الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الإسلام لم يعرف التداول السلمي للسلطة

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2011 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يخطيء كثيرون عندما يعتبرون أن مشاركة الإسلاميين في العملية الديمقراطية أمرٌ لا يناقض الديمقراطية. في هذا المقال سوف نوضح أن تاريخ الإسلام يتناقض مع الديمقراطية بشكل صارخ وما الانتخابات بالنسبة للإسلاميين سوى استفتاء هدفه الوحيد الانقضاض على السلطة بغية الاستبداد بها لإقامة دولة الخلافة التي تقوم على بيعة " أمير المؤمنين " بيعة أبدية.
قبل الخوض في تفاصيل التاريخ تجدر الإشارة إلى أن التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع هو مبدأ غربي تم ترسيخه بعد إقرار وانتشار مباديء الثورة الفرنسية في العصر الحديث أما الدول العربية الإسلامية فلم تعرف بعد هذا المبدأ رغم وجود صناديق اقتراع ومجلس شعب أو برلمان شكلي وعمليات انتخابية مزورة في معظمها.
لماذا لا يقول الإسلاميون الحقيقة للناس قبل المشاركة في الانتخابات ؟! لماذا لا يصارحون الناس بحقيقة النظام السياسي الذي يطمحون إلى إقامته من قبل المشاركة في عمليات الاقتراع ؟! ثم لماذا يقومون بإشعال حرب شعواء ضد الدولة المدنية الديمقراطية باعتبار أن دولة الحريات إنما تعني حرية الشذوذ الجنسي، ولا يقولون للناس أن الدولة المدنية الديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يكفل محاسبة السلطة على أخطائها وفسادها وأنها الدولة الوحيدة في التاريخ التي كفلت نظام عدالة ومساواة يعيد توزيع الثروة على الطبقات المسحوقة على شكل إعانات اجتماعية يعيش على فتاتها جميع المسلمين الذين هاجروا إلى بلاد الديمقراطية والحرية ؟!
من الناحية التاريخية لا يبدو أن الإسلام قد أقر نظاماً واحداً ومحدداً للحكم وأن الشورى لاختيار الحاكم لم تطبق ولو مرة واحدة، وأن البيعة للزعيم القادر على قتل معارضيه هي النظام الوحيد الذي يمارس في بلاد الإسلام منذ اغتيال الخليفة الثالث عثمان وحتى ما قبل سقوط مبارك وخضوعه للمحاكمة ليصبح مبارك هو أول زعيم مسلم يتعرض للمحاسبة في تاريخ الإسلام بطوله وعرضه !
إن الحل الوحيد لتدفق الدماء بسبب الصراع على السلطة هو إقرار مبدأ التداول السلمي على السلطة، وإن تحويل هذا المبدأ إلى ممارسة واقعية يقرها الدستور الديمقراطي هو الطريق الوحيد لحقن الدماء والاغتيالات والانقلابات وضياع التنمية وانتشار الفقر والجهل والمرض دون أن يحرك ذلك في ضمير الحاكم وبطانته قيد أنملة !
التجربة التركية المتقدمة تؤكد توصل الإسلاميون في تركيا إلى أن العلمانية التي تفصل ما بين الدولة والدين تجربة رائعة، وإن الأنسب والأفضل لنا أن نهتدي بأصحاب التجارب والخبرة التاريخية في نظام الحكم.
إن رفض أنظمة الاستبداد والفساد العربية لمبدأ المشاركة الشعبية ومبدأ التداول السلمي للسلطة هو نفس ما قام به الخليفة الثالث عثمان حينما رفض التنحي وبالتالي فإن بضاعة الإسلاميين العرب هي بضاعة مجربة لأكثر من ألف عام.
الشعوب العربية تتوق لمبدأ المشاركة كما تتوق للحرية التي تهتف بها الشعوب الآن، أما الإسلاميين فهم مطالبون بالاعتراف صراحة بمبدأ التداول السلمي للسلطة بحسب مدة زمنية يقرها الدستور، وإن الغرق في البيعة الأبدية وأهل الحل والعقد والاستبداد بالسلطة واعتماد القمع وعدم وجود آليات لمحاسبة الحاكم فهو ما تثور ضد الشعوب الآن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان
د. أيمن الجمل ( 2011 / 4 / 23 - 20:04 )
الإسلاميون الذي يزعمون الآن أنهم يريدون لمصر دولة ديمقراطية يخادعون الناخبين والجمهور والعالم ببجاحة منقطعة النظير، سواء تحت بند التقية أو أي بند مكيافيلي آخر. فجوهر اعتقادهم، أيا كان مسماهم، أن الحاكمية لله، أي أن الله هو المصدر الوحيد للتشريع. ومعنى ذلك أن قبولهم الديمقراطية، أي أن يكون الشعب هو مصدر السلطات، خرق خطير لمعتقد الحاكمية، يخرجهم جميعا من ربقة الإسلام. فهم يرون أن الديمقراطية تبيح ما قد يبيحه البرلمان المنتخب حتى وإن كان إباحة الجنس المثلي أو حرية تداول الخمور أو غير ذلك من الأمور المحظورة لديهم. ولا عجب إذن من ارتفاع نسبة التكفير، ومن ثم اغتيالات المفكرين (فرج فودة نموذجا، وغيره) في مجتمعاتنا البائسة المتناقضة. الديمقراطية تتنافى حتما مع فكرة الحاكمية، ولا مجال أمام الإسلاميين إلا اختيار الأخيرة، ولا مجال لتوفيق الإسلام مع الديمقراطية، إلا وفق ما جاء في مقرر رياضيات في بلد إسلامي: -الخطان المتوازيان لا يلتقيان إلا بإذن الله!- ومن ثم يجب ألا ننخدع بما يقولون ولنعلم أن صعودهم للحكم ضربة قاضية وتحت الحزام للحريات ولكل حقوق الإنسان. وعلى الواعين التحرك لمنع ذلك بكل قوة.


2 - الإسلاميون يقصون أنفسهم بأنفسهم
Amir Baky ( 2011 / 4 / 23 - 22:48 )
عندما يخرج علينا الإسلاميون ليمررون أنهم يحكمون بأسم الله و ليس بأسم إدراكهم البشرى لأحكام الله. فكيف نصدقهم فى تبنى حياة ديمقراطية سليمة؟ فالإعتراض عليهم سيتحول إلى تكفير لأنهم سينسبون الإعتراض على أنه ضد الله و ليس ضد سياستهم. فنموذج أكبر دولة إسلامية ليس بها ديمقراطية أو إنتخابات أو تداول سلطة. وحماس حولت غزة لإمارة إسلامية بعد وصولها للحكم بالإنتخابات ثم لغت الإنتخابات و تداول السلطة بحجة المصالحة التى لا تريدها عمليا. لم يوجد خليفة واحد أتى بإرادة الشعب. فهل نغمض أعيننا عن كل هذه الحقائق لتعود عجلة القهر و الذل مرة أخرى بعد أن تخلص الشعب من حكامة الدكتاتوريين؟ أنا ليس ضد مشاركة الإسلاميين فى العملية السياسية بل ضد سياسة الإقصاء و الدكتاتورية التى يعلنوها بدون خجل


3 - الوطن الحاره
الشيماء محمد الحسيني ( 2011 / 4 / 24 - 18:53 )
لنتذكر فقط ان تقدم الغرب ورقيه المادي تم من خلال سرقة شعوب الارض قاطبة وان الامبرياليه امدته بكل هذا الثراء الذي مكنه من بسط العداله والرخاء لشعوبه ووجه سفلته صوبنا ليفعلو ما يشاؤن وجعلوا بلادنا حاره وملعب لهم ولذلك تراهم يميلون لسلطة المال لا لسلطة الكرسي ولان الكرسي خادم للمال فمن يريد الرياسه يبحث عن المال بعكس بلادنا الفقيره المنهوبه فالسلطه للكرسي وممارسة الافساد والفساد داخل البيت وليس الحاره لان الحاره ملعب الغرب وبيتهم نظيف الى الله المشتكى وتبا لكل وغد ووضيع


4 - الاسلام صالح لك زمكان!
bensmain zoulikha kherbouche ( 2011 / 4 / 30 - 15:56 )
الاسلام ليس متحجرا وقد كان النبي الكريم يطبق المركزية ولما جاء ابوكر الصديق سار على دربه لان الظروف كانت تتطلب ذلك ولما جاء عمر العادل اقام اللامركزية بدل وغير ما يوافق الحياة المتطورة ولنا في فقه المقاصد الدروس الكبرى فلماذا كلما يتكلم الاسلاميون تطبش الاذان فلنترك لهم الفرصة فان جاوؤا بالجميل قبل وان جاؤوا بالقبيح رفض لماذا لا يعترف اعداء الاسلام ببدور الاسلام الذي قام به في بناء جدار الانسانية السرمدى وهو قادر اذا وجد العقول الخصبة الموهوبة ولكن يحدث ان يشوه الاسلام من طرف الذين يجهلونه او من طرف المتفقهين بالدين الذين لا عقيدة صحية لهم ولا فلسفة واضحة.
zoulikha

اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة