الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد فكرة المقدس

واثق غازي عبدالنبي

2011 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدسات الخمسة:

كلمة مقدس ترتبط بالله أو بالدين، أي بالسماء، حتى قيل أن الدين هو عبارة عن (منظومة من الرموز المقدسة)، ولذلك نجد أن المقدس شديد الخصوصية وفوق النقد، وفكرة المقدس توحي لسامعها بالتنزيه والتعظيم والهيبة والخشية، والمقدس لا يشوبه عيب أو نقص أو خلل أو زلل، هو معبر في أحيان كثيرة عن الكمال. ولأجل ذلك نجد أن الفكر الديني يقسم الأشياء إلى قسمين مقدسة ومدنسة، والمقدسات في الدين على خمسة أنواع هي: نصوص مقدسة، وأماكن مقدسة، وأوقات مقدسة، وشخصيات مقدسة، وشعائر أو طقوس مقدسة. على سبيل المثال، في الدين الإسلامي، القرآن كتاب مقدس، الكعبة مكان مقدس، يوم الجمعة وقت مقدس، وأهل بيت النبي وصحابته شخصيات مقدسة، والصلات والصيام والحج شعائر أو طقوس مقدسة. وفي الدين المسيحي، الإنجيل كتاب مقدس، الكنيسة مكان مقدس، يوم الأحد وقت مقدس، وتلامذة المسيح شخصيات مقدسة وكذلك الصلات والصيام والحج شعائر أو طقوس مقدسة. وكذلك الحال في جميع ديانات العالم، فلا يكاد يخلو دين من هذه المقدسات الخمسة. ومن الجدير بالذكر أن هذه المقدسات مرتبطة مع بعضها ومتداخلة بصورة شائكة جداً، فكثير من الشعائر تستند إلى نصوص أو شخصيات، والكثير من الأماكن مرتبطة بأشخاص أو نصوص، والكثير من الشخصيات أصبحت مقدسة بعد أن ورد فيها نص يمجدها أو يمتدحها، وكذلك الحال مع نصوص أصبحت مقدسة لأن شخصاً مقدساً قد ذكرها.

أولاً: قدسية النص:

قدسية النص تعني الاعتقاد الجازم بصدق النص وتعبيره عن الحق، ويضاف لهاتين الصفتين صفة الثبوت وعدم التحريف والتبديل. أما المقصود بالنص الديني فهو كل ما يذكر في الكتب الدينية، سواء كان هذا الدين سماواي أو وضعي، وغالباً ما تكون النصوص الدينية مكتوبة. ولكل نص، ديني أو غير ديني، منطوق ومفهوم، والمنطوق هو اللفظ المرتبط بالحرف، أما المفهوم فهو الفكرة التي من المفترض أن يعبر عنها المنطوق.
لا بد لنا الآن من الإجابة عن سؤال نراه مهماً جداً هو: أيهما مقدس في النص، شكل النص (حرفه ومنطوقه) أم مفهومه؟. ولو تتبعنا الإجابات المحتملة عن هذا السؤال لوجدناه ثلاث إجابات: الأولى ترى أن النص الديني مقدس شكلاً ومفهوماً، والثانية ترى أن النص الديني مقدس في شكله فقط، أما الثالثة فهي ترى أن النص الديني غير مقدس لا شكلاً ولا مفهوماً.
يمكن أن يكون شكل النص ثابتاً أو مقدساً، أما مفهوم النص فلا يمكن أن يكون كذلك، فالأفكار والرؤى والمفاهيم التي يحملها النص الديني، أو أي نص آخر، متغيرة من شخص إلى شخص ومن مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان. لذلك نرى أنه إذا سلمنا بقدسية شكل النص (حرفه ومنطوقه)، واعتبرنا انه ثابت ومنزه من كل عيب أو نقص، فمن الصعب أن نسلم بقدسية مفهوم النص، والسبب في ذلك يعود إلى:
(1) إن مفهوم النص الديني متغير من شخص لآخر، أو بعبارة أدق من عقلٍ لآخر، وهذا ما دعا لوجود أكثر من تفسير للنص الديني الواحد، والنصوص الدينية التي يجمع المفسرون على مفهوم واحد لها نادرة جداً.
(2) إن مفهوم النص الديني متغير من زمن إلى آخر، فالنص الذي يحمل مفهوماً في زمن ظهوره أصبح له مفهوم آخر بعد عشرات أو مئات السنين، فهل المفهوم الأول حافظ على قدسيته؟ وهل سوف يحافظ المفهوم الجديد على قدسيته بعد مئة سنة مثلاً؟
(3) إن مفهوم النص الديني متغير من مكان لآخر، فالكثير من النصوص الدينية، خصوصاً تلك التي يترتب عليها سلوك اجتماعي معين، نراها مختلفة في مفاهيمها من مجتمع إلى آخر، وهذا يعني أن فهم النص الواحد يختلف تبعاً لاختلاف العادات الاجتماعية والتقاليد والأعراف السائدة في مكانٍ ما والتي من المحتمل أن لا تكون مقبولة في مكانٍ آخر.
هذا الاختلاف في تحديد المقدس وغير المقدس في النص الديني هو السبب الجوهري الكامن وراء الصراع المستعر بين دعاة الثابت ودعاة المتغير، بين دعاة الجمود ودعاة التجديد، بين من يرى في النص الديني الحقيقة المطلقة وبين من يرى فيها الحقيقة النسبية.
يرى بعض المدافعين عن قدسية مفهوم النص أن الاختلاف في فهم النص بالصورة التي ذكرناها أعلاه هي ميزة تضاف إلى النص ولا تحد من قدسيته، ويرون فيها أيضاً قدرة على مواكبة العصر والتطور، وحكمة يتمتع بها مُنزل النص. وهذا كلام حسن ومقبول لدى الجميع تقريباً، لكنهم في الواقع لا يعملون به، فهم يرفضون أي مفهوم جديد يأتي به الفرد للنص، وقد يصل بهم مستوى الرفض إلى حد أخراج صاحب هذا الفهم عن الدين الذي صدر عنه أو ينتمي أليه النص، وأحياناً هدر دمه وقتله. فهم يرون أن فهم النص لا يمكن التوصل أليه إلا بعد أن يملك الفرد مجموعة من المعارف والعلوم الخاصة، وبذلك يسدون الطريق أمام حتى العديد من الباحثين بحجة أنهم غير متخصصين بدراسة النص الديني، وهذه الحجة تحمل في طياتها شيء من الحقيقة وأشياء كثيرة من عدم الحقيقة، أو فلنقل سوء الطوية.
إن المدافعين عن قدسية مفهوم النص، يرون أنهم الأحق في فهم النص، أو بعبارة أخرى، أنهم وحدهم القادرين على فهم النص، لذلك فهم لا يسمحون لأي شخصٍ آخر أن يفهم النص فهماً جديداً أو مغايراً. والغريب في الأمر أنهم ما زالوا متمسكين بفهم قديم للنصوص الدينية لم يعد منسجماً مع متطلبات العصر، بل أنه فهم يتعارض أحياناً مع بعض الثوابت العلمية، سواء في العلوم الطبيعية أو العلوم الإنسانية (الاجتماعية والنفسية والتربوية مثلاً). وإذا ظهر من يخالف المفهوم الراسخ في أذهانهم عن النص اعتبروه معارضاً وجاحداً وكافراً بشكل النص ومصدره وليس مخالفاً لهم في فهم النص، وهذه هي الكارثة.
لكي نتخلص من أزمة قدسية النص الديني علينا أن نفهم أن للنص الديني شكلاً يشمل المكتوب والمنطوق والذي يمكن أن يكون مقدساً، كما أن له مفهوماً لا يمكن أن يكون مقدساً لأنه متغير من شخص لآخر ومن زمان لآخر ومن مكان لآخر، وهذا بالتأكيد لا يمنع من أن يكون النص الديني محترماً شكلاً ومفهوماً. كما أن فهم النص الديني ليس حكراً على أحد، فزمن الاحتكار قد ولى ولم يعد ألا المتطرفون فقط يدعون لأنفسهم احتكار الحقيقة أو احتكار فهم النص الديني. فالباحث في الشؤون الدينية من حقه أن يدلي بدلوه في فهم النص الديني ومن حق المخالفين له أن يردوا عليه ما شاءوا من الردود بشرط أن يتجنبوا العنف، وهذا ما نأمله منهم. فقد ذهب العديد ممن حاولوا فهم النص الديني ضحية لمن يدعون احتكاره، فمنهم من فقد حياته ومنهم من اتهم بالكفر، ومنهم من اجبر على الصمت وعدم الكتابة، ومنهم من هُجر من بلده ليعيش منفياً في ديار الغربة.

ثانياً: قدسية رجال الدين:

إن قدسية النص الديني تقودنا إلى قدسية المتحدث بالنص الديني، سواء كان شخصية تاريخية أو معاصرة، والذي يصبح مقدساً هو الآخر لأن كل (وهذه هي الكارثة) ما يصدر عنه يجب أن يكون استجابة لفهمه للنص، وهذا ما قاد العديدين إلى فهم النص الديني على ضوء تصرفات وأفعال ذلك المقدس، بل أحياناً كثيرة على ما يراه هذا المقدس في منامه من رؤى وأضغاث أحلام. إن ذلك الخلط بين قدسية النص وقدسية المحتكرين لفهم النص قاد إلى ظهور العديد من المفاهيم المغلوطة للنص الديني، ودعا إلى التمسك بأفعال لا تتصل أحياناً لا من قريب ولا من بعيد بجوهر النصوص الدينية.
لقد أصبح في تاريخ جميع الديانات شخصيات مقدسة، فوق مستوى الشبهات أو النقد، لا يمكن لأي شخصٍ كان أن يذكر لها أي عيب أو زلل أو خلل، فهي شخصيات كاملة ونموذجية ومعصومة. إذا حاول أحد الباحثين أو الدارسين أن يشير إلى حادثة تاريخية يرى فيها أن الشخصية الفلانية المقدسة قد أخطأت، أعتبر هذا مساساً بشخص المقدس، وتقوم الدنيا ولا تقعد إلا بتوبة هذا الباحث الزنديق الذي تجرأ وتطاول على شخص المقدس، وإذا أصر الزنديق على تجرؤه فانه لا ينال سوى التكفير والإخراج من الملة أو فتوة صغيرة تهدر دمه قد ينفذها احد الشباب المتحمسين، فتكون النتيجة القضاء على ذلك الزنديق الذي حاول أن يمس رموز الدين وشخصياته المقدسة.
إن شخصيات التاريخ المرتبطة بدينٍ ما لا يمكن لها أن تكون مقدسة، فالإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان، وإذا كان احدهم قد اعتنق مبدأ ما وعمل على نشره والتبشير به، فهذا لا يعفيه من الزلل أو الخطأ، ولن تجعله أعماله مهما كانت سامية ونبيلة من أن يكون فوق مستوى النقد، فهو أولاً وأخيراً إنسان، خُلق حراً مختاراً قادراً على مزاولة الصواب والخطأ، وما دام كذلك فهو ليس معصوماً أبدا، فهو قد عمل بما يراه صواباً وفقاً لمعتقداته وظروف زمانه ومكانه، وعمله هذا قد لا يكون صائباً في نظر شخصيات أخرى لها معتقدات مختلفة تنسجم مع ظروف زمانية ومكانية مغايرة. وهذه الشخصية التاريخية قد تكون محترمة ومرموقة وحكيمة لكنها أبداً لن تكون مقدسة، بمعنى أنها ليست فوق النقد، وبمعنى أن ليس كل ما صدر عنها هو دستور عمل لنا في زماننا هذا الذي يختلف عن الزمن الذي عاشت فيه هذه الشخصية التاريخية المرموقة.
هذا فيما يتعلق بالشخصيات الدينية التاريخية، سواء كانت في التاريخ البعيد أو القريب، أما فيما يتعلق بشخصيات الحاضر المشتغلة في المجال الديني، فهي ليست سوى شخصيات متخصصة في الشؤون الدينية لها احترامها وتقديرها الموازي لاحترام وتقدير أي متخصص آخر في الشؤون الطبية مثلاً. ومقدار هذا الاحترام والتقدير يكون متناسباً مع مقدار ما تنتجه هذه الشخصية، فليس كل من اشتغل بالطب استحق أن يكون محترماً، فقد يكون نصاباً ومحتالاً، وكذلك الحال مع المشتغلين بالشؤون الدينية. إن المشتغل في الشؤون الدينية يزاول مهنةً مثل أي شخص آخر مشتغل في المجالات الدنيوية، فكلاهما يعمل ليعيش. ميزان التقدير والاحترام، وليس التقديس، يعود إلى مقدار أخلاصهما في عملهما وتفانيهما في إنجازه على أكمل صورة. بهذا المفهوم لا يكون لدينا إي رجل دين مقدس، وليس هناك شخص واحد منهم مهما علت مكانته يصبح فوق مستوى النقد، فكلهم خاضعين للنقد، لأنهم بشر، يخطئون مثلما يخطئ الطبيب في أعطاء الدواء أحياناً.

ثالثاً: قدسية الأماكن الدينية:

كم هي الأرواح التي أزهقت بحجة الدفاع عن أماكن يعتقد أنها مقدسة، وكم من حروب نشبت لأن شخصاً ما تجرأ بالقول أو الفعل على أحد هذه المقدسات. ومن واجبنا أن ندرك أن المكان لا يعني شيئاً ما لم يرتقي بالإنسان، والمكان حتى لو تهدم فبالإمكان بناءه من جديد، أما الإنسان فلا. إن هدم كل المقدسات لا يعادل إراقة قطرة دم واحدة من إنسان وجد لكي يكون مقدساً.
لقد أثار هدم المرقد المقدس لدى الشيعة في مدينة سامراء (العراق)، حرباً أهلية بين السنة والشيعة سقط ضحيتها الآلاف، وارتكبت فيها أبشع الجرائم التي وصلت إلى قطع الأعناق وتقطيع أوصال الأطفال، فهل يستحق أي مكان مهما كانت قدسيته، أن تزهق لأجله الأرواح؟. لعل عبارة (للبيت ربٌ يحميه) هي خير جواب وخير درس لنا جميعاً.

رابعاً: قدسية الأوقات الدينية:

هل يحق للمسلمين أن يتصارعوا فيما بينهم ويتهم كل واحد منهم الآخر ببطلان صيامه لمجرد أن احدهم رأى هلال شهر رمضان ليلة الأحد والآخر راءاه ليلة الاثنين مثلاً؟. إن أي عاقل لا يقول بذلك ولكن هذا هو الواقع. فقد استسلم المسلمون، وغيرهم من أصحاب الديانات أيضاً، إلى قدسية الأوقات متناسين أو ناسين قدسية الإنسان الذي وضعت هذه الأوقات لخدمته ومصلحته وليس لتقيده وتفريقه عن أخوته. إن الاختلاف في مواعيد الأعياد والصلوات وغيره من المناسبات يمكن له أن يزول إذا علمنا أن الأوقات ليس لها ما نعتقده من قدسية مطلقة لا يمكن تجاوزها أو التخفيف منها.

خامساً: قدسية الشعائر الدينية:

تُمارس الشعائر أو الطقوس الدينية استجابة لمفهوم المقدس سواء كان نصاً أو شخصاً أو مكاناً أو زماناً، وبذلك تصبح هذه الطقوس مقدسة أيضاً، بمعنى أنها تستمد قدسيتها من قدسية ما تستند أليه من نص أو شخص أو مكان أو زمان، والشعيرة المقدسة يمكن لها أن تستند إلى واحدة من هذه المقدسات الأربع أو أكثر، فيمكن لها مثلاً، أن تستند إلى نص مقدس وشخصاً مقدس فقط، ويمكن لشعيرة أخرى أن تستند إلى شخص ومكان مقدسين، وهكذا. وبعض الشعائر الدينية تسموا بروح الإنسان وتصلح ما عطب منها في زحمة الحياة، والبعض الآخر يحط من قدر الإنسان ويحوله إلى آلة صماء لا تعي ما تفعل. لذلك وجب على كل إنسان أن يتأمل في طقوس وعبادات دينه وينتقي منها ما يعينه على السمو بروحه وعقله ولا يلتفت إلى غيرها من الطقوس التي قد تكون من بدع أُناس يرون فيها مصلحة أو منفعة لهم.

الغرض من نقد فكرة المقدس:

ما هو الغرض أو الهدف من تحديد معنى وطبيعة المقدس؟، هل هو التخلص من فكرة وجود الكمال أو التنزيه في هذا العالم؟ بالطبع لا، أنها فقط محاولة إعطاء العقل مكانته في هذا الوجود. إن فكرة المقدس تعمل على تعطيل العقل في اغلب شؤون الحياة تحت شعار القدسية. فليس بإمكان العقل أن يشتغل في فهم النص لان هذا النص مقدس لا يمكن إلا لأصحاب الامتياز أن يفهموه. وليس بإمكان العقل أن ينتقد أو يؤشر مواطن الخلل والزلل في هذه الشخصية التاريخية أو رجل الدين ذاك لأنهما مقدسان. ولا يحق للعقل الاعتراض على هذه الشعيرة التي لا يرجى منها نفع لأنها مقدسة. بذلك تعمل فكرة المقدس على تعطيل وظيفة العقل، أنها تحول الإنسان إلى حيوان اجتماعي ينقاد في أفعله إلى سلوك القطيع.
إن تحرير العقل من هيمنة فكرة المقدس، يفسح المجال لاستيعاب نظرية (التعددية الدينية) التي تعني أن أكثر الديانات تملك الحقيقة، وان أكثر المتدينين محقين في عقائدهم، وأن الله أراد للعالم هذا التنوع والاختلاف، وأن أغلب البشر مهتدون. ولعل لنا وقفة مع نظرية التعددية الدينية في مقال آخر، ولكننا هنا نود الإشارة إلى أن فكرة السلام العالمي لا يمكن أن تتحقق إذا لم نؤمن بنظرية التعددية الدينية التي ترتكز على تقليل هيمنة المقدسات الخمسة على العقل.

المقدس والاضطهاد:

بالإضافة إلى ذلك، فان فكرة المقدس تعطي الحق لأُناس معينين أن يتحكموا بمصائر أُناس آخرين، فلربما يكون لشخص واحد حق إشعال الحروب أو سن القوانين ووضع التشريعات بحجة أنه مقدس. إن فكرة قدسية الأشخاص تعزز فكرة الهيمنة والسيطرة أو ما تعرف اليوم بالديكتاتورية، فكثيراً ما قرأنا ورأينا حكاماً يبطشون ويظلمون بحجة أنهم يمثلون صوت الله في الأرض وأنهم مقدسون.
لقد استغل مفهوم المقدس لمحاربة كل صور التجديد والإبداع الفكري في جميع العالم وخلال مسيرة التاريخ الطويلة. فلطالما تعرض العديد من المفكرين إلى الاضطهاد والقتل بحجة تجاوزهم وتطاولهم على مقدسات الدين. كما استغل مفهوم المقدس بشكل بشع في السياسة، فكم من صاحب سلطة استغل سلطته للقتل والتعذيب وشن الحروب تحت شعار قال ليّ الله أو سمعت صوت الرب يقول لي أفعل كذا لتنصرني. بين يدي الآن كتاب يتحدث عن حكومة الإسكندر الثالث، قيصر روسيا الذي تولى زمام الأمور عام (1881) والذي كانت فاتحة عهده تنفيذ حكم الموت على أعين الناس في امرأة لأول مرة منذ نصف قرن وكانت من بين المتآمرين على قتل أبيه الإسكندر الثاني. قال الإسكندر فيما أذاعه غداة تربعه على العرش: (إن صوت الله يهيب بنا أن نقف ثابتين في قمة الحكومة مؤمنين بقوة السلطة الأوتوقراطية وعدالتها، تلك السلطة التي انتدبنا لنزيدها قوة ونحفظها لخير الناس وصالحها من كل عدوان). لقد ارتكب هذا القيصر أبشع الكوارث بحق شعبه الجائع وبحق المفكرين في عصره تحت شعار (إن صوت الله يهيب بنا).

قدسية الإنسان:

لعلنا لا نغالي إذا قلنا إن هناك عدد من القوانين وضعت لخدمة غير الإنسان. قوانين لم تجلب للإنسان إلا الذل والهوان، يدعي واضعوها أنها جاءت لصالح الإنسان، والحقيقة أنها جاءت لمصلحتهم هم، قوانين أصبحت مقدسة وأُلغيت لأجلها قدسية الإنسان. لعلنا لا نغالي إذا قلنا أيضاً أنه لا يوجد قانون مقدس على الإطلاق، ولكن يمكن لبعض القوانين أن تكتسب احتراماً عندما تصب في خدمة الإنسان وتقديسه، فالإنسان هو المقدس الوحيد الذي يجب أن تتهاوى أمامه كل المقدسات، فلا المقدسات الدينية ولا المقدسات الوضعية تستحق أن تهدر لأجلها قطرة دم بشرية واحدة. بل من المناسب جداً أن تتضاءل كل المقدسات أمام قدسية الإنسان.

التنمية أحد علامات قدسية الإنسان:

إن الحكومات التي تحترم الإنسان حقاً هي التي توفر له التعليم والصحة والغذاء والسكن وما يرتبط بها من صناعات. أما تلك التي تغفل هذه القضايا وتهتم بقضايا أخرى لا تحفظ قدسية الإنسان لا تستحق منا إلا التنديد والمعارضة. فالتعليم والصحة والغذاء والسكن وما يرتبط بها من صناعات هي محور كرامة الإنسان وقدسيته. ورجل دين يشغل عقول الناس بقضايا الصراعات بين الأديان ولا يكف عن التشهير بعقائد الآخرين وتخطئتهم ولا يوجه الناس إلى ما يحفظ قدسيتهم وكرامتهم هو رجل دين علينا أن نحذره ولا نطمئن له، لأنه ببساطة لا يحترم النباهة بل يقدس الأستحمار على حد تعبير علي شريعتي.

قدسية الأوطان:

كثيراً ما نسمع شعارات وهتافات تمجد الأوطان وترفعها إلى مرتبة القداسة، وفي مقابل ذلك نجدها تلغي قدسية الإنسان وتحوله إلى مسخ مهمته الدفاع عن الأوطان، فشعار (نموت كي يحيى الوطن) هو من هذه الشعارات التي تضحي بالإنسان وتدّعي تقديس الأوطان. وهذه المشكلة ذكرها الشاعر العراقي احمد مطر في قصيدته (يسقط الوطن) والتي جاء في بعض أبياتها:
مِنْ بَعدِنا يَبقى التُّرابُ والعَفَنْ.
نحنُ الوَطَنْ!
مِنْ بَعدِنا تبقى الدَّوابُ والدَّمَنْ.
نحنُ الوَطَنْ!
إنْ لم يكُنْ بِنا كريماً آمناً
ولم يكُنْ محترماً
ولم يكُنْ حُرّاً
فلا عِشنا.. ولا عاشَ الوَطَنْ!.
ما يقصده أحمد مطر هو أن لا كرامة ولا احترام ولا حرية لأي وطن بدون كرامة أو احترام أو حرية للإنسان. وهذا ما ينبغي أن يدركه الجميع حاكمين ومحكومين، فقداسة الإنسان هي مصدر كل المقدسات.

الخلاصة:

إن الغرض من نقد فكرة المقدس هو: أولاً، تحرير العقل. ثانياً، رفض الهيمنة والاستبداد. ثالثاً، فسح المجال أمام فكرة التعددية الدينية. رابعاً، التمهيد لمفهوم السلام العالمي. وهذه النقاط الأربعة تقودنا إلى مفهوم جديد هو قدسية الإنسان، المقدس الوحيد الذي لا يتكلم عن قدسيته إلا القلة، فالإنسان أعلى قيمة في الوجود، وهو الذي من اجله وجدت الديانات وأرسل الأنبياء وظهر المصلحون، وهو الذي من اجله خُلقت كل الموجودات. أما ما يدعيه رجال الدين من وجود خمسة مقدسات هي النصوص والأشخاص والأماكن والأوقات والشعائر، فهي ليست سوى تحجيم لقدسية الإنسان وجعله يعيش لأجل هذه المقدسات المزعومة دون أن تكون هي مُسخرة لتقديسه وحمايته وحفظ كرامته وسعادته. ومن الجدير بالذكر، أننا عندما نندد ونحذر ممن لا يحترمون قدسية الإنسان، نعلن صراحة أيضاً أننا نحترمهم كأُناس ونحافظ على قدسيتهم كبشر وليس كرجال دين أو سياسة أو غير ذلك من الصفات. أنهم مقدسون لأنهم بشر. أما التنديد بهم والتحذير منهم فيصب من وجهة نظرنا في باب مقاومة الشر مقاومة سلمية ايجابية غير عنيفة، فالمحبة الحقيقية تقاوم الشر لأنها تهتم بمصير الناس الواقعين تحت تأثير ذلك الشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الا الاسلام يا واثق1
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 23 - 18:02 )
مرة ثانية اسمح لى ان اعبر لك عن تقديرى لاسلوبك المميز والمرتب فى تناول مواضيعك
واسمح لى يا اخ واثق ان اختلف معك هذه المرة ...فى نظرتك للمقدس فى الاديان عموما وفى الاسلام خصوصا

الفكر الايمانى كما يراه الاسلام لا يرى مقدس لذاته ...واكرر (لذاته )سوى المولى سبحانه وتعالى ..
فهو الملك القدوس ..كما ترى ..القدوس ..هو اسم من اسمائه الحسنى الدالة على صفة القداسة ..اى المنزه عن كل نقص والواجب الخضوع والامتثال له دون ادنى ريب او شك او جدل او مراجعة للنفس وللهوى وللعقل
وكل ما خلا الله يكتسب قدسيته من تقديس الله له وليس تقديسا ذاتيا .

نحن المسلمون لا نقدس الا ما قدسه الله ..ولا نحقر الا ما حقره الله ..

من امثلة ذلك ....من المعروف ان مكة ..مقدسة ..وبها الحرم المقدس ..وبها الحجر الاسود الذى نقبله ...وفيها الحجر الذى يرمز لابليس والذى نرجمه ..
اذا المكان واحد ..والعنصر واحد ..ولكن التعامل مع كل حجر مختلف ..
القتال عند المسجد الحرام ..محرم ...لكن هذا التحريم يسقط ..اذا كان هناك اعتداء يستهدف حرمة الانسان المؤمن ولو كان فى شهر حرام

وكذلك صحح الاسلام النظرة للانبياء ..فلا هم زناة وقتلة وسكيرين
يتبع


2 - الا الاسلام يا واثق2
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 23 - 18:14 )
ولا هم يعبدون من دون الله ..ويقدسون الى حد التأليه ..
فهم بشر ..اصحاب رسالات ..ولهم كل تقدير واحترام وتعظيم ..ولكن ليس الى حد التقديس الذاتى الذى للمولى عز وجل

اما بالنسبة للقران ..فالقران اكتسب قدسيته ايضا بانتسابه الى الله ..وفيه ايات محكمات ..وفيه ايات متشابهات ..ولكل نوع احكامه واهدافه ...والكل من عند الله

ان دم الانسان المسالم..اشد حرمة عند الله من حرمة البيت الحرام

مما سبق يتبين لنا .ان الحق ..هو القيمة العليا ..فى الحياة عند الله .وهى قيمة تسقط امامها ..كل مقدسات الدنيا التى توهم الانسان انها مقدسة لذاتها

وتقبل تحياتى واحترماتى مرة اخرى

ونصيحة يا واثق ..حاول ان تدرس كل دين او عقيدة او فكر على حدة .ولا تضع الاسلام فى سلة واحدة مع باقى العقائد ..لانه دين الوسطية ..الوسطية فى كل شئ ..
ان هذا الدين متين ..فأوغلوا فيه برفق ..ولن يشاد الدين احد الا غلبه
وشكرا لك


3 - حرب مصطلحات
ياسر الحر ( 2011 / 4 / 23 - 18:25 )
وطـني هُنـا.
وطـني : أنَـا
ما بينَ خَفقٍ في الفـؤادِ
وَصفحـةٍ تحـتَ المِـدادِ
وكِلْمَـةٍ فوقَ اللّسـانِ
وطني أنَـا : حُريّـتي
ليسَ التّرابَ أو المبانـي.
أنَـا لا أدافِـعُ عن كيـانِ حجـارةٍ
لكـنْ أُدافِـعُ عـنْ كِيانـي


4 - شكرا على التعليق
واثق غازي عبدالنبي ( 2011 / 4 / 23 - 18:25 )
تحية طيبة اخ شاهر الشرقاوي
اشكرك جزيل الشكر على تعليقك المهم الذي من شأنه أن يغني الموضوع ويلقي الضوء عليه من جوانب ووجهات نظر مختلفة، وبالتالي تصبح وجهة نظر الكاتب هي واحدة من وجهات النظر المتعددة، ولأجل هذا وجدت التعليقات. ولا يسعني ايضاً إلا أن اشكرك على النصيحة التي بالتأكيد سوف آخذ بها، فأنت لم تقدمها لي إلا لحرصك علي ورغبتك في أن أكون أكثر تعمق في دراسة الموضوعات وهذا ما اسعى اليه جاهداً، ولكن القصور والتقصير من طبيعة البشر
أنا بأنتظار تعليق آخر على موضوع آخر.. شكرا للمتابعة


5 - اشكالية المقدس
رويدة سالم ( 2011 / 4 / 23 - 20:40 )
بحث متكامل ووافي لأشكالية تهدد حياتنا وحرياتنا اكثر من خدمتها
مثل المقدس والعنف ثنائية متلازمة منذ البدء لما تدخل الدين في الحياة السياسية للجماعات البشرية وخدمها وخدمته في علاقة جدلية مصلحية صرفة. استغله الساسة واستغل هو بدوره الساسة لخدمة مصالح طبقة الكهان ورجال الدين وخلفاء الله على الارض المتحكمين بمصائر الشعب الذي يقودونه
يمكن ان نعالج كل القضايا الدنيوية بالنقد اللاذع لكن دون المقدسات التكفير والدم وسيف يرفعه ممثلوا الله في وجه كل خارج عن الجماعة ولنا في تاريخنا الاسلامي أمثلة لا تحصى بلغت حد قتل من قال بعدم صحة الولاية في القرشيين فقط في العصر العباسي الى جانب التكفير ومحاولات الاغتيال الذي يتعرض له كل مفكر وناقد بل تمادى الامر الى قتل فنانة كذكرى محمد فقط لأنها نقدت في اغنيتها ملك الوهابية
يقول العزيز شاهران لاقداسة في الاسلام لغيرالله لكن هل يمكن نقد سلوك محمد ياشاهر دون التعرض للقتل وألايعتبر هذا تقديسا ثم الا يقول القرآن [لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ](الفتح: 9)؟
هل يمكن ان نتغاضى عمن يحرق القرآن او يمزقه علنا؟
هل تقبل ان اذكرمساوئ الصحابة


