِّ ٱسم يخلف به له من فعله وشأنه.
ولهم أن يعلموۤا أنّ من ٱلدِّين عند ٱللّه وهو "ٱلإِسلَـٰـمـ" يكون لمن يخلف بأسمآء عليم ومالك وملك ومؤمن وهى من أسمآء ٱللّه أن يضع لنفسه ولملكه ولعبيده شرعا معروفا constitution لا منكر فيه يجهله ولا يعلم به هو وعبيده. ولهذا ٱلشرع ٱلمعروف يُسلم ٱلمالك ٱلملك ٱلمؤمن بما يأمر به عبيده ٱلمسلمون. وهذا ٱلشرع ٱلمعروف constitution هو ما رضىَ به ٱللَّه دينا للمؤمنين:
"ٱليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِى وَرَضَيتُ لَكُمُ ٱلإِسلَـٰـمَ دِينًا(3) ٱلمآئدة.
ومآ أكمله ٱللّهُ وما رَضِىَ به دينًا للمؤمنين هو إسلَـٰـمُ - هُم وسجودهم للّه "طوعًا". فلا يعملون تفريقا لهم فى ٱلدِّين يدفع بهم إلى قتال وحرب وفساد فى ٱلأرض. وأنَّ ما لم يرضَ به دينا لهم هو إسلَـٰـم ٱلجاهلين "كَرهًا" ٱلذين يتفرقون فى ٱلدِّين ويتقاتلون ويتحاربون ويعيشون فى تثريب ويفسدون فى ٱلأرض. وهذا ما يوكّد عليه بموعظته لهم:
"يٰۤأيُّها ٱلَّذين ءَامَنُواْ ٱدخُلُواْ فِى ٱلسِّلمِـ كآفَّةً ولا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيطَـٰـنِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوّ مُّبِين" 208 ٱلبقرة.
فليس لأحد من ٱلناس أن يقول عمّا عنده من دين (شرع معروف constitution) أنّه ٱلدِّين عند ٱللّه. فما عند ٱلناس هو شرع من ٱلدِّين constitution وليس شرع ٱلدِّين عند ٱللّه. فما عند ٱللَّه هو دين قيِّمُ لا ينقطع قيامه بشرع "ٱلسَّلَـٰـم" وبه يقوم ٱلأَمن فى ملك مالك ٱلسَّمـٰـوٰت وٱلأرض:
"وَلَهُ مَا فِى ٱلسَّمـٰـوٰتِ وَٱلأَرضِ وَلَه ٱلدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ" 52 ٱلنَّحل.
فلا مَلِك ولا مَالِك ولا حاكم فيهما يشاركه أو يعلوا عليه ليتقى به منه. وهو ما على ٱلمؤمنين أن يعلموا به وأن يهتدوا بما فى كتاب ٱللّه من وصيَّة لهم ليقيموا ٱلدِّين فيما يخلفون به من ملكه بشرع من ٱلدِّين ٱلذىۤ أكمله لهم فيقوم بينهم ٱلسّلم ولا يتفرقون فى ٱلدِّين:
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيمواْ ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقواْ فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللَّهُ يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
وأنّ لكلٍّ منهم بما علم من ٱلدِّين عند ٱللّه شرعة ومنهاجا:
"... لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا وَلَو شَآءَ ٱللَّهُ لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدَةً وَلَـٰـكِن لِّيَبلُوَكُم فى مَآ ءَاتىٰـكُم فٱستَبِقُواْ ٱلخَيرَٰتِ إِلَى ٱللَّهِ مَرجِعُكُم جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمـ فِيهِ تَختَلِفُونَ" 48 ٱلماۤئدة.
فلو شآء ٱللّه لكانوا دوآبًّا وملـٰۤــئكة يسجدون ولا يستكبرون:
"ولِلَّهِ يسجُدُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ومَا فِى ٱلأرضِ مِن دَآبَّةٍ وٱلملـٰۤئِكةُ وهم لا يستكبرونَ" 49 ٱلنَّحل.
ولكنه شآء أن يخلفوا بفعل ما نفخه فيهم من روحه وأن يكونوا مسئولين عن ٱكتسابهم ٱلعلم بٱلدِّين عنده وبشرع منه وعن وصف وحال إسلامهم وسجودهم طوعًا كان أم كَرهًا:
"ولِلَّهِ يسجُدُ مَن فِى ٱلسَّمـٰوَٰتِ وٱلأرضِ طوعًا وكَرهًا وظلـٰـلُهم بٱلغُدُوِّ وٱلأصَالِ" 15 ٱلرَّعد.
وبيّن لهم أنّهم مختلفون فيما يكتسبون ومسئولون عن قيام ٱلسِّلم بينهم. ولهم فيما وصّى ووعظ أن يقيموا ٱلدِّين بينهم ولا يتفرقون فيه على ٱلرّغم من ٱختلاف ٱكتسابهم وعلمهم. فيتحدون بشرع معروف من ٱلدِّين constitution يتوسّط بين شرعاتهم ٱلمختلفة لا يُلغى شرعة أحد منهم ولا يحاربها ولا يميل إليها. وبه يقوم لهم حكم سلم لأمّة مؤمنين وسط تحكم بينهم بٱلمعروف وتنهَى عن ٱلمنكر فلا يتفرقون ولا يتقاتلون فى ٱلدِّين كما يتفرّق ويتقاتل ٱلمشركون وهم مسلمون جاهلون ساجدون كَرها.
فٱلدِّين هو شرع معروف constitution يَدين له ٱلحاكم وبه يأمر ويقضى ويحكم. ولكلِّ دولة أو جماعة بشرية دين هو ما تعرفه معرفة من شرع. ولكلِّ شعب يريد ٱلعيش بسلام دين يتوسط بين فئاته هو شرعه ٱلمعروف constitution.
فما ترفعه أحزاب ٱلمسلمين من شعارات تظنّ بها حلًّا هو ما يفرّق فى ٱلدِين ويدفع بٱلناس إلى حرب وتثريب. فٱلدِّين ٱلمطلوب فى مجتمعاتنا هو ما رضىَ ٱللّه به للمؤمنين وهو شرع معروف من ٱلدِّين لا يفرّق بين مؤمنين وكافرين فكيف بين مؤمنين ومؤمنين.
وليعلم ٱلمسلمون وأحزابهم أنّ مَن يخلف بٱسم "مؤمن" هو عالم ومالك وليس جاهل ولا مَن يعمل بأجر. ومن يعمل بأجر هو مَن أسلم طعامه وأمنه لمالك مؤمن يعمل فى ملكه بأجر. وأنّ ٱلمؤمن قد يكون من ٱلمؤمنين بٱللّه وٱليوم ٱلأخر وله يسلم وقد لا يكون منهم:
"يَـٰۤـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلكِتَـٰـبِ ٱلَّذِىۤ نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱلكِتَـٰـبِ ٱلَّذِىۤ أَنزَلَ مِن قَبلُ وَمَن يَكفُر بِٱللَّهِ وَمَلَـٰۤـئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَٱليَومِـ ٱلأَخِرِ فَقَد ضَلَّ ضَلَـٰـلا بَعِيدًا" 136 ٱلنِّسَآء.
فدين ٱلدولة هو شرعها ٱلمعروف constitution ٱلذى يرضى به جميع ٱلمؤمنين ويبايع عليه ممثلون عن ٱلمسلمين أو ٱلمسلمون جميعهم بوسيلة ٱلاستفتآء. ولكلٍّ من ٱلمؤمنين وٱلمسلمين مجلسه. فلا شرع للمسلمين ولا لليهود ولا ذكر لشرعهما فى دين ٱلدولة ٱلتى لا تفرّق فى ٱلدِّين. وكلّ مَن يطلب ذكرَ شرعٍ لطآئفة فى شرع ٱلدولة هو مَن يطلب ٱلتفريق فى ٱلدِّين ولا يقبل بما شرع ٱللّه من ٱلدِّين ولا يقبل أن يكون رسول ٱللّه ٱلنّبىّ ٱلحاكم "محمد" له "أسوة حسنة" فيما سنّه من شرع معروف لحكومة "مَدينة" للشرع فى "يثرب".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكرتنى بالذى مضى
سليمان الفقى ( 2011 / 4 / 22 - 18:39 )
مقال ممتاز بالرغم من طلاسم الجمل الا انه احسن من قبل لان التاريخ يثبت ان ابو الاسود الدوالى اعطم من اله العرب فهو سهل ويسر لنا القراءة ارجوا المزيد من كتابات تبين لنا جهلنا بما كان والمزمع تطبيقه الان مع اننى كنت اتمنى ان يحرق عثمان كل المصاحف


2 - أين الرد على مداخلتي ؟
أحمد الجاويش ( 2011 / 4 / 23 - 10:32 )
الأخ سمير خليل كتب لك مداخلة في موضوع - تجنبوا ما قد سلف - وأنتظرت ردك ضمن الردود كما سبق وقلت لكنك ربما نسيت الرد .. ؟ شكرا

اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_