6 - المقارنة بين الأديان تطور المجتمعات و تعقلنها
محمد الشعري ( 2011 / 4 / 24 - 10:31 )
أعتقد أن التخلص من المقدسات يمكن أن يكون سريعا و ربما سهلا أيضا بفضل إعتماد المقارنة بين الأديان و المفاضلة بين الأنظمة. فكلما تعددت الإختيارات و تنوعت الأطروحات المتاحة للجماهير الشعبية تحسنت الأوضاع الثقافية و السياسية و إكتسبت رؤية نقدية و بالتالي عقلانية. إن حث عامة الناس على الشفافية و تدريبهم على التحلي بها في سائر الشؤون الخاصة و العامة يساعدهم على تجاوز الأكاذيب الجماعية التي قد قدسوها حتى صارت هويتهم. إنها بالأساس مسألة تربوية. فالتخلي عن الغيبيات هو كشف للفساد و قضاء عليه و على الأسباب المؤدية إليه. و التخلي عن المقدسات هو التحرر من الإزدواجية التي تقسم المجتمعات إلى علني و سري، أو مدني و عسكري، أو شرعي و غير شرعي. إنها الحرية المرجوة في كل النضال لأجل الشفافية أيا تكن مجالاتها و قضاياها. وهي أيضا المصداقية المنشودة في مختلف الأنشطة المضادة للفساد الشعبي و الحكومي. لهذا تحديدا تكتسب المبادرات الإلحادية أهمية أخلاقية و ديموقراطية سواء للأفراد أو للمجتمعات. فالإلحاد هو نفي التقديس و إستبداله بالتحليل المنطقي العلمي و بالسلوك العقلاني الأخلاقي. و الشعوب تقارِن. وهي حرة واعية. ا


7 - الى القديرة رويدة سالم
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 4 / 24 - 13:24 )
هناك فرق يا رويدة بين النقض او ابداء الرأى المخالف وبين السخرية والاستهزاء

الصحابة ذاتهم بل وامهات المؤمنين كانوا وكن يناقشون النبى ويبدون رأيهم فى حضرته وفى ارائه الشخصية الدنيوية ما لم يكن وحيا وقرانا ..او شئ متعلق بشعائر وتشريعات الدين ..وكان زوجاته يراجعنه ..ويقاطعنه ..وتذكر السيرة الكثير من الوقائع والحكايات التى من الممكن ان ندلل بها على كلامى هذا

محمد كبشر هو انسان بن بيئته وزمانه واعراف قومه ..وهو رجل .وهو انسان يخطئ ويصيب ..اما محمد النبى فله خصائصه ..وله دوره المميز الذى اختصه الله به من دون خلقه ..اما محمد الرسول ..فهو الغاية الكبرى ..والمثال الكامل ...والنموذج الاسنى للانسان كما ينبغى ان يكون .كمتحدى للقدر ..قوى الارادة ..شديد العزيمة ...مفكر ...باحث دائما عن الحلول ..لكل ما يعترضه من عقبات كراعى لأمه وقائد لجماعة ومؤسس لدولة ..ساعيا دائما الى تحقيق اهدافه ..بثقةوثبات .وبالحق ..حازم بلا استبداد ...رحيم بلا خنوع ..غفور وعفو بلا ذلة ولا استكانة ..عزيز بلا استكبار .ولا تعالى ...قوى بلا بطش ولا جبروت ..كريم وسخى بلا سفاهة ولا تبذير ..بشوش ومتواضع بهيبة ووقار

هذا هومحمد


8 - شكرا ولكن....
نبي دجال ( 2011 / 4 / 25 - 03:08 )
السيد واثق غازي المحترم اشكرك فعلا على مقالتك الواضحه والسلسه والمترابطه ولكن دعني اقتبس شيئا مما قاله السيد شاهر الشرقاوي (ونصيحة يا واثق ..حاول ان تدرس كل دين او عقيدة او فكر على حدة .ولا تضع الاسلام فى سلة واحدة مع باقى العقائد ..لانه دين الوسطية ..الوسطية فى كل شئ ..
ان هذا الدين متين ..فأوغلوا فيه برفق ..ولن يشاد الدين احد الا غلبه) وفعلا انه اجاد في تعليقه لانه يدرك تماما الفرق بين الدين الذي قال مؤسسه جعل رزقي تحت ظل رمحي ونصرت بالرعب وباقي مؤسسي الديانات الاخرى. فمن هي الاديان التي اغتالت مخالفيها واشعل انصارها اعمال الشغب والسلب والنهب لمجرد رسوم لا تقدم ولا تؤخر او مؤلف الايات الشيطانيه الذي اهدر دمه فيا ترى ماذا كانوا سيفعلون لو كان مؤلف كتاب شفرة دافنشي يكتب عن نبيهم.ومن هنا يتضح من الذي له ثقه بمصداقية دينه فالدين الصحيح لا يحتاج الى من يدافع
عن المقدس فيه(للكعبة رب يحميها)تصور هذا في الجاهليه وشكرا


9 - القداسة 1
متسائلة ( 2011 / 5 / 19 - 19:04 )
أوافق الأستاذ واثق في الطرح الذي قدمه. فحقا كيف لآرائنا و أحكامنا التي نصدرها في حق الآخر أن تكون موضوعية إن كنا نجزم أننا فقط على حق ونقدس كل ما جاء في ديننا دونما تفكير ملي فيه. إن من تبعات ذلك أن نجد مثلا ليس ببعيد فللأسف مع كل احتراماتي للأخ شاهر: أضن أنك أعطيتنا حجة ضد طريقة تفكير الملايين من المسلمين و أتباع الديانات الأخرى. فمجرد قولك -إلا الإسلام- يجعلك عنصريا مع الآخرين, فنحن لا نقبل أبدا أن يوضع ديننا في محل شك أو تساؤل مع أن هذه هي فطرة الإنسان ومن غيرها لا يمكنه أن يتطور و أن يتوصل لفهم أكبر لما حوله. وبالعكس هذا يعطيك فرصة لتبين أن وجهة نظرك ربما تكون أصح. و بالمقابل نجد أننا لا نتوانى في نقد الأديان الأخرى وتبيان ما فيها من علل و شوائب فلماذا لا نتقبل أن ننتقد أيضا.


10 - القداسة 2
متسائلة ( 2011 / 5 / 19 - 19:07 )
وفي قولك -الانسان المسالم..اشد حرمة عند الله من حرمة البيت الحرام- أرجو منك أخي في الإنسانية أن تبين لي من منطلق أني مسلمة و أحب التساؤل, الأمثلة الآتية:
*ألم يكن كعب بن الأشرف شاعرا و كان في بيته لما هجم عليه بعض الصحابة و قتلوه؟؟؟
*و ماذا عن العجوز أم قرفة التي شدت من رجليها بجملين وقطعت نصفين؟؟؟؟
*و بماذا تجيبني يا ترى عن من قتلت وهي ترضع ابنها؟؟؟؟؟
*و ماذا عن يهود بني قريضة الذين قتلوا جماعيا-كل من أنبت منهم- مع أنهم توسلوا ليعطوا كل شيء للمسلمين و يغادروا المدينة بلا رجعة؟؟؟؟؟؟؟
حقيقة أنا لا أفهم, فابتعد من فضلك يا شاهر عن القداسة, و أجبني عن تساؤلاتي.


11 - الى متسائلة
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 5 / 19 - 21:34 )
الاخت متسائلة
تحياتى
قولى الا الاسلام .لان الاسلام قائم على العقل والاخذ بالاسباب .وليس به لاهوت ولا كهنوت
اما حكاية ام قرفة ..والعصماء وكعب بن الاشرف .فلا تصديقها ...حتى لو كانت مذكورة فى كتب السيرة .لان الكثير منه مدسوس
صدقى الله
صدقى القران
صدقى من السيرة ما يتوافق مع معرفتك بالله وبرسوله وبالقران

او على الاقل افهمى القصة كلها فربما هناك شئ غائب او منقوص فى القصة

هكذا يجب ان يكون يقينك بالله

الرجل الذى يعفو عن قاتلة حمزة وعن قاتله ويقبل اسلامهما ويعفو عنهما بعد ان احل دمهما بسبب غدرهما وتمثيلهما بجثة حمزة بن عبد المطلب اسد الله وعم رسول الله ..لا يمكن ابدا ان يكون قد امر بالتمثيل بجثة احد او ان يكون بهذه القسوة

الرجل الذى يعفوا عن اهل مكة كلهم فى يوم واحد بعد ان ملك امرهم وعاد منتصرا لا يمكن ان يكون بهذه الشراسة
هذا هو المنطق
هذا هو العقل
هذه هى المعرفة

اما قصة بنى قريظة فاعدك ان يكون الموضوع التالى لموضوع عائشة الذى احضره ليكون الموضوع الاتى .لأننى مللت من هذا

عائشة وطفولتها .وبنى قريظة والمذبحة

وشكرا لك


12 - أهل مكة فقط
متسائلة ( 2011 / 5 / 19 - 22:35 )
أخي شاهر تذكرني بكاتبة قرأت لها مقالة في الانترنت مرة تقارن فيها الإسلام مع ديانات أخرى و لكنها للأسف تحكم من الأول و تعطي حججا فقط بقولها أن الإسلام دين الحق, دون التقيد بالمنهج العلمي.
فقولك أن الرسول (ص), عفى عن أهل مكة صحيح ولكنه يطرح التساؤل, فهم مهما كان أهله وعشيرته. وأنت تعلم أنه في العديد من المرات مدحهم ولم يسمح حتى لصحابته الذين كانوا أحسن منهم في ميزان الإسلام أن يقولوا عنهم سوءا. فهم مها كان أهل الجود و الكرم...... و نهى أيضا عن قتلهم (من لقي منكم العباس أو أحدا من بني هاشم فلا يقتله) وفي المقابل أمرهم بقتل المشركين حتى لو كانوا أباءهم.
أما فيما تعتبر أنها حكايات مدسوسة في كتب السير، فأنا أقول لك كيف إذا أنت في الوقت نفسه تستشهد بهذه الكتب لتبين صحة قولك. فهنا أود أن أنوه بأن هذه القصص ذكرت في كتب يعتمد عليها في دراسات إسلامية جادة ومن رواة يشهد لهم بالثقة.
أما أن تقول لي بأنه ربما تكون من وراء هذه القصص عبرة. فأنا لا أرى أي عبرة و لا أريد أي درس يأتيني من حوادث بشعة كهذه, حتى مع أنني مسلمة يجب أن أكون ضد أي شيء لم أرى فيه أي وجه حق.


13 - تابع
متسائلة ( 2011 / 5 / 19 - 22:37 )
لذلك علينا لنخرج من التخلف الذي نعيشه أن نتعلم أن نرفض كل ما هو مناف للمنطق.
وأرجوا أن تعلمني عندما تنشر مقالك.

اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا